احساس بغيض ان يعيش المرء .. والخوف يملأ قلبه وكيانه .. وكأن هناك عفريت يجري خلفه ليل ونهار! وفاء .. زوجه مقهوره لا تغفو عينيها كل ليله خوفا من اى كارثه تحدث .. كل ليله بالنسبه لها هم ثقيل يلقى على عاتقيها .. نتظر شروق شمس يوم جديد حتى تترك اولادها ويسرع الى عملها الذى تسد به احتياجات بيتها .. وبدلا ان تعود لتستريح من جهد يوم شاق .. تجد فى انتظارها شيطان يزيد من قهرها وخوفها من الدنيا .. لا تنام الا بعد ان تتأكد انه غرق فى النوم وتغلق عليه باب غرفته حتى لا يؤذى احد من بناتها .. سطور الدعوى المثيره التى شهدتها محكمة اسرة الزيتون ترويها السطور المقبله! حضرت وفاء امام اعضاء مكتب تسوية المنازعات الاسريه بمحكمة الزيتون .. وراحت تبكى بدموع عينيها وهى تطلب اقامة دعوى خلع ضد زوجها وتقول: تحملته طوال 16 عاما من الزواج .. كانت ايام قاسيه وصعبه الى ابعد حد .. لكنى لم اعد اتحمله .. فهو محسوب عليه رجل بدون فائده .. فانا اخرج للعمل واهتم بكل شئون البيت .. واقوم بتربية ابنائى .. اما هو فليس له هم فى الدنيا سوى تناول المخدرات وسجائر الحشيش .. وقضاء جلسات السوء كل ليله مع اصدقائه المدمنين! تزوجته وكنت صغيرة بمجرد ان وصل عمرى السن القانونى للزواج ثمانية عشر عاما .. حيث ان اسرتى فقيرة الحال .. وكانوا يفضلون تزويج الفتاه مبكرا حتى يتخلصون من حملها .. ومال حظى وتزوجت من محمود .. كان وقتها يمتلك ورشه صغيرة لتصليح السيارات .. ورزقنا باربعة ابناء .. ولدين وبنتين وهم فى سن المراهقه الان! كان زوجى فى البدايه يتناول المواد المخدره بشكل بسيط .. لكن مع مرور الوقت اصبح مدمنا على هذه المخدرات ويتعاطى كل شئ من مواد مخدره وحشيش وغيرها من الاشياء التى تذهب العقل .. لدرجة اوصلته الى انه لم يعد ينفق على البيت لانه ينفق كل ما يحصل عليه فى شراء الكيف .. بل انه جاء عليه اليوم وباع المحل الصغير الذى كان يمتلكه حتى ينفق على سهراته والمخدرات! جاءت على ايام انا وابنائى لم نجد فيها العيش الحاف لنأكله .. ولم اجد سوى الخروج للعمل .. رغم انى لم احصل الا على شهاده الثانويه التجاريه .. وبالكاد حصلت على مهنه عاملة نظافة فى احدى المستشفيات .. تمكنت من خلالها توفير قوت يومى ويوم ابنائى الصغار .. وكنت اخرج للعمل قبل ان تتم الساعه السابعه صباحا .. ولا اعود قبل تمام السابعه مساءا .. كنت اعود الى البيت والتعب يسيطر على كل جزء فى جسدى .. والنوم يغلب جفونى .. لكنى كنت أضطر للسهر ..وذلك خوفا على ابنائى من والدهم! اصاب كلامها دهشة اعضاء المكتب .. لكنها سرعان ما قالت: بالطبع الجميع لن يصدق كلامى .. وكيف تخاف ام على بناتها واولادها من ابوهم؟! .. لكن الاجابه على هذا التساؤل موجوده .. فالاب ليس رجلا مسئول يخاف على اولاده ويعمل جاهدا من اجل توفير لقمة العيش والمصروفات التى ينفقها على تعليمهم ويهتم بشئونهم ويحميهم من غدر الزمن .. بل كان رجل انانى لا يفكر الا فى نفسه .. فبعد ان باع المحل الذى كان يمتلكه وجلس فى البيت يتناول المخدرات .. لم يكن يفعل شئ سوى النوم بالنهار وفى الليل يستضيف اصدقاء السوء .. ويجلس معهم طوال الليل يتناولون المخدرات ويتحدثون بصوت عالى ويضحكون والمخدرات قد سيطرت على عقولهم .. وكنت انا اصطحب اولادى الى غرفه النوم واغلق علينا ولا تغفو لى عين حتى ينصرف اصدقاء زوجى ويخلد هو الى النوم .. لاغلق عليه هو الاخر باب الغرفه وانام لساعه واحده او اثنين لاخرج مسرعه صباح اليوم التالى الى العمل .. كان كل خوفى ان يفعل زوجى اى شئ مكروه لواحده من بناتى لانه يكون تحت تأثير المخدرات وبالطبع الكل يعرف ان الرجل عندما يكون غائب عن وعيه يفعل اشياء شيطانيه تؤدى الى كارثه .. وكان كل همى فى الدنيا الا يتحرش بواحده من البنات او يغتصبها! بدموع عينيها انهت الزوجه وفاء كلامها قائله: لقد حاولت التحمل من اجل ابنائى .. لكن قسوته التى لا حدود لها .. فكان يقابلنى بمشاده كلاميه لدرجة تصل الى حد الضرب والسب والاهانه وكل هذا من اجل الحصول على المال الذى اجلبه كل يوم من عملى .. ولا يتركنى الا بعد ان يأخذ كل المال الذى املكه حتى انى كنت اخفى جزء من الاموال قبل دخولى للبيت من اجل اولادى .. واصبح اليوم اولادى ايضا هم السبب وراء طلبى للخلع .. بعد ان رأيت الشر فى عينيه ورأيته وهو غائب تماما عن الوعى تحت تأثير المخدرات .. فشعرت بخوف لا يتخيله احد على ابنائى .. وتأكدت انه لن ينصلح حاله فحملت ابنائى الى منزل اسرتى وطلبت الطلاق .. لكنه رفض ليس حبا فى بل تعذيبا .. فقررت طلب الخلع! وقد فشلت محاولات اعضاء مكتب تسوية المنازعات الاسريه بمحكمة اسرة الزيتون الذى يضم الخبيرين النفسى مصطفى توفيق والقانونى عمرو عادل .. للصلح بينهما وذلك لاصرار الزوجه على طلب الانفصال وكذلك عدم حضور الزوجه لايا من جلسات الصلح فتم احالة الدعوى الى المحكمه للفصل فيها!