أحمد موسى: البرادعي عطّل البرنامج النووي المصري والسيسي أعاده للحياة    رسميا.. موعد التسجيل لاختبار القدرات بجامعة الأزهر    ناجى الشهابي: ثورة 23يوليو ما زالت ملهمة للسياسة الوطنية رغم محاولات التشويه    رئيس الوزراء يتابع مع وزير قطاع الأعمال تحقيق الاستفادة المُثلى من الأراضي والأصول غير المستغلة    الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يقر تعويضات لعملاء شركة فودافون مصر المتأثرين من العطل الذي وقع في شبكة الشركة مساء الثلاثاء    مدبولي يبحث مع وكلاء ماركات عالمية ضخ استثمارات في مصر ودعم سياحة التسوق    بدء طرح الوطنية للطباعة بالبورصة 27 يوليو بسعر 21.25 جنيه للسهم    مدبولى يعلن بدء إجراءات تطبيق قانون الإيجار القديم: «لن يضار أي مواطن» (فيديو)    الرئيس السيسي ورئيس وزراء اليونان يبحثان ملف تعيين الحدود البحرية في شرق المتوسط    مروحية إيرانية تعترض مدمّرة أمريكية في بحر عمان    رئيس الأركان الإسرائيلي: نخوض حروبا غير مسبوقة على جبهات متعددة    الأردن: إدخال قافلة مساعدات من 36 شاحنة مواد غذائية إلى شمال غزة    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يطالب بتحرك دولي لوقف الإبادة في غزة    «بعد طلب وزير خارجية الاحتلال».. هل ستصنف أوكرانيا الحرس الثوري الإيراني «منظمة إرهابية»؟    "تصعيد مدافع شاب وراحة لعواد".. كواليس مران الزمالك اليوم استعداداً لودية دجلة    ليفربول يعلن تعاقده مع إيكيتيكي    بيراميدز يعلن خوضه مواجهة ودية جديدة في معسكر تركيا    أبو ريدة يتابع معسكر وتدريبات الحكام على تقنية ال VAR    أول رد فعل من علي معلول بعد أنباء رحيله إلى الصفاقسي التونسي    تجديد حبس شاب قتل خطيب ابنة عمته بالزاوية الحمراء 15 يوما    الفرحة بتطل من عنيهم.. لحظة خروج 1056 نزيلًا بعفو رئاسي في ذكرى 23 يوليو    أحمد سعد يطرح أغنية «حبيبي ياه ياه» بمشاركة عفروتو ومروان موسى    المركز القومي للبحوث يحصد 5 من جوائز الدولة لعام 2024    مهرجان إيزيس يطلق مسابقة للتأليف باسم فتحية العسال    راغب علامة بعد أزمة الساحل: "بيحصل على طول معايا بحفلاتي"    أول تعليق من أسماء أبو اليزيد بعد الحلقة الأخيرة لمسلسل "فات الميعاد"    هل يجوز أخذ مكافأة على مال عثر عليه في الشارع؟.. أمين الفتوى يجيب    تحدث في معدتك- 5 أعراض لمرض الكبد الدهني احذرها    الكنيست يصوت لصالح فرض السيادة على الضفة وغور الأردن    بالفيديو.. حمزة نمرة يطرح 3 أغنيات من ألبومه الجديد "قرار شخصي"    الحبُ للحبيبِ الأوَّلِ    رئيس الجامعة البريطانية في مصر يكرّم السفير جاريث بايلي تقديرًا لدعمه للتعاون المشترك    «إنجازات» إسرائيل.. جرائم نازية!!    أوريول روميو يقترب من الرحيل عن برشلونة    البابا تواضروس يستقبل مجموعة خدام من كنيستنا في نيوكاسل    انطلاق أولى فعاليات مبادرة تدريب طلاب الأزهر بالأقصر على الوعي السياحي    خلال استقبال مساعد وزير الصحة.. محافظ أسوان: التأمين الشامل ساهم في تطوير الصروح الطبية    منهم برج الدلو والحوت.. الأبراج الأكثر حظًا في الحياة العاطفية في شهر أغسطس 2025    خادم الحرمين وولى العهد السعودى يهنئان الرئيس السيسى بذكرى ثورة 23 يوليو    خطة استثمارية ب100 مليون دولار.. «البترول» و«دانة غاز» تعلنان نتائج بئر «بيجونيا-2» بإنتاج 9 مليارات قدم    ب2.5 مليون.. افتتاح أعمال رفع كفاءة وحدة الأشعة بمستشفى فاقوس في الشرقية (تفاصيل)    لماذا لا ينخفض ضغط الدم رغم تناول العلاج؟.. 9 أسباب وراء تلك المشكلة    "المطورين العقاريين" تطالب بحوار عاجل بشأن قرار إلغاء تخصيص الأراضي    أفضل الوسائل الطبيعية، للتخلص من دهون البطن في أسرع وقت    الأهلي يترقب انتعاش خزينته ب 5.5 مليون دولار خلال ساعات    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : كم نتمنى ان نكون مثلكم ?!    ضبط 30 متهما في قضايا سرقات بالقاهرة    فيريرا يركز على الجوانب الفنية في مران الزمالك الصباحي    وفاة شخصين متأثرين بإصابتهما في حادث تصادم سيارتين بقنا    أسرة مريم الخامس أدبي تستقبل نتيجتها بالزغاريد في دمياط    ضبط 3695 قضية سرقة كهرباء خلال 24 ساعة    بالفيديو.. الأرصاد: موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد حتى منتصف الأسبوع المقبل    الرئيس السيسي: هذا الوطن قادر بأبنائه على تجاوز التحديات والصعاب    رئيس الوزراء يتفقد موقع إنشاء المحطة النووية بالضبعة    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    خلال فترة التدريب.. مندوب نقل أموال ينهب ماكينات ATM بشبرا الخيمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الست‮ ‬جمالات‮.. ‬انتصرت‮ ‬في‮ ‬الحرب‮ ‬العالمية‮ ‬الثالثة‮!
نشر في أخبار الحوادث يوم 25 - 05 - 2013

عندي ‬من‮ ‬الأولاد‮ ‬اثنين‮ ‬وبنت‮. ‬عشت‮ ‬معظم‮ ‬عمرى‮ ‬ربة‮ ‬بيت‮ ‬لا شىء‮ ‬فى‮ ‬حياتى‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬خدمة‮ ‬زوجى‮ ‬ورعاية‮ ‬أولادى‮.‬
عشت حياتنا هادئة ومستقرة حتى جاء يوم ودخل ابنى الاصغر الذى تجاوز الثالثة والعشرين علينا وهو ساهم زائغ النظرات من هذا اليوم بدأت مرحلة جديدة فى حياتى، تحولت من سيدة بيت لضابط مباحث ودخلت قاموس حياتى كلمات جديدة بدلا من البطاطس والملوخية والكوسة عرفت معنى الحشيش‮ ‬والماكستون‮ ‬فورت‮ ‬والهيروين، ‬وبدلا‮ ‬من‮ أن أكون ‬ام‮ ‬شاب‮ ‬مدمن‮ ‬أصبحت‮ " ‬أم‮ ‬المدمنين‮ ".. ‬ودخلت‮ ‬الحرب‮ ‬العالمية‮ ‬الثالثة‮.. ‬الحرب‮ ‬ضد‮ ‬المخدرات ‮..‬
" يوما ما دخل ابنى البيت غرقان فى العرق ولون وشه مخطوف وسرحان على طول. وسهران موش عارف ينام قلبى انخطف عليه وحسيت أنه وقع فى مصيبة أنا عارفة ابنى هادىء ومؤدب وفى حاله من يومها فتحت عيونى كويس علشان أعرف سر التغيير اللى حصل لابنى، لكن أنا جريت أسأل الناس: ياترى تأثير الحشيش إيه؟ قالوا: مدمن الحشيش بياكل كتير. لكن الولد رافض الاكل وبيشرب شاى على طول. سألت: والحبوب المخدرة؟ قالوا: تخلى لسان المدمن ثقيل لكن ابنى بيتكلم كويس سألت: والهيروين؟ قالوا: المدمن لايستطيع النوم ويكثر من شرب الشاى ويحتاج دائما إلى نقود‮ ‬ولايهتم‮ ‬بمظهره‮!‬
‮" ‬يانهار‮ ‬أسود‮.. ‬ضنايا‮ ‬بقى‮ ‬مدمن‮ ‬هيروين‮ "؟‮!‬
***
لم أكتف بالشكوك وكان ضروريا أن أتأكد بنفسى من أن ولدى سقط فى دوامة الإدمان ساعة " عصارى " نزل من البيت فى حالة عصبية نزلت بعده بدقيقة دون أن يلاحظنى وهو يقوم بتسخين السيارة تسللت وأوقفت سيارة تاكسى وجلست فيها انطلق ابنى بالسيارة وأنا خلفه أتابعه من بعيد، وأخيرا دخل فى حى بمصر القديمة عرفت ان اسمه " الجيارة " نزلت من التاكسى ووقفت فى الزحام أراقبه وهو يدلف إلى مقهى شعبى صغير، فزعت من الوجوه وأصحابها الذين تزدحم بهم مقاعد المقهى. من بعيد شاهدت ابنى يعطى الجرسون مبلغا وذهلت وأنا أشاهد "دوبارة" تهبط من نافذة بيت قديم فوق المقهى. فى نهاية " الدوبارة " لمحت ورقة صغيرة من الورق المفضض. عرفت فيما بعد‮ ‬أنها‮ "‬تذكرة‮ ‬هيروين‮". ‬أخذها‮ ‬ابنى‮ ‬بلهفة‮ ‬وانطلق‮ ‬كالمجنون‮ ‬نحو‮ ‬سيارته‮ ‬لم‮ ‬أعد‮ ‬خلفه‮ ‬وانما‮ ‬انطلقت‮ ‬إلى‮ ‬قسم‮ ‬شرطة‮ ‬مصر‮ ‬القديمة‮ ‬وهناك‮ ‬التقيت‮ ‬بالعقيد‮ ‬فاروق‮ ‬لاشين‮..‬
‮ ‬صرخت‮ ‬فى‮ ‬وجهه‮.. ‬انقذوا‮ ‬ابنى‮.. ‬انقذوا‮ ‬أولاد‮ ‬الناس؟
فى‮ ‬نفس‮ ‬اليوم‮ ‬أرشدت‮ ‬رجال‮ ‬المباحث‮ ‬إلى‮ ‬هذا‮ ‬الوكر‮ ‬فداهموه‮ ‬وقبضوا‮ ‬على‮ ‬موزعى‮ ‬الهيروين‮. ‬وكانوا‮ ‬من‮ ‬أعوان‮ ‬تاجر‮ ‬المخدرات‮ ‬المعروف‮ " ‬كتكت‮ "!‬
***
‮" ‬رجعت‮ ‬البيت‮ ‬زى‮ ‬المجنونة‮. ‬لقيت‮ ‬ابنى‮ ‬فى‮ ‬غرفته ‬قاعد‮ ‬سرحان‮. ‬مسكته‮ ‬من‮ ‬كتفه‮ ‬وفضلت‮ ‬أهزه‮ ‬وكل‮ ‬دموع‮ ‬الدنيا‮ ‬فى‮ ‬عينى‮.‬
‮ ‬كده‮ ‬برضه‮.. ‬هيروين‮ ‬ادمان‮.. ‬ياخسارتك‮ ‬ياضنايا!‬
ما‮ ‬كانش‮ ‬عند‮ ‬الولد‮ ‬غير‮ ‬الدموع‮ ‬يرد‮ ‬بيها‮ ‬وأنا‮ ‬بموت‮ ‬قدامه‮ ‬فضل‮ ‬يعيط‮ ‬لغاية‮ ‬ما‮ ‬أخدته‮ ‬فى‮ ‬حضنى‮ ‬ودموعى‮ ‬ساحت‮ ‬على‮ ‬دموعه‮.‬
أصحاب‮ ‬السوء‮ ياماما‮ ‬ربنا‮ ‬يجازيهم‮.. ‬كان‮ ‬عندى‮ ‬صداع‮ ‬واحد‮ ‬منهم‮ ‬ادانى‮ " ‬شمة‮ " ‬راح‮ ‬الصداع‮ ‬لكن‮ ‬رجع‮ ‬تانى‮ ‬يوم‮ ‬أشد‮ ‬جريت‮ ‬على‮ ‬صاحبى‮ ‬أسأله‮ ‬على‮ ‬البودرة‮. ‬قال‮ ‬المرة‮ ‬دى‮ ‬تدفع‮ ‬الثمن‮ ‬ودفعت‮.‬
صرخت‮ ‬فيه‮.. ‬وهاتدفع‮ ‬عمرك‮ ‬تمن‮... ‬لو‮ ‬استمريت‮.. ‬فاهم‮"‬؟
طاوعنى وحلف بحياة أبوه يبطل، لكن حلفان المدمن سهل واستمر فى التعاطى لكن كنت وراه زى ظله ينزل أجرى وراه يروح أوكار وأماكن مشبوهة عمرى ما دخلتها لو فكرت كنت أموت
من الخوف لمجرد الاقتراب منها كنت باتنكر وأغير هدومى وألبس نظارة شمس عشان ما يعرفش انى ماشية وراه وياما دخلت عليه فى أوكار تعاطى وأخذته من وسط المدمنين، وكل مرة يحلف انه مش راجع تانى للهيروين وكل مرة يرجع وعرفت ساعتها انى فى معركة حياتى يا إما انتصر على الملعون الهيروين، أو يهزمنى ويخطف منى ابنى.
***
ومن إدمان ابنى اكتشفت مأساة إدمان آلاف الشباب. واكتشفت أن المسألة أخطر مما كنت أتصور، فى احدى المرات ذهبت خلفه إلى منطقة تعاطى فى بولاق ذهلت وأنا أرى أرض الحارة الضيقة تلمع وكأنها مفروشة بالفضة بعد لحظات عرفت السر أن الحارة كلها تدار لتعاطى مخدر الماكستون‮ ‬فورت‮ ‬الذى‮ ‬يحقن‮ ‬به‮ ‬المدمن‮ ‬فى‮ ‬شرايينه‮، ‬كانت‮ ‬مئات‮ ‬من‮ ‬الحقن‮ ‬المستعملة‮ ‬تفرش ‬أرض‮ ‬الحارة‮.. ‬وبينها‮ ‬آثار‮ ‬دماء‮ ‬الشبان‮ ‬المدمنين‮ ‬الذين‮ ‬كانوا‮ ‬يقفون‮ ‬فى‮ ‬طابور‮ ‬وكأنه‮ ‬طابور‮ ‬الجمعية‮.‬
يمدون‮ ‬أياديهم‮ ‬لعملاء‮ ‬الشيطان‮ ‬ليحقنوهم‮ ‬بالمخدر‮. ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬يحدث‮ ‬فى‮ ‬وضح‮ ‬النهار‮ ‬والناس‮ ‬يذهبون‮ ‬ويجيئون‮ ‬والسكان‮ ‬ينظرون‮ ‬من‮ ‬نوافذ‮ ‬البيوت‮. ‬ولايحرك‮ ‬المشهد‮ ‬الفظيع‮ ‬فيهم‮ ‬ساكنا‮!‬
وتعبت كما لم أتعب فى حياتى.. ولم أهتم بكلام الناس ونظراتهم لنا. واتهامهم بأننا لم نعرف كيف تربية التربية السليمة.. كل ما كان يهمنى هو إنقاذ ابنى من وحش الإدمان.. ورغم كل ما عانيته وعاناه معى والده إلا اننى كنت فى أعماقى مؤمنة بأن ابنى سيجتاز الامتحان الصعب، المعروف أن الإدمان يقود صاحبه إلى جرائم أخرى أقلها السرقة. لكن ابنى لم يفعل شيئا اكثر من طلب النقود والكذب ليبرر حاجته لهذه النقود.. كنت متأكدة ان ابنى فى أعماقه يرفض هذا الادمان.. لكنه بحالته هذه ووحده لن يستطيع التغلب عليه،وبدأت معه رحلة فى مصحات علاج‮ ‬الادمان‮ ‬لاكتشف‮ ‬كيف‮ ‬تتحول‮ ‬المأساة‮.. ‬إلى‮ ‬مهزلة‮!‬
بدأت أعالج ابنى فى المصحات الخاصة.. وبعدين اكتشفت انها مجرد فنادق خمس نجوم.. ومافيش حاجة تفرقها عن الفنادق سوى أن بابها مقفول لقيت أصحاب المصحات الخاصة بيكونوا ثروات خرافية ومع الأسف مافيش مدمن بيشفى نهائيا بعد علاجه فى المصحة أي أن العلاج هناك مجرد ممرضة تدخل وتدى المريض حبة منومة وحبة تانية لسحب الادمان والحساب مجهزه، اليوم الواحد يتكلف علاج المدمن 100 جنيه وعلاجه 21 يوما يزيد عن 2100 جنيه.. وللاسف أول حاجة يعملها المريض بعد خروجه من المستشفى أنه يشترى المخدر. وكمان سمعت أنه فى بعض المصحات بعض العاملين‮ ‬أو‮ ‬المرضى‮ ‬بيبيعوا‮ ‬المخدر‮ ‬للمرضى‮ ‬اللى‮ ‬لسه‮ ‬بيتعالجوا‮!‬
‮" ‬بصراحة‮.. ‬علاج‮ ‬الادمان‮ ‬بقى‮ ‬تجارة‮.. ‬ولايهم‮ ‬أصحاب‮ ‬هذه‮ ‬المصحات‮ ‬اقتصاد‮ ‬البلد‮ ‬الذى‮ ‬يخربه‮ ‬الادمان‮.. ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يهمهم‮ "‬ اقتصادهم‮ ‬الخاص ‮".. ‬وكلهم‮ ‬النهاردة‮ ‬راكبين‮ ‬عربيات‮ ‬مرسيدس‮"!‬
***
عندما‮ ‬فاض‮ ‬بى‮ ‬وكاد‮ ‬اليأس‮ ‬أن‮ ‬يهزمنى‮.. ‬ذهبت‮ ‬إلى‮ ‬الإدارة‮ ‬العامة‮ ‬لمكافحة‮ ‬المخدرات‮. ‬وكانت‮ ‬هذه‮ ‬خطوة‮ ‬جريئة‮ ‬منى‮ ‬اذ‮ ‬كيف‮ ‬يمكن‮ ‬تصور‮ ‬أن‮ ‬أذهب‮ ‬للبوليس‮ ‬وأقول‮ ‬لهم‮.. ‬هذا‮ ‬ابنى‮ ‬مدمن‮ ‬فتصرفوا‮ ‬معه؟
لكن المفاجأة كانت عظيمة.. فى البداية تصورت اننى عندما سحبت ابنى من يده وسلمته لهم أنهم سيعلقونه من قدميه ويضربونه لكن الصورة كانت مختلفة تماما.. من أول دقيقة جلس اللواء مصطفى الكاشف مع ابنى وتحدث معه بطريقة ودية للغاية.. أفهمه أنه يشعر بكل ما يعانيه، وأنه انه يدرك كل الضغوط النفسية التى تثقل كاهله بالإضافة إلى المرض. وظل ابنى داخل إدارة ومكافحة المخدرات ضيفا عليهم أنا لا أعرف ماذا فعلوا معه لكن فى نهاية هذه الأيام عندما ذهبت فوجئت بشاب متورد مليىء بالحياة يحتضنى ويقبل يدى نظرت إليه ولم أصدق أنه ابنى كانت المعاملة الانسانية التى لقيها من اللواء الكاشف والعقيد سمير بدوى قد حققت له المعجزة وأعادت له ارادته، ويوم غادر معى ادارة مكافحة المخدرات كان بداية صفحة جديدة تماما فى حياته بعد أن استطاع بمعاونة الضباط ان يقهر حاجته إلى المخدر.
وبمجرد أن وصلنا إلى البيت حتى اندفع نحو والده وقال له: لقد رجعت إلى الحياة من جديد يا أبى.. وأرجو أن تسمح لى بأن يكون لى أب آخر.. أنت أبى سبب وجودى فى هذه الحياة.. وهو أبى سبب عودتى للحياة.. وهو اللواء الكاشف.
***
" كان ممكن بعد ما ربنا انقذ ابنى من الإدمان ودى معجزة كبيرة أسكت واحمد ربنا وأحاول مع الأسرة ان ننسى الصفحة السوداء دى من حياتنا، لكن النوم ما عرفش تانى طريقه لعينى إلا لما الفكرة ظهرت واضحة فى عقلى طيب وأولاد الناس مين يساعدهم وكنت سمعت وعرفت من خلال تجربة ابنى عن عائلات كثيرة تعرض أولادهم لخطر الادمان. وللأسف كان تصرف معظمهم خطأ. بعضهم بينكر تماما حكاية إدمان ابنه ويحاول يدارى لغاية ما تقع الفاس فى الراس، وتبقى كارثة وفضيحة موت وخراب ديار وبعضهم ما كانش بيعرف يتصرف بعقل يطردوا الولد المدمن من البيت ويقدموه‮ ‬ضحية‮ ‬سهلة‮ ‬لعالم‮ ‬الجريمة‮ ‬والضياع‮ ‬حسيت‮ ‬ان‮ ‬مافيش‮ ‬معنى‮ ‬للتجربة‮ ‬الصعبة‮ ‬اللى‮ ‬عشتها‮ ‬اذا‮ ‬كان‮ ‬فيه‮ ‬لسه‮ ‬شباب‮ ‬مدمن‮ ‬صحيت‮ ‬الصبح‮ ‬صليت‮ ‬ركعتين‮ ‬لله‮. ‬ووهبت‮ ‬بقية‮ ‬عمرى‮ ‬لمساعدة‮ ‬الشباب‮ ‬المدمنين‮".‬
" وبدأت افتح بيتى وقلبى لاى أسرة ابتلى واحد من ابنائها بمصيبة الادمان. جمعت أكثر من أم وكلمتهم بصراحة ازاى الام تتصرف علشان تنقذ ابنها ازاى تعالجه مش تدفعه بخوفها وجهلها فى دوامة الإدمان اكثر. وفى نفس الوقت بدأت اتعرف على الشباب المدمنين، ومنهم طلبة وطالبات بالجامعات ومنهم ربات بيوت وأصبح بيتى وتليفونى كأنه اسعاف للمدمنين. يكلمونى كل لحظة صعبة من لحظات مقاومتهم للمخدر. وأشجعهم من كل قلبى وأحاول أديهم الاحساس بالثقة فى أنفسهم. المدمن انسان سيىء الحظ وظروفه فى معظم الاحوال واصدقاء السوء هى الدافع الاساسى لإدمانه، المدمن يحتاج أكثر ما يحتاج لمن يفهمه ويمشى معاه خطوة بخطوة فى مشوار العلاج.. وكان ضروريا ان مجهودى مايضيعش فى الهواء والحمد لله قدرت اساعد شباب كتير وقطعت معاهم مشوار طويل فى حرب الإدمان وفى نفس الوقت اشتركت فى كل جمعيات مكافحة المخدرات وعلاج الادمان.. وفى كل اجتماع كانوا بيزعلوا منى.. لما اقول لهم عمرنا ما هنعمل حاجة طول ما احنا بنتكلم وبس.. الحكومة ياناس كفاية عليها المكافحة والشعب نفسه لازم يشارك ده غول عايز ينهش فى جسم مصر ومش لازم نغمض لحظة، لازم كل ام وكل اب وكل شاب يشترك فى الحرب علشان ننقذ بلدنا‮.. ‬مفروض‮ ‬نبلغ‮ ‬الشرطة‮ ‬فى‮ ‬الحال‮ ‬عن‮ ‬أى‮ ‬وكر‮ ‬من‮ ‬اوكار‮ ‬التعاطى‮. ‬مفروض‮ ‬نمد‮ ‬ايدينا‮ ‬للمدمن‮ ‬على‮ ‬أنه‮ ‬مريض‮.‬
اجمل شىء فى حياتى لما يدق تليفون بيتى فى أى وقت.. واسمع صوت واحد من اولادى الشباب ضحايا الإدمان..يستغيث بى ويقول لى ماما جمالات.. الحقينى، أسيب كل حاجة فى ايدى واجرى وكأنى باجرى نفس المشوار مع ابنى اللى انقذته من الإدمان.. اجمل لحظة فى عمرى كانت يوم عيد الام اللى فات امتلأ بيتى بالشباب اللى ربنا وفقنا وساعدتهم على العلاج واحد منهم قال لى انت تستحقى وسام ياماما جمالات والحقيقة اللى يستحق الوسام هو ابنى اللى قدر بإرادته يهزم الادمان. وفى نفس الوقت ادانى فرصة عمرى. ادانى قضية خلت لحياتى معنى. يا انا يا انت يا ادمان‮ ياملعون‮.‬
‮" ‬طبق‮ ‬الاصل‮ " ‬من‮ ‬اقوال‮ ‬الست‮ ‬جمالات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.