"إن كنت من المترددين على المعهد القومي للأورام فلك الله".. لسان حال المرضى الذين يفترشون جانبي الممرات داخل المعهد القومي للأورام، فأمام كل عيادة تجد العشرات ينتظرون أدوارهم للدخول إلى الطبيب الذي من المفترض أن يقوم بفحص هذا العدد المهول من المرضى خلال سويعات هي مدة عمل العيادة. فى عيادة التأمين الصحي بالمعهد قسم الجراحة وصل عدد المرضى أمام العيادة إلى 70 مريضًا، الكل ينتظر سماع اسمه لكي يأتي عليه الدور للفحص، حالة من الهرج داخل المستشفى، صراخ وعويل المرضى الذين قد تعدى سن الكثير منهم الستين؛ لعدم قدرتهم على تحمل الألم ولانتظارهم الدور أن يأتي للتمكن من الدخول للطبيب. يقول "صلاح محمود" 60 سنة أحد المرضى المتواجدين بعيادة الجراحة التابعة للتأمين الصحي داخل المعهد القومي للأورام إنه ينتظر دوره من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا في انتظار الكشف، وهي فترة طويلة جدًّا على مريض ينتظر الفحص لإجراء عملية. وأكمل أنه لا يوجد أحد يشعر بالمعاناة وآلام المرضى في المكان، كما أن زيادة عدد المرضى المتواجدين تزيد من تفاقم المشكلة، مطالبًا بأن يكون هناك حل، بأن توفر الدولة أماكن لهؤلاء المرضى، فهذا دور أساسي لا يمكن التخاذل عنه، بالإضافة إلى أن هناك عددًا كبيرًا من المرضى الذين تكون أداورهم بعيدة جدًّا، وربما تصل إلى شهور حتى يحين موعد فحصهم، وعليهم تقبل الوضع وتحمل الألم؛ لأنه لا يوجد بديل يستطيعون اللجوء إليه للعلاج نتيجة لارتفاع أسعار الأدوية والتكلفة العالية التي يتكلفها علاج المريض. وفى عيادة الأطفال تواجد عدد كبير من الأطفال الذين يعانون من سرطان الدم بخلاف الازدحام الشديد الذي تعانى منه العيادة الناتج عن كثرة أعداد المصابين، تقول "سميرة محمد " والدة الطفل "أحمد عبد الله" المريض بسرطان الدم إنها بدأت رحلة العلاج عندما لاحظت وجود بقع دم ظهرت في بطن وليدها "أحمد" ذي الثلاث سنوات، وعندما توجهت به إلى مستشفى الفيوم العام، مكثت به فترة طويلة، ولكن فشل الأطباء في تحديد ماهية المرض، موضحة أنه قد تعرض طفلها لتلوث الدم، وبعد عمل التحاليل المطلوبة، قام الطبيب بطلب تحويل الطفل إلى مستشفى 5757 أو معهد الأورام، فتوجهت للمعهد لتجد أعدادًا مذهلة أمامها، ولكن نظرًا لخطورة الحالة، فقد كانت نتائج التحاليل 0 % مناعة، قاموا بعمل اللازم من توفير صفائح دموية وبلازما لتعديل النسبة ولبقائه على قيد الحياة. وأشارت إلى أن الأطباء قاموا بعمل اللازم؛ نظرًا لخطورة الحالة، وأن طفلها أصبح لديه القدرة على الاستجابة للدواء، وسيظل في المستشفى فترة العلاج التي يحددها الطبيب من خلال عملية البزل التي تحدد نسبة الشفاء التي يصل إليها الطفل خلال فترات العلاج. وعلى جانب آخر جاء غياب الموظفين في المستشفى بتأثير سلبي على المرضى، فلا يوجد قسم للاستقبال، ولا توجد قاعدة بيانات لتسجيل المرضى الواصلين للمستشفى، وذلك بعد أن توجهنا لمدير العيادات الداخلية بالمعهد للسؤال عن الاستعلامات، فكان رده أنه لا توجد استعلامات، وأنه لن يتمكن أحد من الوصول لشخص تم حجزه فى المعهد للعلاج سوى عن طريق أفراد عائلته، ولا توجد طريقة أخرى للوصول إليه!