كتبت:منال الغمري بعد مرور أكثر من خمسة أشهر علي كارثة تصدع المبني الجديد بالمعهد القومي للأورام والوصول إلي قرار تنكيس المبني وإخلائه تماما.. لا تزال حالة مرضي السرطان يرثي لها برغم الحلول التي طرحت وقتها وطارت مع الريح فيما بعد! فهناك أكثر من1500 مريض يترددون يوميا للعلاج بالمعهد القديم في مساحة ضيقة إلي جانب المرضي المحجوزين بالفعل ومع ذلك انهالت في الفترة الأخيرة التبرعات دونا من المعهد علي مستشفي سرطان الأطفال57357 وكذلك علي بناء معهد الأورام الجديد بالسادس من اكتوبر من خلال الاعلانات. بينما غفل أهل الخير عن التبرع للمعهد القومي للأورام القديم الذي هو بحاجة ملحة لهذه التبرعات لاستمرار واستكمال علاج المرضي وتقديم الخدمات العلاجية والطبية لأكثر من90% من مرضي السرطان علي مستوي الجمهورية. ومن خلال جولة داخل مبني المعهد القديم ووسط تكدس المرضي وأسرهم بالعيادات الخارجية الموجودة بمكان المشرحة الضيق سيئ التهوية. متاعب.. وآلام * تشكو أم الطفل المريض محمد عيد سيد خليفة المصاب بسرطان في الغدد قائلة رفض مستشفي57357 علاج طفلي وأرسلني لعلاجه بمعهد الإورام القديم برغم أخذ ابني المريض أثناء بناء المستشفي الاطفال الجديد وكان عنده خمس سنوات للتصوير وجمعوا عليه تبرعات كثيرة ومن وقتها وهو يعالج بالمعهد القومي وقد أصيب بفيروس سي من نقل الدم وهو في حالة سيئة الآن! ويقول والد الطفل ابراهيم محمود علي: نجلي مريض بالسرطان من الدرجة الثالثة وعلاجه يحتاج إلي70 ألف جنيه, والمعهد يقوم بعلاجه حسب الإمكانات المتاحة. في حين تؤكد فاطمة عيد شعبان أن طفلها البالغ من العمر13 سنة مصاب بالسرطان منذ أكثر من4 سنوات وأحضر به من المنوفية من الساعة السادسة صباحا حتي الساعة12 مساء في زحام شديد مابين قطع تذكرة وانتظر الأطباء واستلام التحاليل والأشعات وتجهيز العلاج والحصول علي العلاج الكيماوي, وحتي لم أجد مصاريف مواصلاتنا الي بلدتنا بالمنوفية! وتضيف أسرة الطفل كمال عبدالفتاح4 سنوات( مريض بسرطان بالدم والنخاع) أنها توجهت بطفلها إلي مستشفي57 ورفضوا علاج ابنها وأخبروها بأنه لا يوجد له سرير بالمستشفي ونصحوها بالتوجه إلي المعهد القومي للأورام ومن يومها وهي تأتي لعلاج طفلها, ويستكمل الآباء القول إن مستشفي57357 يستقبل يوميا10 أطفال فقط ويستقبلون الأطفال المرضي الذين يسهل علاجهم حتي تكون نتائج علاجهم إيجابية ويرفضون المرض ذوي الحالات الصعبة! * ويقول حسن سعد محمد حسان(15) سنة أعالج منذ خمس سنوات في معهد الأورام وكان الأطباء يأخذوني إلي مستشفي57 ليصوروني ويأخذوا عني تبرعات ثم يرجعوني للمعهد القديم! مفتوح للجميع بسؤال مصطفي شعراوي المدير الإداري لعيادات معهد الأورام عن سبب الزحام الهائل داخل المعهد يشير إلي أن المعهد مفتوح أمام جميع المرض ويستقبل يوميا مئات المرضي فلا يغلق بابه أمام أي مريض, فمن الساعة8 صباحا يستقبل المعهد في قسم الأطفال أكثر من15 حالة يوميا بالإضافة إلي المتابعات التي تصل يوميا إلي150 حالة في رمضان والأيام العادية تصل إلي280 مريضا. وفي عيادة الباطنة للمرضي الكبار نستقبل في المتوسط65 حالة يوميا جديدة إلي جانب حوالي300 حالة متابعة يوميا, أما عيادة الجراحة فعرض عليها حوالي250 حالة متابعة وكذلك عيادة الإشعاع حوالي150 حالة يوميا وعيادة الآلام85 حالة يوميا وعيادة التأمين الصحي تستقبل يوميا حوالي55 حالة فكم المرضي كبير في ساعة ضيقة مما يسهل انتشار العدوي والفيروس وضيق الخلق للمرضي وأسرهم والأطباء والممرضات والعاملين. ويضيف مدير العيادات أن المعهد برغم الأزمة التي مر بها وبرغم قرار الجامعة بغلق العيادات الخارجية الموجودة بالمبني الجنوبي المتصدع إلا أننا قمنا بالتصرف ولم تغلق العيادات يوما واحدا وإنما قمنا بتدبير مكان آخر.. صحيح أنه لا يليق وضيق ولكن لانقاذ ما يمكن إنقاذه. إمكانات.. واحتياجات من جهته يري الدكتور أشرف سعد زغلول مدير المعهد القومي للاورام أن القائمين بالأعمال والإشراف علي معهد الاورام يقومون بتدبير الامكانيات لتقديم أفضل خدمة طبية وعلاجية لمرضي السرطان برغم قلة الامكانيات فالتبرعات تتوجه للجهات التي تقوم بالإعلانات أما معهد الأورام فيقوم بترشيد الإنفاق وتوفير قيمة الإعلدان لشراء العلاج أو إصلاح الاجهزة العلاجية. فالمعهد يضيف في حاجة ملحق للتبرعات والدعم والقرارات الإنسانية السريعة لإنقاذ هؤلاء المرضي الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم أو حتي وسيلة نقل لتوصيلهم من والي المعهد الذي يعالج85% من مرضاه بالمجان. فالزحام الشديد الموجود حاليا وسط أعمال التنكيس هو ضد أي قواعد طبية أو حضارية سواء للمرضي أو انتشار العدوي والأوبئة في هذا المناخ غير الصحي أو للقائمين علي خدمة هؤلاء المرضي وعلاجهم. ويتابع أن المعهد في حاجة إلي جهاز رنين مغناطيسي جديد بدلا من الموجود الذي يتعطل4 مرات يوميا, وجهاز علاج إشعاعي عن قرب بديل للموجود القديم الذي عمره يقرب من15 عاما. ويؤكد الدكتور أشرف أن الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية مرتبط بإستمرار الدعم المادي سواء كانت تبرعات أو غيره, وأن المعهد يحتاج لجهاز أشعة مقطعية. ويتابع: غرف العمليات الموجودة هي علي أعلي مستوي في العالم لكنها تحتاج إلي آلات جراحية جديدة فالآلات الموجودة عفا عليها الزمن. أما عن مشكلة تكدس المرضي في هذه المساحة الصغيرة فيري مدير معهد الاورام أن هذه المشكلة تحتاج لقرار إنساني سريع فلدي المعهد حديقة مساحتها5 آلاف متر ونحن نحتاج منها إلي5 أمتار في عرض30 مترا لبناء عيادات للمرضي واستراحات صحية لهم بدلا من إفتراشهم الأرض وسلالم المعهد وسط التنكيس والهدم وفي نفس الوقت ستحل أزمة المكان الصغير الذي ينحصر فيه اكثر من1500 مريض يوميا. فنحن نطالب محافظ القاهرة وجميع المسئولين يضيف بسرعة اتخاذ قرار بناء عيادات خارجية بحديقة المعهد لتخفيف الضغط والتكدس بنسبة80%. كما أن التبرعات تأتي الي الجهات التي تعلن عن نفسها ومعهد الأورام ينفق كل مبلغ علي العلاج ومع أن75% من دخل المعهد يعتمد علي التبرعات إلا أن هذه التبرعات ضعفت بشكل كبير واتجهت لجهات أخري. أما بخصوص معهد الأورام الجديد فيرفض مدير المعهد التحدث عنه برغم أن هناك الكثير من الاقاويل التي تؤكد أن هذا المعهد سيعالج المرضي مقابل مبالغ مالية وأن المعهد القومي للأورام الكائن بالقصر العيني سيكون مجانا للفقراء والمرضي المحتاجين. أخيرا: لنا استفسار إذ استقطب مستشفي سرطان الأطفال كبار الأطباء مقابل مادي مغر مما جعل زيارتهم لمعهد الأورام تحصيل حاصل وتأدية لواجب سريع فقد أصبح النواب وصغار الأطباء هم المتواجدين بالمعهد القومي حاليا, كما أن عصبية كبار الأطباء وسط هذا الزحام والوقت الضيق شديدة وتظهر علي المريضي وأسرهم, فكيف يتم حل هذه الأزمة المرشحة للتفاقم مع استكمال معهد الأورام الجديد؟