حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القساوسة وأهل الضحية اتفقوا علي تبرئة المغتصب وإخراجه من القضية ليتم قتله والقصاص منه
محامي الطفلة المغتصبة يفجر مفاجأة:
نشر في صوت الأمة يوم 17 - 01 - 2010

محامي الطفلة المغتصبة يفجر مفاجأة: القساوسة وأهل الضحية اتفقوا علي تبرئة المغتصب وإخراجه من القضية ليتم قتله والقصاص منه
قال كرم كامل محامي الطفلة المغتصبة بفرشوط وقرشي أبوالحجاج المتهم الثاني في مذبحة نجع حمادي إن الحادث الأخير وثيق الصلة بحادث اغتصاب الطفلة علي يد شاب مسيحي وأن عدم حل هذه المشكلة خلق نوعاً من الاحتقان لدي المسلمين من بشاعة اغتصاب الطفلة، مشيراً إلي أن أولي محاكمات هذا الشاب ستبدأ يوم الأحد المقبل أمام دائرة الجنايات بقنا.
وكشف كرم أن اتفاقاً جري بين رجال دين مسيحي وأهل الطفلة يقضي بتسليم الشاب لأسرتها للقصاص منه مقابل تغييرها أقوالها أمام النيابة وتقول إن الشاب لم يغتصبها.
موضحا أن محامياً جاءه من قرية الشقفي وذهبا معا للمحامي العام لتعديل أقوال الطفلة لكنه رفض نظراً لإحالة القضية للمحكمة، وحول عدم استكمال حضور التحقيقات مع قرشي وانسحابه من الجلسة الثانية فسر كرم ذلك بأن انشغاله في أعمال أخري وطول زمن التحقيق هما السبب لكنه مازال محاميه حتي الآن.
ولم ير كرم أن توليه مسئولية الدفاع عن الطفلة المغتصبة وقرشي سيؤدي لتوتر علاقته مع الاقباط لأن هذه طبيعة عمله والأخوة الاقباط يتفهمون ذلك.
علي جانب آخر كشف عبدالحفيظ مبارك ملوي محامي المتهمين الثلاثة في مذبحة نجع حمادي أن محاميا قبطيا من مجلس نقابة محاميي قنا هو الذي كلفه بالدفاع عنهم بعد أن رفض جميع المحامين بقنا تولي المسئولية خوفا من مساس القضية بالوحدة الوطنية، وأن اصرار هذا المحامي «أشرف زكي» علي طلبه جاء من موقفه النقابي لأنه عضو مجلس نقابة محاميي قنا ولعدم وجود محامين مع المتهمين.
مضيفا إنه في موقف حرج نظراً لغضب الاقباط رغم أنه من صالحهم وجود محام يباشر ويتابع التحقيقات مع المتهمين حتي لاتكون محاكمتهم باطلة، وأنه لم يتلق أي اتصال أو يجري تنسيقاً مع أهالي المتهمين، معتبرا ذلك موقفا غريبا وربما يعود لكونه مكلفاً بالدفاع من النقابة لكنه علم بعد ذلك أن الأهالي يخشون الاتصال به خاصة بعد رفض المحامين الدفاع عنهم.
وقال عبدالحفيظ إن اللامبالاة هي الصفة الرئيسية للمتهم الاول حمام الكموني والثاني قرشي حيث يبدو عليهما عدم التأثر بارتكاب الحادث في حين أن الانهيار هو السمة السائدة علي هنداوي.
وأضاف أن الثلاثة أكدوا أنهم استفزوا من انتشار الافلام للفتيات المسلمات علي موبايلات الاقباط، ومن بينها بنات من نجع حمادي، مؤكدين أن اغتصاب شاب قبطي للطفلة المسلمة ليس هو السبب في جريمتهم وأن السبب لو كان الانتقام لا نتقموا من الاقباط بنفس القرية التي شهدت واقعة الاغتصاب.
وقال عبدالحفيظ إن المتهمين لو ظلوا هاربين لما توصلت إليهم الشرطة لأنها كانت تعتقد أنها تحاصرهم في شمال نجع حمادي بالقرب من فرشوط إلا أنهم في حقيقة الأمر كانوا في جنوبها بقرية الشوريه، لكن تهديد الشرطة باعتقال نساء المتهمين دفعهم لتسليم أنفسهم.
وحول موقفهم قال عبدالحفيظ إن موقف «حمام» المتهم الاول أصبح سيئا للغاية بسبب تعرف سائق التاكسي عليه واعتراف هنداوي، أما الثاني والثالث فهما مشاركان لوجودهما في مسرح الجريمة.
الأنبا كيرلس يفجر مفاجأة : الكموني مرتكب المذبحة شاب مطيع وبيسمع كلامي وبيقول لي : ياسيدنا ولو كنت عرفت بما سيفعله لاحتويته
· مشايخ الأزهر قطعوا علاقتهم بنا ونواب البرلمان ساهموا في اشتعال الفتنة الطائفية ومناهج التعليم سبب الكارثة
· قلت لأعضاء مجلس الشعب: القضية في عبكم فغضبوا وتساءلوا : هل تتهمنا؟!
· أحذر : ضرب النار سيكون علنيا في انتخابات مجلس الشعب القادمة
هو أحد شهود جريمة نجع حمادي إن لم يكن الشاهد الأول والرئيسي في القضية برمتها، الأنبا كيرلس أصبح الآن بطل المشهد دون منازع تتصدر تصريحاته الصفحات الأولي يوميا، ولا شك أن لديه ما يقوله علي الدوام بشأن الازمة التي بلغت حدها الاقصي بمقتل 6 مواطنين أقباط أمام مطرانية نجع حمادي ليلة عيد الميلاد. لم يكن الأنبا كيرلس بعيدا بأي حال من الاحوال عن أحداث الفتنة الطائفية التي دارت رحاها في الآونة الأخيرة، كما لم يكن بعيدا أيضا عن واقعة مقتل الأقباط الستة أمام مطرانيته في ليلة الاحتفال بالعيد، كان كيرلس دائما في قلب المشهد، لذلك فكل كلمة يدلي بها الأنبا تأخذ طريقها مباشرة إلي وسائل الاعلام كأنها شهادة جديدة علي عمق المأساة الراهنة.
«صوت الأمة» حاورته، وكان الحوار كعادة كل تصريحات الأنبا كيرلس حافلا بمفاجآت كثيرة، فجر الرجل قنبلة تضرب كل مزاعم الأمن في مقتل، إذ أكد الأنبا معرفته بمرتكب الحادث الرئيسي «حمام الكموني» مضيفا إنه شاب مطيع، وأنه كان قادرا علي منع الجريمة لو عرف أن الكومني يعتزم ارتكابها منذ البداية. :
لماذا تربط دائما مشاكل الفتن في نجع حمادي بأعضاء مجلس الشعب؟
- السياسيون هنا يقودون الشعب كما يريدون خاصة في ظل ضعب المستوي التربوي والعلمي، لذا فلو رفعت الحصانة عن بعض أعضاء المجلس الذين يستغلون ذلك في تهديد السلم العام سيكون ذلك حلا رادعا لهؤلاء، فعندما يأتي عضو مجلس شعب ويدخل المركز بالبلطجية ويضرب الضباط ماذا نقول في ذلك وإذا فعل هذه الاشياء مع الشرطة فماذا سيفعل مع الشعب الاعزل.
ما رأيك فيما تردد عن ان اعضاء مجلس الشعب وراء اشتعال الموقف وليس تهدئته؟
- «الأسر» موجودة في مدينة نجع حمادي ولكن العائلات الكبيرة في القري هي التي يختارون منها أعضاء المجلس المحلي وأعضاء مجلس الشعب، لذلك فالنظرة القبلية هي السائدة وهناك تناحر فيما بين العائلات، وبالتالي جاء اشتعال الموقف بسبب النزعة «القبلية التي تسود محافظة قنا.
وماذا عن حلول أزمة الفتن الطائفية سواء بنجع حمادي أو مصر عموما؟
- أولا التربية في المدرسة ثم الأسرة، فالمسئولون عن التعليم لهم اليد الطولي في نزع فتيل الفتنة الطائفية ثم الإعلام والاحزاب ونواب مجلسي الشعب والشوري والخطاب الديني، ويجب تفعيل كل هذه الاسباب لخدمة المواطنة. والقضاء علي التطرف.
ما الثقافة الاجتماعية التي تحكم التعامل بين الناس؟
- للأسف الشديد مناهج التعليم تغذي الاحتقانات الطائفية فيجب أن ندرس التربية الاجتماعية والاخلاقية بدلا من التربية الدينية لانه لا دين بلا تربية .. وقديما كانت تدرس التربية الوطنية ونتعلم منها الانتماء الوطني، وكيف تكون انسانا ناجحا وفاعلا في المجتمع بعيدا عن الانتماءات والتشنجات الطائفية، لذا علينا أن نراجع مناهج التعليم. واضرب مثلا بالمجتمع الأوروبي، في أمريكا أو أوروبا فهم يتعاملون بحرية وشفافية وما يفعلونه هم نفعله نحن لكنهم يفعلونه في العلن أما نحن فكل شيء لدينا محاط بالسرية والخفاء فهناك الشاب يحب الفتاة ويصاحبها في العلن، أما هنا فالعلاقات العاطفية تتم في الخفاء.. لذلك نحن بحاجة إلي تربية اجتماعية.
هل تري أن الخطاب الديني تغير بالفعل بشكل يدعو للتفرقة بين الأقباط والمسلمين؟
- طبعا.. فعندما كان يقام احتفال في المعهد الازهري كانوا يدعونني لاتحدث وألقي خطبة سواء في رأس السنة الهجرية أو المولد النبوي، ومؤخرا في إحدي هذه المناسبات حضرت مع أبونا لوقا فوقف إمام مسجد وأمسك بالميكروفون.. «وخبط» وقال كلاما ضد المسيحية ونحن موجودون وكان بجواري الشيخ عميد المعهد فأبديت له استيائي مما يقال، فأمر بنزع فيشة الكهرباء من الميكروفون مراعاة لمشاعرنا وعندما وقفت لأتحدث وقف الشيخ محمد عبدالصادق مفتش المساجد «آنذاك» وأثني علي كلامي أمام الجميع.
فهذه المشاركة وهذا الحضور من الجانبين يعزز التواصل ويقضي علي التطرف، لكن للأسف كل ذلك انتهي حاليا.
وما السبب في وجهة نظرك؟
- الصحافة والاعلام وما تنشره باستمرار عن الأزمات بين الأقباط والمسلمين، مما يؤدي إلي توتر العلاقة بيننا ، ومشايخ الازهر قطعوا سبل التواصل معنا.
وهل يحتاج الأمر إلي إرادة سياسية مثلما يؤكد البعض؟
- يجب أن يكون هناك منهج عام سواء علي مستوي الثقافة أو التعليم أو الاحزاب والنواب وهكذا.
ولماذا لا يتجه المسئولون في مصر إلي ذلك ؟
- إذهب واسألهم.
البعض اتهمك بمعرفة موعد حادث نجع حمادي الأخير لانك أمرت بخروج القداس الإلهي مبكرا؟
- الصحافة هي التي نشرت ذلك وأؤكد أنني لم أعرف ميعاد الحادث، ولكني نظرا لإدراكي للمشاكل التي حدثت وتحدث في نجع حمادي أعلنت إنهاء الصلاة مبكرا، هو ما حدث في رأس السنة فأنهيت الاحتفالية في الساعة العاشرة مساء وكنت حزينا لانهائها مبكرا وكان لدي إحساس عام بوقوع أزمة فقمت باتخاذ هذا الاجراء بدلا من إبلاغ الجهات المختلفة حتي لا يقال.. ليه وعشان إيه.
فلو كنت أعرف أن «حمام الكموني» سيفعل ذلك كنت سأحتويه فأنا أعرفه جيدا وسبق أن دخل في بعض الأزمات فاستدعيته وتحدثت إليه واحتويته وأذكر أنه كانت هناك مشكلة بين اثنين في المحكمة أحد الطرفين يعرف أن الطرف الثاني سيأخذ الحكم لصالحه. فأراد أن يهدده حتي لا يحضر فاتصل بحمام الكموني ليحضر عند باب المحكمة فعندما رآه الطرف الآخر خاف من دخول المحكمة فاتصل بي قائلا «ياسيدنا جايبلي حمام» فاتصلت بحمام وقلت له «روح بيتكم» فعلا ترك المحكمة ومشي فقد كان يسمع كلامي وقال لي أمرك ياسيدنا وعندما قلت هذا الكلام من قبل هاجمني المسيحيون وقالوا انني أصبحت جبانا ومنهم من قال إنني تعرضت للمساومة.
وماذا فعلت بعد الحادث؟
- أبلغت مدير الأمن والمباحث الجنائية بعدها مباشرة وأدليت بمواصفات السيارة التي استخدمت في الحادث.
وما صحة الرسائل التي تلقيتها وتقول :«سنرسل لك ذبيحة ليلة العيد»؟
- لم تأتيني أي رسائل أو خطابات من هذا النوع.
والرسائل التي كانت تهدد الكهنة وما يتردد عن انك أخطرت الأمن بها ؟َ!
-لم يحدث علي الإطلاق.
اتهمك المسيحيون بأنك غيرت موقفك في المداخلات التليفزيونية بعد الحادث بأيام مرددين أن هناك شبهة مساومة أو اتفاق بينك وبين الأمن؟
- لم يكن هناك أي اتفاق وبعد الحادث مباشرة حتي مساء اليوم التالي لم تخل المطرانية من الوفود سواء المحليات أو النقابات أو الهيئات أو القيادات الأمنية أو المسئولين مستنكرين ما حدث ومحاولين حل هذه الازمة، فكان لابد من محاولة اظهار ذلك عبر الاعلام حتي يطمئن المجتمع ولعدم إحراج القيادات التي تريد حل الازمة وعندما قلت «الموت علينا حق»، وهي العبارة التي حزن الشعب المسيحي بسببها لم تكن سوي جملة مأثورة يعرفها المصريون جميعا، ولن تحدث أي مساوامات من جانبي وحقوق الشهداء والمصابين وابنائهم ستعود إن شاء الله، والمداخلات والتصريحات جاءت مباشرة بعد أحداث عصيبة وأوقات مريرة وضغوط نفسية رهيبة، ولكن بعد تحرك المسئولين والقبض علي الجناة والتكثيف الأمني كل ذلك أدي إلي تهدئة الوضع.
هل استنفذت كل الحلول لاحتواء أزمة نجع حمادي أم أن هناك طرقا أخري قد تحقق نتائج أفضل؟
- فعلت كل شيء لاحتواء الموقف وقلت لرجال الامن إن لم يتعاون معنا اعضاء مجلسي الشعب والشوري واعضاء المجالس المحلية واعضاء الحزب الوطني فلن يتم حل المشكلة، لكنهم وضعوا المشكلة في إطار ديني، وعندما جاء أعضاء مجلس الشعب بعد الحادث قلت لهم «القضية في عبكم» فغضبوا مني فقلت لهم لم أقصد أنكم ضالعون في الجريمة، بل إن تهدئة القضية في أيديكم والأمن ليس كل شيء لان نجع حمادي ستتحول إلي ثكنة عسكرية.
ماذا عن الخسائر التي تعرض لها الأقباط في الساحل والسوق من حرق المنازل والمحال وسرقتها؟
- هناك بلاغات في النيابة بهذه الخسائر وهناك لجنة تقوم بحصر الخسائر تابعة لمجلس المدينة وتم تشكيلها بأمر من النيابة العامة.
هل تعتقد أن المسئولين في نجع حمادي مستعدون لدفع تعويضات للأقباط عن هذه الخسائر - غاضبا : كما صرفت تعويضات لضحايا فرشوط ستصرف لضحايا نجع حمادي ، وقد كنت في جلسة يوم السبت مع أعضاء مجلس شعب واعضاء مجلس محلي نجع حمادي فلم يحدثوني عن التعويضات أو الصلح أو الشهداء أو المصابين - بل كانت الجلسة عن كيفية التقريب بيننا وبين المسلمين والأمن. مطالبين بلم شمل الجميع، حتي يستطيع الناس فتح محلاتهم وتعود الحياة إلي طبيعتها.
ما رأي نيافتك في تصريحات مجدي أيوب محافظ قنا وموقفه بشأن الأزمة الأخيرة؟
- موقفه حرج جدا فهذه تجربة جديدة وهو «محافظ مسيحي» في محافظة كلها نزعات عصبية وقبلية.
وبماذا تفسر منعه تصاريح بناء الكنائس؟
- تعطيل بناء الكنائس يعود لأمن الدولة والإسكان والأمن العام والأمن السياسي وأخيرا المحافظ، فلابد من موافقة هذه الجهات والحل هو إقرار قانون دور العبادة الموحد.
نعود إلي قضية العلاقة بين المسلمين والأقباط.. لماذا انتشرت حوادث الفتنة الطائفية بهذا الشكل، خاصة في الآونة الأخيرة؟
- الأمور اختلفت الآن. فقديما كان هناك ود ومحبة، أتذكر أني تربيت وسط أخوه مسلمين والعلاقة كانت فوق ما يتخيله أحد وعندما سمعنا في حرب 1973 أن أحد جيراننا استشهد في الحرب ساد الحزن في كل الشارع، وكان سرادق العزاءمليئاً بالأقباط والمسلمين وبعد اسبوع اتضح أنه «حي» فعاد وكان الشارع كله سعيدا أقباطا ومسلمين، لكن كل هذه الظواهر اختفت والنزعة القبلية دمرت البلاد فقد تعرض أحد المرشحين لمجلس الشعب للضرب مع انصاره في الانتخابات الماضية بسبب نزاع عائلي، وكلهم يعتقدون أن كرسي مجلس الشعب.. سيجعل الناس تدخل الجنة وأشعر بأن الانتخابات القادمة بدون إشراف قضائي سيكون بها «ضرب نار علني».
هل تحدثت مع أحمد عز عن تعويض للشهداء؟
- تحدثنا عن الافراج عن المسيحيين المقبوض عليهم والتعويضات وكيفية احتواء الأزمة.
*******
«صوت الأمة» ترصد تفاصيل 24ساعة حساسة بعد المذبحة
كيرلس بكي مرتين خلال القداس علي جثامين الضحايا وتلقي اتصالاً تليفونياً أمنياً يحذر من خروج الأقباط من الكنيسة لتشييع الجنازة
· مسيرة الأقباط تتعمد المرور في الشوارع التي شهدت المذبحة وهياج شديد ينتابهم عند رؤية صورة مبارك ولافتات التوحيد والنور
· الهدنة في نجع حمادي بدأت في الثالثة والنصف عصراً وانتهت في السابعة الي معركة بالسنج والسواطير
كانت الساعة 12 ظهر الخميس الماضي عندما تحرك الآلاف من أقباط نجع حمادي وبهجورة وفرشوط لتشييع جنازة شهداء حادث نجع حمادي من أمام مستشفي نجع حمادي العام وقبلها بنصف ساعة حضرت نعوش الدفن، فالتف حولها الأقباط يتوسطهم القمص بيمن بهيج راعي كنيسة ماريو حنا يتعالي صياحهم «بالروح بالدم نفديك يا صليب»، «مش هنسيبك يا يسوع» وحاول القمص تهدئتهم دون جدوي.. وخرجت النعوش الستة وبها 6 شهداء ليعم بكاء ليس من أهل الضحايا بل من الناس جميعاً، تقدم المسيرة الأنبا كيرلس وثلاثة كهنة، حالة الغضب دفعت بعض الشباب لتكسير بعض أعمدة الاضاءة ويافطات محلات «إسلامية» وزاد الهياج أمام صورة الرئيس مبارك التي وجهوا لها السباب وأمام محلات التوحيد والنور ونقطة شرطة نجع حمادي، المسيرة التي بدأت من المستشفي علي الخط السريع بين «بهجورة - نجع حمادي» تعمدت أن تسير في المناطق التي قتل فيها الأقباط وهي شارع 30 مارس، التحرير، وأمام شركة لوكاس، واستمرت حتي الواحدة والنصف.
في الواحدة والنصف بدأت الصلاة علي الشهداء برئاسة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي والأنبا بيمن أسقف نقادة بحضور 15 كاهناً و50 خادماً وشماساً وآلاف الأقباط، الأنبا بيمن والأنبا كيرلس انخرطا في البكاء مرتين أثناء الصلاة وألقي الأنبا كيرلس كلمة استمرت ربع ساعة، مؤكداً خلالها أن هؤلاء الذين ماتوا «شهداء من أجل المسيح».
أثناء الصلاة وفي الثانية ظهراً وردت أنباء عن بدء تجمهرات إسلامية عند كوبري نجع حمادي للاعتداء علي محلات الأقباط، وبعدها بنصف ساعة اقترب شاب من أحد الكهنة قائلاً له «بلغ الأنبا كيرلس إن المسلمين هجموا علي المسيحيين في شارع أحمد فخري» لكن الكاهن لم يبلغ الأنبا الذي جاءته اتصالات عديدة احدها من أمن الدولة أبلغته بوجود تجمهرات إسلامية كبري وأنه ستحدث احتكاكات لو خرج المسيحيون من الكنيسة ليدفنوا الشهداء، وطلبوا منه ألا يخرج المسيحيون وراء النعوش لتدفن بل يخرج الكهنة فقط. وبالفعل انتهت الصلاة في الثالثة عصراً وشدد الأنبا كيرلس علي الحاضرين بعدم الخروج وراء النعوش للدفن وحذرهم من تجمهر المتشددين من المسلمين، مؤكداً أنه ينتظر اتصالاً أمنياً ليحدد خروج النعوش وجاءه الاتصال فتحركت النعوش بعد نصف ساعة دون مشيعين وخرجت 6 أتوبيسات تحمل أقارب المتوفين للمدافن وخرج الأقباط بهدوء من الكنيسة في ظل عبارات ضد المسلمين مثل «نسيبلهم البلد.. هما عايزين إيه مننا». الهدنة في نجع حمادي بدأت من الساعة الثالثة والنصف عصراً حتي السابعة مساء يوم الخميس، لتعود بعدها اعتداءات مسلحة بالمطاوي والسواطير وأنابيب البوتاجاز. ومن قلب الأحداث.. كنت في منطقة السوق والساحل بنجع حمادي، كانت الساعة 30.7 مساءً ذهبت لتصوير الاعتداءات من قبل البلطجية علي ممتلكات الأقباط والمسلمين
********
هنداوي السيد: حمام أطلق الرصاص علي الأقباط من سلاحه الآلي ..فصرخنا فيه "حرام عليك" فهددنا قائلا "اللي هيتكلم هموته"
· هنداوي يفاجئ النيابة في الجلسة الثانية للتحقيقات بقوله "أنا ضميري رجع لي وعاوز أعترف بكل حاجة"
كان هنداوي السيد- كشريكيه في الاتهام بقتل 6 أقباط ومسلم واصابة 9 آخرين في نجع حمادي ليلة عيد الميلاد- مصرا حتي آخر دقيقة في جلسة التحقيق الاولي بالنيابة علي انكار التهم تماما..لكن شيئا ما حدث مع اللحظات الاولي للجلسة الثانية جعله يفاجئ المحققين قبل توجيه اي سؤال إليه بقوله:"يابيه انا ضميري صحي وعاوز اعترف باللي حصل"..لتتوالي هذه الاعترافات التي ننشر نصها هنا :
وما هي تفصيلات اعترافك؟
- في يوم الاربعاء الموافق 6-1-2010 وتحديدا من الساعة الثامنة مساء وحتي التاسعة مساء كنت جالسا علي القهوة واتصلت بحمام الكموني من اجل مراجعة حسابات واموال متعلقة بيني وبينه وبالفعل جاءني حمام علي قهوة نوفل وتفاهمنا علي الحساب ثم استقليت معه سيارته من اجل توصيلي الي موقف سيارات بهجورة وكان راكب معنا قرشي واثناء سير السيارة بقيادة حمام فوجئت به يخرج سلاح آليا واخذ يطلق اعيرة نارية علي المارة بالشارع ثم توجه ناحية الدير ووجد تاكسي لا أدري ارقام لوحته المعدنية وكان فيه ناس انا لا اعرفهم ولا ادري ما عددهم أوقف حمام السيارة التاكسي واخرج السائق وضرب كل من في السيارة بسلاحه الآلي ولا ادري من منهم مات ومن منهم علي قيد الحياة، وانا هنا فكرت في الهرب فور ان اطلق حمام النار علي من في التاكسي، وحاولت ان اشغل السيارة الا انني وجدت حمام يهددني بالسلاح ويأمرني بأن اجلس في المقعد الخلفي وكان قرشي واقفا بجوار سيارة حمام وامره بركوب السيارة لان قرشي كان يقف بجوار حمام اثناء قيامه باطلاق النار من سلاحه الآلي علي من في التاكسي وركبنا سيارة حمام وانطلق ناحية الجبل ثم عاد ناحية قرية " الشورية "ثم ناحية القصب ونزل من السيارة ومعه قرشي وامرني ان اذهب بسيارته ناحية مدينة الوقف واتركها بجوار محطة البنزين التي علي طريق نجع حمادي - قنا، ونفذت تعليمات حمام وذهبت بسيارته الي محطة البنزين وتركتها هناك واتصلت به وامرني بالعودة وذهبت اليه في المكان المحدد بزراعات القصب ثم اتفقنا علي تسليم انفسنا الي الشرطة.
متي واين حدث ذلك؟
- حمام قابلته وكان معه قرشي يوم الاربعاء 6-1- 2010الساعة الثامنة مساء عند قهوة نوفل وعند توصيلي الي موقف بهجورة في حدود الساعة العاشرة مساء واثناء سيرنا بشارع بورسعيد بجوار شركة " لوكاس "قام حمام باطلاق النار بطريقة عشوائية علي المارة.
وفي اي مكان تقابلت مع سالف الذكر؟
-بقهوة نوفل.
وما الحوار الذي دار بينكما؟
- أنا قلت فين فلوس شقيقي، فطلب مني انتظاره بقهوة نوفل لان زوجته اجرت عملية جراحية.
وما الذي حدث حال وصولك لحمام ؟
- انا كنت علي الشارع من القهوة وكان حديثنا علي الفلوس.
وما هي الحالة التي كان عليها المتهم حال وصولك اليه ؟
- كان مستقلا سيارته وقرشي معه.
وهل من معرفة بينك وبين المتهم قرشي ؟
- معرفة سطحية.
وما الملابس التي كان يرتديها حمام فور وصولة لك ؟
-كان لابس بنطلون جينز ولكنه استبدل ملابسه.
هل دار بينكما حديث ؟
-انا طلبت منه فلوس شقيقي علاء شريكه في "الجيم".
وهل كان المتهم اثناء حديثه معك مستقلا السيارة؟
-نعم هو كان راكب سيارته بمقعد القيادة.
وما المدة التي استغرقت هذا الحديث؟
- حوالي نصف ساعة.
وما الذي حدث عقب انتهائك من الحديث مع حمام ؟
-قال لي أركب السيارة لتوصيلي الي موقف بهجورة.
حدد لنا الوقت الذي تحرك فيه المتهم حمام بسيارته؟
-لست اداري الوقت تحديدا ولكن كان قبل العاشرة مساء.
وهل من ثمة حديث دار بينك وبين المتهم حمام ؟
كان الحديث كله علي صالة " الجيم ".
وما الذي حدث من المتهم سالف الذكر اثناء سيره بالسيارة في هذا المسار؟
-امام شركة لوكاس فوجئت بحمام يخرج بندقية آلية كانت شماله واخذ يضرب نار علي الناس المارة بالشارع.
وما الذي حدث عقب ذلك؟
- قلت له انا وقرشي حرام عليك فهددنا بالقتل وقال لنا اللي هيتكلم هموته.
وما وصف السلاح الذي استخدمه المتهم سالف الذكر ؟
-سلاح آلي ولكني لم أره جيدا.
صف لنا كيف اطلق المتهم حمام الاعيرة النارية من سلاحة الآلي؟
- كل ما شاهدته ان حمام اخرج سلاحة الآلي من خارج شباك السيارة الامامي الذي كان يقود السيارة منه وكان بضرب نار منه وسمعت صوت ناس تصرخ ولكن من الخوف فقدت التركيز.
هل كان المتهم ىقصد احدا معىنا؟- لا هو كان بيضرب عشوائي علي الناس.
هل كان بيضرب عشوائي ام ناس معينة مثل مسلم او مسيحي؟
- لا هو كان بيضرب عشوائي.
حدد لنا المسافة التى كان ىطلق منها المتهم سالف الذكر النىران ومسافة المجنى علىهم .- هي مسافة قريبة من 3 الي 4 متر تقريبا.
وما الحوار الذي دار بينك وبين المتهم؟
- انا قلت له حرام عليك وهو قال اللي هيتكلم هموته.
حدد لنا الزمان الذي اطلق فيه المتهم الاعيرة النارية في المنطقة؟
-معرفش.
وما التصرف الذي بدر منك حال اطلاق المتهم حمام الكموني النار وارتكاب تلك الواقعة؟
- بعد ما قلنا له انا وقرشي حرام عليك وهددنا بالقتل خفنا وقعدنا ساكتين.
ماذا حدث بعد ذلك ؟
- ذهبنا مع حمام الجبل ناحية قرية "هو" ثم ذهبنا الي قرية " الشورية ".
هل كان القصد الهروب ؟
- معرفش.
وما الذي حدث عقب ذلك ؟
- ذهبنا الي قرية الشورية واختبأنا في القصب بإحدي الزراعات ثم امرني حمام للذهاب الي مدينة الوقف وترك السيارة بالقرب من محطة البنزين هناك والعودة حتي لا تتمكن الشرطة من ضبطنا.
*********
أحمد عز يقضي ربع ساعة فقط في مطرانية نجح حمادي.. ويعرض الإفراج عن المعتقلين الأقباط مقابل صمت الكنيسة
· مطران قنا وأسقف نجع حمادي وعشرات من سيارات الأمن المركزي في استقبال عز.. والأقباط يطالبونه بتعويضات عن خسائر الفتنة الطائفية
· النيابة تفرج عن 7 معتقلين أقباط في اليوم التالي لزيارة أمين تنظيم «الوطني»
في الوقت الذي تصاعدت وتيرة الأحداث في نجع حمادي عقب مقتل 6 أقباط وشرطي مسلم أمام المطرانية ليلة عيد الميلاد استمرت تداعيات الحدث، لتشغل الجهات الأمنية والرأي العام المصري بما يتناسب في ضخامة الحدث، فاجأ أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني الجميع وقرر زيارة نجع حمادي وهي المبادرة التي أثارت كثيرا من التكهنات حول دوافع زيارة عز في هذا التوقيت، فهل ستكون الزيارة مجرد مبادرة لتقديم العزاء لأهالي الضحايا وزيارة المصابين أم هي محاولة لتهدئة الأوضاع علي طريقة الحزب الوطني في التعامل مع مثل هذه القضايا بالغة الحساسية، وهي الطريقة التي لا تعترف سوي بالصمت والتواطؤ علي تجاهل الأمر برمته حتي تمر الأزمة دون أي محاولة حقيقية لنزع فتيل الفتنة والقضاء علي الاحتقانات الطائفية من جذورها، «صوت الأمة» رصدت تفاصيل زيارة عز لنجع حمادي لحظة بلحظة.
الأحد 10 يناير كانت مطرانية نجع حمادي تمر بالاضطرابات والتوتر، فهذا يوم القرار الصعب هل ستصعد الكنيسة موقفها ضد الأمن أم ستكتفي بالتهدئة التي لن تكون في جميع الأحوال دون مقابل؟!
في الساعة الواحدة ظهرا دخل الأنبا شاروبيم مطران قنا ليتناقش مع الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي حول تداعيات الموقف وحضر اللقاء ما يقرب من 15 كاهنا في مقر المطرانية.. وقبل دخوله بساعة كانت القنوات الفضائية تسجل مع الأنبا كيرلس لعرض آخر تطورات الأزمة.. في الواحدة والنصف وهو الموعد المحدد مسبقا لزيارة أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني كانت قوات الأمن وعربات الأمن المركزي تحاصر المكان لمنع دخول المواطنين وأهالي الضحايا، فيما كان نبيل لوقا بباوي ينتظر أحمد عز داخل المطرانية وتم استدعاء فرقة «كشافة الكنيسة» لتنظيم دخول عز بالمطرانية.. جاء أحمد عز في موعده بصحبة أعضاء مجلسي الشعب والشوري «عبدالرحيم الغول وفتحي أحمد فخري وعبدالرازق السنبل والعميد فؤاد أبوزيد وهشام الشاهين وعمرو الطاهر» وكان بانتظاره الأنبا شاروبيم وبيمن وكيرلس و15 كاهنا.
وعد أمين السياسات الأنبا كيرلس بخروج الأقباط المعتقلين علي خلفية الأحداث وبالفعل خرج 7 يوم الاثنين، كما وعد عز بخروج باقي المعتقلين يوم الأربعاء وكان إخراج المعتقلين مرهونا بصمت الأنبا كيرلس عن الأحداث وتهدئة الأوضاع والاشادة بدور الأمن.
كانت الزيارة مغلقة لم يحضرها أي شخص غير المطارنة والكهنة والمسئولين، وجاءت مبادرة عز للايحاء للرأي العام بتعزية الحزب الوطني للكنيسة ولكن الحقيقة أن الزيارة كانت مجرد مساومة لانهاء الأزمة خرج بعدها عز ليؤدي واجب العزاء لأسرة الرجل المسلم الذي توفي مع الأقباط الستة في الحادث ثم ذهب بعدها لتفقد المصابين في الحادث قبل أن يتوجه لمقر الحزب الوطني.. ربع ساعة فقط قضاها أحمد عز في المطرانية التي تجهزت أمنيا لاستقبال أمين تنظيم الوطني، حيث توقفت حركة المرور وانتشرت عربات الأمن المركزي وبمجرد خروجه عادت الحياة من جديد إلي شارع المطرانية وذهبت عربات الأمن المركزي إلي مقرها.. كان يوم استقبال أمين السياسات حافلا بالأحداث فلم تخل المطرانية من السيدات والرجال ممن احترقت منازلهم ومحلاتهم للشكوي والمطالبة بالتعويضات.
********
حبس الكموني وقرشي وهنداوي في زنازين انفرادية والحراسة تتفقدهم كل ساعة خوفاً من انتحارهم
· الإجراءات التي اتخذتها الداخلية عقب الحادث أرهقت خزانتها بما يقرب من 5 ملايين جنيه هي قيمة تحرك المدرعات وسيارات نقل الجنود والقوات
داخل ثلاث زنازين متباعدة بسجن أسيوط العمومي يعيش الآن حمام الكموني وقرشي أبوالحجاج وهنداوي السيد المتهمون الثلاثة بارتكاب مذبحة مطرانية نجع حمادي التي خلفت 17 قتيلا وجريحاً، مما بدل الأحوال داخل السجن الذي شهد ضوابط أمنية غير معتادة.
قبل وصول المتهمين الثلاثة كانت مديرية أمن أسيوط قد تلقت تعليمات من قيادات الداخلية بضرورة تجهيز زنازين منفصلة لمرتكبي المذبحة، خاصة أنهم مازالوا في مرحلة التحقيق والاستجواب من قبل النيابة العامة، فوجودهم مجتمعين داخل زنزانة واحدة ربما يبدل اعترافاتهم أو يدفعهم إلي تنسيق أقوالهم وترتيبها أثناء التحقيق معهم، وهو ما يضر بسير التحقيقات في القضية التي ينتظر الجميع فيها حكماً عادلاً.
مساء يوم الاثنين الماضي وصل المتهمون إلي سجن أسيوط في حراسة مشددة مكونة من 4 ضباط و3 سيارات أمن مركزي اثنتان منها تحملان 40جندياً من فرقة القوات الخاصة وواحدة تحمل المتهمين الذين كانوا يجلسون معصوبي العيون وبجوارهم 6 أمناء شرطة داخل السيارة.
انتظر الكموني وصديقاه لمدة ساعتين داخل ساحة السجن إلي أن تم فحص أوراقهم ومعاينتهم من قبل الضباط وسرعان ما توجهوا إلي زنازينهم الانفرادية بالدور الأرضي بعد أن نزع الضباط العصابات التي كانت تمنعهم من الرؤية.. تلي عملية تسكين المتهمين بزنازين انفرادية مطالبة الحرس بالدخول إليهم كل ساعة للتأكد من سلامتهم، كما تم منعهم من الخروج إلي ساحة السجن حتي لا يقوموا بالاختلاط بالسجناء، مما يسبب هرجاً قد يتحول خلال لحظات إلي ثورة مثلما حدث في نوفمبر 2008 بالسجن نفسه، عندما اعترف السجناء علي تعذيب الضباط لزميلهم فاشتبكوا مع الأمن ونتج عن المعركة 17 قتيلا وجريحا إثر استخدام إدارة السجن للقنابل المسيلة للدموع، وهي الواقعة التي أطاحت باللواء محسن مراد مدير الأمن في أول حركة للداخلية.
وشددت إدارة السجن الحراسة داخل السجن وحول أسواره تحسباً لأي ظروف طارئة في محافظة تضم أعدادا كبيرة من الأقباط، كما تعد معقل التيار السلفي الجهادي.
من ناحية أخري فقد ذكر مصدر أمني ل«صوت الأمة» أن الاجراءات التي اتخذتها الداخلية عقب حادث نجع حمادي أرهقت خزانتها بما يقرب من 5 ملايين جنيه هي قيمة تحرك المدرعات وسيارات نقل الجنود وقوات الأمن المركزي التي انتشرت بمناطق عديدة بالمحافظات، بالاضافة إلي مصاريف نقل التموين الغذائي إلي القوات بأماكن خدماتهم وحوافز الضباط الذين يواصلون الليل بالنهار في المناطق الملتهبة وكلها أشياء ترهق ميزانية الوزارة.
**********
أول حوار مع رامي خلة المحكوم عليه بالإعدام في حادث الأميرية:أختي مسيحية وقتلت زوجها المسلم دفاعا عن شرفنا
· زكريا عزمي استفز مشاعر الأقباط بعدما قدم العزاء لأسرة القتيل
رغم أنه ينتظر تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه في القضية التي عرفت بحادثة الأميرية، إلا أن «رامي عاطف خلة» مازال يؤكد أنه يشعر بالأمان والراحة النفسية بعد أن قتل زوج شقيقته التي أسلمت، ويشدد علي أنه لو عاد الزمن للوراء ثانية فلن يتردد عن ارتكاب ما قام به، وذلك لأنه يري أن ما قام به كان دفاعا عن شرف أخته.
ورغم أنه يرتدي البدلة الحمراء ويقضي أيامه الأخيرة منعزلا فإنه يشعر بسلام داخلي يشعل فيه الرغبة للصلاة والتقرب إلي الله.
حاورنا رامي فقال لنا إنه ضحية المجتمع وتحامل القضاء عليه وأن النية كانت مبيتة لإعدامه لأنه علم أن زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية قام بواجب العزاء لأسرة أحمد صلاح - القتيل زوج أخته - وأخبرها بأنه سيتم إعدامي، مما أدي للتأثير علي موقف الرأي العام والقاضي وهو ما ظهر في الاهانة التي تعرض لها المحامي الخاص بي.
وطعن رامي ل «صوت الأمة» من داخل سجنه في نزاهة الطب الشرعي متسائلا كيف يتم القبض علي يوم 8 أكتوبر 2008 ويصدر التقرير يوم 7 أكتوبر؟ وكيف يكون القتيل وعائلته يتاجرون في المخدرات ويتعاطاها وينفي تقرير الطب الشرعي أنه يتعاطي أي شيء؟
ثم إنني سلمت نفسي طواعية لكن رجال الشرطة ادعوا البطولة وزعموا أنهم أقاموا الكمائن ونجحوا في القبض علي!
سألته: كيف هانت عليك شقيقتك لتقتل زوجها وتتسبب في بتر يدها؟
فأجاب رامي إن مريم كانت تتصل كثيرا بوالدتها تشكو من سوء معاملة زوجها وأسرته، وأعلنت عن رغبتها في العودة إلينا، لكنها كانت تخشي أن يحرموها من طفلتها نورا.
ويضيف رامي: إن مريم غررت بها أخت القتيل حتي وفرت لهما الفرصة لارتكاب الفحشاء معا، ووضعت طفلتها بعد 6 شهور فقط من الزواج، وهو ما ملأ قلبي بالغيرة والغضب علي أختي التي سكنت بالقرب منا، فأردت أن أبذل محاولات لاستعادتها ولذا اصطحبت معي سلاحا ناريا لتهديد زوجها فقط وليس قتله فنشبت بيننا مشاجرة أسفرت عن خروج طلقات من الرشاش بشكل عشوائي أصابت أختي في فخذها الأيسر وقتلت أحمد بعد اصابته بساعتين.
وقال رامي إنه يشعر بالظلم من إصدار حكم الإعدام ضده معتبرا أنه كان يستحق عقوبة أقل هي عقوبة «قتل أفضي إلي موت» مثلما أكد له المحامون، وهو ما حدث في قضية مقتل الشاب المسيحي بمنطقة عين شمس «سليم كمال» علي يد شابين مسلمين هما «إبراهيم سعيد ومحمود دياب» وهي القضية التي رأي أنها تتشابه مع قضيته، حيث صدر ضدهما حكم بالسجن 5 و7 سنوات.
وأضاف إنه يشعر بالظلم كذلك للحكم علي عمه الذي تضاربت في شأنه أقوال الشهود.
وأكد رامي أن عمه لم يكن معه أثناء الحادث وتم تلفيق تهمة الاشتراك في الجريمة له واتهموه بقيادة السيارة التي ذهبت بها لمنزل اختي رغم أنه لا يعرف القيادة!
وشدد رامي علي أنه لا يشعر بالندم لأنه علي حد قوله «راجل صعيدي» يدافع عن شرف أخته الذي لا يقدر بثمن ولأنه يؤمن بأن الشرف له ضحايا بل وشهداء، وأنه لو عاد الزمن للوراء فسوف يفعل ما فعله.
أما عن الأشخاص الذين يزورونه في السجن فهم شقيقته الأخري وزوجها وبعض الكهنة والوعاظ وأب الاعتراف لتأديه الصلوات والمحامين، موضحا أن الأمر أصبح أكثر صعوبة بعد صدور حكم الإعدام وأنه التمس من المجلس القومي لحقوق الإنسان مقابلة شقيقته مريم التي لم تزره ولكن الالتماس قوبل بالرفض التام، أما رد فعله فهو استدعاء أفراد أسرته من قبل مباحث أمن الدولة وضربهم بسبب هذا الطلب.
*********
محامي الطفلة المغتصبة يفجر مفاجأة: القساوسة وأهل الضحية اتفقوا علي تبرئة المغتصب وإخراجه من القضية ليتم قتله والقصاص منه
قال كرم كامل محامي الطفلة المغتصبة بفرشوط وقرشي أبوالحجاج المتهم الثاني في مذبحة نجع حمادي إن الحادث الأخير وثيق الصلة بحادث اغتصاب الطفلة علي يد شاب مسيحي وأن عدم حل هذه المشكلة خلق نوعاً من الاحتقان لدي المسلمين من بشاعة اغتصاب الطفلة، مشيراً إلي أن أولي محاكمات هذا الشاب ستبدأ يوم الأحد المقبل أمام دائرة الجنايات بقنا.
وكشف كرم أن اتفاقاً جري بين رجال دين مسيحي وأهل الطفلة يقضي بتسليم الشاب لأسرتها للقصاص منه مقابل تغييرها أقوالها أمام النيابة وتقول إن الشاب لم يغتصبها.
موضحا أن محامياً جاءه من قرية الشقفي وذهبا معا للمحامي العام لتعديل أقوال الطفلة لكنه رفض نظراً لإحالة القضية للمحكمة، وحول عدم استكمال حضور التحقيقات مع قرشي وانسحابه من الجلسة الثانية فسر كرم ذلك بأن انشغاله في أعمال أخري وطول زمن التحقيق هما السبب لكنه مازال محاميه حتي الآن.
ولم ير كرم أن توليه مسئولية الدفاع عن الطفلة المغتصبة وقرشي سيؤدي لتوتر علاقته مع الاقباط لأن هذه طبيعة عمله والأخوة الاقباط يتفهمون ذلك.
علي جانب آخر كشف عبدالحفيظ مبارك ملوي محامي المتهمين الثلاثة في مذبحة نجع حمادي أن محاميا قبطيا من مجلس نقابة محاميي قنا هو الذي كلفه بالدفاع عنهم بعد أن رفض جميع المحامين بقنا تولي المسئولية خوفا من مساس القضية بالوحدة الوطنية، وأن اصرار هذا المحامي «أشرف زكي» علي طلبه جاء من موقفه النقابي لأنه عضو مجلس نقابة محاميي قنا ولعدم وجود محامين مع المتهمين.
مضيفا إنه في موقف حرج نظراً لغضب الاقباط رغم أنه من صالحهم وجود محام يباشر ويتابع التحقيقات مع المتهمين حتي لاتكون محاكمتهم باطلة، وأنه لم يتلق أي اتصال أو يجري تنسيقاً مع أهالي المتهمين، معتبرا ذلك موقفا غريبا وربما يعود لكونه مكلفاً بالدفاع من النقابة لكنه علم بعد ذلك أن الأهالي يخشون الاتصال به خاصة بعد رفض المحامين الدفاع عنهم.
وقال عبدالحفيظ إن اللامبالاة هي الصفة الرئيسية للمتهم الاول حمام الكموني والثاني قرشي حيث يبدو عليهما عدم التأثر بارتكاب الحادث في حين أن الانهيار هو السمة السائدة علي هنداوي.
وأضاف أن الثلاثة أكدوا أنهم استفزوا من انتشار الافلام للفتيات المسلمات علي موبايلات الاقباط، ومن بينها بنات من نجع حمادي، مؤكدين أن اغتصاب شاب قبطي للطفلة المسلمة ليس هو السبب في جريمتهم وأن السبب لو كان الانتقام لا نتقموا من الاقباط بنفس القرية التي شهدت واقعة الاغتصاب.
وقال عبدالحفيظ إن المتهمين لو ظلوا هاربين لما توصلت إليهم الشرطة لأنها كانت تعتقد أنها تحاصرهم في شمال نجع حمادي بالقرب من فرشوط إلا أنهم في حقيقة الأمر كانوا في جنوبها بقرية الشوريه، لكن تهديد الشرطة باعتقال نساء المتهمين دفعهم لتسليم أنفسهم.
وحول موقفهم قال عبدالحفيظ إن موقف «حمام» المتهم الاول أصبح سيئا للغاية بسبب تعرف سائق التاكسي عليه واعتراف هنداوي، أما الثاني والثالث فهما مشاركان لوجودهما في مسرح الجريمة.
**********
نجع حمادي .. حصن الغرباء ومأوي القتلة والإرهابيين من خالد الإسلامبولي إلي خط الصعيد نوفل إلي حمام الكموني
· معظم أراضي المدينة وزمامها كان مملوكاً للبرنس «يوسف كمال» الذي أنشئت محطة السكة الحديد خصيصاً له.. حيث كان يمتلك قصراً علي مساحة شاسعة يطل علي النيل في وسط المدينة وهو الآن في حوزة وزارة الثقافة
فجأة احتلت مدينة نجع حمادي عناوين الأخبار في الصحف والقنوات الفضائية، وصارت قبلة يتجه إليها الباحثون عن القصص الشهية في أوكازيون الشائعات، وبورصة الاتهامات. إثر مصرع 6 مواطنين وإصابة 12 آخرين، عشية احتفال الأقباط بعيدهم، وقبل أن يغادروا دار عبادتهم، الأمر الذي أنعش المآسي في منطقة ظلت دوماً ملتهبة بالصراعات الثأرية، والعصبيات القبلية، ومسرحاً للعمليات الاجرامية التي توقظ الفتنة النائمة.
الغريب أن الحديث عن هذه الجريمة تجاوز الحدود التقليدية المتعارف عليها في كل ما يحدث من جرائم في الصعيد الجواني. وامتد بفعل فاعل إلي مساحات شائكة، اختلطت فيها الأوراق، بداية من الأحكام الجاهزة لهواة الصياح في القنوات الفضائية. وليس نهاية بالاتهامات الملغومة، التي انفجرت من خلف بوابة اللعبة السياسية، وتصفية الحسابات الانتخابية. دون قراءة دقيقة ومتأنية لواقع المجتمع، وطبيعته الجغرافية المعقدة، وخريطته الاجتماعية الأكثر تعقيداً، فهذه الخريطة بالرغم من احتوائها علي التركيبة القبلية التقليدية «العرب - الهوارة» والأقباط إلا أنها تضم في أحشائها شريحة هائلة من الغرباء، يشكلون الأغلبية الساحقة في قلب المدينة التي استوطنوا فيها بفعل العمل وضروريات الاقامة.
وربما لا يعلم الكثيرون أن أفراداً من قلب تلك الشريحة التي لا تنتمي إلي أي من عائلات المركز وقراه، قد فاقت شهرتهم الحدود. فمنهم من ارتكب جريمة هزت العالم، وغيرت ملامح الخريطة السياسية في مصر وهو خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس السادات في حادث المنصة وشقيقه الهارب «محمد» والموجود في إيران لأنه مطلوب لتنفيذ عدة أحكام قضائية صدرت في جرائم ارهابية وحسن الشاطبي الذي ارتكب عدة جرائم إرهابية في مطلع التسعينيات، ولقي مصرعه علي أيدي أجهزة الأمن، بعد مطاردة في زراعات القصب الكثيفة، وهدم منزل أسرته، وكلاهما من محافظة المنيا الأول كان والده يعمل بالشئون القانونية في شركة السكر، والثاني أقام في قرية الشاطبية، المتاحة لمدينة نجع حمادي عن طريق المصاهرة ودخل «الكموني» قائمة الغرباء الذين ارتكبوا جرائم تجاوزت حدود مكانها. وامتد صداها لأبعاد سياسية واثارة الأزمات الطائفية، والكموني له قصة تقودنا للحديث عن مركز نجع حمادي بتشابكاته وتعقيداته، التي تسير بنا إلي تفاصيل الأجواء المحيطة بالجريمة التي هزت مصر، وأعادت إلي الأذهان ميراث الدم في الصعيد.
فنجع حمادي ليست مجرد مدينة عادية مثل بقية مدن محافظة قنا ملامحها تشكلت منذ الاحتلال الانجليزي الذي أنشأ أول مصنع لسكر القصب فيها علي الحدود الغربية الملاصقة لقرية «هو» فمعظم أراضي المدينة وزمامها كان مملوكاً للبرنس «يوسف كمال» الذي أنشئت محطة السكة الحديد خصيصاً له. حيث كان يمتلك قصراً علي مساحة شاسعة تطل علي النيل في وسط المدينة وهو الآن في حوزة وزارة الثقافة كما بني «البرنس» قيسارية مستغلة الآن كمحلات تجارية خلف مقر مركز الشرطة القديم وبعد ثورة يوليو 1952 صودرت ممتلكات البرنس، وأراضي الخاصة الملكية وجري توزيعها علي العاملين والأجراء فيها، وبعض المنتفعين من المستأجرين عن طريق الاصلاح الزراعي. الثغرة القبلية ظلت سائدة وممتدة عبر هذا التاريخ، ويتقاسم النفوذ في المدينة كل من العرب «الشعانية» والهوارة «النجمية» وبالرغم من التشابك العائلي مع القري المجاورة إلا أنهما لا يمثلان الأكثرية المطلقة داخل المدينة. وإن كانوا يمتلكون أراضي وعمارات فالأغلبية في هذه المدينة من الغرباء والأقباط المرتبطين بجذور عائلية في القري المجاورة مثل بهجورة الملاصقة تماماً للمدينة. وظلت «العمدية» لسنوات طويلة للأقباط في القرية. وفي مطلع الستينيات زحف العمران ل«نجع حمادي» ليخلق منها مدينة اقتصادية وتجارية تعتبر الأهم بين مراكز المحافظة الممتدة لنحو 300 كيلو متر من حدود سوهاج، إلي حدود محافظة أسوان.
فمنذ البدء في تأسيس مجمع الألومنيوم، ومحطات الكهرباء نزحت بعض العمالة إلي المجتمع الجديد، وفرضت عليهم طبيعة الحياة المنعزلة، وقلة وسائل المواصلات وقتها الاقامة.
أما الأقباط فوحدهم الذين يسيطرون علي عصب الحياة التجارية من محلات الصاغة وتجارة الجملة والتجزئة والصيدليات، وعيادات الأطباء، وقد خلقت طبيعة الاحتكاك المباشر أجواء من الألفة، خاصة أن الغرباء من محافظات أخري، والأقباط ليسوا طرفاً في الصراعات التي تتأجج من وقت لآخر بسبب الثأر أو الصراعات الانتخابية، فمركز نجع حمادي يمثل دائرتين انتخابيتين وله 4 مقاعد في البرلمان فالمدينة وبعض قراها الشمالية دائرة ومنطقة شرق النيل وبقية القري من حدود المدينة الغربية دائرة أخري اسمها «الرئيسية» وسواء الدائرة الأولي أو الثانية، يتم تقاسم المقاعد بين القبيلتين «العرب والهوارة» في الرئيسية «اللواء عمر الطاهر» و«هشام محمد عبدالنبي الشعيني» يمثل العرب. والثانية عبدالرحيم الغول، وفتحي أحمد قنديل «يمثل الهوارة النجمية» ودائماً ما يجري الاتفاق بين الجميع علي الاختيارات لأن طبيعة القبائل في قنا تحديداً هي الارتماء دائماً في حضن السلطة، فهم دائماً مع الحكومة حتي ولو جاءت من الإخوان.. وهذه الطبيعة وراء اختفاء الأحزاب السياسية وعدم فاعليتها في تلك المناطق. الصراعات الداخلية بين القبائل في تلك المنطقة، وراء تنامي ظاهرة بعض المجرمين والخارجين عن القانون، حيث يتم استخدامهم في أعمال البلطجة أثناء الانتخابات ولعل أبرز هؤلاء نوفل سعد ربيع، الذي لقي مصرعه منذ ما يزيد علي عامين وهو من قرية حمردوم من هوارة شرق النيل الذي جري استخدامه من قبل أجهزة الأمن في القضاء علي الإرهاب حتي انقلب علي الحكومة التي دعمته وساهمت في توسيع دائرة نفوذه، فقد كان نوفل يقوم هو ورجاله بحراسة محلات الصاغة، والمتاجر الخاصة بالأقباط، لحمايتها من العمليات الإرهابية. وقتها استولي نوفل علي قطعة أرض في منطقة الساحل وبني عليها عمارة وأنشأ أسفلها مقهي كان قبلة لصفقات الموت وتجارة السلاح.
في منطقة الساحل أيضا توجد فئات علي هامش المجتمع، يطلق عيها «الحلب» المعروفين في الوجه البحري باسم «الغجر» وهؤلاء استقروا في تلك المنطقة منذ أن كان يعمل آباؤهم في وسية البرنس يوسف كمال، وانضم إليهم بقية المهمشين في المناطق المجاورة، وهم يجوبون القري في مواسم الحصاد، والأسواق، وغالبيتهم احترف «الشحاذة» والتسول إلي جانب المهن المتدنية مثل الحدادة وخلافه.
في قلب هؤلاء نشأ «الكموني» فقد كان والده يعمل في تجارة التوابل، ونزح من مركز البلينا بسوهاج وفي بدايات حياته في المدرسة الابتدائية المجاورة للمركز القديم في المدينة طعن زميلا له بمطواة وتم ايداعه اصلاحية الأحداث وبعد خروجه احترف لعبة «الركة» في السوق، وهي نوع من القمار المتدني. فهو لا يقوي علي العمل لأنه معاق «أصيب منذ طفولته بشلل أطفال» ولأنه شقي ومحترف سرقة في سوق الاثنين والاتجار في المسروقات من الأجهزة، بالمناسبة سوق الاثنين من أشهر أسواق الصعيد، التي تعرض فيها الأجهزة الكهربائية المستوردة والملابس والأقمشة الصوف ولتعدد جرائمه جري اعتقاله عام 2002 وخرج من المعتقل عام 2004 وانضم إلي مقهي نوفل وسرعان ما صار واحدا من رجاله.. وبعد الافراج عنه جاءت انتخابات 2005 البرلمانية. وفي تلك الأثناء كان عبدالرحيم الغول مرشحاً مستقلاً ومنافساً لمرشح النجمية فتحي قنديل وكانت هذه المعركة هي الفاصلة في تاريخ الغول. فجرت اشتباكات لأن الأقباط بأكثريتهم في موقع الداعم والمؤيد لقنديل انضم «الكموني» إلي رجال الغول في معركته فهو يعرفه لأن الأخير لديه شقة في الساحل كان مقيماً فيها قبل أن يقيم بمنزله في شرق بهجورة ووقتها جري توزيع صور تخص فتحي قنديل وهو يرتدي الصليب، لإثارة القبائل والعائلات في دائرة المركز ضده. والغريب أن هذه الصور وصلت لجماعة الإخوان في البرلمان، في بداية انعقاد المجلس، وجرت خناقة شهيرة تحت القبة، تم الاعتداء فيها علي فتحي قنديل أما يوم الانتخابات فشهد مشاحنات واعتداءات عنيفة بين أنصار الغول والأقباط إلي الحد الذي تم فيه منعهم من دخول الانتخابات.
الغول لم يكن طرفاً في هذه المشاحنات، فقد كان يجوب الدائرة لكن الذي أشعل تلك الأزمة هو الكموني.
وبعد الانتخابات انضم الكموني لرجال نوفل الكاره بطبيعة الحال للغول بحكم الموروث القبلي وبعد مصرع نوفل عمل الكموني في معارض يؤجرها طارق رسلان من جزيرة الحمودي وكان والده عمدة للجزيرة وهي تتبع مركز الوقف غرب النيل إدارياً، وسياسياً ضمن دائرة دشنا الانتخابية وطارق عميد شرطة سابق، ترك له والده ميراثاً يزيد علي 15 عمارة في مدينة نجع حمادي ومساحات شاسعة من الأراضي الزرعية فهو يمتلك وحدة نحو 60% من زمام جزيرة «الحمودي» المهددة بالغرق في قلب النيل بسبب خزان نجع حمادي الذي رفع منسوب المياه في الناحية الجنوبية، كما اتسعت أملاكه من الأراضي المستصلحة في صحراء مدينة الوقف الجديدة وطارق ينتمي للهمامية وهم من وجهاء هوارة، وأقاربه وأخواله في قري الرئيسية والحلفاية وينوي دخول الانتخابات منافساً لعمر الطاهر والهوارة أيضا في الانتخابات القادمة.
العلاقات القوية التي تربط طارق رسلان مع أجهزة الأمن بحكم أنه ضابط سابق كانت هي جواز المرور الذي استخدمه لمعاونة الشرطة في تسليم بعض المطلوبين ولعل أشهر ما قام به المفاوضات التي أجراها مع نوفل سعد ربيع لتسليم نفسه مع وعد بإنهاء قضاياه إلا أن هذه المحاولات فشلت بمصرع نوفل.
أما الحديث عن تسليم الهاربين في جريمة المطرانية فيثير الكثير من اللغط، وخاصة بعد هروب المطلوبين إلي منطقة الأراضي المستصلحة في صحراء الوقف واصطحابهم من تلك المنطقة إلي شعبة البحث الجنائي في نجع حمادي لتسليم أنفسهم رغم وجود كمين في مدخل هو من الناحية الغربية جنوب مصنع الألومنيوم وهو نفس المكان الذي لقي فيه اللواء عبادة مصرعه والمثير للدهشة هو استخدام السلاح الآلي في الجريمة ومن المعروف قبليا أنه لا يستطيع حمل مثل هذه الأسلحة إلا ذوي النفوذ العائلي وأصحاب العلاقات النافذة والكموني ليس من هؤلاء فكل جرائمه كانت بالسلاح الأبيض فمن أين حصل علي هذه البندقية، سؤال ربما تكون اجابته في صفحات التحقيق.
المشاهد جميعها تشير إلي أن الجريمة لا علاقة لها بالتطرف الديني ولكن وراءها أهدافا سياسية ومحاولات توريط لشخصيات بارزة في الدائرة وخاصة بعد أن بدأت الألسنة تلوك حكايات الأزمات القديمة بين الأنبا كيرلس وعبدالرحيم الغول بسبب موقف الأقباط منه وما تبع ذلك من مشادات.
ارتكاب الجريمة جاء في توقيت يثير الكثير من التساؤلات والألغاز، فهي تمت علي خلفية ما جري في فرشوط المحاصرة حتي الآن أمنياً، «واقعة اغتصاب احدي الفتيات» وفي نفس العام الذي يستعد فيه المرشحون لانتخابات مجلس الشعب فمن أراد أن يحرق خصماً سياسياً، ارتكب جريمة تفوق لعبة الانتخابات لتجر بلد بأكمله وراء قصص لا تنتهي، فعلها قاتل أجير، ليس أمامه ولا وراءه ما يخشي عليه.. فهو غريب عن تلك المدينة.
*********
أسرار وصور مظاهرات الأقباط الغاضبين في الكاتدرائية.. دقوا طبول الحرب فهدأهم البابا شنودة قائلا: اللي ما يقدرش عليه البشر يقدر عليه ربنا
· المتظاهرون رددوا «ياحاكمنا بالحديد.. قتلوا ولادنا ليلة العيد» و«ياكنيسة ياقيادة.. إحنا جاهزين للشهادة»
· شارك في المظاهرة عدد من أمهات ضحايا أحداث نجع حمادي اللاتي انهمرن في البكاء
جمال جورج
نرمين القماح
تصوير: صلاح الرشيدي
نظمت حركتا «أقباط من أجل مصر» و«شركاء من أجل الوطن» مظاهرة حاشدة في مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية عصر الاربعاء حضرها عدد كبير من أقباط نجع حمادي وحقوقيون وعدد من رموز المجتمع والنشطاء، ورفع المتظاهرون قبيل عظة البابا لافتات نددوا بما وصفوه بتراخي أجهزة الأمن في حماية الكنائس وطالبوا بعزل محافظ قنا مجدي أيوب ومحاكمة المتورطين في توجيه مجرمي المذبحة التي راح ضحيتها 6 مسيحيين وأمين شرطة مسلم اضافة إلي اصابة 9 آخرين.
المظاهرة شهدت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة من جهة وبينهم وبين بعضهم من جهة أخري ورفع المجتمعون لافتات كثيرة منها «يامبارك يارئيس دم القبطي مش رخيص» و«يا مبارك ياطيار قلب القبطي مولع نار» و«لا لجلسات الصلح العرفي» و«العيدية وصلت» و«ياحاكمنا بالحديد.. قتلوا ولادنا ليلة العيد» و«ماتقولش مصالحات لا لقتل الاقباط» و«بنحب كل الناس وأولادنا بيموتوا بالرصاص» و«ياكنيسة ياقيادة إحنا جاهزين للشهادة» و«الكنيسة ستبقي وأبواب الجحيم لن تقوي عليها» و«دمنا مغرق الشوارع وحقنا في بلدنا ضايع».
وشارك في المظاهرة عدد من أمهات ضحايا أحداث نجع حمادي اللاتي انهمرن في البكاء الشديد منددات بفقدانهن فلذات أكبادهن.
وفي هذه الاثناء بدأ البابا شنودة عظته الاسبوعية بالقول إن يوسف الصديق تعرض للاضطهاد علي يد أخوته وموسي عليه السلام تعرض للاضطهاد من فرعون وقال «اللي مايقدرش عليه البشر يقدر عليه ربنا» ووجه كلامه للاقباط قائلا: «اطمئنوا ربنا سوف لايترككم ولن ينسي دماء شهدائكم».
استمرت المظاهرات نحو 6 ساعات لتغلق أجهزة الأمن باب الكاتدرائية الرئيسي لاحتواء أي تجمهر أو خروج محتمل للمتظاهرين إلي الشوارع المحيطة بالكاتدرائية.
وكان البابا شنودة قد تراجع عن قرار اعتكافه في وادي النطرون بعدتلقيه تطمينات سياسية بمعاقبة المعتدين أشد العقاب وإجراء محاكمة عاجلة لهم وحرص في عظته الاسبوعية مساء الاربعاء علي وصف ضحايا حادث نجع حمادي بالشهداء بما فيهم حارس الشرطة المسلم الذي كان يؤدي واجبه في حماية الكنيسة، وخرج البابا قبل العظة من شرفة المقر البابوي وسلم علي المتظاهرين قبل أن يذهب إلي الكنيسة لإلقاء عظته الاسبوعية.
وعلي مدار نهار الاربعاء الماضي توافد علي كاتدرائية العباسية أكثر من ألفي قبطي جاء معظمهم من قنا وأسيوط وسوهاج والمنيا وبني سويف للمشاركة في المظاهرة التي بدأت صغيرة بحضور عدد قليل من رجال الأمن ثم بدأت تشتد بعد توافد مئات المتظاهرين علي الكنيسة بعد الظهر وحتي المغرب حيث تم استدعاء قوات اضافية في شكل مصفحات وعربات أمن مركزي بقي معظمها علي مقربة من الكنيسة في تقاطع شارع أحمد سعيد مع شارع رمسيس وعسكر الباقي علي مدخل الكاتدرائية.
حضر البابا شنودة إلي الكنيسة وتجمهر حوله عدد كبير من المتظاهرين حيث دخل وألقي عظته وسط تزاحم عدد كبير من المتظاهرين علي باب الكنيسة الذين فشل عدد كبير منهم في دخول الكنيسة بسبب التدافع.
وفي اتصال تليفوني مع المتحدث الإعلامي باسم «أقباط من أجل مصر» هاني عزيز الجزيري قال: إننا حرصنا علي عدم مشاركة القنوات الفضائية لأنها توجه رسالتهم بطريقة خاطئة.. ومظاهرة اليوم هي للتنديد بمحافظ قناومدير الأمن، ونطالب بتدخل الرئيس مبارك.. وأضاف: دخلنا دائرة الخطر وفي يوم 18 يناير القادم عندنا عيد الغطاس، ومش عارفين الأمن هايعمل إيه علي الكنائس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.