ان الحادث الارهابى البشع والذى راح ضحيته ستة عشر شهيداً وسبعة جرحى من أبناء قواتنا المسلحة وهم يتناولون طعام الافطار يوم الاحد الماضى قد ادمى القلوب وأصاب النفوس بحالة من المهانه جرأ تلك الفوضى المتصاعدة على كل المستويات حتى انها قد أصابت امننا القومى . والاهم اننا قد وصلنا الى حالة من التوهان الفكرى والسياسى حتى اننا ظننا ان امننا القومى يمكن ان يكون بمعزل عن هذه الفوضى . رغم ان البديهيات السياسية تأكد ان مفتاح الامن القومى هو الامن والستقرارالداخلى فهل هناك علاقة بين ما يحدث فى الداخل وبين ما حدث ويحدث وسيحدث فى سينا ؟. سيناء والتى تمثل حوالى ثلث مساحة مصر وهى المدخل الشرقى للوطن كما انها تمثل ممر العدوان الخارجى على مدار التاريخ . فهناك ثلاث هجرات جماعية وحوالى اثنين وخمسون غزوه حربية كلها جاءت من الشرق من سيناء عدا الحملة الفرينسية وحملة فريزر كانا من الشمال عن طريق المتوسط . وسينا تمثل منجماً فريداً لم يستغل بعد . ولكن للاسف وحتى الان رغم تعدد الانظمة التى شاهدتها مصر لم يتم استثمار هذة المنطقة استثماراً تنموياً حقيقياً يمثل اضافة سياسية واقتصادية واجتماعية للوطن . ظلت سينا ارض مصرية معزولة ومنعزلة عن مصر ارضاً وشعباً وارتباطاً . مما جعلها ارضاً مفتوحه للاختراقات من كل نوع . اختراقات من الجهاديين ومن التنظيمات الارهبية سواء كانت سياسية او دينية . اختراقات لتجارة المخدرات والاسلحه ارض براح امام الموساد الاسرائيلى وذلك لظروفها الجغرافية الصعبة التى لا يجيد السير فيها ولا معرفة تلافيفها غير ابنائها من البدو المصريين وظلت العلاقة بين الوطن وبين سيناء لا تعدوا تصريحات جوفاء وخطط وبرامج نظرية لا تجد طريقاً لها على ارض الواقع واغنيات موسمية عند الاحتفال بما يسمى تحرير سيناء ذلك التحرير الذى مازال قابعاً على اوراق كامب ديفيد والذى لم يخرج الى حد الحصول على تحرير حقيقى حيث اننا لا نستطيع تأمين سيناء عسكرياً ولا أمنياً . ولذا يصبح من الطبيعى ان تفقد الدولة سيطرتها الامنية والعسكرية حتى اننا قد وجدنا كثيراً من العمليات الارهبية قبل يناير فى ظل النظام الساقط وبعد يناير فى ظل نظام ما يسمى بالثورة . حيث انه لا تغيير فى العلاقة ولا نظرة جديدة ولا خطة حقيقية تفصل بين ما قبل يناير وما بعده . وبرغم حقارة وقساوة عملية طابا ولكن الاهم والاخطر هو تلك الحالة الداخلية المترديه والغياب الامنى وتفشى الفوضى وتفتت وتشرزم القوى السياسية المتربصة بعضها للبعض الاخر الاهم هو غياب الحوار الديموقراطى الحقيقى الذى لا يهدف سوى لمصلحة الوطن . الاهم هو محاولة من يستغل الوطن والارض والشعب والنظام لصالح فصيل سياسى على حساب الجميع . الاهم هو غياب التوافق بين الشعب وبين رئيس الجمهورية الذى جاء بالانتخاب ولكنه حتى الان لم بستطع الفكاك من أسر جماعتة مما جعلة يخسر يومياً تعاطف وتوافق الجماهير التى بغير تعاطفها وبعيداً عن توافقها لم يستطيع ان يفعل شيئاً . الخطورة الحقيقية هو استغلال امن الوطن ومشاكلة الداخلة والخارجية فى تصفية حسابات سياسية وحزبية ضيقة . ولذا لابد ان نعلم جميعاً انه وبرغم استحواز جماعة الاخوان ومحاولة سيطرتها على المشهد السياسى وكأن الانتخابات التى اتت بهم هى صك توريث وليس طريق لتداول السلطة . بالرغم من اخطاء تلك الجماعة التى لا تستوعب حتى الان ان هناك فارق بين مرسى ابن الجماعة ومرسى رئيس الجمهورية الذى يجب ان يكون لكل المصريين . فأبن الجماعة لم يستطع ان يشارك فى تشييع شهداء طابا عند المنصة ولكن رئيس الجمهورية كان سيكون موضع ترحيب من كل المصريين . ومع ذلك وبالرغم من ذلك فالقضية قضية وطن فى خطر وثورة فى طريقها للضياع ولا حل غير فرض سيطرتنا المصرية على ارض سيناء بعيداً عن قيود واتفاقات نفذ مفعولها . الحل هو الاسراع بالتوافق الوطنى على ارضية برنامج مصرى وطنى يحتوى كل القوى السياسة بعيداً عن البرامج الحزبية الضيقة حتى نقضى على الفوضى ونأمن الداخل ونعيد الاستقرار فبغير ذلك لا أمن ولا تأمين لامننا القومى فهل يمكن ان نتعلم ونعى اننا نعيش ثورة ام مازلنا نتعامل وكأننا فى عصر مبارك ؟؟