لافتة تحمل صوراً لجميع رؤوس الفساد فى النظام السابق نجحت مليونية جمعة التطهير في تأكيد استمرار الثورة في تحقيق اهدافها .. وبالرغم من اختلاف التوجهات والانتماءات السياسية والمشادات التي شهدها ميدان التحرير امس الاول . الا ان الجميع اتفق علي عدم التنازل عن محاكمة رأس النظام السابق الرئيس حسني مبارك واسرته جنائيا والقصاص العادل منهم. كما اتفق الجميع علي استمرار االثورة حتي يتم تطهير البلاد من الفاسدين وفلول النظام البائد في كافة المؤسسات من وزارات وجامعات وبنوك وشركات. »الاخبار« رصدت من داخل ميدان التحرير كواليس مادار في جمعة التطهير. الساعة كانت تعدت الخامسة مساء مئات الالاف يحتشدون حول منصة المحكمة الشعبية التي عقدت لمحاسبة رؤوس الفساد لسماع الحكم. المستشار محمود الخضيري يمسك بالميكرفون ويحاول كل شخص من المتظاهرين تهدئة من بجواره حتي يستطيع سماع الحكم . محكمة . قررت المحكمة تأجيل النطق بالحكم لجلسة الجمعة القادم 15 ابريل. وفور صدور الحكم سادت حالة من التذمر في اوساط المتظاهرين الذين احتشدوا في الميدان منذ الصباح الباكر لحضور محاكمة الرئيس السابق .. وبعد محاولات للتعرف علي اسباب التأجيل كانت الاسباب المعلنة هي التأجيل للاستماع الي شهود الاثبات ودفاع المتهمين الذي غاب عن المحاكمة والاطلاع علي المستندات المقدمة في التهم المنسوبة اليهم. اما الاسباب غير المعلنة والتي ادت الي حدوث مناوشات علي المنصة نتيجة وجود رؤيتين الاولي اصدار الحكم الذي يشفي غليل امهات الشهداء و الملايين من ابناء الشعب والثانية التأجيل للجمعة القادمة ومنح فرصة اخيرة لتقديم الرئيس السابق حسني مبارك واسرته الي محاكمة جنائية يرضي عنها الشعب . المناوشات والمشادات التي حدثت قبل صدور الحكم لم تكن الاولي او الاخيرة التي شهدتها جمعة التطهير . نريدها مدنية وقد تسببت محاولة 5 اشخاص يرتدون الزي العسكري في تعطل بدء المحاكمة الشعبية لاكثر من ساعة والتي كان مقررا بدؤها في الثالثة والنصف عصرا .. واصر الموجودون علي المنصة علي عدم صعود اي شخص يرتدي زيا عسكريا مؤكدين ان المحاكمة مدنية فقط .. وكانت احداث جمعة التطهير قد بدأت بمفاجأة عندما قام الداعية الاسلامي صفوت حجازي بالقاء خطبة الجمعة بدلا من الشيخ مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم وهو ما جعل حجازي يقدم اعتذارا للشيخ مظهر قبل ان يختم خطبته واكد إن اللجنة المنظمة هي التي طلبت منه ذلك وقام حجازي بتقبيل يد الشيخ مظهر شاهين.. وقد تحول ميدان التحرير الي ساحة للتنافس بين الاحزاب المختلفة سواء القديمة او التي مازالت تحت التأسيس وحاولت استغلال جمعة التطهير في الاعلان عن نفسها. هنا الاخوان وكان للاخوان المسلمين نشاط ملحوظ داخل الميدان من خلال توزيع منشورات تحت عنوان » يد تبني ويد تحمي« واكدوا فيها تضامنهم مع العمال والمطالبة بتحقيق مطالبهم . بينما قام السلفيون بعمل وقفة امام مسجد عمر مكرم لتبرئة انفسهم من هدم الاضرحة وقاموا بعمل مسيرة داخل الميدان وزعوا خلالها المنشورات التي تؤكد ان الجماعة السلفية ليست حزبا سياسيا ولكنها دعوة للاصلاح والرجوع للاسلام. . بينما قام حزب الوفد بالاستعانة منصة متحركة علي سيارة نصف نقل مزودة بمكبرات صوت واخذت تجوب الميدان لتؤكد تضامن الحزب مع مطالب المتظاهرين . وبالاضافة الي الكواليس التي حفلت بها جمعة التطهير، فإن تلك الكواليس قد بدأت قبل 48 ساعة، وشهدت ساعات ما قبل الجمعة خلافات كادت ان تعصف بجمعة التطهير.. بسبب الخلاف علي 3 قضايا اولها الخلاف علي المنصة ورغبة كل طرف في السيطرة عليها والاختلاف حول وضعها امام مجمع التحرير أو في مكان الجلسة الاولي للمحاكمة امام »هارديز«.. وثانيها الخلاف علي المحاكمة ورغبة كل تيار في ان يكون هو صاحب الفكرة وراعيها رغم ان منسق »الجبهة الحرة للتغيير السلمي« عصام الشريف اعلن منذ بداية الاسبوع الماضي ان الجبهة هي الجهة المنظمة للمحاكمة واكد صحة هذه المعلومة المستشار محمود الخضيري رئيس المحكمة الشعبية. منصة واحدة المكان.. نقابة الصحفيين يوم الاربعاء 6 ابريل قبل جمعة التطهير ب 84 ساعة، الحدث اجتماع تنسيقي لعدد من التيارات للاعداد لجمعة التطهير وتحديد منصة واذاعة واحدة رئيسية لكل التيارات خلال المظاهرة المليونية بميدان التحرير.. ووفقا لرواية سيد سالم منسق حركة »فداكي يا مصر« فإنهم طلبوا »الكلمة« مع عدد من ممثلي التيارات الاخري إلا ان الاعلامي احمد منصور المنتمي لجماعة الاخوان رفض طلبه وقال ان الكلمة مخصصة للصحفيين فقط .. أما التنسيق الثاني: المكان.. »جروبي« الخميس 7 ابريل، الحدث وفقا لروايات »اعضاء حركة فداكي يامصر« اجتمع طارق زيدان مؤسس ائتلاف مصر الحرة الممول الاكبر لتكاليف انشاء المنصة بالميدان بقيادات الحركة في محاولة لتقريب وجهات النظر مع جماعة الاخوان. جمعة لكل المصريين المكان.. ميدان التحرير يوم الخميس 7 ابريل ..الحدث.. هتافات ضد الاخوان من قبل بعض المستقلين وعدد من التيارات بعد وصول الشيخ صفوت حجازي إلي الميدان.. وهنا اختلفت روايات شهود العيان حيث اكد بعضهم ان الشيخ صفوت غادر الميدان فور سماعه للهتافات.. واكد عدد آخر انه اجتمع بالمعارضين لوجود الاخوان ووعدوهم بان »جمعة التطهير« ستكون لجميع المصريين.