لا يخلو ميدان أو شارع مصرى فى رمضان من موائد الرحمن لإفطار الصائمين، إلا أن الشهر الكريم يأتى هذا العام وسط أجواء سياسية متوترة عقب نجاح الشعب المصرى فى عزل الرئيس محمد مرسى وما تبعه من محاولات لإفساد فرحة المصريين، لذا طالب عدد كبير من شباب الثورة والسياسيين وجموع الشعب رجال الأعمال وأهل الخير الذين اعتادوا على إقامة موائد الرحمن سنويًا بإقامتها هذا العام فى ميادين الثورة وأبرزها التحرير للتأكيد على أن مصر ستظل بلد الأمن والأمان، فضلًا عن استمرار الشعب فى التلاحم بالميادين للحفاظ على مكتسبات ثورته العظيمة. بداية دعا الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة، كل أهل الخير فى مصر، وخاصة فى محافظتى القاهرة والجيزة. والذين يقيمون موائد الرحمن فى شهر رمضان الكريم إلى إقامة الموائد هذا العام فى ميدان التحرير، كما دعت كل فاعلى الخير فى بقية المحافظات إلى إقامة موائدهم فى ميادين الثورة، ردًا على محاولات تحويل مصر إلى ساحة قتال. وقال كمال أبو عيطة رئيس الاتحاد: أطعموا الطعام وأفشوا السلام فى واجهة قارعى طبول الحرب الأهلية ودعا الله أن يقى مصر شر الفتن وفى ميدان الأربعين بالسويس هناك تصميم من رجال الأعمال والدين لإقامة موائد الرحمن هذا العام فى الميادين التى يجتمع فيها الثوار من أجل الدعوة للسلام والحفاظ على مكتسبات الثورة. ومن جانبه يقول الشيخ أحمد عبد العزيز مسئول بالأشراف المهدية إن مائدة الرحمن التى تقيمها (الأشراف المهدية) بدأت فى القاهرة فى حى مصر الجديدة وبعدها فى عمارات العبور بطريق صلاح سالم، ثم توسعت بعد ذلك وأقيمت باستاد القاهرة، ثم امتدت إلى بعض أنحاء الجمهورية حتى وصلت إلى محافظة الغربية (بلدة سجين- بلدة قلين) والشرقية (العزيزية - الزقازيق - بنى عامر) والصعيد (منفلوط - قنا - سوهاج) بل وأيضًا فى المسجد النبوى بالمدينة المنورة والقائم عليها عبد الله صلاح الدين القوصى عملا بسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى إفطار الصائم وحبا فى إطعام الطعام من عشرات السنين. ويضيف الشيخ عبد العزيز: تعد مائدة الرحمن باستاد القاهرة هى المائدة الأشمل بين جميع الموائد ويفطر فيها يوميا أكثر من 4000 صائم. ويضيف اللواء أحمد عوض مسئول بالإشراف المهدية: يتم إعداد الطعام فى عدد من المطابخ مع الالتزام بالجودة والطريقة التى حددها الإمام صلاح الدين القوصى وبما فيها مواعيد تسليم الطعام قبل الإفطار عصراً ليتوجه به السائقون إلى مقر المائدة باستاد القاهرة ليتم توزيعه على المأدبة قبل جلوس الصائمين. مشيرًا إلى أن القائمين على المائدة و العاملين فيها من كبار الشخصيات الاجتماعية، ويقومون بخدمة الصائمين وهم فى سعادة بالغة لوجه الله . يحضر الصائمون إلى المائدة قبل آذان المغرب بساعة تقريبا . يتم تنظيمهم صفوفا ثم ادخالهم . ويضيف عوض: ويبدأ الاحتفال بعد الإفطار وصلاة المغرب بالانشاد الدينى من الطبيب الكبير عبدالعزيز سلام مدير مستشف ى الأطفال ببنها ينشد فى مدح الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ويردد خلفه الحضور فى حالة من الوجد التى سيطرت على الجميع فيبدأ الجميع فى حالة من الخشوع والتجرد ثم بعدها صلاة العشاء والتراويح ثم الذكر حتى الفجر. مليارا جنيه وأوضح الدكتور مختار الشريف أستاذ الاقتصاد أن هناك دراسات استقصائية تشير إلى أن حجم إنفاق المصريين على الموائد والحفلات الرمضانية خلال الشهر الكريم، يبلغ مليارى جنيه وأن حوالى 10 آلاف متبرع ينفقون هذه المبالغ خلال هذا الشهر منها مليار جنيه يتم انفاقها فى القاهرة والنسبة الباقية فى المحافظات المختلفة ويرتادها ما يقرب من مليونى شخص. ويضيف الشريف أن من أشهر تلك الموائد المائدة المقامة بجوار الجامع الأزهر التى يفطر عليها أكثر من 40 ألف صائم يوميا إضافة لموائد الوزراء ورجال الأعمال ورؤساء الجامعات والفنانين وغيرهم. ويلفت الشريف النظر إلى التصنيف الذى يضعه الكثير من المصريين عن الموائد فهناك من يطلق على بعضها موائد شعبية وأخرى مميزة وأحيانا موائد خمس نجوم طبقا لما يقدم بها وطبقا لمكانها وصاحبها وتطور الامر الى ان دخلت بعض الفنادق الكبرى بتقديم وجبات فاخرة وإعداد موائد تتكلف مبالغ ضخمة ونجد بعض من ينفق عليها من الأثرياء موائد وسط البلد ويقف على رأس كل مائدة أحد العاملين بها يدعو السائرين فى الشوارع أثناء أذان المغرب إلى تناول الإفطار لدرجة قد تصل فى بعض الأحيان إلى حد الإلحاح وأشهر هذه الموائد مائدة محمد بطاح بالقرب من سوق « التوفيقية» المعروف ببورصة قطع غيار السيارات ، وأيضا أخرى تقام طوال العام خلف مسجد الفتح ولها مكان ثابت ولها مجموعة عمل لإعداد الطعام وتقديمه وتنظيف المكان، وهناك أخرى تقام بجوار مؤسسة الجمهورية ، وموائد مسجد مصطفى محمود ، وموائد رجال الأعمال فى ميادين المهندسين ونادى الصيد، والدقى وعشرات الموائد بالأزهر والحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة، والسلطان أبو العلا وميادين والجيزة. موائد الإخوان ومن ناحية أخرى يبذل قادة جماعة الإخوان المسلمين قصارى جهدهم فى إعداد موائد الرحمن لأتباعهم فى ميدان رابعة بمدينة نصر وميدان النهضة بجامعة القاهرة وهدفهم الاعتصام حتى الاستجابة لمطالبهم بعودة رئيسهم المعزول محمد مرسى، لذا علقوا فوانيس رمضان وبدأوا فى ذبح العجول.