قال الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، أن الصحفية المصرية التي كانت تغطي حفل جوائز توزيع الأوسكار ، ما هي إلا ضحية لنظام تعليم لا يساعد على التفكير. وكتب "حسني" عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"، اليوم، :" فضيحة دولة كابحة للمعنى، لا أشارك البعض سخريتهم من الصحفية المصرية التى وصف كثيرون مداخلتها مع ليوناردو دى كابريو، بمناسبة حصوله على الأوسكار بالفضيحة الحقيقة هى أن هذه الصحفية ما هى إلا ضحية مثل ملايين الضحايا فى بلادنا نشأوا و"ترعرعوا" فى ظل نظام عام كابح للمعنى". وأضاف: "السؤال الذى وجهته الصحفية المصرية للنجم السينمائى، الذى لا أرى سبباً للهجوم عليه بدوره هو وليد ثقافة هذه الدولة التى لا ترى أن المواطن لا يكون صالحاً إلا إذا وجه مثل هذه الأسئلة السطحية التى تستدعى إجابات لا تقول ولا تضيف شيئاً لمنظومة المعنى". وتابع: "انظروا لأحاديث ساستنا وإعلاميينا ومؤسساتنا الدينية، انظروا لمناهجنا التعليمية وكيف يتدرب العقل المصرى على التفكير، أو - بالأحرى على اللا تفكير، لتوقنوا بأن الفضيحة ليست فضيحة صحفية نشأت و"ترعرعت" كمواطنة "صالحة" تتعامل مع مناخنا المعرفى الموبوء، وإنما الفضيحة فى انكشافنا كمجتمع ظل لفترات طويلة، ومازال مستسلماً لأنظمة تضطهد المعنى، وتضطهد مع المعنى كل العقول التى تبحث عنه باعتبارها عقولاً مريضة مطلوب من أصحابها إما أن يصلحوها على مقاس عقل وثقافة النظام أو أن "يسكتوا". وواصل" بدلاً من جلد الصحفية على مواقع التواصل الاجتماعى، كان على مواطنى دولة تجرم البحث عن المعنى، وتحكم بالسجن على من يبحثون عنه، بل وتطلب من مواطنيها أن يبنأوا طريق إعادة بناء بلادهم بألا يستمعوا لأحد غير الرئيس، أن يسألوا أنفسهم: ماذا لو كان الرئيس نفسه هو من توجه بسؤال لحائز الأوسكار؟ ماذا بربكم سيكون عمق السؤال الذى يطرحه؟! وما هو المعنى الذى كان سيبحث عنه من طرحه لهذا السؤال؟