الضربات تتوالى على القطاع السياحى بداية من حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء ومرورا بالتوترات التى شهدتها باريس جراء التفجيرات التى نالت من العاصمة الفرنسية والتهديدات التى أطلقتها داعش باستهداف الكثير من الدول والعواصم ساهمت فى مزيد من التراجعات، ولكن لابد من البحث عن أسواق بديلة لجلب سياح جدد خاصة مثل الصين والهند ! ورغم محاولات دعم القطاع السياحى من خلال حث المواطنين للسفر إلى شرم الشيخ والمناطق السياحية، فإن الأزمة تبدو قائمة لأن مصر بحاجة إلى العملة الصعبة التى ينفقها السائح الأجنبى فى الوقت الذى لا يستطيع المواطن المصرى تحمل تكاليف السفر وضرورة الانتظار حتى إجازة منتصف العام كى يمكنه التحرك مع أسرته . • إحصائيات كان موسم 2010 الأفضل لمصر على الإطلاق بالنسبة للقطاع السياحى بعد أن كانت مؤشراته هى الأفضل على الإطلاق حيث جاء إلى مصر 14 . 6 ملايين سائح وحصلت مصر من ورائهم على 12 . 5 مليار دولار، أما عام 2011 الذى شهد اندلاع ثورة يناير فقد تراجعت السياحة المصرية عن هذا الرقم حيث زار البلاد 9 . 8 ملايين سائح وكان العائد 8 . 7 مليار دولار .. أما موسم 2012 فتحسنت السياحة نسبيا حيث زار مصر 11 . 5 مليون سائح وجنت مصر عشرة مليارات دولار فى هذا العام، وكان بادرة طيبة على أن الوضع سيتحسن نسبيا ولكن جاء عام 2013 ليتراجع الرقم على خلفية الأحداث الساخنة لثورة 30 يونيو والإرهاب الذى تعرضت له مصر على يد جماعة الإخوان الإرهابية جراء إزاحة الرئيس المخلوع محمد مرسى من الحكم، حيث زار مصر 9 . 5 ملايين سائح بعائدات وصلت إلى 5 . 9 مليار دولار وهو ما يفسر التداعيات التى عاشتها مصر فى المرحلة التى تليها من نقص فى المعروض من الدولار والضغوط التى تعرضت لها جراء التفجيرات والعمليات الإرهابية المنتشرة وقتها والتى تراجعت فى 2015 بشكل ملحوظ .. كان موسم 2014 أفضل نسبيا من موسم 2013 حيث زار مصر 9 . 9 ملايين سائح وأنفقوا 7 . 5 مليار دولار وهو ما منح بعض التفاؤل بشأن عام 2015 ولكن جاءت الأزمات المتلاحقة والإعلان المنفرد من جانب موسكو بأن السبب الرئيسى لسقوط الطائرة الروسية فى سيناء هو تفجير قنبلة تزن كيلوجرامين فضلا عن الهجمات التى شنها تنظيم الدولة على باريس ليحد من التحركات السياحية نوعا ما وسط التحذيرات من بعض الدول من السفر إلى مصر فى الوقت الحالى وحتى بعض الدول التى لم تحظر السفر بشكل كامل اقتصرت تحذيراتها على مدينة شرم الشيخ فيما فرضت أكبر شركتين للسياحة فى أوروبا وهما «توماس كوك» و«توى» حظرا على سفر رحلاتهم إلى شرم الشيخ حتى ديسمبر حتى استكشاف الوضع فيما هوت أسهم الشركتين فى البورصات العالمية بعد هذا القرار جراء الخسائر المتوقعة من ورائه. وتملك مصر 225 ألف غرفة فندقية فيما تمثل السياحة الأوروبية 72٪ من إجمالى عدد السياح الذين يزورون مصر وتقع حوالى 35 ٪ من الغرف السياحية فى منطقة جنوبسيناء . أما السياحة الروسية فكانت تمثل ركيزة أساسية فى القطاع وبالنظر إلى أرقام العام الماضى فإن 66 ٪ من الأجانب الذين زاروا مدينة شرم الشيخ العام الماضى روس الجنسية، بينما كان إجمالى من حضر إلى مصر بصفة عامة منهم 5 . 4 ملايين سائح من إجمالى 9 . 9 ملايين سائح جاءوا إلى مصر.. وأكد وزير السياحة أن إجمالى إنفاق السياح الروس والبريطانيين فى الشهر بلغ حوالى 2 . 2 مليار جنيه وهو ما يؤكد ارتفاع الخسائر فى ثلاثة أشهر إلى 6 . 6 مليار دولار إذا لم تكن هناك حلول خارج الصندوق للبحث عن سبل جديدة . • طمأنة أوروبا أكد عز الدين الشبراوى رئيس شركة ريستا للسياحة أن أول الخطوات الحالية التى يجب اتخاذها هى طمأنة أوروبا بشأن إجراءات المطارات لدينا خاصة بعد إعلان روسيا عن أن الطائرة التى سقطت فى سيناء جرى تفجيرها بقنبلة ولا مانع من اللجوء إلى شركات أمن عالمية للتأمين تحت الإشراف المصرى من أجل بعث رسالة إلى العالم بأن إجراءات السلامة تسير فى الطريق الصحيح . وأضاف الشبراوى أن تكليف شركات عالمية بتأمين المطارات لا ينتقص من السياسة المصرية حيث إن هناك الكثير من الدول تطبق هذا النظام دون أن تتعرض لأى انتقادات بشأن هذا الإجراء . وأوضح الشبراوى أنه بعد ضبط إجراءات التأمين فعلينا فى الوقت الحالى تنشيط السياحة العربية وخاصة الخليجية على الذهاب إلى مصر وبعدها يمكن الاستعانة بالسياحة القادمة من أوروبا الشرقية، خاصة أن معدل إنفاقهم مناسب وفى نفس الوقت يفضلون السياحة الشاطئية مثل السياحة الروسية .. وتابع الشبراوى قائلا : إنه يجب إعادة النظر بشأن السياحة الإيرانية مع وجود ضوابط خاصة بها لاسيما فى الأماكن الشاطئية لأنه لا يوجد ما يدعو للقلق بهذا الخصوص خاصة أن هذه الخطوات ستحدث حالة من الرواج السياحى حتى تتخطى مصر الأزمة التى تعيشها بسبب الطائرة الروسية . . ومن جانبه أكد عادل عبد الرازق عضو اتحاد الغرف السياحية أن وزارة السياحة تفكر فى علاج الأزمة بطريقة تقليدية فى الوقت الذى يجب عليها منح حلول غير تقليدية من أجل مواجهة الأزمة الكبيرة التى يعانى منها القطاع السياحى، حيث إن الخطة تسير فى اتجاه تشجيع السياحة الداخلية ومع التقدير الكامل للمصريين فإن هذا الاتجاه مؤقت ولن يجدى نفعا على المدى البعيد وذلك لسببين الأول هو أنها موسمية تتركز فى إجازة منتصف العام والصيف وغير ذلك فإنها طفيفة للغاية، والثانى هو احتياج مصر إلى العملة الصعبة وهو ما لا يتحقق مع الاعتماد الرئيسى على السياحة الداخلية .. وأضاف عبد الرازق أن مصر تمتلك 225 ألف غرفة ولا يمكن للسياحة المصرية تغطية نسبة اشغال هذه الغرف بأى حال من الأحوال لذا فإن السير فى هذا الاتجاه لا يبدو حلا للأزمة خاصة أن مدينة شرم الشيخ تملك 52 ألف غرفة فندقية وحدها .. وأوضح عبد الرازق أنه يجب نقل السياح العرب إلى مصر بأسعار مخفضة عن طريق الطيران العارض فالعربى يرى أنه يأتى إلى مصر بتكلفة تصل ثلاثة أضعاف نقل السائح الروسى من موسكو إلى شرم الشيخ، وبالتالى يجب التنبيه إلى مثل هذا الأمر كى يجرى وضعه فى الحسبان لتنشيط السياحة العربية ورفع معدلات إنفاقهم داخل البلاد كى نتفادى أزمة الطائرة الروسية . واستكمل عبد الرازق حديثه بأن السياحة الهندية يمكن أن تصبح من العناصر التى تشجع على السياحة هناك مع التحسن فى مستوى الدخل وارتفاع معدلات الانفاق مع التقدم الذى شهدته هذه الدولة ومع وجود إغراءات فى أسعار الطيران يمكن تحقيق استفادة كبيرة من ورائهم . واختتم عبد الرازق حديثه بأن هناك بعض الدول فى أوروبا مثل بولندا والتشيك لم تحظر مواطنيها من السفر إلى شرم الشيخ وبالتالى يمكن العمل على تشجيع السياحة فى البلاد بالكثير من الطرق . • تغيير المسار يرى خالد أبوالفتح مدير التسويق بفندق موفينبيك أنه كى تنهض السياحة يجب العمل على انتقاء السائح المميز الذى بإمكانه الإنفاق بشكل كبير داخل مصر، وبالتالى سيرتفع دخل البلاد من السياحة جراء التفكير فى هذا الاتجاه . وأضاف عبد الفتاح أنه يجب التركيز على أماكن جديدة يمكن تصويرها والترويج لها فى الخارج بحيث تشجع السائح على تكوين رغبة ملحة لديه كى يزور هذه الأماكن وبالتالى سيحقق ذلك مردودا جيدا على القطاع بشكل كبير . وأوضح أبو الفتح أن الكثير من الشركات السياحية تحاول الحصول على أقل تكلفة للسائح من أجل الترويج لمصر، وتشجيع الكثير من الأوروبيين للقدوم إلى مصر ولكن إذا ما غيرنا من تركيبة الشرائح التى تزور البلاد وروجنا للسياحة التى يمكنها الإنفاق بشكل كبير داخل مصر فإن المكاسب ستكون أكبر بكثير ولا يمكن توقعها وأبرز دليل على ذلك الدعاية المنتشرة لفيتنام فى وسائل الإعلام الأوروبية والتى دفعت الكثير من المواطنين حول العالم للبحث عن الأماكن المروج لها تمهيدا لزيارتها . •