«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى البيان رقم 2: القوات المسلحة المصرية تعلن أنها تضمن الإصلاحات وانهاء الطواريء
نشر في الشعب يوم 11 - 02 - 2011

أعلنت القوات المسلحة المصرية اليوم الجمعة، أنها تضمن إنهاء حالة الطواريء وإدخال اصلاحات سياسية وافق عليها الرئيس حسني مبارك بعد تفجر احتجاجات الغضب في البلاد قبل 18 يوما.
وقال البيان الثاني الذي أصدره المجلس الاعلى للقوات المسلحة أن القوات المسلحة تضمن إنهاء حالة الطواريء السارية في البلاد منذ 30 عاما حين تنتهي الظروف الراهنة المتمثلة في الاحتجاجات.
نص البيان
نظراً للتطورات المتلاحقة للأحداث الجارية والتى يتحدد فيها مصير البلاد وما تقرر أمس من تفويض الرئيس مبارك لنائبه السيد عمر سليمان من اختصاصات، وإيماناً من مسئوليتنا، تضمن القوات المسلحة تنفيذ التالى:

إنهاء حالة الطوارئ فور انتهاء الظروف الحالية، والفصل فى الطعون الانتخابية وما يلى بشأنها من إجراءات، إجراء الانتخابات التشريعية، والالتزام بالتعديلات التشريعية اللازمة وإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وفق التعديلات الدستورية.

كما تلتزم القوات المسلحة برعاية مطالب الشعب المشروعة ومتابعة تنفيذها فى التوقيتات المحددة حتى يتم الانتقال السلمى للسلطة، الذى يتطلع إليه أبناء الشعب، وصولاً إلى المجتمع الحر، وتؤكد على عدم الملاحقة الأمنية للشرفاء الذين رفضوا الفساد وطالبوا بالإصلاح، وتطالب المواطنين بضرورة انتظام العمل بمرافق الدولة، وعودة الحياة الطبيعية حفاظاً على سلامة الممتلكات والأماكن.

وبينما استعد مئات الالوف من المصريين لاحتجاجات واسعة يوم الجمعة حذر البيان من المساس بأمن البلاد.

احتشد منذ صباح اليوم أكثر من 2 مليون شخص في ميدان التحرير لتأكيد رفضهم خطاب مبارك والتشديد على المطالبة برحيله وكافة رموز النظام.

وأكد شهود عيان أن المتظاهرين لا يزالون يتدفقون على الميدان من مداخله الستة, مشيرين إلى أن الميدان لم يعد به موضع قدم.

وتحدث الكثير من الناشطين عن اعتزامهم التحرك عصراً باتجاه قصر العروبة بمصر الجديدة, مرددين شعارات "النهاردة العصر هنروح القصر".

كما رصد البديل عدة مسيرات غاضبة قادمة من اتجاهات مختلفة في طريقها إلى ميدان التحرير وهي تردد "إرحل يعني أمشي هو أنت ما بتفهمشي".

يذكر أن ما لا يقل عن مليوني متظاهر قد استقبلوا خطاب مبارك الليلة الماضية بغضب شديد, وقاموا برفع الأحذية في مقابل صورته.. ورددوا هتافات "الشعب يريد إسقاط الرئيس".

آلآلاف يحاصرون قصر الرئاسة
وتوجه آلاف المتظاهرين لحصار القصر الرئاسي في مصر الجديدة، ومبنى التلفزيون على كورنيش النيل، بينما دعا آخرون إلى عصيان مدني ردا على خطاب مبارك أمس الخميس، بينما يحتشدون لمظاهرات مليونية جديدة بعد صلاة الجمعة للمطالبة بإسقاط مبارك والنظام.

فقد توجه نحو سبعة آلاف متظاهر إلى مبنى قصر العروبة "الرئاسة" في مصر الجديدة مندفعين بسخطهم من خطاب الرئيس الذي أعلن فيه بقاءه في منصبه مع تفويض صلاحياته لنائبه عمر سليمان، في حين توجه عشرة آلاف إلى مبنى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون.

أسلاك شائكة
وكان الطريق إلى قصر العروبة خاليا دون حواجز، لكن محيط القصر أحاطه الجيش بأسلاك شائكة مع وجود عشرات من الحرس الجمهوري لحمايته.

وأضاف الناشط أن ضباطا من الجيش بدؤوا بالتفاوض مع المتظاهرين وحاولوا إقناعهم بالعودة إلى ميدان التحرير باعتباره أكثر أمنا وأنسب للتظاهر، مؤكدين لهم أن الرئيس غير موجود في القصر.

كما توجه نحو عشرة آلاف متظاهر إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون وحاصروه مشكلين بؤرة اعتصام جديدة، رغم أنه تم إخلاء المبنى من معظم العاملين فيه تحسبا لاقتحامه من قبل المتظاهرين.

وحاول ضباط الجيش الذي تحمي قواته المبنى تهدئة المتظاهرين، بيد أن الشباب هتفوا فيهم وطالبوهم بالتدخل وعزل مبارك.

غضب الشباب
وكانت حالة من الغضب قد سيطرت على غالبية المتظاهرين الذين امتلأ بهم ميدان التحرير ليلة الجمعة عقب خطاب مبارك، ودخل بعضهم في صراخ هستيري ، معتبرين أن الرئيس تنكر في خطابه لدماء الشهداء الزكية.

وقام بعضهم بمظاهرات في شوارع منطقة وسط البلد حاملين العلم المصري، مرددين هتافات معادية للنظام ولكل المؤسسات الأمنية بالدولة.

ولوح محتجون في ميدان التحرير بالأحذية تعبيرا عن خيبة الأمل خلال بث التلفزيون الحكومي كلمة الرئيس مبارك، وقال شهود عيان إن أحد أعضاء "ائتلاف ثورة 25 يناير" قال إن شباب الثورة سيدعون إلى "العصيان المدني العام حتى سقوط النظام".

مبارك.. مخيب آمال المصريين
وكان مبارك قد خيب آمال وطموحات ملايين المصريين أمس الذين كانوا يتوقعون منه إعلان احترامه للإرادة الشعبية وتنحيه عن السلطة ، وظهر في بيان مسجل، تأخر نشره كثيرا في التليفزيون الرسمي، لكي يعلن عن تعازيه لأسر الشهداء الذين سقطوا برصاص الشرطة المصرية والبلطجية الذين حشدهم حزب الرئيس، ويؤكد أنه طلب تعديل بعض مواد الدستور، كما أنه فوض نائبه اللواء عمر سليمان ببعض صلاحياته في إدارة شؤون الدولة.

وقد انطلقت موجة واسعة من الغضب بين ملايين المصريين المعتصمين في ميدان التحرير أو غيره من الميادين والشوارع فور انتهاء الخطاب، الذي اعتبرته الجماهير سلوكا غير أخلاقي من الرئيس أمام مطالب ملايين المواطنين تكرارا بتنحيه عن السلطة، في الوقت الذي يقول فيه أنه ليس طالب سلطة، بينما يتمسك بالسلطة حتى آخر نفس على الرغم من إدراكه حجم المخاطر التي تتعرض لها البلاد والشلل الإداري والاقتصادي والسياسي من جراء إصراره على البقاء في السلطة.

وكان سليمان، نائب مبارك، قد أذاع بيانا عقب بيان الرئيس في التليفزيون الرسمي أيضا لم يأت فيه بأي جديد سوى أنه سوف يواصل حواراته مع قوى المعارضة ويبذل في ذلك أقصى جهده.

وتسود حالة من الغموض الشديد موقف المؤسسة العسكرية التي أذاعت بعد عصر أمس بيانها الأول الذي أكد على اضطلاعها بمسئولياتها في حماية الشعب ومكتسباته وإيمانها بالمطالب المشروعة للشعب، وأن المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الأحداث، وهو ما أعطى مؤشرا على أن الجيش قد يتولى قيادة الدولة في المرحلة المقبلة، خاصة وأن الاجتماع خلا من وجود الرئيس مبارك على الرغم من أنه، دستوريا، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وكان مبارك قد كشف في خطابه عن سلسلة من الإجراءات والخطوات التي اتخذها تحت ضغوط الشعب الثائر، وعلى رأسها المطالبة بتعديل ست مواد دستورية تستهدف التخفيف من شروط الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، متمثلة في المادة 76 من الدستور، إلى جانب المادة 77 بما يؤدي إلى إلغاء التأبيد بالرئاسة، والمادة 88 المتعلقة بالرقابة على الانتخابات، والمادتين 93 و189.

كما طالب بإلغاء المادة 179 من الدستور، بما يؤدي إلى تحقيق التوازن بين حماية مصر من خطر الإرهاب والحفاظ على الحقوق المدنية للمواطن، في خطوة لفتح الباب أمام إلغاء العمل بقانون الطوارئ الساري بالبلاد منذ 30 عاما، حالما تسمح الظروف بذلك وبعد أن تستعيد مصر استقرارها.

وحرص مبارك وعلى خلاف خطابه السابق على الإعراب عن تعازيه لذوي الضحايا الذين سقطوا في المظاهرات والذين يتجاوز 300 شهيد بحسب التقديرات، مؤكدًا أنه لن يترك دماء "الشهداء" تضيع هدرا ولن يتهاون في معاقبة المتسببين عنها بكل الشدة والحسم.

وتوجه قائلا لذوي الضحايا "دماء الشهداء لن تضيع هدرًا وسأحاسب الذين أجرموا في حق شبابنا وفقا للقانون من عقوبات رادعة وأقول لعائلات هؤلاء الضحايا الأبرياء إنني تألمت كل الألم من أجلهم مثلما تألمتم.. وأوجع قلبى ما حدث لهم كما أوجع قلوبكم "، وقال إنه أصدر أوامره بسرعة التحقيق مع المتسببين في ذلك.

واعترف مبارك الذي يحكم مصر منذ 30 عامًا بارتكاب نظامه أخطاء، لكنه قال إن "ذلك واردًا في أي نظام، وفي أي دولة لكن المهم هو الاعتراف بها وتصحيحها في أسرع وقت ومحاسبة مرتكبيها".

وقال متوجها للمتظاهرين إنه ماض في تنفيذ تعهداته والاستجابة لما اعتبرها مطالب "عادلة ومشروعة" لهم، وأضاف "أقول لكم إن استجابتي لصوتكم ورسالتكم ومطالبكم هو التزام لا رجعة فيه وأنني عازم كل العزم على الوفاء بما تعهدت به بكل الجدية والصدق وحريص كل الحرص على تنفيذه دون ارتداد أو عودة إلى الوراء. إن هذا الالتزام ينطلق من اقتناع أكيد بصدق ونقاء نواياكم وتحرككم وبأن مطالبكم هى مطالب عادلة ومشروعة".

وأبدى استعداده كما أكد للاستماع للشباب، "فالأخطاء واردة في أى نظام سياسي وأقول لكم إنني كرئيس للجمهورية لا أجد حرجا أو غضاضة أبدا في الاستماع لشباب بلادي والتجاوب معه"، واستدرك قائلا: "لكن الحرج كل الحرج والعيب كل العيب ومالم ولن أقبله أبدا أن أستمع لإملاءات أجنبية تأتي من الخارج أيا كان مصدرها وأيا كانت ذارئعها أو مبرراتها"، في إشارة تحد لرفضه الضغوط الدولية المؤيدة لمطالب المتظاهرين بضرورة تنحيه عن السلطة.

وأشار إلى ضرورة استمرار الحوار الوطني الذي انطلق بين الحكومة والأحزاب والقوى السياسية في مصر للخروج من الأزمة الراهنة، وقال إنه يتعين مواصلته من خلال لحوار مسئول مع كافة قوى المجتمع، من أجل الوصول إلى خريطة طريق واضحة بجدول زمني محدد لتسليم السلطة، وذلك بعد إجراء انتخابات رئاسية تعهد بأن تكون "حرة ونزيهة" في سبتمبر المقبل.

وأبدى مبارك، الذي استعرض تاريخه في العمل العام قبل أكثر من 60 عاما ومشاركته في العديد من الحروب!، أسى لما يتعرض له هذه الأيام، وقال "يحز في نفسي ما ألاقيه من بعض بنى وطني"، في إشارة إلى المتظاهرين الذين يتمسكون بالمطالبة برحيله على الفور وعدم البقاء حتى نهاية ولايته. مع ذلك أكد أنه "لن يغادر مصر وسيظل فيها حتى يوارى الثرى في ترابها".

وكانت أجواء من الترقب سادت لعدة ساعات، هي الفترة بين البيان الأول الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة والخطاب الذي توجه به مبارك إلى الشعب المصري، وامتزجت مشاعر المصريين أثناء ذلك بين الشعور بالفرحة تجاه المؤشرات على تنحي مبارك، والخوف من تسليمه سلطاته إلى نائبه عمر سليمان، أو أن يكون ذلك علامة على انقلاب عسكري.

وقابل المتظاهرون بميدان التحرير بيان القوات المسلحة بحماسة بالغة وظل يهتفون "الجيش والشعب.. يد واحد"، كما رددوا النشيد الوطني لمصر، لكن سرعان ما بدأ البعض يعبر عن مخاوف من سيناريوهات يخشى المتظاهرون أن تمثل التفافا على مطالب الثوار، وعلى رأسها إسقاط حكم الرئيس مبارك.

وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة أعلن في بيانه الأول بعد انعقاده المفاجئ مساء الخميس بدون حضور الرئيس مبارك أنه سيواصل اجتماعاته لمناقشة "ما يمكن تحقيقه للحفاظ على البلاد ومكاسب الشعب المصري، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم الجيش.

وقال المجلس في بيانه الأول إنه سيظل في حالة انعقاد دائم "لاتخاذ ما يلزم لحماية مكتسبات وطموحات شعب مصر".

وإثر ذلك اجتهد المحللون في قراءة مضمون البيان، وذهب الكثيرون إلى أنه يحمل تأكيدًا ضمنيًا على انحياز الجيش للشعب في مطالبه بشأن إسقاط الرئيس مبارك وعدم الاستمرار كما كان يرغب في ولايته حتى سبتمبر المقبل.

وقبل وقت من توجيهه الخطاب للشعب المصري، عقد مبارك اجتماعين متتاليين مع نائبه عمر سليمان، والثاني مع رئيس الوزراء أحمد شفيق، لكن ظلت هناك حالة من الغموض والتضارب حول القرار المرتقب.

أسهم في ذلك تصريحات المسئولين، فبينما صرح رئيس الوزراء الفريق أحمد شفيق لهيئة الإذاعة البريطانية أنه يتوقع أن يتنحى مبارك عاد ليؤكد في تصريحات للتلفزيون المصري أن كل شىء فى يد الرئيس مبارك وإن كل ما يدرس في المجلس الأعلى للقوات المسلحة يخطر به القائد الأعلى للقوات المسلحة.

بينما قال الدكتور حسام بدراوي الأمين العام للحزب "الوطني" الحاكم إنه سيندهش إذا ظل الرئيس مبارك رئيسًا حتى الجمعة. وصرح في اتصال هاتفي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" أنه يعتقد أن الشيء الصحيح الذي يتعين القيام به هو اتخاذ إجراء يرضي المحتجين.

ويشار إلى أن كثير من المصادر أكدت توجه مبارك إلى شرم الشيخ، قبيل 3 ساعات من بث خطابه "المسجل"، وبرفقته عدد من المسئولين التنفيذيين والعسكريين.

الفعلي والشرعي
من ناحية أخرى، أعلن السفير المصري لدى واشنطن يوم الخميس ان حسني مبارك فوض كل سلطات رئيس الجمهورية الى نائبه لكنه ما زال "رئيس الدولة الشرعي".

وادلى السفير سامح شكري بهذا التصريح بعد ان القى مبارك كلمة لم يصل فيها الى حد اعلان تنحيه عن الحكم. وقال لشبكة تلفزيون سي.ان.ان "الرئيس مبارك نقل كل السلطات الى نائب الرئيس".

وسئل السفير هل مازال مبارك رئيس الدولة فرد بقوله "هو ما زال رئيس الدولة الشرعي". واضاف ان نائب الرئيس عمر سليمان "هو الرئيس الفعلي".

وقال السفير ان نائب الرئيس نفسه ابلغه ان "الرئيس مبارك نقل كل السلطات الى نائب الرئيس".

واضاف قوله ان سليمان "يضطلع الان بكل سلطات الرئيس بموجب الدستور".

وكان الرئيس مبارك قد ألقى خطابا مساء أمس فوض فيه صلاحياته لنائبه عمر سليمان وفقا للدستور, بعد أن تسربت أنباء قبل الخطاب عن تنحيه.

ردود فعل مستنكرة
هذا، وقوبل إعلان الرئيس حسني مبارك بتفويض نائبه عمر سليمان اختصاصات رئيس الجمهورية وفق ما يحدده الدستور، بردود فعل من جانب قوى المعارضة التي كانت تأمل في خطوة أكبر من ذلك وهو أن يستجيب للمطالب بالتنحي عن الحكم.

وقال أيمن نور زعيم حزب "الغد" في تصريحات لفضائية "الحرة" إن مبارك بهذا الخطاب خرج بالفعل من المشهد السياسي، ولكن ليس بما كان ينتظره الشعب المصري، فخروجه ليس كاملاً بل خروجًا عن ممارسة اختصاصاته كرئيس مع بقائه مدة الستة أشهر المتبقية.

وأضاف: الآن السيد عمر سليمان يطلب استكمال الحوار آمل أن يكون الحوار على خلفية مختلفة عن حواره السابق الذي جاء بأجندة مختلفة عن مطالب الشعب ولم تحترم آراء الذين شاركوا وبالتالي انسحبوا من الحوار ونحن رفضنا المشاركة فيه.

وأوضح أن المتظاهرين ردوا على خطاب مبارك بهتاف واحد: "إرحل"، لأن الخطاب جاء دون المستوى الذي كان متوقعًا، وتابع قائلا: نحن الآن ننتظر بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة بيان اثنين يشمل بعض التفاصيل التي لم يذكرها.

من جانبه اعتبر محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق لجماعة "الإخوان المسلمين" أن قرار مبارك يتناقض مع ما قاله في بداية خطابه حول مطالب الشعب، لأن المطالب واضحة، وهي رحيل مبارك ورحيل النظام ونقل السلطة إلى حكومة وطنية من المختصين والإفراج عن المعتقلين وحل مجلسي الشعب والشورى ورفع قانون الطوارئ.

وأضاف في تصريحات تلفزيونية "مازال الرجل مصرًا على أن يبقى رئيسًا وأن ينقل بعض اختصاصاته لنائبه عمر سليمان وتصبح الأمور كما هي في يده رغما عن الشعب المصري، أنا غير مرتاح لهذه الرسالة، وأتمنى الرشد والعقل لنخرج من هذه الأزمة، فكلام حسني مبارك مرفوض رفضًا تامًا من شباب مصر الثوار وشعبها".

ووصف مبارك بأنه ظهر وكأنه "أصم لا يسمع وأعمى لا يرى، فهل هذا الرجل ليس معه مستشارون ينقلون له نبض الشارع منذ 25 يناير فهو يعطي التنازلات بالتقطير"، واصفا هذا الأمر بأنه "استهتار بعواطف الناس ويخيل لي أن هذا الخطاب ليس فيه شيء لمصلحة مصر والله سيحاسبه على هذا التخلف الذي وصلت له مصر، وهذا ما قلته له مسبقا أنه سيقف أمام الله وحده وسيحاسب على ما فعل في أمته".

بدوره، قلل الإعلامي حمدي قنديل في تعليق لفضائية "الجزيرة" مما أعلنه مبارك، وقال إنه لم يقدم جديدًا في خطابه الذي وصفه بأنه جاء محبطًا وصادمًا، ووصف تجاوبه بالمتأخر مع الناس وأنه جاء أقل من سقف طموحاتهم ومطالبهم، فهو بتفويضه لنائبه لم يقدم شيئاً عظيماً ولم يقدم شيئاً على الإطلاق، فالشعب لا يريد النائب والجماهير المحتشدة لا تريده وتطلب رحيله بل محاكمته".

وطعن في شرعية اللجنة الدستورية التي أنشأها ووصفها بأنهت "غير شرعية"، لأن الذي أصدر قرار بتشكيلها رئيس "غير شرعي"، معتبرا أن الخطاب فيه استجداء للعواطف وفيه بطولة مصطنعة ويتحدث عن أشياء مملة عن حرب أكتوبر وبطولاته في أكتوبر للأسف اليوم مات بطل أكتوبر الحقيقي وهو الفريق الشاذلي".

وأبدى استغرابه من حديثه عن رفضه التدخلات الخارجية في شئون مصر، وقال إنه "يتحدث عن عدم تدخل أجنبي وهو الذي أتى بهم إلى مصر وجعلهم يتحكمون في وطننا ويتدخلون في شئوننا، هذا الرجل لو لم ير غضاضة في الاستماع لشباب بلده كما يدعي فلماذا لا يستمع إليهم، البلد مشلولة بالكامل وفي حالة عصيان واضح قلنا لا لمبارك قلنا رحيل مبارك بل محاكمة مبارك".

كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش:
"خطاب مبارك هو اخر ما نحتاجه للانفصال عن النظام المنتهك للحقوق على مدى 30 عاما.. التغييرات الشكلية لا تكفي للوفاء بمطالب الشعب المصري بالديمقراطية وحقوق الانسان. على حكومات الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي ان تستخدم نفوذها والمساعدات التي تقدمها للتشجيع على اصلاح حقيقي".

محمد البرادعي على تويتر:
"مصر ستنفجر .. وعلى الجيش أن ينقذ البلاد الان".

سيباستيان سبيو - جاربراه المدير التنفيذي لدامينا ادفايزورز:
"مبارك فقد تأييد غالبية الشعب المصري والولايات المتحدة والجيش ورحيله في نهاية المطاف عن الرئاسة حتمي رغم المسرحيات الشيكسبيرية المحيطة ببروتوكول خروجه من السلطة. مبارك قال انه سيسلم سلطاته الرئاسية الى نائبه عمر سليمان لكنه سيظل رئيسا. هذه المهزلة لن تستمر طويلا حين يسعى سليمان سريعا الى تعزيز سلطاته وتنحية مبارك".

شركة (ستراتفور جلوبال انتلجنس فوركاستنج):
"ربما لا يزال مبارك يحاول التشبث بالسلطة لكن هذا لا يعني انه ليس لدى الجيش خطة. من المرجح ان الجيش توقع رفض المعارضة التام لتنازلات مبارك المحدودة. ومن ثم فان الساعات المقبلة ستبين ما اذا كان هذا هو رد الفعل الذي ينتظره الجيش لاضفاء الشرعية على تدخله لانه اذا لم يتدخل الجيش فان السيناريو التالي المرجح هو خروج المظاهرات عن نطاق السيطرة."

اليوت ابرامز الزميل البارز لدراسات الشرق الاوسط في مجلس العلاقات الخارجية:
"أخشى ما أخشاه انه اذا لم تنته المظاهرات أن يبدأ الجيش بالانقسام بسبب هذا."

نبيل عبد الفتاح من مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية:
"للاسف اعتقد ان هذا الخطاب سيكون نقطة حاسمة في تطورات الازمة. لقد دفع في حقيقة الامر بالازمة الى منطقة مظلمة.

"هذا يبدو عودة الى السلطة السياسية القمعية التي تنظر الى ما حدث باستعلاء."

حسن نافعة محلل سياسي مستقل ومعارض للحكومة:
"الخطاب يعبر عن زعيم ذي عقلية مريضة غير قادر على التخلي عن السلطة وخائف من التبعات بعد كشف فساده".

"مبارك غير واع بالاضطرابات في الشارع المصري وسيدفع بالبلاد الى الفوضى. المصريون يشعرون بالاهانة. سيخرج نصف شعب مصر على الاقل غدا الى الشوارع. سيتعين على الجيش التصرف سريعا."

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي:
"آمل من كل قلبي من أجل الديمقراطية الوليدة في مصر ان يتاح للمصريين وقت لتشكيل الهياكل والمباديء التي تساعدهم في ايجاد الطريق الى الديمقراطية وليس الى شكل اخر من الدكتاتورية.. الدكتاتورية الدينية مثلما حدث في ايران".

وزير الخارجية البريطاني وليام هيج على تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي):

"ندرس بعناية ما قاله الرئيس ونائب الرئيس المصريان. لم يتضح على الفور ما هي السلطات التي فوضت وما هي التبعات الكاملة.

"نعتقد أن حل هذا الموقف يرجع الى الشعب المصري نفسه. كل ما نريده في المملكة المتحدة هو طريقة سلمية وديمقراطية".

برايان كاتوليس خبير في شئون الشرق الاوسط في المركز من أجل التقدم الامريكي في واشنطن والمستشار غير الرسمي للبيت الابيض:

"السؤال المهم الان هو ماذا يحدث في الشوارع وكيف سيتعامل الجيش معه".

"يبدو لي أن الجيش يرسل اشارات مختلفة. في وقت سابق اليوم ذكرت تقارير ان قادة عسكريين بارزين قالوا للمتظاهرين ان جميع مطالبكم ستلبى. هذا بوضوح لم يكن الواقع اذا استمعت لكلمتي مبارك وسليمان. هذا يوحي لي ببعض احتمالات بوجود انقسامات داخلية".

روبرت سبرنجبورج استاذ شئون الامن الوطني في كلية الدراسات العليا البحرية الامريكية:

"انها خطوة استفزازية بشكل كبير. هناك رجال يائسون على استعداد للمقامرة بمصير الامة من اجل مصالحهم الشخصية. انها لحظة سيئة جدا في تاريخ مصر".

"الخطابان الليلة لم تكن نيتهما انهاء الازمة بطريقة سلمية لكن اشعال الموقف كي يكون هناك مبرر لفرض حكم الجيش المباشر".

"هم لا يخاطرون فقط بتماسك الجيش لكن حقا، وانا استخدم هذا المصطلح بتحفظ، بل بوقوع حرب اهلية.

"اعتقد ان هناك حاجة لتوضيح (من قبل القوى الخارجية) ان مبارك ونظامه يغامران بخسارة مستقبل مصر. فمصر في كارثة اقتصادية. وسيتعين انقاذها والاجابة القريبة على ما يقومون به الان هو انه لن يتم انقاذها بأي شيء مثل نظام عسكري مرتبط بمبارك وعمر سليمان وهؤلاء الاشخاص الذين هم جزء من النظام".

انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية:

"الحقيقة هي انه حتى كبار القادة العسكريين على قمة هرم السلطة بعد مبارك ليس لديهم تقريبا اي فكرة عما سيحدث بعد ذلك. وسيستغرق الامر اياما قبل ان يعرف اي شخص كيف سيتم انتقال السلطة ومن سيرحل ومن سيبقى وكيف ستكون النتيجة مستقرة حقا".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.