مراهنة مصر على السائح الأوروبي فقط «مخاطرة» تهدد القطاع وزارة السياحة المصرية تحتاج لإعادة قراءة للأحداث الخارجية السياحة العربية تحتاج إلى «إدارة أزمة» حقيقة السياحة فى العراق وسوريا واليمن تم تدميرها تماما.. ومصر تحاول الصمود أكد الدكتور خالد الرشيد، الأمين العام لجمعية خبراء السياحة العرب، أن السياحة المصرية تمر بأسوأ أزمة في تاريخها بعد مقاطعة بعض الدول وتوقف بعض خطوط الطيران إليها، مشددا أن قطاع السياحة بمصر في أمس الحاجة إلى دعم الدولة والعاملين به والمستثمرين، لتخفيف أثار وتداعيات هذه الأزمة. وطالب الرشيد فى حوار ل"الفجر"، السياحة المصرية بتغيير استراتيجيتها ودعم القطاع للمحافظة على مكتسباته، محذرا من خطورة الأزمة وتداعياتها على القطاع. وإليكم نص الحوار: ما تقييمك للوضع الحالى لقطاع السياحة فى مصر؟ السياحة المصرية تمر بأسوأ أزمة في تاريخها من خلال مقاطعة بعض الدول وتوقف بعض خطوط الطيران من السفر لمصر، مما تسبب في خسائر كبيرة للقطاع بعد إنخفاض من 14.7 مليون سائح عام 2010 الى قرابة ال 9.9 مليون سائح في 2014 ، هذه الأزمة هي تهديد حقيقي للقطاع والعاملين به وتهدد الإستثمارات السياحية التي عانت طويلا خلال ال 5 سنوات الماضية. ما رأيك فى أداء وزير السياحة زعزوع فى إدارة الأزمة؟ الدكتور هشام زعزوع شخص خبير ديناميكي يعمل بكل طاقته، عاش العديد من الأزمات، وأصبح لديه الخبرة والقدرة على إدارة الأزمات، كما أنه شخصية لها قبول كبير، ولكن يؤخذ عليه عدم الإهتمام بالسائح الخليجي الذي عرف عنه الإنفاق العالي والذي يعتبر هدف هام للعديد من الوجهات العالمية، وإصراره على جلب السائح الأوروبي، الذي أثبتت الأحداث والأزمات السابقة بأن المراهنة عليه هي مخاطرة كبيرة، لتأثره السريع والمباشر بالأحداث وبالإعلام وبالإشاعات، بالرغم من الأمتيازات التي يحظى بها دون غيره من السياح الخليجيين أو العرب. كيف ترى حملات المشاهير والأحزاب لدعم السياحة فى مصر؟ هل فعالة أم مجرد شو إعلامي؟ الحملات الدعائية مثل ( وحشتونا ، مصر قريبة ... الخ) المتابع لهذه الحملات يجد أنها لم تحقق الأهداف المتوقعة ولم تضاعف نمو أعداد السياح خصوصا في المواسم المنخفضة بالرغم من الأنفاق العالي على هذه الحملات، لأنها وللأسف حملات ترويجية تقليدية كان بالإمكان إدارتها بطرق أفضل مما هي عليه، هذه الحملات لم ولن تحقق الأهداف المرجوة وسبق وأن ذكرت ذلك لعدد من مسئولي السياحة المصرية. هل يمكن للسياحة الداخلية بمصر تعويض شرم الشيخ عن السياحة الخارجية؟ نعم بكل تأكيد والسائح المصري المحلي والمغترب لا يستهان به وهو الأهم حالياً، والذي يجب أن يقوم بدوره الوطني في دعم سياحة بلده مدعوماً بعروض وبرامج سياحية ترويجية خاصة من قبل هيئة تنشيط السياحة وكذلك المعنيين في المنشآت السياحية في جميع المحافظات وليس شرم الشيخ فقط لإعطاء تنوع في المنتج السياحي المصري وعدم إختزال السياحة على نوع أو نوعين من السياحة. هل جهود مصر لعودة الرحلات إليها تسير فى الاتجاه الصحيح؟ اعتقد أن وزارة السياحة تحتاج إلى إعادة قراءة للأحداث التي تؤثر على صورة مصر خارجياً والعمل على القضاء عليها وكذلك قراءة القطاع جيداً، لقدراته التنافسية وجودة خدماته السياحية لمواجهة الوجهات المنافسة. كما أعتقد أن القطاع في حاجة إلى دعم الدولة للقطاع والعاملين به والمستثمرين، لتخفيف أثار وتداعيات هذه الأزمة، وبرائيي أن هذا الأمر أكثر أهمية من حاجة القطاع للتسويق والترويج في الخارج، والأهم هو إعتماد خطة إنقاذ للقطاع، تهدف إلى المحافظة على مكتسبات القطاع حتى تزول الأزمة وتداعياتها وتعود الأوضاع إلى سابق عهدها. ما هى مقترحاتكم لجذب مزيد من حركة السياحة إلى المقاصد المصرية؟ القطاع يعيش حالة إستثنائية ولتنامي أعداد السياح لأبد من اتخاذ عدد من الإجراءات يأتي في مقدمتها: 1- تكثيف التواجد الأمني لتأمين المناطق السياحية والقضاء على الأحداث الإجرامية التي يظهرها الإعلام من حين لآخر. 2- مراجعة القطاع وخدماته لمواجهة التنافسية العالمية والإقليمية فالملاحظ أن هناك تدني في بعض بعض البنى التحتية وفي بعض الخدمات التي تقدمها بعض المنشآت السياحية بما فيها فنادق ال 5 نجوم والشهيرة. 3- العمل على رفع مستوى تدريب العاملين في القطاع لإستعادة تركيزهم المهني ولياقتهم الذهنية. 4- إبتكار وعمل برامج سياحية جاذبة للسائح المصري المحلي والمغترب. أما فيما يخص السائح العربي والأجنبي سوف يعود متى إستعادت القطاع عافيته وجماليته، فمصر تظل وجهة سياحية هامة في الخارطة السياحية العالمية، متى ما توفرت وتحققت عوامل الجذب السياحي الحقيقية. فى ظل أزمات السياحة بمصر وبعض الدول العربية.. كيف ترى فكرة الاستعانة بخبرات دولية فى إدارة أزمة القطاع حاليا؟ لا أرى أهمية لذلك ولكن الأهم الإستفادة من الكفاءات والخبرات الوطنية المتخصصة من أبناء القطاع، فالسياحة صناعة شأنها شأن بقية الصناعات ويجب إسناد إدارة هذا القطاع إلى الخبراء والمختصين من أبناء القطاع وهم فقط من يمتلكون الحلول للمشكلات التي تواجهه، ولديهم القدرة على تطوير آدائة ورفع مستوى كفائته. فالقطاع السياحي العربي يمر بأزمات حقيقية ويجب أن تبنى خططه وإستراتيجياته السياحة العربية وفق على مبدأ إدارة الأزمات مبنية على (الإتحاد والتعاون المشترك) للمواجهة هذه الأزمات والمحافظة على القطاع ومكتسباتها الإستثمارية والبشرية، ولدينا العديد من المقترحات لتحقيق هذا الهدف الهام. ما رأيك فى مقترح التوجه نحو السوق العربية لتجاوز أزمة قطاع السياحة؟ بداية نقدر لخادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقفته مع دولة مصر في هذه الأزمة من خلال توجيهه حفظه الله للخطوط السعودية بإستمرار تسيير رحلاتها إلى شرم الشيخ بعد أن توقف عدد من شركات الطيران الأخرى، وهذا يؤكد العلاقة الأخوية بين المملكة وجمهورية مصر العربية والتي تربط دائماً الأشقاء العرب وتؤكد وحدتهم وتلاحمهم، ويؤكد أيضاً ثقة الحكومة السعودية في الأمن المصري، وهذه المبادرة تعتبر رسالة محفزة لجميع دول الخليج والدول العربية على دعم السياحة المصرية وتأكيد لأهمية مشروع السياحة البينية العربية لدعم القطاع السياحي العربي. وفقاً لتقرير (أماديوس) الذي قدر حجم إنفاق المسافرين من دول الخليج ب 65 مليار دولار عام 2014 والذي من المتوقع أن يصل في 2020 إلى أكثر من 100 مليار دولار. وبحسب دراسة متخصصة حول توجّهات السفر 2013 يأتي السائح السعودي في مقدمة الترتيب من حيث العدد ومعدل الإنفاق والذي إحتل المرتبة الأولى عالمياً، والذي قدر معدل إنفاقه ب 6.6 ألف الى 7 آلآف دولار للرحلة الواحدة، وذكرت الدراسة بأن سبب إرتفاع إنفاق السائح الخليجي على وجه العموم يعود للوضع الإقتصادي الخليجي الجيد وإعتماد السائح الخليجي على التخطيط الفردي المباشر لرحلته. كيف تقيم الأضرار التي أصيب بها القطاع السياحي العربي نتيجة العمليات الإرهابية؟ للأسف السياحة العربية في العديد من الدول العربية تعاني من مشكلات وتهديدات أمنية والبعض منها شهد تدميراً للقطاع وبنيته التحتية ويمكن أن نقسم التأثيرات إلى ثلاث فئات: - فئة أولى شهدت تدميراً تماماً للقطاع ومكتسباته وسوف تعاني كثيراً لإستعادة عافيته يأتي في مقدمة هذه الدول (العراق وسوريا واليمن وليبيا). - فئة ثانية لازالت تحاول الصمود ومواجهة التحديات وهي (لبنان ومصر وتونس والجزائر). - فئة ثالثة مستقرة سياسيا وأمنياً ولكنها وللأسف لم تستطع تعويض الوجهات السياحية العربية المعطلة ولم تستطع أن تكون الوجهات العربية البديلة لهذه الوجهات المتضررة يأتي في مقدمة هذه الدول ( الأردن والمغرب).