"الرجل المناسب في الوقت المناسب"، هذه المقولة أصبحت هذه الأيام لا تنطبق إلا على صاحب هذه الوظيفة، الذي أصبح أسرع وسيلة لنقل الطلبات من المطاعم والمحلات والصيدليات للمنازل، في خدمة الدقائق المعدودة، التي أصبحت قسم خاص في أي محل تجاري يريد أن يرضي زبائنه، وأصبح الإقبال عليها كثيفا بين الشباب خاصة في ظل داء البطالة المنتشر كالفيروس في الشارع المصري، عشرات إعلانات الوظائف الخالية في الصحف والمواقع، تجده بعنوان "مطلوب طيار دليفري". وصول الطلبات للزبائن بأقصى سرعة وأقل وقت، هو أهم ما يميز خدمة الدليفري، و دائما ما تكون وسيلة "الطيارون" لتحقيقها هي دراجة بخارية، والتي أصبحت المحلات تمتلك جراج كامل يمتلئ بالعشرات منها، ولكن تلك الميزة أصبحت عيب، في زمن "الطوارئ والحظر"، فالتكدس المروري والمظاهرات وأوقات الحظر والكمائن أشياء أصبحت تعيق "طيار الدليفري" عن أداء عمله بسرعة وفي الوقت المطلوب. عماد هاني، شاب ثلاثيني العمر، يعمل "طيار دليفري" بأحد المطاعم، دائما ما يرافق دراجته البخارية بين أحياء وميادين القاهرة والجيزة، حاملا على صندوق في نهايتها طلبات زبائنه، أصبح يعيش يوم عمله وسط مشاكل حظر التجوال الممتدة معه منذ 3 أشهر، والتي يتحدث عنها ل"الوطن"، "طوال فترة حظر التجوال "أصبحنا مقيدين بوقت شغل معين، وفترات الليل قل عددنا فيها للنصف، بقينا مش قادرين نشتغل غير في حدود منطقة الدقي اللي أحنا موجودين فيها، وكمان إذا خرجنا برة المنطقة كماين الجيش والشرطة توقفنا وتحجزنا لحد الصبح، بالإضافة إن الطلبات قلت كتير خلال فترة الليل". يواصل عماد حديثه، وهو يستند إلى دراجته البخارية المرتكزة في مكانها منذ مدة بسبب قلة الطلبات وركود الحركة في الشارع، "يوم الجمعة، بعد ما كان أكثر يوم فيه شغل، لأن الناس بتبقى عايزة تستريح فتطلب أكل جاهز، بقى أقل يوم فيه شغل بسبب المظاهرات، وزحمة الشارع، حتى لما نطلع "أوردر" فيه ممكن نفضل واقفين في شارع واحد أكثر من ساعة ونص بسبب زحمة الطريق، وده خلى الزباين تزهق، وساعات تلغيه بعد ما نطلع". قرار إلغاء الحظر، أسعد عماد، فهو يراه قرارا مناسبا جدا لطبيعة عمله في أوقات الليل، " هنقدر نشتغل تاني وترجع ساعات العمل لطبيعتها، ونخرج برة منطقة الدقي لمناطق أخرى"، إلا أنه يتمنى عودة الأمن في الشارع بعد الحظر، "بعد الحظر الدنيا هتمشي لكن لازم يكون فيه دوريات أمنية وكماين تفتيش، بخاصة إننا بنتعرض لسرقة الدرجات البخارية (المكن)، ويمكن بعد الحظر أحتاج 3 جنازير أكلبش بيها المكنة من الحرامية في وقت الليل"، إلى جانب مخاطر أمنية كثيرة يعيشها الطيار، تجبره على الهبوط الاضطراي.