استبعد د.محمد محسوب -وزير الشؤون القانونية فى حكومة د.هشام قنديل- عدم تورط دولة العسكر فى فضيحة تسريب امتحانات الثانوية العامة التى ألقت بظلال قاتم على الشارع المصري على مدار الأيام القليلة الماضية، مشددا على أن الأنظمة الديكتاتورية تتعمد محاربة منظومة التعليم من أجل تجريف المجتمع وبسط سيطرتها المطلقة على مقاليد الأمور. وأوضح محسوب –فى تدوينة مطولة على حسابه الشخصي بموقع "فيس بوك"- اليوم الثلاثاء، أن السيسي يسير على خطى المخلوع مبارك لخصخصة التعليم، والتضييق على أبناء الطبقات البسيطة في المجتمع وغلق ذلك الثقب الذي يتسربون منه إلى مستويات عليا، وهو الأمر الذى ترجمه النظام العسكري إلى التلاعب بمصير الطلاب والمقامرة بمستقبل مصر على طاولة الشهادة الثانوية. وشدد القيادي بحزب الوسط على أن أذرع السيسي المشاركة وضع خطط التعليم الاستثماري والتخلص من الأعداد في الجامعات، ارتكبت العديد من الجرائم –عمدا أو جهلا- بحق الشعب المصري من أجل تنفيذ أجندة ديكتاتورية بحرمان المصريين من الترقي فى ساحة العلم. وأشار إلى أن مخطط السيسي يهدف إلى حرمان غالبية الشعب من امتلاك سلاح يُحسن به حاضره ويصنع به مستقبلا مختلفا، كما أنه يعمد إلى حرمان مصر من دورها التاريخي وميزتها الأساسية وهي العلم الذي اتصف به أهلها وحملوه إلى جوارهم العربي والإفريقي والإسلامي. وأضاف أن "تسريب امتحانات الثانوية الأخير ليس إلا خطوة في طريق دولة الاستبداد لإغلاق طاقة النور التي تنير عقول وقلوب المصريين، فما يُجهز من قرارات لإنهاء التنسيق والاستناد للمقابلات الشخصية أو امتحانات القدرات الوهمية ليس إلا طريقا لإنهاء مرحلة تفوق الفقراء وبدء مرحلة لا يُسمح فيها بالمرور إلا لمن له ظهر". وأكد محسوب –تحت لافتة "الثانوية العامة وحلم الغلابة"- أنه "في عهد الدكتاتوريات مفيش حاجة اسمها تعليم، إنما أعمال مقاولة الهدف منها تجريف ما تبقى من جيوب الغلابة، ويبدو أنه بدأت عملية المقاولة الكبرى". ولفت عضو المجلس الثوري المصري إلى أن التعليم كان الثقب الذى نفذ منه جيل بأكمله من جدران الفاشية، موضحا: "نشأت بحي عين شمس الغربية، منطقة دافئة غنية بأصالة شعبها، أنا وكل زملائي في الابتدائية ثم في الثانوية كنا نحمل آمالا كثيرة ولا نجد ما نركبه لنصل إليها إلا التعليم والتفوق فيه". وتابع: "تفوقنا في كل سنوات عمرنا.. التحقت بإحدى كليات القمة لكني غيرتها بسبب اعتقالي وذهبت للحقوق وتفوقت فيها، ورغم رفض تعييني بكل هيئة قضائية لأن التعيين يستند لمقابلة شخصية تُحدد قدراتي، وبالطبع كنت عاريا من أي قدرات من تلك التي يعرفونها، فقد تمكنت من ثقب ضيق أن أعيّن بعد ثلاث سنوات من تخرجي بكلية حقوق المنوفية.. وتعرفون بقية القصة". واختتم محسوب: "أحد أصدقاء عمري دخل الطب وأصبح طبيبا مرموقا في الولاياتالمتحدة، ولم أره منذ الثانوية العامة إلا عندما جاءني إلى أوربا ليساندني ببعض ماله بعد خروجي من مصر وقد تحفظ الانقلاب على أموالي"، معقبا: "أرى أصدقاء لي من أسر فقيرة أو متوسطة وقد شغلوا مناصب راقية أو تقدموا في أعمالهم الخاصة، كان التعليم هو ممر هؤلاء جميعا لتغيير أوضاع اجتماعية والترقي في سلم المجتمع".