طرابلس: تجمع مئات الإسلاميين يوم الجمعة للمطالبة بأن يكون التشريع في البلاد مستوحى من أحكام الشريعة الإسلامية في ليبيا فيما وصفه المنظمون بأنه رد على ظهور أحزاب سياسية علمانية بعد سقوط حكم معمر القذافي العام الماضي. وتظاهر أشخاص معظمهم شبان ملتحون يرفعون المصاحف في ميادين في العاصمة طرابلس وفي مدينة بنغازي بشرق ليبيا وفي سبها في الصحراء الجنوبية وقد نظمتهم جماعات سياسية ودينية إسلامية.
وفي ميدان الجزائربطرابلس قام إسلاميون حسبما ورد بوكالة "رويترز" للأنباء، بحرق نسخ من الكتاب الأخضر الذي صاغه القذافي بشأن السياسة والاقتصاد والحياة اليومية لتأكيد أن القران يجب إن يكون المصدر الوحيد للتشريع في البلاد.
وعلى النقيض من ذلك هتفت مجموعة من المعتدلين الذين اعتصموا في الميدان لأكثر من شهر "نريد دولة مدنية".
وكان من بين المتظاهرين الإسلاميين أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين المحافظة وسلفيون متشددون يطالبون بتطبيق صارم لأحكام الشريعة الإسلامية ومعتدلون نسبيا يفضلون دولة مدنية تستوحي أحكامها من الشريعة.
وأعطت هذه الاحتجاجات لمحة عن المستقبل السياسي لليبيا والذي من المتوقع أن يشهد تنافسا بين الأحزاب الإسلامية والعلمانية للحصول على مقاعد في جمعية وطنية من المقرر انتخابها في يونيو حزيران لوضع دستور للبلاد.
ويعتقد خبراء أن الإخوان المسلمين هم أكثر قوة سياسية منظمة في ليبيا وقد يظهرون بوصفهم الطرف السياسي البارز في ليبيا بعد القذافي الذي قمع بقوة الإسلاميين خلال حكمه الاستبدادي الذي دام 42 عاما.
وبدأت القوى الغربية تقبل حقيقة ان مجيء الديمقراطية في العالم العربي يعني وصول الإسلاميين إلى السلطة، وأصبح الإسلاميون اكبر فائزين في الانتخابات في مصر وتونس والمغرب خلال الأشهر القليلة الماضية.
ووعد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا في أكتوبر /تشرين الأول بتعزيز الشريعة الإسلامية.