"المترو هيخرب بيتنا.. ورئيس الحي هيدفنا وبفلوسنا" كلمات لخصت معاناة أصحاب الأكشاك في سوق البوهي بمنطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، بالتزامن مع بدء شركة مترو الأنفاق في عمليات حفر الأنفاق بالمنطقة استعداد لتدشين الخط الجديد فى المرحلة الثالثة . حالة من الخوف يشعر بها أصحاب الأكشاك بسبب قرار الحى بإزالة سوق "البوهي" الذي سيقطع أرزاقهم ويشرد أسرهم- على حد قول عدد كبير من أصحاب الأكشاك, إلى جانب العثرة الاقتصادية التى تشهدها البلاد عقب ثورتين بما شهدته من تغييرات .
فقررت إدارة المترو إزالة السوق ومسجد "البدر" ومدرسة "صلاح الدين الأيوبي" لمد خط المترو، وتقرر الإبقاء على المدرسة لمدة عام لحين نقل الطلبة لمدارس أخرى لإنشاء المحطة العلوية، لتجنب أي تأثيرات علي الطلبة، لكن أين الأمان وراحة البال لأصحاب "الباكيات" بسوق البوهي بعدما تردد عليهم مسؤولون بالمترو والحي للتفاوض معهم لإخلاء السوق ولكن بطرق غير رسمية .
وأجمع العشرات منهم (أصحاب الباكيات) بأنها السبيل الوحيد لهم ولأسرهم، خاصة بعد علمهم أن هناك أقاويل تؤكد عدم وجود ميزانية واضحة لتعويضهم بالمال الكافي لتحقيق سبيل آخر للرزق بعد تركهم لأماكنهم وخوفهم من زيادة تكلفة الإيجار بالأماكن البديلة, علمًا بأن إيجار الباكية الواحدة لايتعدي العشرون جنيهاً .
كما أن أغلبهم (أصحاب الباكيات) لا يملكون أوراقًا رسمية تثبت ملكيتهم للمكان, فهم يمتلكونها بالوراثة منذ اًكثر من عقدين من الزمان، وأوضح البعض أن هناك عدد من مسؤولى الحي طالبوهم بتسوية تلك المشكلة عن طريق دفع 2000 جنيه لكل "باكية" لإثبات ملكيتهم للمكان، لكن مع اقتراب إزالة السوق يدق ناقوس الرعب في قلوب البعض بسبب خوفهم من إدعاء البعض عليهم أنهم يمتلكون المكان بوضع اليد أو حتى من البلطجية، رغم أنهم يدفعون الإيجار بشكلي رسمي كل شهر للحي لكنهم لا يمتلكون أي إيصالات للإيجار تثبت ملكيتهم للمكان .
حسنية محمود شعبان "أرملة" فى العقد السادس من عمرها (58 عاماً)، صحابة إحدى الباكيات بمنطقة البوهي، تقول: "ورثتها عن زوجى ولدى خمسة أطفال، ولا يوجد لى أى سبيل آخر للرزق سوي هذا المكان ولا أرفض نقلى لمكان بديل أو توفير سبيل رزق آخر "بس يكون فى حدود المعقول" .
وأضافت, أن مسئولى الحى والمترو طالبوها بإعلان وراثة.
فيما قال جابر محمد عبد الله، بائع بطيخ: "هياخدوا حقنا وندفع فلوس لإثبات ملكيتنا للمكان، مين يصدق إني مالك وهدفع لإظهار حقي أثناء إزالة السوق", مضيفًا: "عايز مكان بديل يوفر لى لقمة عيش أنا وأسرتى، سأشارك في المشروع لكنني سأرفض المصلحة التي سوف تضيع حقي .
بينما طالب أحمد محمد عبد الله، شريك شقيقه في الباكية، قائلا: "احنا عايزين حلول تناسب جميع الأطراف تحل أزمتنا وتجعلنا نشعر بالإطمئنان ونعرف حقوقنا إيه ؟! .
وتابع قائلاً: فى الفترة الأخيرة ترددت أقاويل بأن مسؤولى الحي سيوفرون لنا راتب شهري لمدة عامين، وحتي إيجاد حل بديل .
وفى السياق ذاته, يقول حاتم حامد شومان، أحد المتضررين من إزالة السوق: "تنازل ليّ أحد ممتلكي الباكيات في الحي عن باكية بعد شرائها منه ولكننى لم أحصل على إيصال أو عقد لإثبات ملكيتي للمكان, علمًا بأنني أدفع الإيجار بإستمرار .
وطالب "حامد" بإثبات حقه كرجل بسيط ليس بيده حيلة لإثبات حقه، مؤكدًا موافقته علي المشروع؛ لأنه بمثابة إضافة للمكان ولمنطقة إمبابة .