المنوفية – إيمان البلطى المفارقات في مقتل «كريمة»، عروس المنوفية، والتي راحت ضحية لعنف الزوج، كثيرة، فالمجني عليها تزوجت وقتلت في 120 يومًا داخل عش الزوجية، وأم القاتل، حماتها، أخذت تدافع عن ابنها حتى أنها قالت بإنه كان يطعمها «كباب وكفتة»!، وكان يناديها ب»كرملة»، المفارقة الأخرى أن طبيب الوحدة أدرك منذ أن قام بالكشف الظاهري عليها أنها ماتت نتيجة عنف، وبالتالي، هاود أم الزوج والأهل وقال لهم بإنها ماتت نتيجة هبوط في الدورة الدموية ودعاهم إلى أن يذهب أحد بصحبته ليتسلم التقرير، وبالفعل بادرت أم الزوج وذهبت معه، لكن ما أن ابتعد عن البيت قليلا وأدرك أنه في مأمن، طرد السيدة وعنفها وتركها في الطريق، ثم أبلغ الشرطة بالواقعة، الأغرب أيضا أن السيدة، أم الزوج، عندما عادت إلى البيت، كان قد علم أهل «كريمة» بما جرى لابنتهم، وحضروا إلى بيتها وشاهدوا آثار العنف عليها، فبلغ منهم الغضب كل مبلغ وحطم أحدهم جهاز التلفاز، حينها سارعت أم الزوج إلى القسم لتحرر محضرًا بالواقعة، على أساس أن يكون محضر أمام محضر. تفاصيل أكثر عن مقتل «كريمة»، العروس الذي لم يمر على زواجها 4 أشهر، في السطور التالية. كريمة، ابنة تعيش في قرية «مشتهر» بالقليوبية، تقدم لخطبتها أيمن جمال، من إحدى قرى محافظة المنوفية، حينها وافق الأهل وتمت الزيجة، وبعد أسبوع من زواجهما، انقلبت حياة المودة والرحمة، فالزوج، معتاد على أن يضرب زوجته متى شاء، وأهل الزوج، اعتادوا على أن يقتحموا حياتها الخاصة، يفتشون ملابسها، ويسهرون في غرفة نومها، ويدعونها لخدمتهم مهما كانت متعبة، وكأنها مستباحة ويحق لهم فعل ما يشاءون! هذه الأمور، دعتها أكثر من مرة إلى أن تعود إلى بيت أبيها، لكن في كل مرة، كان أهل كريمة أكثر حرصًا على نجاح زواج ابنتهم، فكانوا يعيدونها مرة أخرى إلى بيت زوجها وكأن أمرًا لم يكن. هذا التصرف، على ما فيه بعض العادات التي تربوا عليها، جعلها لقمة سائغة في فم الزوج وأهله، وأصبح ما اعتادوا على فعله حقا صريحا طالما أن أهل «كريمة» لم يعترضوا ولم يوافقوها على ترك منزل زوجها، ومن هنا تمادى الزوج في تصرفاته السيئة، ضربًا وتعذيبًا وإهانة، لكن ما أن تعبت وذهبت إلى الطبيب، وأبلغها أنها حامل في شهرها الأول، تناست كل ما تعانيه على اعتبار أن تستقر حياتها بعد أن علم الزوج أنها تحمل في رحمها جنينًا منه. هنا، نصحها الطبيب، وزوجها أيمن معها، أن يبتعدا تماما عن العلاقة الحميمية حتى يثبت الحمل، لفترة لا تقل عن 20 يومًا على أقل تقدير، ونصحها أن تلزم سريرها ولا تتحرك منه إلا للضرورة القصوى، لكن الزوج، لم تعجبه نصائح الطبيب، ودعاها إلى الفراش مرة ووافقت حتى تعطيه حقه الشرعي، لكن في المرة الثانية التي دعاها فيها، رفضت لأنها متعبة، وحينها عنفها وواصل ضربها حتى ماتت بين يديه. فراش الموت تحكي أسرة «كريمة» ل»أخبار الحوادث»، تفاصيل تلك الأيام الصعبة التي عاشتها ابنتهم، حيث قالت أم المجني عليها: «بعد الزواج بأسبوع أو أكثر، جاءت بعد أن ضربها الزوج لتشكو لوالدها من سوء معاملة الزوج لها، لكن والدها قال لها إنه يريد منها أن تعيش وتتحمل زوجها، وأرجعها إلى بيت زوجها، وفعلا تكررت الإهانة والضرب المبرح، بعضها لأسباب تخص العلاقة الحميمة بين الزوجين في الفراش وبعضها تخص خلافات بيت العائلة، والحما، والمعاملة القاسية، وفى يوم الحادث نادى أيمن كريمة يريد أن يأخذ حقه الشرعى، ولما رفضت لأن الحمل يتعبها، وتنفيذًا لتعليمات الطبيب لسلامة الحمل، أغلق عليها الحمام وجلب خرطوما، وضربها به، وظل يخبط رأسها في الحائط إلى أن نزفت واجهضت الحمل وماتت. وأضافت أم المجني عليها باكية؛ إنها عندما دخلت على غسل ابنتها كريمة بالمشرحة، وجدت على جسدها كدمات، وعلى عينها ووجهها كدمات، موضحة: «بنتي كانت هادية ومفيش على لسانها غير نعم وحاضر، بقى ده كل يحصل ليها، فمن أول يوم زواج، وتحديدا في ليلة الدخلة، كان أهله عايزينه يدخل عليها»دخلة بلدي»، ولما رفضت اتخانق معاها، وتاني يوم نزلها تطبخ لأهله، زوجها أيمن بان على حقيقته، وبقى يتعامل معها بأسلوب حيواني وكل فكرته عن الزواج إشباع غريزته، ولما تكون تعبانة يضربها بزعم أنه يريد حقه، ولما جاءت تشتكى منه رجعناها بيته لأنها عروسة، بغرض نعطيه فرصة ليعاملها معاملة الود والرحمة، وغضبت خلال فترة عرسها أكثر من مرة، وفي الآخر رجعت جثة». وأكدت قائلة: «بعد زواجهما بشهر أصبحت حاملا، ولم أرها من وقتها، وكل اتصال يقعد بجانبها ويسمع المكالمة، وآخر اتصال بيننا أخذ التليفون منها، وقال لها روحي المطبخ، وأنا سأكمل مع أمك، وعندها قفلت التليفون في وجهه، ويوم الواقعة، بعد المغرب، وجدت رقما غريبا يتصل بي، رديت لقيت سيدة بتقول لي أنت أم كريمة مرات أيمن جمال، قلت لها نعم، قالت لي تعالي الحقي بنتك لأنها ميتة من الظهر ومحدش راضي يسعفها، جريت أنا وابنى لقيت بنتي مرمية في شقة حماتها وميتة، فضلت أصرخ بصوت عالي والجيران كلهم قالوا لي إحنا شفناها وزوجها شايلها قبل الظهر ومغمى عليها، ولما حطها بالتوكتوك وقعت، قمنا وجرينا لقيناها فاقدة الوعى، ونازل عليها دم من إجهاض الحمل، ولما سألنا زوجها قال مش عارف، وجبنا طبيب يكشف عليها قال دي ميتة. طبيب الصحة في حديثها ل»أخبار الحوادث»، تقول إحدى جيران زوج المجنى عليها: إنها بعد أن وجدتها بهذه الحالة، أسرعت إلى طبيب الوحدة، وبعد أن وقع الكشف عليها، عرف أنها ماتت بسبب تعذيب، وأخفى ذلك على حماة المجنى عليها وذهب إلى الوحدة الصحية وقال لهم: «تعالوا خدوا تصريح الوفاة»، ولما ركبت معاه حماة المجني عليها طلب منها أن تنزل من التوك توك واتصل من فوره بالشرطة، وبلغ عن الزوج وبعدها بحثنا عن رقم أهلها وبلغناهم. اعتراف وعليه، حضر رجال المباحث وتحرر محضر بالواقعة وألقت القبض على الزوج وإحالته إلى النيابة العامة، ونقل الجثمان إلى المستشفى، وبسؤاله اعترف الزوج أمام المباحث والنيابة بالجريمة وتم حبسه، وكشف مصدر طبي، أن تقرير الطب الشرعي أكد أن الزوج المتهم مارس أبشع أنواع العنف ضد زوجته، حيث تبيّن أنه اعتدى عليها بالضرب المبرح، وعذبها باستخدام خرطوم مياه داخل الحمام، كما أكّد التقرير أن المجني عليها تلقّت ضريات قوية على الرأس، بينما كانت حاملًا في جنين عمره ثلاثة أشهر، ما أدّى إلى وفاتها في الحال. اقرأ أيضا: مأساة «عروس المنوفية».. رأي قانوني يكشف عقوبة القاتل