كارثة جديدة تهدد مرضي السرطان النزلاء بمعهد الأورام القومي, فقد شهدت حالات الوفيات ارتفاعا ملحوظا خاصة عقب اجراء العمليات الجراحية الكبري التي تقرر ايقافها تماما لحين تحسن الوضع سواء بافتتاح غرف العمليات التي يجري ترميمها أو بتقديم بديل مناسب حفاظا علي حياة المرضي الذين تشتتوا عقب ظهور التصدعات الخطيرة في المبني الجنوبي وتفرقوا بين المعهد ومستشفي الطلبة والمنيل التخصصي في انتظار انتهاء اعمال الترميم.. الاوضاع رصدناها علي الطبيعة والتقينا ببعض المرضي ومنهم فاطمة محمد, المحجوزة بالمعهد في انتظار اجراء عملية كبري لها منذ أكثر من شهر لكنها لاتزال في قائمة الانتظار بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها المعهد فبعض الاطباء يقول لها أن العملية ستجري لها الاسبوع القادم بمجرد فتح غرف العمليات التي تحت الترميم بالمعهد ذاته وتمر الاسابيع ليقرر الاطباء اجراء العملية في مستشفي المنيل التخصصي ولكنها من كثرة الأخبار السيئة التي تسمعها عن وفاة بعض المرضي عقب اجراء الجراحات الكبري فضلت الانتظار وتقبل استقرار حالتها وعدم اجراء الجراحة. ويقول أحد العاملين بالمعهد أن هناك حالات طارئة تحتاج لرعاية مركزة ولكن لعدم وجود غرف الرعاية تسوء حالتهم وتزهق أرواحهم فيوميا لا يقل عن7 حالات وفاة بسبب عدم وجود رعاية مركزة بالمبني. ويؤكد أحد الاطباء انه من الخطورة عدم وجود غرف رعاية مركزة في المعهد القومي للاورام فمرضي الاورام السرطانية لهم طبيعة خاصة وخطيرة يحتاجون في أي لحظة الدخول للرعاية ويتعرضون لمضاعفات خطيرة عقب اجراء العمليات الجراحية سواء الكبري أو الصغري. وللاسف الشديد يتم اجراء الجراحات الكبري بمستشفي المنيل التخصصي أو مستشفي الطلبة ويحجز المريض في الرعاية لمدة يوم أو أسبوع حسب حالته وبمجرد تحسن حالته يتم اعادته إلي معهد الاورام لاستكمال العلاج في هذه الفترة قد يتعرض بل وغالبا يتعرض المرضي لمضاعفات خطيرة تحتاج النقل الفوري للرعاية المركزة ولعدم وجودها تسوء حالة المرضي ويتوفون, وفي النهاية يقال إنهم مرضي أورام سرطانية. ويتساءل الطبيب: هل معهد الاورام الذي يعالج اكثر من90% من مرضي السرطان علي مستوي الجمهورية أقل اهمية من مبني مجلس الشوري الذي التهمته النيران وتم إعادة ترميمه وتجهيزة في أقل من6 أشهر فهل أرواح مرضي السرطان رخيصة الي هذا الحد؟. فلقد تم استلام مبني مستشفي التجمع الخامس ولكن قرر الاطباء الذين قاموا بالمعاينة أنها تحتاج لمعدات وتجهيزات فهي كما قرر الدكتور أحمد مرسي تحتاج لنحو سنه علي الاقل لتوصيل الكهرباء والمياه واعداد غرف التعقيم وآلالات والقاعات وغرف العمليات والرعاية المركزة حتي تصلح كمستشفي لعلاج الاورام وتشير احدي الطبيبات الي أنه منذ اكتشاف مشكلة انهيار وتصدع المبني الجديد بالمعهد القومي للاورام وتشكيل اللجان لم يتوقف لبحث الموقف والدراسة وانتهت اللجان الي ثلاثة حلول إما الترميم فقط وإما الترميم والتطوير معا واما الهدم واعادة البناء وبعد نحو3 أشهر اتفقوا علي أن يتم الترميم والتطوير وعهدوا للقيام بهذا التطوير الي شركة المقاولات التي تقوم الان بترميم المبني القديم والتي قدرت تكلفة الترميم بمبلغ30 مليون جنيه خلال عام واحد وذلك منذ أكثر من خمس سنوات ووصلت التكاليف حتي الان ما يقرب من70 مليون جنيه الي جانب نوعية الترميم السيئة وسوء الاداء.. فالمقابض تخلع من الأبواب بمجرد الفتح بالاضافة إلي الوعود التي أعلنتها بتسليم غرف العمليات والعناية المركزة خلال8 أسابيع منذ بداية الأزمة أي استلامها في مارس وقد اقتربنا علي نهاية ابريل ولم يتم الانتهاء من ترميم غرف العمليات بالمبني القديم دون مبالاة بخطورة الموقف وحاجة المرض الشديدة لهذه الغرف فهل هذه الشركة بهذا الشكل يمكن أن يؤول إليها هذه الاعمال التي يجب أن تنتهي بسرعة وفي أقرب وقت لانقاذ الموقف؟ أسباب الأزمة ويثور أحد الجراحين بمعهد الأورام قائلا: لابد من منقذ حقيقي من هذه الكارثة لأن التقاعس والاهمال في مثل هذه الامور الخطيرة يهدد ارواح المرضي فقسم الجراحة بمعهد الاورام يعقد اسبوعيا اجتماع علمي برئاسة الدكتور وحيد يسري يحضره جميع الجراحين بالمعهد وعددهم يزيد علي55 جراحا لمناقشة أحوال المرضي ودراسة الاوضاع بالعيادات الخارجية والاقسام العلاجية ومايواجهه المرضي من مشاكل طبية وما يتعرض له الاطباء الجراحون وتبين من خلال هذه الاجتماعات علي مدي ثلاثة أشهر تدني الاحوال وسوء الاوضاع وتزايدت نسب الوفيات خاصة عقب أجراء العمليات الجراحية الكبري وتم مناقشة اسباب ذلك حيث تبين أن غرف العمليات الموجودة بمستشفي الطلبة والمنيل التخصصي رغم أنها علي أعلي مستوي فإنها لا تتناسب مع مرضي الاورام السرطانية وينقصها الكثير وعلي الرغم من قيام الجراحين بمتابعة غرف العمليات قبل اجراء الجراحة وحمل البعض للاجهزة الضرورية سهلة النقل مع الطبيب الجراح لكننا لا نستطيع ان نقول إنها تصلح بنسبة100% لاجراء الجراحات الكبري بل لا تصلح لاجراء الجراحات ذات الطبيعة المعنية والصعبة بالاضافة الي أن غرف العناية المركزة الملحقة بهذه العمليات لا تكفي لاستيعاب اعداد المرضي فيضطر الاطباء لنقل المرض بعد اجراء الجراحة بفترة من العناية المركزة إلي معهد الاورام لإخلاء الغرفة لغيره حيث يتم اجراء نحو من5 إلي7 عمليات جراحية في اليوم الواحد وعادة تحدث مضاعفات خطيرة للمريض عقب نقله الي المعهد وفي هذه المرحلة يحتاج لنقل فوري الي العناية المركزة نظرا لعدم وجودها فإنه يلقي مصرعه بالمعهد ورغم محاولة الاطباء انقاذه. ولذلك اعترض الجراحون بالاجماع في معهد الاورام علي استمرار هذا الوضع المشين خوفا علي حياة المرضي واجتمع رئيس قسم الجراحة بجميع الاعضاء وبحضور الدكتور أشرف سعد زغلول مدير المعهد وأخبروه بالوضع السييء يوما بعد يوم وطالبوا المدير بتحديد موعد لإستلام غرف العمليات التي لا تزال تحت الترميم وكذلك غرف العناية المركزة بالمبني القديم لأنه وعد بتسليمها في مارس ولم يتم لإنقاذ المرضي وطلب مدير المعهد منهم اعطاءه فرصة اسبواعا للتفاوض مع الشركة والمقاول وتحديد موعد يتم الالتزام ومر الاسبوع ولم يتم تحديد موعد الانتهاء من أعمال الترميم وتسليم غرف العمليات والرعاية فقرر رئيس قسم الجراحة وجميع اعضاء القسم من الجراحين إيقاف اجراء العمليات الجراحية الكبري للمرضي خوفا علي حياتهم لحين تحسين الوضع واستلام غرف العمليات بالمبني القديم أو تقديم بدائل مناسبة لإنقاذ حياة المرضي ولذلك نتساءل ونحاول البحث سويا عن إجابة قاطعة. وأين دور رجال الاعمال وأصحاب القلوب الرحيمة والمسئولين وذوي النفوذ لحل هذه الازمة؟