امتدت آثار قرار حظر التجول إلى كثير من المحلات بما فيها صيدليات الأدوية التى بدأت خلال السنوات الأخيرة فى تقديم خدمتها على مدار ال24 ساعة. القرار الذى أصدرته الحكومة لتحجيم أعمال العنف اضطر بعض الصيدليات إلى الاستغناء عن بعض ورديات (شفتات) العمل، والإغلاق فى موعد الحظر الذى يمتد من ال9 مساءً إلى 6 صباحاً. الصيدلية التى يعمل بها الصيدلى «إيهاب قطب» كانت تعمل فى الأوقات العادية على مدار الساعة: «كنا بنشتغل قبل كدا 24 ساعة فى اليوم على 3 شفتات كل شفت (وردية) 8 ساعات لكن بسبب قرار حظر التجول أصبحنا نخشى من تطبيق أى عقوبة علينا أو الاعتداء على الصيدلية فبقينا بنقفل الصيدلية فى وقت الحظر من 9 مساءً ل6 صباحاً». إغلاق الصيدلية التى يعمل بها «إيهاب» طوال وقت الحظر لم يؤثر فقط على أرباح الصيدلية فى ذلك الوقت وإنما امتد إلى بقية «الشفتات»: «أرباح الشفت الواحد نزلت حوالى 45% بسبب الإغلاق لأننا حتى لو فتحنا الصيدلية مش هنبيع برضو لأن الناس عندها خوف شديد من النزول للشارع». فى الأوقات العادية كانت الوردية (الشفت) فى الصيدلية التى يعمل بها إيهاب تضم «5 أفراد على الأقل، لكن فى الوقت الحالى مابقاش فيه غير صيدلى واحد واتنين دليفرى، واضطرينا فى الوقت الحالى نلغى شفت الفجر ونكتفى بشفتين بس وضغطنا العمال فى الشفتين.. أنا مثلاً كنت باجى شفت الفجر دلوقتى شغال بالنهار علشان مواعيد الحظر اللى بنقفل بسببها الصيدلية». يرى «إيهاب قطب»، أنه كان ينبغى على السلطات أن تستثنى الصيادلة من الحظر «نظراً لأن الأدوية وشراءها مش مسألة رفاهية فيه حياة ناس بتتوقف عليها، إحنا نفسنا بقينا بنخاف من خروج عمال الدليفرى (الطيارين) لأنه بيبقى معاهم فلوس وأدوية غير المكن (الدراجات البخارية). مجموعة أخرى من الصيدليات أصرت على فتح أبوابها فى أوقات الحظر. صيدلية أ.ح واحدة من تلك الصيدليات التى تعمل على مدار الساعة حتى فى أوقات الحظر، لكن الصيدلية اعتمدت مجموعة من الإجراءات خوفاً من تعرض أحد العاملين بها إلى اعتداء أو تعرضهم للسرقة. «مصطفى صديق»، طبيب صيدلى يعمل فى صيدلية أ.ح، يقول: «بسبب أوردر أدوية ب50 أو ب100 جنيه خرج بيه طيار (عامل دليفرى) اتسرق مننا دراجة نارية «فيسبا» لما طلع الولد بتاع الدليفرى يوصل الأدوية نزل ملقاش الفيسبا، فقررنا ناخد إجراء فى توصيل الطلبات للمنازل بأن يخرج اتنين دليفرى، واحد ياخد باله من الفيسبا والتانى يوصل الطلبات». يبدى إيهاب مجدى، أحد عمال توصيل الأدوية للمنازل، تخوفه من الخروج فى أوقات الحظر نظراً لأوضاع الشوارع الهادئة وكثرة اللجان الشعبية التى تضم أحيانا «بلطجية»، حسب تعبيره، مضيفاً: «ساعات كتير بيحصل مشاكل بسبب اللجان الشعبية اللى بتقف فى الشوارع، واحد يسألنى رايح فين وجاى منين وممكن يشوفوا الرخص ويفتشوا صندوق الفيسبا اللى فيها الأدوية ويعطلونى عن الناس اللى رايح أوصل لهم الأدوية المطلوبة، وربما يدفع المريض حياته ثمناً لهذا التأخير». رغم ما تحملته الصيدلية التى يعمل بها الدكتور مصطفى صديق من خسائر فإنه يؤكد أن «الصيدلية قررت زيادة عدد العاملين فى كل شفت علشان يتصدوا لأى حد يحاول يتعدى على الصيدلية فى ظل الفراغ التام اللى بتشهده الشوارع وقت الحظر، خصوصا أن الصيدلية فى شارع رئيسى، حتى لو كانت الصيدلية اتحملت خساير شديدة». أخبار متعلقة : توقف القطارات يرفع أجرة الميكروباص وغلق محطة السادات يخنق «المترو» «الصيدليات» تعانى بشدة: خسائر فى الأموال.. وربما فى حياة المرضى الحياة تغيب 9 ساعات فى «رمسيس والجيزة والعتبة» مقاهى البورصة.. «وقف حال وخراب بيوت» إلغاء «وردية الليل».. كارثة على السائقين «الحسين» مغلق لأول مرة.. وأصحاب المحلات يسرّحون العمال «الوطن » ترصد معاناة «الباحثين عن رزق» فى ساعات الليل ضحايا الحظر