*الجماعة تستنفر عناصرها فى 19 مركزًا دعويًا وخدميًا وتطالبهم بحشد الجاليات العربية بحجة نصرة الدين *إبراهيم الزيات مسئول إخوان ألمانيا يشغل منصب أمين عام الطلاب فى حزب أنجيلا ميركل وعلاقته برئيس البرلمان سبب تصريحاته المعادية لمصر *أعداد أعضاء التنظيم فى ألمانيا تتجاوز المائة ألف وعائدات اشتراكاتهم بلغت 25 مليون دولار *مصادر تؤكد دخول ا لإخوان فى شراكة اقتصادية مع رموز الحزب الحاكم للتستر على أنشطتهم ا لإرهابية لم يكن خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، المحبوس حاليًا على ذمة التورط فى قضايا عديدة أقلها التخابر مع دول أجنبية والتدبير لقتل المتظاهرين، مخطئًا حين وصف ألمانيا بأنها بوابة الجماعة إلى أوروبا. وتحول البلد الأوروبى بعد عقود قليلة من هجرة أحد قيادات الجماعة، إلى قلعة إخوانية بامتياز، حيث تعمل عناصر الجماعة فى تجنيد أعضاء الجاليات المسلمة التى تخطى عددها حاجز ال4 ملايين بنسبة 2 فى المائة من إجمالى عدد سكانها. وتسعى الجماعة من خلال موقفها القوى فى البلد الذى يعتبر ماكينة الاتحاد الأوروبى وصانع قراره التأثير بالسلب على زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى ألمانيا، خاصة أن الجماعة تعتبر إفشال الزيارة مسألة مصيرية لها. بدأت رحلة الجماعة إلى ألمانيا عقب هزيمة الجماعة أمام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فى عام 1954 حيث توجه الإخوانى سعيد رمضان شقيق زوجة حسن البنا مؤسس الجماعة، إلى جنيف سنة 1958 وانتقل إلى ألمانيا وأسس التجمع الإسلامى فى مدينة إخن، والذى أصبح فيما بعد مركزًا لنشر أفكار الجماعة فى ربوع أوروبا كلها، وبعد سنوات كان المركز وبعض الجمعيات الأخرى التى يديرها قيادات الجماعة التى استوطنت ألمانيا المتحدث باسم المسلمين هناك واستطاعوا نسج علاقات قوية نواب البرلمان الألمانى الراغبين فى استقطاب أصوات الجالية المسلمة التى حصلت أكثريتها على الجنسية الألمانية، ويعد الدكتور إبراهيم الزيات، مسئول الجماعة فى ألمانيا هو حلقة الوصل بين البرلمانيين الألمان والجماعة. ويعتبر بعض الخبراء فى شئون الجماعة أن رحلة سعيد رمضان وتأسيسه التجمع الإسلامى الألمانى والذى ترأسه من 1958 إلى 1968، البذرة الأولى لنشأة التنظيم الدولى، حيث استطاع من خلالها تأسيس رابطة العالم الإسلامى ومن خلالها حصل على تمويل سعودى، استطاع من خلاله تطوير أداء التجمع ووضع أساس اقتصاد الجماعة من خلال تأسيس بنك التقوى بالشراكة مع رجل الأعمال الإخوانى يوسف ندا. ويدر التجمع الإسلامى ويملك عددًا كبيرًا من المراكز والمؤسسات والمساجد على مستوى ولايات برلين، نورينبرج، ماربورج، فرانكفورت، شتوتجارت إلى جانب المراكز الثقافية والتربوية ومدارس رياض الأطفال، ويقدم الدعم المادى للجالية المسلمة، ويصدر مجلة «الإسلام». وقال الدكتور إبراهيم عبدالبارى، القيادى المنشق عن الجماعة، إن التجمع الإسلامى مفرخة لتجنيد وإعداد عناصر الجماعة، ويعمل تحت رعاية مكتب الإرشاد، خاصة أن محمد مهدى عاكف المرشد السابق للجماعة كان مديرًا له أثناء فترة وجوده بألمانيا، أما رئيسه الحالى سمير الفالح فهو أحد قيادات الجماعة. وأضاف أن التجمع كان وسيلة لتأسيس مشروعات استثمارية ضخمة تابعة للجماعة، وستارًا لنقل الأموال، وهناك العشرات ممن سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى تنظيم داعش كانوا بالأساس تلاميذ بمدارس ومراكز التجمع. وتابع عبدالبارى أن الجماعة تملك قاعدتين فى ألمانيا، الأولى فى ميونيخ حيث يعيش عدد كبير من العائلات الإخوانية هناك، والمدينة الأخرى هى أخن الواقعة قرب الحدود الهولندية وتوجد فيها عائلة العطار أكبر العائلات السورية الإخوانية. وأشار إلى أن الجماعة أسست 19 مركزًا فى ألمانيا سهلت على التنظيم احتكار الحديث باسم المسلمين هناك والسيطرة على المساجد واحتكار الدعوة الإسلامية حيث لا يوجد فاصل بين أفكار الجماعة والإسلام نفسه، وتسيطر الجماعة على مسجدى بلال والعطار فى مدينة إخن ومن هذين المسجدين تخرج عدد كبير من إرهابيى الجزائر فى التسعينيات وتسيطر عائلة الزيات على إدارة مساجد العاصمة برلين، ويستضيف إبراهيم الزيات أحد أبناء هذه العائلة، مسئول الجماعة هناك عدد كبير من الموالين للجماعة تمهيدًا لتنظيم مظاهرات مناهضة للرئيس السيسى منهم مها عزام، رئيسة ما يسمى ب«المجلس الثورى المصرى». ويعد الزيات هو وزير مالية الجماعة وهو أقرب إلى المرشد العام لشباب الجماعة وهو متزوج من صبيحة بنت أخت نجم الدين أربكان، زعيم حزب الرفاة المنحل فى تركيا، ومسئول عن عدد كبير من المدارس التابعة للجماعة إلى جانب عدد من المشروعات السياحية فى أوروبا بالشراكة مع رجل الأعمال يوسف ندا وهو رئيس مجلس إدارة شركة سلم للاستثمارات العقارية ورئيس اتحاد مساجد كورش التركية الألمانية. وساعدت مصاهرة الزيات لأربكان على توسيع دائرة نفوذه حيث يشغل حاليًا منصب أمين عام الطلاب بالحزب الديمقراطى المسيحى، وهو الحزب الذى تنتمى إليه إنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، ومن خلال منصبه استطاع التواصل مع رئيس البرلمان الألمانى لتشويه صورة مصر ودفعه للقول بأنه لن يلتقى السيسى خلال زيارة الأخير لألمانيا. وأدرك الزيات بعد وصوله لرئاسة التجمع الإسلامى قيمة الشباب، لذا ساهم فى تأسيس كيان إخوانى جديد بألمانيا باسم اتحاد الشباب المسلم، وهو الذى ساعده على تجنيد عدد كبير من الشباب المسلمين من جنسيات متعددة إلى الجماعة والاستفادة من مكانة عائلتهم الاجتماعية، ووصل رأس مال الزيات وفقًا لتقارير اقتصادية ألمانية إلى نحو 100 مليون يورو، ولم تثر هذه الأموال شكوك مجلس الوزراء الألمانى الذى أكد أنه لاعيب فى انتماء الزيات إلى الجماعة طالما لم يتورط فى عمليات إرهابية أو دعم تنظيمات متطرفة. ووفقًا لمصدر مطلع ساهم الزيات فى تأسيس شركة سياحية بشراكة تركية عقب الثورة السورية، مهمتها نقل الشباب من أوروبا إلى هناك لدعم الجماعة التى تقاتل نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وكان صدر بحقه حكم غيابى بالسجن 10 سنوات فى قضية التنظيم الدولى وتم منحه عفوًا رئاسيًا عقب وصول مرسى إلى السلطة. وتملك الجماعة قوة بشرية ضخمة داخل ألمانيا، ويصل عدد عناصر التنظيم إلى100 ألف ما بين طلاب جامعات ورجال أعمال وموظفين بشركات وهيئات حكومية ويشغل بعضهم وظائف حساسة، وهو الرقم الذى تم إحصاؤه بمعرفة مكتب الإرشاد. وتابع المصدر الذى كان أحد أعضاء مجلس شورى الجماعة، إن هناك أموالا تأتى من أوروبا عبارة عن اشتراكات يدفعها العضو العامل فى الجماعة بنسبة 5 فى المائة من دخله الشهرى، وكان مسعود السبحى، سكرتير محمد بديع، المرشد العام للجماعة هو المسئول عن جمع هذه المبالغ التى تعتبر الأكبر بين جميع الدول التى توجد فيها لجماعة، حيث تم جمع 25 مليون يورو فى عام 2007 ما دفع الشاطر لوصفها بأنها «بوابة الإخوان لأوروبا». وأشار المصدر إلى أن هناك عوامل أخرى جعلت ألمانيا قاعدة مهمة للجماعة أحدها إيواؤهم عائلات المسلمين الفقراء من المهاجرين وامتلاكهم سلسلة مشروعات سياحية وبنوك وأسهم بشركات متعددة الجنسيات، وهو ما وفر لهم عائدًا ضخمًا سهلًا على التنظيم فيما بعد تمويل تحركات الجماعة داخل مصر وخارجها. من جانبه أكد أحمد الفضالى، رئيس تيار الاستقلال، أن الجماعة تمتلك العديد من البنوك وتساهم فى البعض الآخر ولهم علاقات مع سياسيين ما جعل كلمتهم نافذة بعض الشىء فى العديد من القرارات ولهم تأثير واضح على البرلمان الألمانى خاصة رئيسه الذى يعتبر الأضعف بين رؤساء البرلمانات الألمانية، حيث يوجد حسب الباحث محمود أبوزيد، مليون و900 ألف مسلم يحملون الجنسية الألمانية، ما دفع عددًا كبيرًا من النواب الألمان إلى خطب ود الجماعة. أكد الدكتور كمال الهلباوى، المنشق عن الجماعة ل«الصباح» إن الجماعة تتمتع بالقوة العددية فى بريطانيا وفرنسا، لكن عددهم أقل ألمانيا، وليس صحيحًا ما يقال بأن التنظيم يؤثر فى صناعة القرار الألمانى، ولكن العكس صحيح فمن الممكن استخدام الجماعة، وأقصى ما تستطيعه الجماعة رفع اللافتات المناهضة للرئيس فى الأماكن التى سيزورها فى ألمانيا وتنظيم وقفات أمام المطار، وتنظيم ندوات ومؤتمرات بحضور رجال السياسة والمتعاطفين مع الجماعة والظهور فى التليفزيون الألمانى للتعبير عن رأيهم.