مع بداية شهر رمضان تقلصت موائد الرحمن حيث ظهر انخفاض اعداد مرتادي الموائد وقيام بعض المساجد بتنظيم موائد الافطار خاصة بها. ومن الملاحظ هذا العام اعتماد كثير ممن ينظمون تلك الموائد سنويا علي شنط الطعام الجاهزة وتوزيعها علي الفقراء والمحتاجين ، دون إقامة سرادقات للإطار مثل كل عام ، بينما تم تقليص العدد في المائدة الواحدة. وتشير دراسة سابقة بجامعة الأزهر إلي أن موائد الرحمن في القاهرة وحدها تتكلف ما يزيد علي مليار جنيه في رمضان، بينما ينفق أهالي المحافظات الأخري علي تلك الموائد مليار جنيه أخري، وتوضح الدراسة أن عدد المواطنين الذين يأكلون ويعتمدون علي موائد الرحمن يبلغ 3 ملايين شخص يوميا. فعن موائد الشارع المصري يؤكد أحد منظمي تلك الموائد القليلة التي ظهرت في رمضان أنه تم تقليص مائدة الإفطار التي ينظمها سنويا حيث أصبحت لا تسع أكثر من خمسين فرداً نتيجة للظروف الاقتصادية ، وقال :" إن سبب انخفاض الموائد هذا العام ارتفاع الأسعار الذي اثر بشدة علي موائد الرحمن حيث إنه يقيم المائدة منذ حوالي 10 سنوات بانتظام قفز خلالها سعر كيلو اللحم من 18 جنيها إلي 60 جنيها و بالتالي فانه أصبح يلجأ للحم المستورد الذي يصل سعره إلي حوالي 28 جنيها ولكنه ينكر ان تكون مائدته تأثرت بهذا حيث يخدم حوالي 50 فردا بالإضافة إلي قيامه بتوزيع الطعام علي 150 فردا آخرين . من ناحية آخري اختفت بعض الموائد من كبري المساجد وكان علي رأسها جامع عمرو بن العاص الذي اعلن أنه لن ينظم هذا العام أي موائد للإفطار وأنه غير مسئول عن توزيع أية اطعمة بالمسجد ، في حين أوضح عبد الله المصري أحد القائمين علي المسجد انه لم تتوافر الامكانات هذا العام لعمل تلك المائدة كما أن هناك عشوائية تحدث في توزيع الاطعمة . من جانبه أوضح الشيخ احمد ترك إمام مسجد النور بالعباسية ان انخفاض موائد الرحمن هذا العام جاء بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، فمنها البسيطة ومنها القائمة بالمساجد ومنها القائمة في الشوارع في خيم رمضانية، ومنها القائمة في حدائق المنازل ومنها موائد الدليفري، مشيرا إلي أن كثيراً من الناس بسبب الظروف الاقتصادية قد يبحثون عن الافطار في تلك الموائد . وقال ان الظروف التي تمر بها البلاد بعد الثورة صنعت موائد التيك أواي وهي من مظاهر هذا الشهر الكريم، فقد وضع موظفو إدارة الأحياء والمجالس المحلية اشتراطات معينة للتصريح لإقامة مائدة رمضانية من بينها مساحة الشارع مما دفع القائمين علي موائد الرحمن ينصرفون عنها ويستخدمون طريقة توصيل الطعام إلي الصائمين في منازلهم وإلي المساجد والجمعيات الخيرية. واستخدام سيارات تحمل وجبات تسير في شوارع القاهرة وتسلم كل من تجده أمامها في وقت الإفطار، خاصة الذين يجدون صعوبة في مغادرة أماكنهم مثل رجال المرور والحراسة والنظافة. وفي مسجد الفتح برمسيس يقول الشيخ عبد الحفيظ المسلمي إمام المسجد إن رمضان هو شهر التسابق في عمل الخير. وإطعام الصائمين من أسمي أبواب الخير وله عظيم الأجر والثواب فمن فطر صائما فله مثل أجره دون أن ينقص من أجر الصائم شيء، خاصة إذا قام صاحب المائدة بخدمة الصائمين وتقديم الطعام لهم. وأشار إلي ان المسجد يقيم مائدة للصائمين منذ سنوات كثيرة وتقام طوال أيام العام. وأيضا هي مائدة قائمة علي الاكتفاء الذاتي من القائمين عليها ولا تقبل أي تبرعات من أي شخص مهما كان منصبه في الدولة لافتا إلي أن المسجد لم يتراجع عن إقامة المائدة رغم الظروف الاقتصادية. وتعود قصة مائدة الرحمن بمسجد الفتح برمسيس إلي شخص فتح الله عليه وتبرع أن يطعم كل يوم عشرة أشخاص ثم فتح الله عليه في الرزق فأصبح يطعم 100 فرد، ثم وسع الله عليه في الرزق فأصبح يطعم الآن أكثر من 3 آلاف شخص من دون أن يأخذ تبرعات من أحد . من جانبه يوضح الشيخ الامير علي إمام مسجد الحسين أن شهر رمضان هو شهر الرحمة وبه ليلة هي خير من ألف شهر وهو شهر التودد والتعاون بين المسلمين. وإقامة موائد الرحمن هي باب من أبواب الخير خاصة إذا خلصت النية لله فيها ولا يحتاج منها رياء ولا سمعة ولا شهرة. واكد أن في داخل المسجد موائد الرحمن لغير القادرين والمسافرين والبسطاء، الذين يأتون للحسين للتعرف علي روحانية المكان والاقتراب من طقوس المصريين الدينية في رمضان.