عبرت "مروة زكريا" زوجة الشهيد "ياسر إبراهيم"، أحد شهداء الإخوان المسلمين الثمانية فى أحداث قصر الاتحادية، عن استنكار أسر وأهالى الشهداء ورفضهم للاتهامات الموجهة للرئيس الشرعى الدكتور محمد مرسى، مؤكدة أنهم باعتبارهم المدعين بالحق المدنى فى القضية المعروفة إعلاميًا ب"الاتحادية"، قدموا بلاغات رسمية اتهموا فيها قادة جبهة الإنقاذ بصفتهم المحرضين على القتل، ومعهم عدد من الإعلاميين؛ حيث وجهوا الاتهام إلى 13 اسما، من بينهم أحمد جمال الدين وزير الداخلية وقتها، والإعلامى وائل الإبراشى، والعقيد عمر عفيفى وحمدين صباحى ومحمد البرادعى وممدوح حمزة وغيرهم، وقد تم تجاهل البلاغات تماما، رغم قوتها وشهادة الناس كافة على أدلتها لأن التحريض كان يتم فى العلن، وعلى شاشات التلفاز ليل نهار، مشيرة إلى أن الأخطر من ذلك هو استبعاد الشهداء الثمانية من الدعوى، والاكتفاء بدعوى اثنين فقط من الضحايا؛ لكونهم ليسوا من الإخوان. وأكدت "مروة" بصفتها المنسقة لرابطة "أسر شهداء الاتحادية" فى حديثها ل"الحرية والعدالة" على يقينها بأن السبب الرئيسى فى قتل زوجها هو نفسه السبب فى قتل الصحفى "الحسينى أو ضيف"، وهو القيام بالتصوير من الجانب الذى يقف فيه مؤيدو الرئيس مرسى، أى أن الوقائع التى تم تسجيلها كانت فى الجانب الآخر للمعارضين والبلطجية؛ وهو ما يعنى إدانتهم بشكل مباشر. يذكر أن أحداث الاتحادية وقعت فى الخامس من ديسمبر 2012، وذلك بعد تجمع عدد من المتظاهرين بعضهم من مؤيدى الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسى قبل ذلك فى 22 من نوفمبر العام الماضى، وعدد آخر من معارضى هذا الإعلان، ومن ثم وقعت اعتداءات راح ضحيتها عشرة أفراد من بينهم ثمانية من أبناء جماعة الإخوان، وهى الاتهامات التى لم يجد الانقلابيون حتى الآن غيرها لإقامة محاكمة هزلية للرئيس الشرعى المنتخب د. محمد مرسى وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين. ** فى البداية عرفينا بزوجك الشهيد ياسر؟ هو ياسر محمد إبراهيم، من مواليد الخارجة عام 1971، حاصل على بكالوريوس علوم بتقدير عام جيد جدا، آخر عمل له كان مفتشا بيئيا بهيئة موانئ البحر الأحمر، وبداية عمله كانت فى المحميات الطبيعية مدة أربع سنوات، وكان قد وصل لدرجة مدرب غطس، ثم تدخل الأمن فى ظل عهد المخلوع مبارك ليتم فصله من ذلك نتيجة انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، بعدها عمل فى إحدى شركات الزيوت، وتركها ليعمل فى هيئة الموانى، وبالنسبة لعمله الدعوى؛ فكان مسئول طلاب الجامعة على مستوى المحافظة، بخلاف مسئوليته للشعبة. تزوجنا منذ 11 عاما، ورُزقنا بثلاثة من الأبناء؛ "نداء" فى الصف السادس الابتدائى، وحبيبة فى الصف الرابع، و"محمد" ما زال ابن ثلاث سنوات وعدة أشهر. وقد ولد طفلنا الأخير هذا فى أثناء اعتقال والده فى العام 2009-2010؛ حيث اعتقل فى حملة قمعية شملت زوجى ومعه 33 آخرين، ولم يخرج حينها إلا بعد ستة أشهر، ولذا فلم يشهد وقت ميلاد ابننا الأصغر، بل إنه وعند خروجه كان الطفل قد بلغ شهرين من عمره. وعقب خروجه من المعتقل سافر بعثة إلى اليابان مدة شهرين، وفى نهاية البعثة قدم مشروعا لتطوير الموانئ على مستوى مصر بعد حصرها كلها، للاستفادة من الموانئ المهملة، وتطوير العمل بشكل مهارى أكثر فى الأماكن العاملة بالفعل؛ وقد حصل هذا المشروع على المرتبة الأولى بين المشروعات المقدمة حينها، ورغم أنها بعثة رسمية وتتبع هيئة حكومية، إلا أن هذا المشروع على المستوى المحلى لم يلق أى عناية من أى مسئول، وصار وكأنه لم يكن رغم عناية الآخرين به، وتقديرهم لتميزه. ** وما الصفات التى تميز بها الشهيد فى حياته؟ كان زوجى بارا جدا بأهله، واصلا للرحم بدرجة عالية، وذلك حتى لأقاربه من بعيد، فقد كان هو حلقة الوصل بين إخوته، بحيث يجمعهم هو دائما، وبعد استشهاده ذكرت لى إحدى -الأخوات- أن تلك الصفة لم تكن مقصورة فى تنفيذه لها على أهله هو فقط، بل إنه سعى لأن تسود حالة البر وصلة الأرحام بين كل من حوله، حتى إنها -تلك الأخت- كانت على خلاف كبير مع أهل زوجها دام وامتدّ لأكثر من عشر سنوات، ولم تفلح جهود الوساطة من قبل فى إعادة لحمة تلك العائلة؛ وما إن عرف بذلك الشهيد ياسر، حتى سعى فى الأمر ولم يتركه إلا وقد زالت القطيعة تماما. ومن صفاته التى لا أستطيع أن أنساها له هى حبه للأولاد وحرصه وخوفه الشديد عليهم، فضلا عن أنه وطيلة عمره لم يكن يخشى فى الله لومة لائم، بل عاهدته مقداما، ويجاهر بكلمة الحق فى أى مكان ووقت، الأمر الذى كان يسبب له المتاعب الكثيرة فى عمله، فقد كان -كمفتش- تقع تحت يديه الكثير من السفن غير المطابقة للمواصفات خاصة من ناحية -البيئة- التى هى تخصصه من حيث نسب التلوث المسموح بها، وللأسف فقد كان الكثير من الموظفين المرتشين يسعون لإثنائه عن عمل المحاضر أو كتابة التقارير، ولكنه كان يصر على موقفه، مما كان يعرضه للمشكلات بل المخاطر، وكثيرا ما كان أصحاب السفن يتعدونه ليذهبوا فى استخراج التصاريح لمن هم أعلى منه رتبة فى العمل؛ لكى يتفادوا رفضه وتمسكه بشرف مهنته. ** أذكرى لنا بعض المواقف بينكما لا تستطيعين نسيانها؟ فى الحقيقة إنه كان نموذجا للأخلاق والخصال الحميدة فى كل أمره، ولا أستطيع أن أنسى أنه فى رمضان من كل عام كانت له ثلاث ختمات للقرآن الكريم، وكان كلما انتهى من واحدة أجلسنى أنا والأبناء لندعو الله معا، وكان يُعلم الأولاد كيف يجلسون معنا ليبتهل كل واحد منهم بالدعاء. وكنت أنتظره حين عودته من صلاة الفجر، حتى نردد الأذكار سويا ونتشارك فيها. ومن الابتلاءات التى تعرضنا لها سويا من قبل؛ هى وفاة طفل صغير لنا أسميناه "عمار"، وقد توفى وله من العمر 24 يوما، ولم أكن رأيته، فسمح لى زوجى حينها أن أذهب معه إلى القبر، ودفناه سويا. ** وماذا عن مشاركته فى ثورة 25 يناير؟ بالطبع فقد شارك مع جموع الشعب، وكان دائم التردد ما بين ميدان التحرير فى القاهرة، وميدان الأربعين هنا فى السويس؛ ومن أبرز مواقفه، تصديه للبلطجية هنا فى السويس، حينما كانوا يحاولون الاعتداء على النساء المشاركات فى التظاهرات، وقد ألقى القبض على أحدهم ووجد معه "مطواة" أعدها ليهاجم بها النساء. ومن ناحية أخرى فقد كان من ضمن مسئولى المنصة التى كانت تلقى الحماس فى قلوب المتظاهرين. ** نريد التعرف على تفاصيل واقعة استشهاده فى أحداث قصر الاتحادية؟ سافر "ياسر" إلى القاهرة مع بعض من إخوانه وأصدقائه، لمساندة الدكتور محمد مرسى، والوقوف إلى جواره، والتظاهر السلمى لتأكيد التأييد الشعبى له وللقرارات التى اتخذها الرئيس فى صالح البلد، فى الوقت الذى كان فيه الرئيس مرسى يحارب وحده كافة مؤسسات الدولة العميقة، فضلا عن الكثير من المأجورين والبلطجية، بل إن المؤامرة التى تداعت إلى آذاننا وقتها، هى التخطيط لقتل الرئيس مرسى أو إبعاده عنوة عن منصبه لتشكيل مجلس رئاسى يضم كلا من البرادعى وعمرو موسى وحمدين صباحى، ولذا فلم يكن فى وسع الشعب الذى اختار الدكتور مرسى إلا أن يذهب ويؤكد على اختياره وحقه فى الدفاع عن رئيسه حتى آخر رمق، وقد كان "ياسر" أحد أفراد هذا الشعب الذى جاء إلى القاهرة للصدع بكلمة الحق كما كان دائما. ** كيف علمتِ بنبأ استشهاد زوجك؟ لم نعرف بهذا فى اليوم نفسه؛ لأنه حين حدثت الاعتداءات وبعد أن قتلوا زوجى أخذوا جثمانه ورموا به فى الناحية الأخرى فى شارع جانبى أكثره كان من المتظاهرين ضد الرئيس مرسى؛ وكأنهم أرادوا أن يقولوا إنه من بين قتلى المعارضين للرئيس وليس المدافعين عنه، وقد كان سبب الاستشهاد هو طلق نارى فى العين وخرج من المخ، إضافة إلى طلقات خرطوش متفرقة متعددة فى أنحاء الجسم بالكامل، بخلاف الكدمات الظاهرة، وسحل الجثمان على الأرض؛ حيث مُزقت ملابسه تماما، فضلا عن سرقة جهاز هاتفه المحمول، وكل ما يثبت أو يشير إلى شخصيته. وعندما عاد أصدقاؤه إلى السويس وعلموا أنه لم يصل بعد، رجعوا ثانية إلى القاهرة فى رحلة للبحث عنه، فذهبوا إلى جميع المستشفيات التى من المتوقع أن شهداء الإخوان موجودون فيها، ولكنهم لم يجدوه، فذهبوا إلى مستشفيات أخرى، ولم يجدوه أيضا، فعرض عليهم عامل مشرحة زينهم أن يطالعوا جثة لديه ولكنها مجهولة الهوية، فتفحصها أخيه، وتعرف عليها. ** وكيف استقبل الأبناء خبر استشهاد أبيهم؟ فى الحقيقة الوضع فى بدايته كان صعبا للغاية، لأنهم كانوا مرتبطين به جدا، خاصة محمد الابن الأصغر؛ لأن والده حين خرج من الاعتقال حاول أن يعوضه عن الفترة التى لم يره فيها؛ فأغدق عليه حبه واهتمامه بشكل كبير، ولذا فقد تأثر محمد للدرجة التى لم تكن -كطفل غير واعٍ- تقنعه معها حجة أن والده فى الجنة، بل كان يقول: "هاتولى بابا من الجنة.."، كما ظلّ لفترة لا يستطيع الجلوس فى البيت أو حتى عند جدته لأبيه.. أما نداء وحبيية فلأنهما أكبر سنا، فقد تمالكا أنفسهما وتفهما الأمر رغم حداثة سنهما، وهذا لم يكن يمنعهما أيضا من البكاء أو القول: "بابا واحشنا قوى..".. ولكن ما يلبثا أن يسترجعا ويجلسا للدعاء له، ولذا فقد رأيناه جميعا فى رؤى كلها خير له إن شاء الله. ومن جانبى فأحرص على تنفيذ خطة أبيهم فى تربيتهم؛ حيث كان يحلم بتحفيظهم القرآن الكريم كاملا، وهو ما أعكف على فعله الآن، وقد قطعوا فيه بالفعل شوطا لا بأس به، والحمد لله. ** ماذا عن تفاصيل حالات الشهداء الثمانية الأخرى من أبناء الإخوان؟ ما أعرفه هو ما أكدته تقارير الطب الشرعى، وهى كلها موجودة وموثقة، وجميعها ذكرت أن سبب الوفاة لأكثرهم كان بطلق نارى، كما أن القنص كان مباشرا فى الصدر أو العين، أى فى الجزء الأعلى من الجسم، وما عرفته أيضا أن من كان يحمل أية أداة للتصوير، حتى ولو كاميرا "هاتف" كان يسلط عليه شعاع ليزر، ليتم قنصه مباشرة فى مقتل، أو ضربه بطلقات "خرطوش" لتشل حركته، ومن ثم يضربونه، وهو بالضبط ما توقعته بالنسبة لقتل زوجى، لأنه كان يحمل هاتفا متميزا اشتراه إبان بعثته فى اليابان، وكانت كاميرا تصويره عالية الدقة، وهو نفسه ما حدث مع الصحفى "الحسينى أبو ضيف"؛ حيث كان يقوم بالتصوير من الناحية التى يقف فيها مؤيدو الرئيس محمد مرسى، أى أنه كان يصوّر الجانب الآخر من المعارضين والبلطجية، وهذا يعنى أن من قتل الحسينى أبو ضيف أيضا قام بقنص زوجى لإدراكه أنه التقط الأحداث الحقيقية التى تدينهم بكاميراته. ** الانقلاب العسكرى الدموى يدعى مسئولية الرئيس محمد مرسى عن قتل زوجك، ما رأيك فى ذلك؟ بداية وقبل الانقلاب لم يتحرك أحد ليحقق فى البلاغات التى قدمناها والتى اتهمنا فيها قادة جبهة الإنقاذ بقتل أبناء الإخوان الثمانية، بل إنه وفى يوم الواقعة نفسه تم إخلاء سبيل "البلطجية" الذين أمسك بهم المتظاهرون عند قصر الاتحادية وهم يقومون بأعمال شغب واعتداءات مباشرة وصلت إلى حد القتل والتعذيب؛ حتى إنه تم التحفظ عليهم بالأسلحة التى كانوا يستخدمونها، ومع ذلك فقد تُركوا فى اليوم نفسه وكأن شيئا لم يكن، ولم تتحرك الدعاوى أو البلاغات بعد ذلك تماما، ثم فوجئنا بعد الانقلاب بأن من يُحاكم فى تلك القضية هو الرئيس مرسى و14 من قيادات الإخوان، فى حين أننا نحن المدعين بالحق المدنى، ولم نتقدم بأى اتهامات ضد الرئيس أو أى من هذه الأسماء ال14، بل تقدمنا ببلاغات ضد قادة جبهة الإنقاذ بصفتهم المحرضين على القتل، ومعهم عدد من الإعلاميين، بحيث وجهنا الاتهام إلى 13 اسما، من بينهم أحمد جمال الدين وزير الداخلية وقتها، والإعلامى وائل الإبراشى، والعقيد عمر عفيفى وحمدين صباحى ومحمد البرادعى وممدوح حمزة وغيرهم، وقد تم تجاهل البلاغات تماما، رغم قوتها وشهادة كافة الناس على أدلتها لأن التحريض كان يتم فى العلن، وعلى شاشات التلفاز ليل نهار. فى حين أن الانقلابيين حتى الآن لم يأتوا بدليل واحد ليبرهنوا على اتهامهم للرئيس مرسى بأنه حثّ على العنف أو حرض على قتل متظاهر أو معارض من أى فصيل سياسى كان. ورغم أن أهالى شهداء الإخوان الثمانية قد تقدموا جميعهم بنفس البلاغات وضد نفس الأسماء تقريبا؛ إلا أن ذلك كله تم استبعاده وكأن لم يكن، بل الأخطر من ذلك أن يتم استبعاد الشهداء الثمانية أساسا بصفتهم مدعين بالحق المدنى، أى أنهم لم يتغافلوا ويتجاهلوا ما تقدمنا به من بلاغات فقط، إلا زادوا على ذلك باستبعاد الشهداء أساسا من القضية، وكأنهم لا وجود لهم، ولا ثمن لدمائهم. وفوق هذا كله فالمحامى المسئول عن القضية والتى كان يسعى فيها من قبل، هو الدكتور محمد عبد المقصود -محامى جماعة الإخوان- وهو الآن رهن الاعتقال من قبل سلطات الانقلاب. ** ولماذا بنظرك تم استبعاد شهداء الإخوان من القضية؟ أولا لأننا كمدعين بالحق المدنى نعلم من هم الجناة الحقيقيون، والنظام الانقلابى الحالى لن يواجه هؤلاء، لأنه يعتبرهم شركاء مباشرين له فى الانقلاب، ومن ثم هو وجد فرصة لغلق ملف تلك القضية من ناحية، ومن ناحية أخرى رغبوا فى أن يضعوا الرئيس مرسى فى أى صيغة اتهام جاهزة لديهم ليوهموا العالم بأنه قتل متظاهرين فيساووا بينه وبين المخلوع مبارك. ** ما الفعاليات التى تنوون تنظيمها بصفتكم أهالى وأسر ثمانى شهداء تجاهلهم القضاء؟ بداية أسسنا معنًا رابطة أسميناها "رابطة أسر شهداء الاتحادية"، ودشنا لها صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وذلك قبل مهزلة المحاكمة للرئيس مرسى بيوم واحد، وتم اختيارى كمنسقة لتلك الرابطة، كما تم اختيار مسئول إعلامى لها، وقد تبرع أحد المحامين لمتابعة الأوضاع القانونية لها وكيف يمكننا الآن تحريك بلاغاتنا ضد المتهمين الحقيقيين، وحتى الآن فقد أصدرنا بيانات نستنكر فيها بداية استبعاد الشهداء الثمانية من القضية، كما نستنكر ونستبعد تماما أى اتهام للرئيس الدكتور محمد مرسى، بقتل شهداء الاتحادية، كما نطالب فى ذلك بقاضٍ نزيه؛ بحيث لا يكون له معنا خصومة مسبقة، أو يقبل أن يدخل لينصف طرفا ضد طرف آخر نتيجة توجهه أو خصومته السياسية. ** بعد استشهاد زوجك هل تعرضتم لأية مشاكل خاصة من الناحية المادية أو الأمنية؟ من الناحية المادية كانت هناك بعض الديون، وبفضل الله تعالى تم سدادها، ومن جهة أخرى فرغم أن القانون يوجب تعيين أحد أبناء المتوفى، أو أرملته إذا كان الأبناء صغارا؛ حتى تتمكن من الإنفاق عليهم، ولذا فقد تقدمت بالفعل بأوراقى للتعيين كمحاسبة طبقا لتخصصى كخريجة تجارة، وما عرفته حتى الآن أن الجهات المسئولة لم توقع على أوراقى وذلك بالحجج المعهودة من عدم وجود وظائف خالية، أو عدم وجود رواتب، أو علّها الحجة المضمرة من الكراهية الشديدة للإخوان وكل من ينتمى لها. ** هل تشاركين الآن فى الفعاليات الرافضة للانقلاب العسكرى الدموى والمطالبة بعودة الشرعية والرئيس المنتخب؟ بالطبع أشارك، بل أنزل المسيرات قدر الاستطاعة أنا وأولادى، وذلك رغم المخاطر التى تحدث خاصة هنا فى السويس، فمن يوم لآخر يسقط لدينا شهيد أو أكثر؛ حيث يكثر أن يعتدى البلطجية ومليشيات الانقلاب فى زى مدنى على المتظاهرين السلميين. خاصة أن أشكال تلك القوات بات مألوفا معروفا، كما أنه يُلحظ وجود أسلحتهم "الميرى" معهم. وحتى البلطجية أو تلك القوات بزى مدنى بعد أن تقوم بالضرب أو القتل، تجرى وتختبئ لدى الجيش أو الشرطة. وبذكر تأييد الشرعية، فقد اعتقلت قوات الانقلاب الدكتور عادل عامر الأستاذ بمعهد علوم البحار هنا فى السويس، ورغم أنهم اختطفوه من مقر عمله، إلا أنهم ذهبوا للتفتيش فى منزله، ولم يجدوا شيئا يُدينه من -وجهة نظرهم- سوى بانر كبير عليه صورة لزوجى الشهيد، فاعتقلوا هذا البانر؛ مما يدل على الكراهية الشديدة غير المبررة..!! ** رسالة أخيرة لمن تريدين توجيهها؟ أريد أن أوجه رسالة لقادة الانقلاب؛ فأذكرهم أن الله سبحانه "عدل"، ولذا فإن لم نستطع أن نقتص منكم فى الدنيا فسوف يقتص الله تعالى لنا فى الآخرة، وعندها لن يهونها عليكم شىء. وبالنسبة للرئيس محمد مرسى، فأنا أعتبره كوالد لى، وأقول له "اثبت"، فقادة الانقلاب فشلوا، ومن علامة ذلك عدم قدرتهم على التفكير العاقل. وأقول لزوجات وأهالى الشهداء الذين دافعوا عن الشرعية، إنى على يقين أن الله تعالى سيكون معنا ويعيننا على تربية أبنائنا على أفضل وجه، لأنه سبحانه يعلم أن آباءهم لم ينزلوا ويُقتلوا إلا نصرة لهذا الدين والوطن.