الرعب الذى يعيش فيه سكان منطقة رابعة العدوية والمناطق المحيطة بها مثل مصر الجديدة ومدينة نصر، لم يشهده أحد من قبل، فقد تعدى الأمر مسألة الشعور بالإزعاج بعد أيام قليلة من احتلال الإخوان لميدان رابعة العدوية كما تطلق عليه الجماعة.. رغم كونه مجرد إشارة مرور لا أكثر، ولكنه يهدد منطقة شرق القاهرة بأكملها.
إطلاق صفة الاعتصام على تجمعات الإخوان فى رابعة والنهضة، خطأ فادح، لأن فى ذلك تشويها للمعنى الحقيقى للاعتصام، فتجمع الإخوان ما هو إلا أوكار إرهابية وليس اعتصاما، فقد علمت من مصدر أمنى أن محاضر الاختفاء فى مناطق شرق القاهرة فى ارتفاع مستمر ووصلت إلى «96» حالة تغيب منذ بدء اعتصام الإخوان وحتى أول أيام عيد الفطر وقد تجاوزت المائة الآن، وكلهم من سكان رابعة العدوية ومصر الجديدة ومدينة نصر، وهو معدل خطير - حسب قول المسئول الأمنى، الذى أكد أن المتغيبين من الشباب والنساء والأطفال، وقال إنهم يشكلون فرق بحث من مديرية أمن القاهرة، علمت أن المتغيبين تم احتجازهم داخل الاعتصام، ويتم التعدى عليهم بقسوة، نتج عنها العثور على بعض جثث مشوهة للمُبلغ بتغيبهم أو مصابين أوضح الكشف الطبى عليهم أنهم تعرضوا للضرب والتعذيب، وبحسب أقوالهم فى التحقيقات يقولون إنهم خطفوا من الشوارع الجانبية المحيطة بالاعتصام على يد ملتحين اصطحبوهم إلى داخل الاعتصام، واتهموهم بالتجسس عليهم لصالح الأمن أو الإعلام، ويتم استجوابهم والتعدى عليهم أثناء ذلك بالعصى والكهرباء والأسلحة البيضاء.
وأكد المصدر أن الغالبية العظمى من حالات الغياب لا نعرف عنهم شيئا رغم أن المعلومات وتحريات المباحث تشير بوجودهم داخل خيم الاعتصام برابعة العدوية، وما يحدث أن عناصر الإخوان تتجول يوميا فى شوارع المناطق المحيطة برابعة وعندما تشتبه فى أحد تصطحبه إلى الاعتصام لاستجوابه، وينال جميع أشكال الضرب والتعذيب داخل الخيام المخصصة لذلك، كما أنهم يشعرون أن جميع السكان المقيمين فى العمارات المحيطة بالاعتصام يتلصصون عليهم ويصورونهم من شرفات منازلهم، ولذلك فهم يتربصون بهم وينتقمون منهم، علاوة على صعود بعض الإخوان المعتصمين إلى إحدى العمارات ومطالبة السكان فى بعض الشقق بالسماح للنساء المعتصمات “ بالطهارة” فى الحمامات، وعندما يرفض أصحاب البيت ذلك الأمر يهاجمون بيته ويدخلون نساءهم بالقوة لاستخدام الحمامات، وينتقمون من أصحاب المنزل بعد ذلك بخطف شخص منهم.. ولذلك فإن حالات الغياب كثيرة وفى ارتفاع دائم.
ويضيف المسئول الأمنى: لم تصدر لنا أوامر بالتحرك، ولذلك ننصح الأهالى دائما عندما يتصلون بأقسام الشرطة أن يكفوا عن معارضتهم ويسمحوا لهم باستخدام دورات المياه اتقاء لشرهم، لأن الحكمة تتطلب ذلك الآن، كوننا ليس لدينا أمر باتخاذ أى رد فعل، رغم رصدنا الدقيق لما يحدث داخل الاعتصام وخارجه، ونفس الشيء يحدث فى المناطق المحيطة باعتصام النهضة.. ولكن حالات الغياب هناك لم تصل لمعدل رابعة العدوية، وهو ما فسره مسئول أمنى آخر مؤكدا أن المنطقة فى رابعة تختلف تماما عن النهضة بالنسبة للسكان، لأن اعتصام النهضة لا تحيط به عمارات سكنية مثل رابعة العدوية، وأن المناطق القريبة منه هى بين السرايات وميدان الجيزة وهما منطقتان يغلب عليهما الطابع الشعبى وهم مواطنون يعرفون كيف يتصدون للإخوان ويقترب منهم الإخوان بحذر، ولذلك فإن محاضر غياب المواطنين هناك ليست كثيرة، وإنما فى رابعة العدوية.. فإن التركيبة السكانية مختلفة بعض الشىء لأنها مناطق ليست شعبية مثل مصر الجديدة ومدينة نصر.. ولايستطيع السكان هناك التصدى لأعمال البلطجة بشكل عام، كما أنها كما أوضحت فإن ميدان رابعة تحيط به العمارات السكنية من كل جانب وتجعل السكان قريبين جدا من مكان الاعتصام، وهو الأمر الذى يجعل حالات التغيب كثيرة جدا فى مناطق شرق القاهرة.. ما يعكس حالة المأساة الحقيقية التى يعيشها الأهالى فى هذه المناطق لأن اعتصام رابعة هو بؤرة إجرامية شديدة الخطورة، والداخلية على أتم الاستعداد لفضه ولكن يوجد تخوف على حياة السكان المحيطين بالاعتصام لأن بداخله كما تؤكد التحريات والمعلومات مواد قابلة للانفجار قد يستخدمها الإخوان أثناء الفض، وعلى سبيل المثال يحتفظ القائمون على الاعتصام بعدد كبير من اسطوانات البوتاجاز قد يستخدمونها أثناء الفض مما ينذر بكارثة لسكان المنطقة والبيوت المحيطة بها، ويؤكد المسئول الأمنى أن زيادة حالات الاختفاء شديدة الخطورة.. ففى حال طال وقت الاعتصام.. فإن غالبية المنازل فى هذه المنطقة سيكون فيها شخص غائب ولا أحد يعرف مصيره.