أكد الشيخ رمضان عبد المعز، خلال برنامجه لعلهم يفقهون على قناة DMC المصرية، على وجود تباين جوهري بين الإيمان الحقيقي والإيمان المزيف في المفهوم الإسلامي. وأشار الشيخ عبد المعز إلى أن النصوص القرآنية ميزت بوضوح بين مراتب اليقين، فليس كل ادعاء بالإيمان يمثل حقيقته التي أرادها الشارع الحكيم. ولتوضيح هذا الفارق، استعرض الداعية رمضان عبد المعز صفحات من القرآن الكريم، لاسيما سورة الأنفال وسورة الحجرات، التي ترسم بملامح دقيقة صفات المؤمنون حقاً، مقابل من لم يدخل الإيمان في قلوبهم بعد، مما يقدم للمشاهدين معياراً قرآنياً لمراجعة الذات ومقدار اليقين في القلوب. اقرأ ايضا بانوراما الفيلم الأوروبي في دورته ال18 تضيء القاهرة علامات المؤمنين حقاً: الوجل والتصديق والتوكل استشهد الشيخ رمضان عبد المعز بصفات المؤمنين التي وردت في صدر سورة الأنفال، مبيناً أنها تمثل معايير الإيمان الحقيقي الذي يصدقه العمل. وقد جاء في الآيات الكريمة وصف المؤمنين حقاً بأنهم الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ أي خافت وخشيت ربها، وأنهم وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا أي تصديقاً ويقيناً. كما تتضمن الصفات أنهم عَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ويُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، ليختم الله تعالى بوصفهم: أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا. وشدد الشيخ عبد المعز على أن كلمة حقا في الآية تؤكد أن هناك نوعاً آخر من الإيمان ليس على المستوى المطلوب، وهو ما يدفع للبحث عن الدليل الذي يترجم اليقين القلبي إلى سلوك عملي. دقة التعبير القرآني: ولمّا يدخل الإيمان في سياق تبيان الإيمان المزيف أو الناقص، انتقل الشيخ رمضان عبد المعز إلى سورة الحجرات، مستعرضاً قول الله تعالى: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ. وأوضح الشيخ عبد المعز الدقة اللغوية للقرآن الكريم، مشيراً إلى أن استخدام أداة النفي والجزم لَمَّا هنا، بخلاف لَن، يفيد أن الإيمان لم يدخل القلب بعد، ولكنه في طريق الدخول ويُتوقع حدوثه مستقبلاً، مما يعني أن إيمانهم كان في مرحلة الإسلام الظاهري وليس اليقين القلبي الراسخ. هذا التمييز اللغوي القرآني يعزز فكرة أن الإيمان ليس مجرد نطق باللسان أو تمني، بل هو ما وقر في القلب وصدقه العمل. الزهد في الدنيا هو حقيقة الإيمان العملي وبالربط بين النصوص القرآنية والسنة النبوية، استشهد الشيخ عبد المعز ب حديث حارثة (الذي ورد في نص المقال السابق)، حيث قدم الصحابي حارثة دليله العملي على الإيمان بقوله: عزفت نفسي عن الدنيا. ولخص الشيخ رمضان عبد المعز أهمية الزهد قائلاً: فما أتخانقش مع الناس فما أقطعش الناس فما أكلش أموال اليتامى ظلماً ولا آكل أموال الناس بالباطل. وأكد أن السبب في ذلك هو أن الدنيا لا تعدل عند خالقها... جناح بعوضة، ولو ساوت شيئاً ما سقاها ربنا لكافر شربة ماء. إن الإيمان الحقيقي، كما أوضح الشيخ رمضان عبد المعز، هو الذي يضبط النفس عن الطمع المادي، فيمنع البغي بين الخلطاء، وهو ما يجعل المؤمن يصب تركيزه على الآخرة ب إظمأ نهاره وقيام ليله.