أكد ممدوح الولي، نقيب الصحفيين الأسبق، أن تشكيك الحكومة البريطانية في إجراءات الأمن بالمطارات المصرية، يشكل ضربة قوية للسياحة المصرية، وهو الأمر الذي يوصل صورة سلبية عن السياحة المصرية لدى كل شركات السياحة الدولية المشاركة بالبورصة، وفقًا لقوله. وأوضح الولي، في مقال نُشر له بعنوان "مستقبل السياحة المصرية بعد كارثة الطائرة الروسية"، أن الخطير في الأمر أن دول روسيا وإنجلترا وألمانيا، الذين حذروا من السفر إلى مصر، جاء منها نصف عدد السياح الذين حضروا إلى مصر خلال العام الماضي، حيث جاء من روسيا 3.1 مليون سائح يمثلون نسبة 32 % من إجمالي السياح الواصلين لمصر بالعام الماضي، والبالغ 9.9 مليون سائح. وقال: "الغريب أن المركز الثاني احتلته بريطانيا بعدد 906 آلاف سائح يمثلون نسبة 9 % من إجمالى السياح، كما احتلت ألمانيا المركز الثالث بنصيب 899 ألف سائح يمثلون نسبة 9 % من إجمالي عدد السياح، وهو ما يبين مدى الضرر المتوقع على السياحة المصرية، وتوقع خسارة الموسم الشتوي الحالي، ولعل ذلك كان سببًا رئيسيًا لتأجيل وزارة السياحة المصرية إطلاق حملتها الدعائية للسياحة فى مصر، والتي كان من المقرر انطلاقها خلال انعقاد بورصة السياحة فى لندن". وأضاف: "ومن ناحية أخرى، فإن المخاوف تجاه ضعف الإجراءات الأمنية يتجه إلى مطار شرم الشيخ، بما له من مكانة في انعقاد المؤتمرات الدولية، وليس إلى مطار ثانوي محدود الأهمية.. وهكذا تتوالى الضربات التي أصابت السياحة المصرية خلال فترة زمنية قصيرة بداية من حادث معبد مدينة الأقصر، ثم مقتل السياح المكسيكيين في الواحات بالصحراء الغربية، ثم محاولة تفجير قنبلة أمام أحد فنادق منطقة الهرم بالجيزة، ثم سقوط طائرة شرم الشيخ، علاوة على تأثير الأخبار التي لا تتوقف عن عمليات تفجيرات في شمال سيناء، والتي انتقلت إلى أسلوب العمليات الانتحارية بعد سقوط الطائرة الروسية، وإذا كانت مدن طابا والأقصر وأسوان تعاني من ضعف معدلات الإشغال بدرجة كبيرة منذ شهور، إلى جانب ضعف حركة السياحة النيلية، ووقف سياحة السفاري فى مصر، فإن الضرر سيلحق بشرم الشيخ". وتابع: "هكذا يستمر تراجع إيرادات السياحة المصرية التي انخفضت من 11.6 مليار دولار بالعام المالي السابق على ثورة يناير 2011، لتستمر الإيرادات في التراجع لتصل إلى 7.4 مليار دولار بالعام المالي الأخير، وهو ما انعكس على انخفاض عدد الليالي السياحية وانخفاض متوسط إنفاق السائح". واستطرد: "تضاف الحوادث الأخيرة كعوامل مؤثرة في انخفاض الدخل السياحي إلى جانب عوامل أخرى محلية منها زيادة معدلات وفيات السياح وإصاباتهم نتيجة كثرة حوادث الطرق وحالات التحرش التي تتعرض لها السائحات، والمضايقات من جانب كثير من المتعاملين مع السياح من سائقين وبائعين وغيرهم.. والنتيجة بروز ظاهرة سائح المرة الواحدة، بحيث يغلب على من زار مصر ألا يكرر الزيارة، وغلبة السياح من الشرائح متوسطة ومنخفضة الدخل، وسياحة الشارتر الرخيصة". وأضاف: "هكذا من المتوقع أن تطول معاناة الكثير من العاملين بالسياحة الذين تضررت دخولهم منذ ثوة يناير، وهو ضرر لا يلحق بالعاملين بالأنشطة السياحية من فندقة ومطاعم ونقل وإرشاد فقط، بل يصل أيضًا إلى الأنشطة الخلفية للسياحة، ومن ذلك شبه توقف لعمليات الاستثمار السياحي، وهو ما يعمق حالة الركود بالسوق لدى العديد من القطاعات. ويتصل تراجع الدخل السياحي بتراجع حصيلة الصادرات، وتراجع المعونات الخليجية وانخفض تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وتحول استثمارات الأجانب بالبورصة إلى تدفق عكسي متجه للخارج، وتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر وانخفاض عائدات قناة السويس، وهو ما يؤثر سلبًا على الحصيلة الدولارية، واستمرار تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، مما يتسبب في ارتفاع أسعار السلع والخدمات المستوردة، وتأثر مستوى المعيشة لكثير من المصريين، رغم عدم اتصالهم المباشر بالأنشطة السياحية".