المنوفية إيمان البلطي ما الذي يدفع الزوج لقتل زوجته وهي حسنة السمعة والسلوك وحافظة لكتاب الله؟ ما الذي يجعل الزوج يحاول قتل زوجته مرة عن طريق السم، وعندما فشلت محاولته، قتلها عمدًا، وضربًا، وتعذيبًا، وهي لم ترتكب في حقه أي شيء يذكر، فقط من أجل سر غامض عنه، عرفته، ولم تفصح عنه، وعندما عرف أنها على علم بالسر، قتلها، خوفًا من افتضاح أمره، تفاصيل أكثر عن مقتل "آية" التي قتلها زوجها بوادي النطرون في السطور التالية. قبل نحو ثلاث سنوات، تقدم هادي لخطبة آية، كان هناك وقتها اعتراض على الخطبة، لأن هادي لم يكن حسن المظهر، لكن "آية" ابنة ال18 عاما وقتها، لم تتعامل وفق هذا المنطق، ووافقت عليه، وقالت: "لعله يكون لي السند والعزوة، وأخاف أن أرفضه فيأتي لي شخص لا يراعي الله في، ويكون عقابا لي على رفض هادي لمجرد مظهره". وتمت الخطبة، ومن بعدها الزيجة، وانتقلت "آية" من بيت أبيها في كفر داود، إلى وادي النطرون حيث بيت زوجها، وهناك بدأت المعاناة. زواج يوضح أشرف، خال "آية"، في حديثه ل"أخبار الحوادث" تفاصيل تلك البدايات قائلا: "منذ أكثر من عامين، تقدم هادي لخطبة ابنة شقيقتي، وكان من محافظة أخرى، فهو من وادي النطرون وابنة شقيقتي تسكن في كفر داود، ولكن القدر والنصيب أن أقارب هادي يسكنون بنفس الشارع، فكلموه عن آية، فتقدم لخطبتها وكنت شخصيًا معترض عليه شكلا، فعندها قالت لي: "يا خالي، ممكن يكون السعادة في هذا الشخص، وقبلت الزواج منه خوفا أن ترفضه بسبب خلقه فيبتليها الله وتمت الزيجة. واستكمل قائلا: بعد الزواج أخذت تكافح من أجل عش الزوجية، كانت وتربي الطيور وتدخل "الزريبة" وتفعل الصعاب، ورغم كل ذلك لم يكن هناك مودة من زوجها، فدائمًا ما كان يضربها دون سبب، وينكد عليها، وهى صابرة، ولم تقص علينا أي شيء، ومحتفظة بأسرار بيتها ولا تفتشها لأحد". وتابع قائلا: "بنتنا كانت تتحمل ضيق العيشة، ورغم ذلك نار سلفتها زوجة الشقيق الأكبر لزوجها كانت لا تخمد، فغيرتها من آيه تجعلها تدبر لها المكائد، وتقلب زوجها عليها، ولأن زوجها ضعيف الشخصية فكان لا يراجع زوجته بل يسمع من أخيه الكبير وزوجة أخيه، ويقوم بضرب زوجته، ويعاندها بشرب السجائر والشيشة بالمنزل، وكانت سلفتها تطمع أن تمتلك البيت كله لها، حاولت طردها من شقتها لكن آية تحملت لأنها ليس معها مال للبحث عن شقة إيجار". وأوضح خال "آية": "بعد مرور الأيام أصبحت أية حامل بطفلتها الأولى، وكانت سعيدة جدا فقالت لهادي؛ لابد أن تبحث عن عمل وبالفعل ذهب للعمل باليومية، وبعد مرور عام من زواجهما رزقهما الله بالمولودة خديجة، فكرت "آية" بكسب المال بالحلال لمساعدة زوجها، فقامت بتربية الطيور وبيعها، وكذلك تحفظ الأطفال القرآن الكريم بوادي النطرون، وساعدها حفظها لكتاب الله على ذلك؛ حيث أنها تعلمت بالأزهر الشريف، وكانت متقنة لكتاب الله حفظًا، وأحبها أطفال القرية وأقبل عليها الجميع؛ لتعلم وحفظ كتاب الله؛ بسبب بشاشة وجهها وأسلوبها السهل في التحفيظ". الجريمة وفي حديثه ل"أخبار الحوادث" قال حمدى عبد المعطي، والد المجنى عليها: "بنتي أية كانت بتزورنا كل شهر، لبعد المسافة، وكانت دائما لا تتحدث عن أسرار بيتها، ولا تحكي شيئا لنا، وإذا ضاق صدرها من شئ كانت تحكي مع خالها، فهو قريب من سنها، وكاتم لسرها، فهى تحبه وتثق به، وتتقي الله في زوجها، وكانت شديدة الهدوء، ومن أدبها وحياءها كانت تعطينا إحساس أنها تعيش في رغد من العيش، رغم أن الواقع غير ذلك، وكان ذلك ظاهرًا بملابسها وملامح وجهها ويدها المشققة الخشنة من شغل الفلاحة والأرض، رغم أنها كانت تعيش في بيت ابوها مدللة، لأنها الابنة الوحيدة على أشقائها الذكور". وأضاف الأب: "قبل وفاتها بأسبوع، جاءت لزيارتنا، ومعها طفلتها خديجة، استراحت عندنا 3 أيام، وبعدها سافرت لبيتها في وادي النطرون، وما أن وصلت البيت حتى وجدت عائلة زوجها مجتمعين، فأعطى زوجها لها كوب عصير شربته آية، وبعد نصف ساعة حدث لها قيء وإسهال، رغم أن الجميع شرب من العصير ولم يحدث لهم شيئا، لم تلتفت ولم تتوقع أن يأتي الغدر من أقرب الناس، فقد سيطر الشيطان على عقل الزوج لدرجة أن وضع لها سمًا فى كأس العصير وناوله لها بيده، فشربته ولما اشتدت أعراض التسمم عليها، خافت الحماة على ابنها فقاموا بنقلها إلى إحدى المستشفيات بالقرية، وتم تحويلها إلى المستشفى المركزي، وتم عمل غسيل معدة لها، واستمرت لعدة ساعات بالمستشفى، وبعد تركيب المحاليل الطيبة وأخذ العلاج خرجت من المستشفى، رافضة تحرير محضر حفاظًا على بيتها، رغم أنها عرفت أنها هي المقصودة بالسم. واستكمل قائلا: "وضع السم لها بكأس العصير في محاولة منه التخلص منها، لكن العناية الإلهية أنقذتها، ونجت من هذه المحاولة الدنيئة، وبعد يومين من الواقعة، فكر بطريقة أخرى للتخلص منها، ولم يلتفت إلى مصير طفلته الرضيعة، البالغة من العمر عاما واحدًا، والتي سوف تحيا حياتها دون أم، فلم يحن لصراخها، وهى تحبو داخل الغرفة، وقام بضرب رأس أمها بحديدة، ووصلة تعذيب انتهت بخنقها، حتى انكسرت عظمة الترقوة بالرقبة، وفصلت حنجرتها، فماتت". سر واستطرد الأب قائلا: "كل هذه التفاصيل عرفتها مؤخرًا، بعد أن علمت أنها ذهبت إلى المستشفى بسبب طعام ملوث، ذلك الذي وصل لي في البداية، اتصلت بي أختى بالليل تخبرني أن آية كانت بالمستشفى، وكانت قد أكلت طعامًا ملوثا أحدث لها تسمم، فقلت لأمها نروح نطمن عليها بكره لأن الوقت اتأخر، وهي في مدينة أخرى ومتزوجة ببيت عائلة، وفي الصباح ذهبت لأطمئن عليها، وذهب معى شقيقها، وما أن وصلنا البيت، حتى ابلغني الجيران أنها بالمستشفى، فذهبت للمستشفى ظنًا أنها لا تزال مريضة، فلما وصلت المستشفى عرفت أنها توفيت، ووجدت زوجها والشرطة تضع الكلابشات في يده، فقلت لضابط المباحث: "فكوه.. بنتي ماتت من أكل ملوث وحدث لها تسمم هو ملهوش ذنب"، لكن ضابط الشرطة قال لي بنتك زوجها قتلها يا حاج، فصرخت وقلت له أنت بتختبرني يا بيه، بنتي ماتت مسمومة، قالى بنتك زوجها ضربها وخنقها وهو اعترف بجريمته، غبت عن الوعي من الصدمة، ولم تطاوعني قدمي احضر الغسل، وأخوها لأنه علوم أزهر وحافظ كتاب الله دخل على غسلها، فوجد رأسها مفتوحة وعينها جاحظة، وتحت عنيها أزرق، وعظمة الترقوة مكسورة، وكسر بالرقبة وآثار خنق بها، وكذلك كسر بالحنجرة. واختتم الأب في اسى: "لم أكن أعرف أن حياتها مع زوجها ستنتهي بهذه المأساة، عندما عادت آية من المستشفى، بعد المرة الأولى التي تعرضت فيها للسم، وبعد أن استراحت على سريرها، اتصلت بعد العشاء بعمتها، لتقدم لها واجب العزاء فى نجلها، لأن ابن عمتها توفى غرقا وكان صغيرًا بالسن، وكانت تتصل بعمتها بمكالمة فيديو، ولما رأتها عمتها وجدت وجهها أصفر شاحب، ووجدتها متعبة جدا، فسألتها إيه اللي فيكي يا آية، فأخفت الحقيقة عن عمتها، وقالت لها أنها أكلت أكل ملوث فأحدث تسمم لها، وأنها مريضة، ومازال جسدها متعب من آثار السم وأنهت المكالمة". وعن آخر ما قالته "آية" لأبيها قبل مقتلها: "أنها تعلم سر عن زوجها وأنها لا تبوح بذلك السر لأحد، وكررت الكلام أكثر من مرة، فقلت لها ما هو السر رفضت وقالت لا أفشي سر زوجي لأحد، ولم تتحدث وكأن فى كلامها حكايات لن تبوح بها، وماتت وهي تكتم سر زوجها". كان هذا السر هو نقطة الانطلاقة نحو جريمة القتل، فقد استكمل الاب حديثه ل"أخبار الحوادث"، وأوضح، أن "آية" قالت لزوجها أنها ستقول هذا السر لأمه وأبيه، وحينها ثار غضبه، وقام بضربها بحديدة وخنقها حتى الموت ونزل من شقته يقول لبيت العائلة: "أنا موتها خلاص كده مبسوطين، هى ماتت وأنا هدخل السجن". اقرأ أيضا: للمرة الثانية.. إحالة أوراق نجار مسلح قتل زوجته بالإسكندرية إلى المفتي ضبط الزوج عندها أسرع الأهل بها لمستشفى بسيطة، لاستخراج تصريح الدفن، كأنها وفاة طبيعية، ويكتموا الأمر، ولكن قدر الله وعدله يسبق كل تدابير البشر، فترفض المستشفى قبول الحالة، ويتم تحويلها إلى مستشفى اليوم الواحد الحكومي، وما أن دخلت الضحية المستشفى تم استدعاء الطبيب للكشف عليها لاستخراج تصريح الدفن، وعندما كشف عليها الطبيب قام باستدعاء أمن المستشفى، والتحفظ على زوجها، وإبلاغ الشرطة والنيابة، وعلى الفور توجهت المباحث العامة والنيابة العامة للمستشفى، واعتراف الزوج بارتكاب الجريمة؛ بأنه خنق زوجته نتيجة مشاجرة بينهما، وعلل ذلك بسبب طلبها أموال منه وهو يعاني من تعثر مادي وعليه تم القبض على الزوج وحبسه، ومواصلة التحقيقات واستعجال تقرير الطب الشرعي، وتسليم الرضيعة لحضانة جدتها لأمها". أنهت أسرة المجنى عليها أية، حديثهم ل"أخبار الحوادث" وهم على يقين بالقصاص الذي سوف يستحقه الزوج القاتل الذي حرمهم من ابنتهم، خاصة بعد ان وجهت النيابة العامة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، كان بإمكانه طلاقها لكنه ترك كل الطرق المشروعة واتخذ طريقه للقتل، تاريكة رضيعة حكم عليها القدر أن تنشأ لتجد أمها مقتولة، وأبيها في السجن.