بعد تصدع المبني الجنوبي للمعهد القومي للأورام تم توزيع المرضي والنزلاء علي مستشفي الطلبة بالجيزة ومستشفي المنيل التخصصي, وبجانب تشتيت المرضي تمت مضاعفة جهود هيئة الأطباء والتمريض والعاملين.. وفي ظل هذه الظروف طالت قوائم الانتظار لتمتد لأكثر من3 أشهر.. فما هو الحل؟ يوضح الدكتور أشرف سعد زغلول مدير المعهد القومي للسرطان أن النشاط العلاجي لمرضي السرطان بالمعهد لم يتوقف لحظة منذ صدور قرار الاخلاء للمبني المتصدع في10 يناير2010, فجميع المرضي يتم علاجهم كل حسب احتياجاته بصفة منتظمة ومستمرة علي قدر الامكان وإذا كان هناك بعض الشكاوي من المرضي أو حتي من الفريق الطبي المعالج فهي محدودة للغاية حيث يبذل الاطباء وفريق التمريض قصاري جهدهم وعليهم اعباء ومجهود مضاعف في عدة أماكن علاجية متباعدة. أما بخصوص ما تم اتخاذه بالنسبة للمبني الجنوبي المتصدع والذي كان سبب المشكلة فإنه تم تشكيل لجان من الاستشاريين بجامعة القاهرة لفحص المبني وتم وضع تقرير تفصيلي كامل للوضع واقترحوا ثلاثة بدائل محددة للحل: الأو ل القيام بترميم المبني الجنوبي وتنكيسه كما هو عليه بتكلفة من30 إلي40 مليون جنيه ويستغرق ذلك من18 إلي24 شهرا. والثاني ترميم مع تعديل البناء وتحديثه بما يتوافق مع الكود العالمي للمستشفيات الدولية الجديدة لاستيعاب اكبر قدر من المرضي وذلك بتكلفة120 مليون جنيه ويستغرق3 سنوات والثالث هدم المبني المتصدع واعادة بنائه ويستغرق حوالي خمس سنوات بتكلفة150 مليون جنيه. أما بخصوص اتخاذ القرار واختيار بديل من البدائل الثلاثة فهو ليس تقصيرا منا ولا من جامعة القاهرة وانما التزام بقرار النائب العام بعدم التصرف لحين انتهاء اعضاء اللجنة الهندسية المشكلة من مركز بحوث البناء من عمل التقرير الهندسي الوافي لحالة المبني والادلاء بمقترحاتهم وهذه اللجنة شكلت منذ حوالي اسبوعين ولم تنته حتي الآن من تقريرها. ويؤكد مدير معهد الاورام ان ما يتخذ من حلول مؤقتة الآن بالنسبة للمرضي واستمرار علاجهم ومتابعتهم هي جهود ذاتية مكثفة في حدود امكانيات جامعة القاهرة. فمنذ ثلاثة أسابيع يتم اجراء عمليات جراحية صغري ومتوسطة للمرضي بمستشفي الطلبة وبدأنا بالفعل هذا الاسبوع في إجراء عمليات كبري بغرف عمليات مستشفي المنيل التخصصي ويعمل الجراحون وأطباء التخدير بتعاون وتفان في العمل رغم إرهاقهم الشديد لصالح المريض أما بخصوص استلامنا لمستشفي جراحات اليوم الواحد بالتجمع الأول فتم استلامه منذ أسبوع إداريا ونحن بصدد تنفيذ أعمال التحديث والتجهيزات المناسبة والتي أوصت اللجنة المشكلة من كليتي الهندسة والطب بتجهيز المستشفي بها لاستقبال مرضي السرطان من الناحية الهندسية وستكون في استقبال المرضي خلال3 شهور عقب انتهاء اللجنة من تقريرها. أما عن استلام المعهد لجناح من مستشفي العجوزة( تحت الترميم) فقد اكد مدير معهد الاورام أنه حتي الآن لم يتلق أي قرار رسمي بذلك ولا حتي أي عرض خاص بمستشفي العجوزة, فنحن نتبع الجامعة ونحن الآن في انتظار اتخاذ قرار اعادة ترميم المبني الجنوبي في أسرع وقت ممكن حتي يتسني لنا اعادة العمل كاملا بكفاءة عالية للمعهد القومي للأورام كما كان عليه قبل ظهور المشكلة. ويري الدكتور حسين خالد نائب رئيس جامعة القاهرة أنه بالفعل تم تجاوز الازمة والمشكلة الطارئة علي المعهد القومي للاورام وذلك بتعاون رئيس الجامعة وتقديم كل الامكانيات المتاحة لديه والآن هناك شقان في هذا الموضوع: الأول هو المسئولية القانونية وهذا الجانب يتم التحقيق فيه بمعرفة النائب العام واللجان المشكلة لبحث الموضوع وجار اتخاذ اللازم والشق الثاني خاص بالمعهد القومي للأورام حيث تم تشكيل عدة لجان لتسيير الاعمال وعدم التوقف لحظة واستكمال علاج المرضي ومتابعتهم بالامكانيات المتاحة وقد وضعت هذه اللجان ثلاث خطط لإستمرار العمل الطبي وهي: خطة حالية وعاجلة وقصيرة المدي لاستكمال تقديم الخدمات الطبية للمرضي المحتاجين فقد تم استلام مستشفي جراحات اليوم الواحد بالتجمع الاول وأصبح اداريا يتبع جامعة القاهرة بعد أن تعاونت وزارة الاسكان مع الجامعة لتجاوز الازمة ويتم الآن اعدادها وتجهيزها طبيا لاستقبال المرضي خلال ثلاثة أشهر علي الأكثر. كما تم تحويل المرضي المحتاجين الي عمليات جراحية الي مستشفي الطلبة حيث تم اجراء60 عملية جراحية صغيرة ومتوسطة حتي الآن في الوقت الذي خصص مستشفي المنيل التخصصي بعض غرف عملياته لاجراء العمليات الكبري الخاصة بمعهد الاورام وقد تم الاسبوع الحالي أولي العمليات الجراحية الكبري به لحين تجاوز الأزمة. وجار حاليا استكمال تحديث غرف العمليات بالمبني الشمالي وعددها خمس غرف للعمليات بالمبني القديم وسيتم استلامها خلال3 إلي4 أسابيع تقريبا. أما الخطة متوسطة المدي فهي تشمل ثلاثة بدائل خاصة بالمبني المتصدع الجنوبي بالمعهد القومي للاورام وهي إما الترميم كما هو عليه وأما الترميم والتحديث والتجديد واما هدم المبني وانشاء مبني جديد مكانه وحتي الآن لم يتخذ قرار, وجار دراسة كل بديل من خلال اللجان الهندسية المشكلة من كلية الهندسة من حيث الفترة الزمنية والميزانية المطلوبة والمتوفرة حاليا. وبالنسبة للخطة طويلة الأجل وهي خاصة بتخصيص40 فدانا من ضمن750 فدانا ملك جامعة القاهرة بمدينة6 أكتوبر حيث يجري أيضا عمل دراسات هندسية للمشروع القومي لبناء معهد قومي جديد للاورام علي مساحة كبيرة تستوعب كل المرضي بالسرطان. وعن العاملين بالمعهد القومي للاورام وتخوفهم من مصيرهم خاصة العاملين المؤقتين فلم يضر أي عامل ولم يتم طرده أو فصله أو حتي الاستغناء عنه فالعمل مستمر بكل نشاط وكفاءة علي قدر الامكان. ويؤكد بعض الاطباء بالمعهد القومي للاورام أن نسبة الاشغال بالمرضي بالمبني الشمالي يصل الي100% ولن تتعدي هذه النسبة فالغرفة التي بها خمسة أسرة لم يوضع فيها ولو سريرا زيادة ولا يوجد لدينا مرضي بالطرقات أو علي الأرض وصحيح أن أوقات العمل تضاعفت والجهود في زيادة مستمرة وذلك من أجل راحة المرضي ولصالحهم واستمرار تقديم الخدمات العلاجية والطبية لجميع المرضي فلم يطرد مريض أن نرفض علاجه وانما قد نوجهه لمركز علاج الاورام الاقرب إليه إذا كان من احدي المحافظات مع تشخيص الحالة ووضع خطة العلاج المطلوب له فالعيادات الخارجية مفتوحة وتستقبل مرضي الاورام وغيرهم من المرضي المشتبه بإصابتهم وذلك بمكان المشرحة بالمبني القديم وتجري لهم جميع الابحاث المعملية والاشعاعية اللازمة وحاليا جار إعداد مكان آخر للعيادات الخارجية بعمل حواجز خشبية بالمعهد القديم من ناحية كورنيش النيل وحالات المرضي التي تستدعي بالضرورة عمل جراحة عاجلة سواء عملية جراحية صغري أو متوسطة يتم نقلهم عن طريق أتوبيس كبير مكيف يتبع جمعية أصدقاء معهد الاورام الي مستشفي الطلبة بالجيزة يتحرك يوميا من أمام معهد الاورام في الساعة الثانية عشرة ظهرا ليستقله المرضي الذين تقرر لهم اجراء عمليات جراحية ويخرج من المستشفي في اليوم التالي ليعود للمتابعة بالعيادة الخارجية بالمعهد لاستكمال العلاج سواء الاشعاعي أو الكيماوي حسب الحالة. أما بالنسبة للعمليات الجراحية الكبري ذات المهارة الخاصة فهي ترسل بنفس الاسلوب الي مستشفي المنيل التخصصي( وهو قسم خاص بقصر العيني بالمنيل) حيث تم عقد اتفاق بين المعهد القومي للاورام وبين ادارة المستشفي بالمنيل التخصصي علي أن يتم استخدام غرفتين للعمليات الجراحية الكبري و40 سريرا بمقابل مادي أي يقوم المعهد بمقتضي هذا العقد بدفع تكاليف العمليات الجراحية لمرضي الاورام داخل المنيل التخصصي الخاص وكذلك العلاج من أموال التبرعات الخاصة بالمعهد وليست مجانا رغم أن الفريق المعالج سواء جراحين أو فريق التخدير أو التمريض تابعون للمعهد ولا يتناولون أي أجر وانما يدفع فقط مبالغ مقابل استخدام الاسرة وغرف العمليات والادوات المستخدمة والاجهزة الطبية.. وهذه بالطبع جهود مضاعفة نفسيا ومعنويا وماديا وجسديا للعاملين بمعهد الاورام وكذلك المرضي الذين زادت قوائم انتظارهم الي مرتين ونصف عما كانت عليه. وأخيرا يناشد الاطباء والمرضي بالمعهد القومي للاورام المسئولين وذوي القلوب الرحيمة سرعة القيام بحملة كبيرة لبناء معهد أورام جديد علي مساحة40 فدانا تم تخصيصها من أرض جامعة القاهرة بمدينة6 أكتوبر لجمع شمل المرضي وفريق العلاج واستيعاب جميع مرضي معهد الاورام.