جولة مكوكية لقيادات التنظيم الدولى للإخوان فى العديد من دول الاتحاد الأوروبى لدعوتها لمقاطعة النظام المصرى، دفعتنا إلى تخصيص هذه المساحة للكشف عن تفاصيل جديدة فى تكوين مالية وهيكل هذا التنظيم، خاصة بعد المعلومات الحديثة التى كشفت عنها المخابرات الإماراتية والبريطانية، وننفرد بنشر شجرة التنظيم وتقاطعاته الدولية، والتى قدرت موازنتها بعض المصادر بنحو 549 مليون دولار فى 2005! بعد أن انفجرت العلاقة بين الرئيس السابق جمال عبدالناصر وجماعة الإخوان، نتيجة لاتصالاتهم بالمخابرات البريطانية التى فضحها المؤرخ البريطانى مارك كيرتس فى كتابه الشهير ( الاتصالات السرية)، ثم بعد حادث المنشية وتدبير الإخوان لمحاولة اغتيال عبدالناصر... انفرط عقد الإخوان فى مصر واضطروا للهروب من مصر إلى الخارج... وكان سعيد رمضان وهو السكرتير الشخصى لحسن البنا وكاتم أسراره وفى نفس الوقت زوج ابنته فى طليعة من خرجوا من مصر وتلقفته أجهزة المخابرات الأمريكية التى كانت قد قررت استخدام التيار الدينى بقيادة تنظيم الإخوان فى ضرب الانتشار السوفييتى الاشتراكى فى مختلف مناطق العالم العربى والإسلامى.
زار سعيد رمضان أمريكا فى عام 1953 وتقابل ضمن وفد يضم 30 شخصية إسلامية مع الرئيس أيزنهاور فى البيت الأبيض بعد عقد مؤتمر إسلامى أمريكى فى جامعة برينستون، هذا اللقاء فتح الأبواب أمامه لإنشاء ما يُعرف الآن بالتنظيم الدولى تحت رعاية المخابرات الأمريكية.
تستر الإخوان فى الخارج تحت عباءة الإسلام مستغلين شبكة العلاقات الوطيدة التى أنشأها حسن البنا مع الجماعة الإسلامية فى باكستان بقيادة أبو الأعلى المودودى وبدأوا فى إنشاء قواعد لهم تحت مسمى مراكز إسلامية وثقافية ومساجد لنشر الفكر الجهادى .
بدأ سعيد رمضان نشاطه من سويسرا التى استقر بها وأنشأ فيها أول مركز إسلامى فى أوروبا وساعدته المخابرات البريطانية والألمانية فى الاستيلاء على أهم مركز إسلامى فى ميونخ مستغلين فى ذلك التوتر الذى نشأ بين مصر وألمانياالغربية آنذاك خصوصا بعد اعتراف عبدالناصر بألمانيا الشرقية وإقامة علاقات وطيدة معها ففتحت ألمانيا ذراعيها للإخوان ومكنتهم من الاستيلاء على مسجد ميونخ من التيار الإسلامى الوسطى الذى كان يقوده فى ألمانيا الأستاذ الجامعى الألمانى المسلم جيرهارد فون ميندى، نكاية فى عبد الناصر.
كما سهلت المخابرات الأمريكية كذلك حصول سعيد رمضان على عدة جوازات سفر أوروبية لتسهل له عملية الانتقال فكان يحمل فى وقت واحد ستة جوازات سفر.. وسرعان ما انتشرت المنظمات الإخوانية فى أوروبا والعالم الإسلامى.. فأسس الجمعية الإسلامية فى ألمانيا وكان رئيسًا لها من عام 1958 إلى عام 1968 واصبح لها فروع فى ثلاثين مدينة ألمانية، وساهم رمضان فى إنشاء منظمة رابطة العالم الإسلامى ومنظمة التعاون الإسلامى.
وبعد أن أرسى القاعدة الإخوانية انضم له عدد من الشخصيات الإخوانية مثل غالب همت السورى، ويوسف ندا وكمال الهلباوى من مصر وأربكان من تركيا وتوالى إنشاء المنظمات الإخوانية فى كل دول أوروبا مستغلين التمويلات التى انهمرت عليهم من المملكة العربية السعودية التى كانت تعادى عبدالناصر فى أواخر الخمسينيات والستينيات.
وفى بداية الثمانينيات بدأ انتشار الإخوان فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وكان ذلك لاحتياج أمريكا لهم فى المساعدة على إنشاء تنظيم القاعدة الذى قاده فى البداية اثنان من أبناء الإخوان أسامة بن لادن التلميذ النجيب لأهم أساتذة جامعة آل سعود وهو محمد قطب شقيق سيد قطب. كذلك ذلك عبدالله عزام الإخوانى الفلسطينى الذى درس فى الأزهر ثم أصبح أيضا مدرسا فى جامعة آل سعود.
وتمكن الإخوان من تأسيس عدد من المنظمات فى أوروبا ففى ألمانيا أسسوا الجمعية الإسلامية بميونيخ وكان يقودها سعيد رمضان ثم غالب همت ثم مهدى عاكف مرشد الإخوان السابق والآن يقودها إبراهيم الزيات الذى هاجر أبوه من مصر عام 1965 بعد القبض على سيد قطب وتنظيمه.. درس إبراهيم الزيات الهندسة والاقتصاد والحقوق ويحمل دكتوراه فى الزكاة وله استثمارات طائلة فى مجال العقارات بدول الخليج.. وزوجته هى حفيدة نجم الدين أربكان واتهمته الشرطة الألمانية بغسيل الأموال إلا أنه تم حفظ التحقيقات بعد ذلك.
المركز الإسلامى فى آخن ويقودة تيار الإخوان السورى بقيادة عائلة العطار وهذا المركز هو الذى وفر الحماية للإرهابيين فى جبهة الإنقاذ الجزائرية كما يعد أهم مراكز تحويل الأموال إلى حماس.. كما أن عصام العطار مدير المركز هو زوج ابنة يوسف ندا وزير مالية الإخوان على مر العصور ومؤسس بنك التقوى الذى كان يتولى تدبير كل التمويلات لتنظيم القاعدة.
تنظيم رؤيا الملة: وهو خاص بتنظيم الإخوان الأتراك..أنشأه فى ألمانيا نجم الدين أربكان ويديره ابن شقيقه محمد صبرى أربكان.
وفى عام 1989 أنشأت السعودية برعاية الأمير عبدالله التركى ما يسمى المجلس الإسلامى فى ألمانيا ليكون مظلة لكل المنظمات الثلاث ومن أهم من شغل منصب الإدارة مع عبد الله التركى.. إبراهيم الزيات وحسن زدغان وأحمد خليفة ونديم إلياس الطبيب السعودى الذى ارتبط اسمه بكريستيان جانزيريسكى أحد أهم رجال القاعدة وقد سهل لهم إلياس الدراسة فى السعودية بل واستقدام مئات الدارسين الذين يتحولون بعد عودتهم إلى مقاتلين.. وجهاديين.
ومن ألمانيا إلى بريطانيا التى تعتبر أول من قدم تمويلات لحسن البنا نفسه أثناء إنشاء جماعة الإخوان المسلمين حيث قدمت له مبلغ 500 جنيه استرلينى عام .1928 ويكشف الباحث البريطانى مارك كيرتس فى كتابه الشهير (العلاقات السرية) بعد أن درس عشرات الآلاف من الوثائق الخاصة بالمخابرات البريطانية عن حجم العلاقات الهائلة بين بريطانيا والإخوان وكل المنظمات الإرهابية فى العالم.. حيث يطلق الكاتب لفظ لندنستان على العاصمة البريطانية .. كما كشف عن أن بريطانيا تقدم تمويلات سرية للجماعة منذ عام 1942 بعد التمويل العلنى فى عام 1928 كما يكشف عن دور المخابرات البريطانية فى استغلال الإخوان فى الصراع ضد عبد الناصر خصوصا بعد قيام ناصر بتأميم قناة السويس التى كانت تعتبر ملكية بريطانية .
ووفرت بريطانيا الملاذ الآمن لكل الإرهابيين من العالم العربى أمثال ياسر السرى وأبوفارس المتورط فى أعمال إرهابية فى فرنسا.. والشيخ أبوقتادة وأبو مصعب مؤسسى جيش الإسلام الجزائرى الذى نفذ عملية اغتيال الرئيس الجزائرى محمد أبوضيف عام 1992 ومحمد المصرى ومصطفى حمزة وثروت شحاتة وعادل عبد البارى وأبو حمزة المصرى وأسامة خليفة وعشرات من الإرهابيين الآخرين.
كما نشرت المخابرات الإماراتية يوم 22 يوليو الماضى بعد ان انتهت تحقيقاتها مع الخلية الإخوانية المقبوض عليها فى الإمارات خريطة للتنظيم الدولى للإخوان تضم أربعة وتسعين متهما منهم عشرة إماراتيين.
وحصلنا على عدد من الوثائق التى ترصد اجتماعا لعدد من قادة الإخوان أهمهم أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا سابقا وعضو المجلس الدولى الإسلامى فى أمريكا وعبدالله بن بية نائب رئيس المجلس الإسلامى الأوروبى للفتوى والأبحاث ومحمد ماجد من المنظمة الإسلامية ويحيى هندى عضو مجلس الفقه لشمال أمريكا وداليا مجاهد عضوة مركز جالوب للأبحاث ومستشار أوباما وأنس التكريتى مسئول إخوان انجلترا والدكتور كمال الهلباوى وبحضور رشاد حسين ٍذلك فى 15 فبراير 2010 أى قبل ثورة يناير بعشرة شهور مع مسئولى الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية وجون كيرى رئيس لجنة لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس وقتها وعدد من مسئولى تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان لمناقشة الشئون السياسة والاقتصادية فى الشرق الاوسط والعالم الإسلامى وأرسل أوباما خلال الاجتماع رسالة بالفيديو كونفرانس لشرح الخطوات التى اتخذتها أمريكا بعد رحلته فى مصر والأردن والتى وصفها ببداية جديدة مع العالم الإسلامى .
وفى ابريل 2011 اجتمع عدد من قيادات التنظيم الدولى للإخوان هم أنور ابراهيم وعبدالله بن بية وفرحان نظامى مدير معهد أكسفورد للدراسات الاسلامية ومصطفى كربك مفتى البوسنة وجاسر عودة عضو مؤسسة قطر وصهيب دب عضو الجمعية الإسلامية الأمريكية وسالم المراياتى رئيس المجلس الإسلامى للشئون العامة وأحمد يونس عضو مركز جالوب للدراسات الإسلامية وأكبر احمد عضو المركز الإسلامى الدولى للفكر ويحيى هندى عضو مؤسسة شمال أمريكا للفقه ورضوان سعودى رئيس مركز الدراسات الإسلامية بأمريكا مع المسئولين الامريكيين منهم داليا مجاهد ورشاد حسين ومارك ليشين وهيلارى كلينتون وعدد من مراكز الأبحاث ومنظمات المجتمع المدنى أمريكى وعلى رأسها مركز بروكنز وهو من أخطر مراكز الأبحاث فى العالم فى رسم السياسات ومركز العلاقات الخارجية ومؤسس الأزمات الدولية والذى يرأسه جورج سورس وناقشوا خلال الاجتماع التعاون الأمريكى الإسلامى فى مجالات السياسة والاقتصاد والإعلام ومنظمات المجتمع المدنى.