يا إلهى! ما هذه الأخبار المتتالية التى تلطخ وجه مصر وتسوده بالطين والنيلة والبلى الأزرق! نخلص من فضايح كبار رجال أعمال الحزب الوطنى، ندخل فى فضيحة مذبحة نجع حمادى و(شرشحة) النظام أمام المؤسسات الدولية والضغط الهائل عليه من هنا وهناك، ليتم إضافة مصيبة جديدة وهى اعتقال مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين. والفارق الوحيد أن النظام يعلم أن الإخوان لن يذهبوا إلى الخارج.. لكن هل جزاء الإحسان إلا الإحسان! أوكيه، إذا المجموعة التى اعتقلت مؤخرا مجرمين وأولاد ستين فى سبعين ما فيش مانع أبدا تقدموهم للنيابة للتحقيق معهم عن طريق استدعائهم.. وأنا على ثقة بأنهم سيذهبون طائعين إلى النيابة لإجراء التحقيق معهم ولن يعترضوا أبدا على حبسهم احتياطيا رغم قرار المحكمة المتوقع بالإفراج عنهم! ولكن لماذا كل هذه البهدلة لأناس هم أساتذة جامعات وأطباء وعلماء ومفكرون ومربون وقادة سياسيون مشهود لهم بالكفاءة؟ لماذا؟ حاولت كثيرا القيام بجولة فى عقل السلطة وفشلت ببساطة لأن كل المعطيات التى جمعتها من جولتى أثبتت أن السلطة بلا عقل وبلا ضمير وبلا قلب أحيانا.. ماذا نقول لأبناء هؤلاء المعتقلين فى أنصاص الليالى؟ لماذا نربى الحقد والكراهية فى قلوب الصغار ضد الدولة وضد النظام وضد البلد الذى نشأوا فيه وتربوا على خيره! أشعر بالقشعريرة والألم حين أسمع صوت طفل يتحدث عن قيام رجال الشرطة بزيارة منزلهم بعد منتصف الليل بحثا عن والدهم وعن أشياء لا يجدونها.. أبكى حين اسمع زوجة استاذ جامعى تدعى على من اعتقلوا زوجها واهانوه أمام طلبته وفى الحى الهادئ الذى يسكن فيه ؟ لماذا تعادون كل شيء فى هذا الوطن ! أبحث عن الحرية لكل إنسان فوق تراب هذا البلد وأجدها حرية ملاكى للبعض دون البعض.. وماذا ينتظرون من شعب محكوم بقانون الطوارئ ومعارضة مكبلة بتعليمات الحزب والسلطة.. النتيجة معروفة مزيد من الخوف والقلق والرعب واستمرار للطوارئ وكأننا ولدنا ونحيا ونموت على قانون الطوارئ.. أن يكون عصام العريان فى مؤتمر بالأمس يناقش مع أقطاب الحزب الوطنى والمعارضة المستقبل السياسى لمصر ثم يتم إهانته واعتقاله بهذه الطريقة الوحشية هذا لا يدل على بطولة ولا الشهامة؟ هؤلاء مصريون.. وليسوا من المريخ أو من بنى صهيون.. ولو كانوا صهاينة ربما لوجدوا من يدافع عنهم. أعرف أن النظام كلما سقط من رموزه ساقط فى قضية تنظرها المحاكم الاعتيادية التفت إلى الإخوان ليعتقل منهم رمزا أو مجموعة، هذا سيناريو معاد ومكرر ولكنه (بايت) وبايخ.. تعبنا من الكلام والنصيحة وبدا لى أن الصمم أصاب أذن القائمين على الأمر، وفى كل نرى فيها بصيص أمل من بعيد يأتى من يعيدنا إلى الظلام من جديد.. والله حرام.. كل الذى يحدث بهذه الطريقة.. لا يمكننى فهم ما يجرى لأنه شىء غير معقول ولا مبرر ويصعب على أى مثقف فهمه أو تقبله. ومرة أخرى علشان خاطر مصر لو ليها خاطر عندكم.. اعتقلوهم ولكن بطريقة أشيك. بلاش فضايح! آخر السطر هوه فيه أيه!