نيسان تشارك ب4 سيارات سيدان ودفع رباعي ب«معرض بكين».. لن تصدق مواصفاتها    لندن تستدعي سفير روسيا احتجاجا على نشاط خبيث على أراضيها    إبراهيما نداي قبل مواجهة دريمز الغاني: لن نخذل جماهير الزمالك    الحماية المدنية تسيطر على حريق داخل محطة محولات كهرباء بمدينة المنيا    كلام نهائي.. موعد امتحانات نهاية العام وبدء الأجازة بالجامعات    هل انفصل أحمد السقا عن زوجته مها الصغير؟.. رسالة غامضة تثير الجدل على فيسبوك    دينا فؤاد: «نور الشريف تابعني كمذيعة وقال وشها حلو.. وأرفض أي مشهد فيه فجاجة»    توب مكشوف.. هنا الزاهد تغازل جمهورها في أحدث ظهور    سميرة أحمد تكشف سر خلافها مع وفاء صادق    ذوي الهمم والعمالة غير المنتظمة وحماية الأطفال، وزارة العمل تفتح الملفات الصعبة    الصحة تكشف خطة تطوير مستشفيات محافظة البحيرة    فصل طالبة مريضة بالسرطان| أول تعليق من جامعة حلوان.. القصة الكاملة    العمل في أسبوع.. حملات لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية.. والإعداد لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتشغيل    محافظ القاهرة: تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال بكل حزم    الزراعة: إصلاح الفدان الواحد يكلف الدولة 300 ألف جنيه    وزيرة التخطيط: الفجوة التمويلية في الدول النامية تصل إلى 56%    برلماني: استرداد سيناء ملحمة وطنية تتناقلها الأجيال    كرم جبر : الرئيس السيسي رفض الرد على نتنياهو أكثر من مرة    اختفاء دول.. خبير أبراج يتوقع مرور العالم بأزمات خطيرة    مفتقداكي يا خيرية.. سميرة أحمد تبكي على الهواء بسبب شقيقتها    جماعة الحوثي تشن 5 هجمات ضد السفن في البحر الأحمر.. فيديو    الكشف الطبي بالمجان على 1058 مواطنا في دمياط    الأونروا: قطاع غزة يشهد موجة حر غير عادية فاقمت الأزمة المعيشية    كرم جبر: الجهود المصرية تركز على عدم اقتحام إسرائيل لرفح الفلسطينية    وزيرة «التخطيط» تشارك بمنتدى التمويل من أجل التنمية بالأمم المتحدة    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى فاقوس المركزي ويحيل مشرف التغذية للتحقيق    الاحتفاء بالشاعر عيد صالح في العودة إلى الجذور بدمياط.. الاثنين المقبل    صلاح ضمن التشكيل الأفضل للدوري الإنجليزي    الغيابات تضرب الاتحاد قبل مواجهة الجونة    علاقة متوترة بين انريكي ومبابي.. ومستقبل غامض لمهاجم باريس سان جيرمان    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    تعرف على أهداف الحوار الوطني بعد مرور عامين على انطلاقه    مساعد وزير التعليم: 8236 مشروعا تعليميا ب127 ألف فصل    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    تكثيف أعمال التطهير لشبكات الصرف الصحي بمحافظات القناة    مصرع طفل سقط في مصرف زراعي بالفيوم    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    الأمم المتحدة للحق في الصحة: ما يحدث بغزة مأساة غير مسبوقة    مؤتمر تين هاج: تطورنا بطريقة جيدة للغاية.. وهذا ما طلبته من اللاعبين    رضا العزب: شيكابالا مش أسطورة    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    الوكالة اللبنانية: الجيش الإسرائيلي قصف عناصر دفاع مدني أثناء إخمادهم حريقا    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    أول تعليق من كلوب بعد تقارير اتفاق ليفربول مع خليفته    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    سويسرا تؤيد خطة مُساعدات لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فطار فى الشارع .. وفطار خمس نجوم
نشر في صباح الخير يوم 09 - 08 - 2011


«فطار» فى الشارع
كتب : امانى زيان - يارا سامى
طبيعة الشهر الكريم هو اجتماع الأهل والأصحاب على مائدة واحدة فى البيت، ولكن هناك من يتجمع أيضاً على مائدة واحدة ولكن فى الشارع والغريب أن من يتجمع على هذه المائدة أحياناً لايعرفون بعضهم الآخر وكل ما يربطهم هو أنهم جميعاً صائمون.. والطاولة التى تجمعهم لها اسم واحد (مائدة الرحمن).
ففى جولة أثناء الإفطار فى شوارع القاهرة لنرى من يفطر فى الشارع وأين؟ اختلفت الأماكن والإفطار واحد. فالأماكن تتنوع فى شكلها ومستواها.. وحتى فى الأشخاص الذين يذهبون للإفطار فمنهم الغنى ومنهم الفقير وكل منهم فى مكان مختلف ولكن النتيجة فى النهاية واحدة وهى فرحة كل صائم بإفطاره.. وإحساسه بالشبع بعد الجوع.
مائدة 5 ستارز للفقراء
فى بداية جولتنا فى أرض الجولف وجدنا مجموعة تابعة لمجمع مطاعم كبير يحضرون مائدة رحمن كبيرة ويجهزونها على أعلى مستوى.. وهم يتصببون عرقاً فى هذا الحر والجو الصعب ولكن الابتسامة لم تفارقهم تكلمنا معهم.. فقالت لنا السيدة شيرين محمد وهى شريكة فى مجمع المطاعم المشهور أنها لاتفعل هذا كنوع من الإعلان وإنما هو لوجه الله ورفضت حتى أن نلتقط لها صورة.. وأضافت لن نبخل على المائدة بأى إمكانيات سواء كانت مادية أو معنوية.. ويومياً نجد من يتطوع لنا بمجهوده ويأتى الشباب لمساعدتنا فى تحضير المائدة وجعلها فى أحسن صورة.
وقابلنا شابا من الشباب الذى يشارك فى تحضير المائدة التى تستوعب أكثر من 300 شخص وهو عمر الجزار 16 سنة يقول: أسكن بجانب مجمع المطاعم وسمعت أنهم سيقيمون مائدة رحمن للفقراء فنزلت لأتطوع معهم وأشاركهم لأحصل على قدر من الثواب فى رمضان والحقيقة أن الإحساس كان لايصدق بعد الانتهاء من تجهيز المائدة ورؤية الناس الغلابة يتوافدون بلهفة ليفطروا.. فأحس أننى فعلت شيئاً كبيراً وأشعر بالرضا يملأ قلبى.
أما مريم السعيد 15 سنة فى الصف الأول الثانوى فتقول: أحببت المشاركة فى عمل خير بمجهودى لأننى الآن لا أملك المال لأشارك به أو أتبرع به وكل ما لدى الآن هو يدى فقررت العمل بهما لصالح الخير وخدمة الفقراء فى مائدة الرحمن وخصوصاً أن منهم سائقى مترو وكمسارية أى أنهم يخدمون البلد حتى ميعاد الإفطار ولايجدون متسعاً من الوقت ليصلوا إلى منازلهم وأحس أننى أرد لهم الجميل.
ملكت الدنيا
وتحدثنا مع شيف المائدة الشيف صالح قال لنا: «أنا أشعر بسعادة غامرة عندما أجد نفسى جزءا يشارك بمجهود بسيط فى إنجاح هذه المائدة، بل الأهم من ذلك أننى أساهم فى رسم البسمة على وجه الصائم عندما يعجبه ما أصنعه من وجبات ووقتها أشعر أننى ملكت الدنيا بمن عليها ولاأريد أى شىء فى الحياة سوى الاستمتاع يومياً بمثل هذه الفرحة التى يوفقنى الله بقدرته وحده على أن أبذل كل هذا الجهد الكبير لإطعام كل هذا العدد من الصائمين اللهم اجعله فى ميزان حسناتنا يا أرحم الرحمين..
لقمة هنية تكفى 100
وفى جولتنا مررنا أيضاً على مائدة بسيطة يجهزها جامع موسى بن نصير فى مدينة نصر وهى مائدة غاية فى البساطة ولكنها تجمع أكثر من 50 فردا والجميل أننا وجدنا منهم غير المصريين فهم من الإندونيسيين والفلبينيين من طلبة الأزهر يجلسون جميعاً ينتظرون ما تقدمه المائدة لهم بكل رضا.. فكل ما يعنيهم هو التجمع وسط الناس فى إفطار جماعى.. وتحدثنا مع الشيخ ناصر المسئول عن تحضير المائدة فقال المائدة من عمل أهل الخير من سكان المنطقة فكل أم أو سيدة تطبخ لنا ما تقدر عليه وترسله لنا والحمد لله الطعام يكفى ويفيض رغم حضور أكثر من 50 فردا وامتلاء الأماكن على آخرها.. فلقمة هنية تكفى 100.
ربنا ما يقطعها عادة
ومائدة أخرى أمام الحديقة الدولية يقول عنها أهل المنطقة أنها أقدم مائدة فى المنطقة وأن أصحابها يوزعون فى الخيم اللحمة أيضاً فى العيد وصاحبها وهو صاحب معرض سيارات كبير يخدم المائدة هو وزوجته وأولاده ويأتى إلى المائدة بائعو السوق المجاور الذين لايغلقون محلاتهم لخدمة أهل المنطقة وبذلك لايحملون هم العودة لبيوتهم وقت الإفطار فيجلسون ويأكلون فى المائدة ويقول عم فتحى 50 سنة بائع خضار «ربنا ما يقطع لهم عادة ويفتحها عليهم مثل ما يفتحون هم أبواب الخير للجميع.. فأنا أبيع فى هذا المحل منذ أكثر من 15 سنة وكل سنة أفطر معظم أيامى فى مائدة الحاج محمد زاده الله من خيرات الله.
شباب يفرح
وفى أثناء بحثنا عن مكان نذهب إليه لنفطر نحن أيضاً وجدنا شبابا يمشون على أقدامهم بين السيارات لتوزيع العصير والبلح للناس الذين لايستطيعون الوصول لبيوتهم للإفطار فى وقت الإفطار.. وفتحنا الشبابيك وأخذنا منهم العصير والبلح ولم نشك لحظة عن وجود سوء نية فى قلب هؤلاء الشباب فكانت الابتسامة الصافية تملأ وجوههم وتمنينا فى هذا الوقت أن يكون هذا حال شبابنا طوال السنة وليس فى رمضان فقط.
كامل العدد
ذهبنا فى البداية لنبحث عن مكان للإفطار به فى مجمع المطاعم المجاور للمائدة فوجدناه كامل العدد.. والشباب يملأون المكان والسعادة تملأ وجوههم فكلهم مجموعات من الأصحاب والأصدقاء ولكن عندما انتقلنا إلى مركب على النيل وجدنا أن التجمعات هناك أقل وأكثر عائلية فكل الطاولات يتجمع عليها عائلات كاملة من الجد للحفيد والفرحة تغمر قلوبهم جميعاً.
لمة العيلة
وهنا انتهزنا الفرصة لكى نتحدث مع أكبر الجالسين على المائدة سنا وهو الحاج حامد حسين وهو جد لسبعة أحفاد فقال لنا: «شهر رمضان ليس شهر خير وعبادة فحسب إنما شهر وهبنا الله إياه حتى يتسنى لنا تقريب أواصر الود والمحبة، فهو شهر تكون فيه الفرصة سانحة حتى أرى أبنائى وأحفادى بصفة شبه يومية.. وأنا من جهتى أعتاد فى كل رمضان أن أدعو عائلتى الكبيرة على الإفطار خارج المنزل كنوع من التجديد واخترت هذا العام هذه المركب النيلية حتى نسعد برؤية هلال شهر رمضان فى سماء النيل».
جدو حبيبى
ولم يمنعنا فضولنا من سؤال أصغر أحفاد الحاج حامد فتحدثنا مع الطفل زياد (9 سنوات) فقال لنا: «أنا بحب شهر رمضان عشان بشوف جدو كل يوم لأنه بيجبلى فانوس رمضان وبيفسحنا وبيلعب معنا..»
مذاق آخر
أما والدة زياد السيدة إيمان فتقول: «ما أجمل شهر رمضان الذى يجمعنا كلنا، فالحياة تأخذنا والعمل يأخذ كل وقتنا ولكن فى شهر رمضان تكون هناك فرصة أكبر لأن نتزاور ونرى الأهل والأقارب. أما بالنسبة للإفطار فى الشارع فيكون له مذاق آخر فمصر فى شهر رمضان تتزين بلون مختلف، لون روحانى بديع يجعل الجميع يتسامح ولذلك نحرص جميعاً على الاستمتاع بهذه الأجواء الرمضانية العطرة..».
لعبة سياسية على نيران أشهى المأكولات!
كتبت : لمياء جمال
مائدة فتحى سرور أصبحت أسطورة فى تاريخ الموائد الرحمانية، سبحان مغير الأحوال.. بعدما كانت مائدة الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق ونائب دائرة السيدة زينب الرمضانية من أهم ملامح حى السيدة زينب وكانت تشهد إقبالا غير عادى لأنها تضم أشهى وألذ المأكولات والمشروبات والخدمة فايف ستارز.. الوضع تغير بعد الثورة وكاد أن يتلاشى هذا الملمح بعد دخول د. فتحى سرور السجن حيث اختفت المائدة واقتصر الأمر على بعض المبادرات المتواضعة التى لا تقارن من بعض أهالى المنطقة وأصبحت المائدة تقليدية وعادية للغاية.
ياخسارة ... شوف كنا بناكل إيه ودلوقتى بناكل إيه.. ميه عادية وكمان سخنة... فين المانجا والفراولة والعرقسوس والمحمر والمشمر والمياه المعدنية.. هكذا بدأ المفطرون على مائدة السيدة زينب التى كانت تمثل لعبة فتحى سرور السياسية وجزءاً لا يتجزأ من دعايته الانتخابية يتندرون على ما آل إليه حال المائدة فكانت أول مائدة رمضانية لفتحى سرور فى حى السيدة زينب عام 1991 ومنذ هذا التاريخ أصبحت أهم مائدة رحمن وأكبرها فكانت تتسع لأكثر من خمسمائه ألف شخص وكان يشرف عليها مئات الأشخاص حتى يقتنع كل مفطر فى هذه المائدة أن فتحى سرور جاء فى المكان المناسب وأفضاله على الفقراء لا حصر لها.
فكانت هذه المائدة تبدأ من ميدان السيدة وتتنهى عند نهاية قسم السيدة زينب على مساحة مئات الأمتار بالإضافة إلى أن فتحى سرور كان يعطل الجراج الخاص بالميدان طوال شهر رمضان حتى تشمل المائدة جميع النواحى والاتجاهات، فكانت هذه المائدة تضم أشهى المأكولات من لحوم وفراخ وأسماك حسب طلب كل زبون، بالإضافة إلى الأرز البسمتى والأرز بالكارى وجميع أنواع الخضار من البامية والبسلة وغيرهما وأيضا المكرونات سواء العادية أو الباشميل، بالإضافة إلى السلطات على كل شكل ونوع (طحينة تلاقى خضرا تلاقى كل اللى نفسك فيه).
أما المشروبات فهى حكاية ثانية فكان هناك أشخاص تذهب فقط لكى تشرب وتنسى الطعام نهائيا فكانت المشروبات عبارة عن عصائر المانجو والفراولة المثلجة والعصائر الرمضانية المعروفة، كل هذا لايكفى والبيبسى المثلج لكل واحد كانز خاص به وزجاجات المياه المعدنية وعلب المناديل التى تمتلئ بها المنضدات وغيرها فكانت مثال المائدة التى لا أحد يستطيع نسيانها فكل يقف لخدمة الغلابة.. والفاكهة جميع الفواكة سواء كانت صيفية أو شتوية. وأكد سعيد النواوى المشرف على موائد السيدة زينب أن مائدة فتحى سرور كانت من أهم الموائد التى تقام فكنا دائما نوزع أنفسنا للعمل فيها لأنها كانت بالحجز وكأنه سباق الكل يأتى قبل الفطار منذ صلاة العصر يبدأ الإقبال الشديد على المائدة، فكنا نبذل مجهوداً كبيراً جداً لتنفيذ المطالب وأوامر فتحى سرور، فكان الخير يعم على الجميع فرغم هذا المجهود الجبار كنا نتقاضى مرتباً يوميا بالإضافة إلى صندوق رمضان الملئ بالخيرات الرمضانية يوميا فبعد انتهاء المائدة الكل يأخذ نصيبه يوميا فكان المتفق معه من طرف د. فتحى سرور دائما مايذكرنا بأن هذه المائدة لها العديد من المنافسين مثل مائدة بطرس غالى ومائدة فيفى عبده فلابد أن تكون على أعلى مستوى، أما الآن فهناك بعض أهالى المنطقة هم الذين يقيمون هذه المائدة الصغيرة مقابل مادى نأخذه فى أواخر الشهر الكريم.
مائدة للفقراء
أما الآن فقد تحولت مائدة الرحمن «فتحى سرور» إلى مائدة الفقراء وأصبح يقدم عليها وجبات قليلة ومحدودة لعدد معين.
ويقول محمد الأسيوطى 50 سنة مواطن أنه منذ 20 عاما ومنذ أن تولى فتحى سرور دائرة السيدة زينب نأتى أنا وأقاربى من البلد لنظل طوال فترة رمضان فى مصر لنفطر فى هذه المائدة لأنها ليست مائدة للفقراء فقط، بل كان يقدم عليها أطعم الأصناف والمأكولات التى نراها فى التليفزيون، أما الآن فأصبحت المائدة صغيرة جدا لا تحتمل إلا أعداداً صغيرة والمأكولات التى تقدم كغيرها من الموائد، المعاملة أصبحت رديئة وبالتالى قررنا عدم المجئ مرة أخرى إلى هذه المائدة.
أول مائدة إفطار
أولى موائد الرحمن كانت فى عصر الرسول «محمد صلى الله عليه وسلم» لأهل الطائف الذين أعلنوا إسلامهم ثم كانت دار الضيافة التى أقامها عمر بن الخطاب فى 17 هجرية ثم أصبحت موائد الرحمن أكثر انتشارا على مر العصور فى العصر الطولونى فى حديقة خيمارويه بن أحمد بن طولون وفى العصر العثمانى كان الوالى عبدالرحمن كتخدا الذى أطلق عليه إمام الخيرات هو أول من جعل موائد الرحمن أمام البيوت ويقف على كل مائدة أمير ليطمئن على أن أفراد الشعب يتناولون الأطعمة.. يقال إن الأمير أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية فى مصر هو أول من أقام مائدة الرحمن فى مصر فى السنة الرابعة لولايته حيث جمع القادة والتجار والأعيان على مائدة حافلة فى أول أيام رمضان وخطب فيهم «إننى لم أجمعكم حول هذه الاسمطة إلا لأعلمكم طريق البر بالناس وأنا أعلم أنكم لستم فى حاجة إلى ما أعده لكم من طعام وشراب ولكننى وجدتكم قد أغفلتم ما أحببت أن تفهموه من واجب البر عليكم فى رمضان ولذلك فإننى آمركم أن تفتحوا بيوتكم وتمدوا موائدكم وتهيئوها بأحسن ما ترغبونه لأنفسكم فيتذوقها الفقير المحروم وأخبرهم ابن طولون أن هذه المائدة ستستمر طوال أيام الشهر الكريم.. وهناك من يشير إلى أن الخليفة المعز لدين الله الفاطمى كان أول من وضع تقليدا للمآدب الخيرية فى عهد الدولة الفاطمية وهو أول من أقام مائدة فى شهر رمضان يفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص وكان يخرج من قصره 1100 قدر من جميع ألوان الطعام لتوزع على الفقراء.. كما كان الفاطميون يعدون الموائد تحت اسم دار الفطرة وكانت تقام بطول 175 مترا وبعرض أربعة أمتار ومن أشهر أصحاب الموائد فى تلك الفترة كان الأمير ابن الضرات المولود بحى شبرا بالقاهرة حيث كانت له أراض واسعة تدر عليه مليونى دينار سنويا وكان ينفقها فى رمضان حيث يعد موائد بطول 500 متر ويجلس على رأسها وأمامه 30 ملعقة من البلور يأكل بكل ملعقة مرة واحدة ثم يلقى بها ويستخدم غيرها.
وفى العصر الحديث منذ عام 1967 تولى بنك ناصر الاجتماعى الإشراف على موائد الرحمن بشكلها الحالى من أموال الزكاة وكان أشهرها المائدة التى تقام بجوار الجامع الأزهر والتى يفطر عليها أربعة آلاف صائم يوميا.
مائدة رحمن فايف ستارز
كتب : لميس سامى
شهر رمضان الكريم يحتوى على العديد من المظاهر والطقوس الرمضانية التى تميز هذا الشهر عن غيره من شهور السنة.. والفانوس أول استدلال على شهر رمضان ومن ثم المسحراتى وموائد الإفطار.. وهذا الشهر على الرغم من تواجد نفس الظواهر والطقوس وإنما هناك بعض الاختلافات فبعد الفانوس الدبابة الذى اشتهر بعد الثورة.. أقامت القوات المسلحة بعض موائد الرحمن.. وفى المقابل اختفت العديد من الموائد.. فغالبا فى هذا الشهر الكريم يقيم أهل الخير والمقتدرون العديد من موائد الرحمن فى أكثر من منطقة.. وإن كان ارتفاع الأسعار جعل البعض غير قادر على إقامة موائد الرحمن هذا العام.. وفى مقابل ذلك.. انتشرت العديد من الموائد «الخمس نجوم».. وقد اعتدنا سنويا على موائد القمة من الفنانات، ولكن هذا العام نرصد مائدة أكبر مجمع تجارى.
المهندس سامى الخياط مدير الإدراة الهندسية وأحد المسئولين عن خيمة مائدة الرحمن يقول: خيمة الإفطار التى نقوم بها على مدار أربع سنوات ليس بها شروط للإفطار فالرجال والنساء والكبار والأطفال والفقراء وعابرو السبيل الجميع يدخل للإفطار ولا يوجد عندنا خيار وفاقوس.. هذه الخيمة فى الثلاث السنوات الماضية كنا نقوم بتحضيرها أمام البوابة الرئيسية ولكن العدد كان قليلاً حوالى 500 فرد.. أما بعد الثورة فقمنا بإعداد الخيمة فى الأرض المجاورة لبوابة 7 الخاصة لسيتى ستارز.. والخيمة تكفى ل 1000 شخص ولكن العدد الفعلى يكون أقل من هذا فنحن الآن فى الأيام الأولى من الشهر المبارك والعدد الفعلى يكون حوالى 400 فرد أو 450 ولكن دائما العدد يتزايد فى منتصف الشهر وأواخره.. والإفطار يكون من الوجبات الجاهزة التى نشرف على جودتها ومطابقتها للمواصفات المطلوبة فقبل الشهر الكريم نقوم بإرسال فاكس لأغلب مطاعم الوجبات الجاهزة ونشترط بأن تكون الوجبة متكاملة بها «خبز، أرز، سلطة، فراخ أو لحمة وعصير وأفضل سعر يتم تقديمه نتعاقد معهم.. ولا نقبل تبرعات أو أطعمة خارجية فنحن نتولى كل شىء ونقوم بوضع وجبات الإفطار قبل أذان المغرب بساعة ويتولى الأمن التجهيز والمتابعة والإشراف.
الأمن قبل الافطار وبعده
العقيد ياسر مدير شركة الأمن الخاصة بالمجمع التجارى يقول: نظرا لأن هذه هى السنة الرابعة لنا فنحن اكتسبنا خبرة فى مجال التنظيم والإعداد والأمن أكثر من السنوات الماضية وهذا العام تحديدا نحرص على الانضباط بشكل كبير لأننا فى وقت حرج فوقت ما بعد الثورة أصبح الأغلب لا ضابط لهم لذلك نحرص على الانضباط فى كل شىء بأن كل فرد يأخذ حقه من الوجبات بدون نزاع أو مشاكل.. يكون التنظيم على النحو التالى فى حوالى الساعه السادسة إلا ربع ينزل المسئولون عن الخيمة ويبدءون بالتجهيز وتكون الأبواب مغلقة ومن يرغب فى الدخول للمائدة يكون واقفا خارج البوابة متراصين فى صفوف وعندما نقوم بتجهيز طاولة عدد أفرادها 10 مثلا نقوم على الساعه 6 بادخال عشرة أفراد كل منهم أمامه وجبته ثم نقوم بتجهيز طاولة أخرى عددها 50 وبالتالى نقوم بإدخال 50 فرداً.. وهكذا حتى نضمن أن كل فرد دخل الخيمة حصل على نصيبه من الوجبات وتكون الوجبة داخل كيس بها كل شىء حتى العصير.. وتظل عملية الأمن موجودة طوال وقت الإفطار حتى نمنع حدوث أى مشاكل بالإضافة إلى أن لدينا أفراداً مسئولين عن الأمن الصناعى وهم يمسكون طفايات الحريق استعدادا إذا نشب أى حريق فى خيمة المائدة الرمضانية وبعدما ينتهى الجميع من الإفطار نقوم بفتح البوابات كاملة لنضمن خروجا آمناً للمفطرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.