بعد مرور أكثر من أسبوعين علي قرار رئيس جامعة القاهرة, إخلاء المبني الجنوبي الحديث للمعهد القومي للأورام للقيام بتنكيسه وترميمه, لم يستقر وضع مرضي السرطان الموجودين بالمعهد. وخوفهم من النقل لأماكن بعيدة بعد توقف إجراء العمليات منذ أسبوع, ورفض استقبال الحالات الجديدة, مما ينذر بالخطر!. ويقول أحد الأطباء المسئولين بالمعهد: كيف نستطيع عبور هذه الأزمة الطارئة ونحن مازلنا في خلاف علي إمكان ترميم وتنكيس المبني وصلاحيته أو هدمه, ومن هنا أصدر الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة قرارا بتشكيل لجنة هندسية علي أعلي مستوي من أساتذة واستشاريين من كلية الهندسة لفحص المبني وكتابة تقرير مفصل عما اذا كان يمكن ترميمه وتنكيسه وإصلاحه أم أنه لا يصلح ويفضل هدمه وبناؤه من جديد, في الوقت الذي شكلت فيه شركة المقاولون العرب لجنة هندسية لتقويم المبني في الوضع الحالي ومدي صلاحيته. تقديم الخدمات من جهتهم, يؤكد الأطباء بالمعهد القومي للأورام أن المعهد برغم حجم المشكلة فإنه مازال يقدم خدمة علاجية كاملة حتي الآن ولا نستطيع أن ننكر أن هذه الأزمة تؤثر بشكل أو بآخر علي تقديمها, ولكن المبني القديم وملحقاته يعمل بكامل قوته, فالمعامل مازالت تعمل بالمبني الأوسط والقديم, وكذلك قسم الإشعاع فيه والأشعة العلاجية, وجميع الأطباء وفريق التمريض يعملون24 ساعة حتي في الاجازات الرسمية, كما يقوم الطب النووي بتقديم خدماته الطبية للمرضي ولم تتوقف سوي العمليات الجراحية وعمليات زرع النخاع فالمشكلة الآن في عدد الأسرة بالأقسام الداخلية والعمليات, خاصة أن غرف العمليات بالمبني القديم لاتزال تحت الترميم والتجديد, وسيتم استلامها خلال شهرين ويمكن التغلب علي ذلك باستعارة غرف عمليات معهد الكبد المجهزة علي أعلي مستوي والملاصقة للمعهد القومي ونسبة الاشغالات فيه ضعيفة لقربه من المعهد, وفريق التمريض لحين استلام غرف عمليات المبني القديم, كما صرح وزير الصحة بنقل حالات زرع النخاع الحرجة الي مستشفي الشيخ زايد وهي علي أعلي مستوي. ويتم حاليا عمل فحص للمرضي الموجودين والمقيمين بالمعهد وعمل تقارير كاملة وشاملة لحالتهم والسماح للمرضي الذين استقرت حالتهم الصحية بالخروج من المعهد والمتابعة والتردد عليه في المواعيد المحددة لهم لتلقي العلاج الكيماوي أو الإشعاعي. بينما يتم نقل المرضي ذوي الحالات الحرجة والذين من الصعب إخراجهم من المعهد ويحتاجون للرعاية الصحية والخدمية العلاجية في الأقسام الداخلية الي المبني القديم والأوسط بالتدابير وإيجاد أماكن ووضع الحواجز وبناء غرف لاستيعابهم ولكن حتي الآن لم يتم نقل مريض واحد الي مستشفي القاهرةالجديدة أو الي مستشفي الطلبة. وهنا يختلف الأطباء, فالبعض يري أن غرف العمليات بمستشفي الطلبة لا تصلح لإجراء عمليات جراحية كبري لمرضي السرطان, بينما يؤكد البعض الآخر أنهم قاموا بالفعل بإجراء عمليات جراحية بنفس المستشفي بصفتهم استشاريي جراحة وأنها تصلح وتؤدي الغرض, وهي جديدة, وبهذا المستشفي قسم خاص لعلاج أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة. الوضع القائم أما بخصوص الوضع الحالي والقائم بالمعهد فهو ينقسم لشقين: الشق الأول هو المبني الحديث الجنوبي المكون من12 طابقا والأرضي والبدروم, فإذا بدأنا من أعلي المبني نجد أن الطابق الثاني عشر أو الذي يطلق عليه13 ومكانه غرف التخدير وأجهزتها وغرف الأطباء تم اخلاؤه تماما. أما الطابق11 الذي به غرف العمليات المجهزة علي أعلي مستوي وبها أجهزة حديثة وثمينة وغير موجودة في أي مستشفي خاص, هذا الطابق تم إغلاقه تماما, والطابق العاشر( غرف الرعاية المركزة والإفاقة والتعقيم) تم غلقه واخلاؤه, والطابق التاسع, وبه غرف الرعاية المركزة ومسكن الطبيبات والمشرفات والتمري, تم اخلاؤه أيضاوتأجير سكن قريب من المعهد لهن. أما الطابق الثامن فبه أسرة مرضي التأمين الصحي, والسابع به مرضي الباطنة والعلاج الاشعاعي, والسادس به الباطنة ووحدة زرع النخاع, والطابقان الخامس والرابع فيهما قسم جراحة الأطفال الخاص والمجاني ولايزال موجودا ولم يتم إلا إخلاء بعض الأسرة فقط, والطابق الثالث به عيادة المناظير وعيادة التأمين الصحي والجهاز الهضمي والرئة والعينات وتم اخلاؤه وغلقه. وفي الطابقين الثاني والأول العيادات الخارجية: أطفال وباطنة مجانا ويتم نقله حاليا واخلاؤه, بينما قسم المناظير والعينات لايزال يعمل بالطابق الأول. وأخيرا الطابق الأرضي, وبه العيادات الخارجية الخاصة بالجراحة وتم نقلها للمبني القديم مكان المشرحة بالبدروم بالمبني الشمالي, حيث تم تقسيمه الي غرف للكشف بعمل حواجز معدنية وخشبية واستراحة للمرضي في ممر ضيق لا يستوعب سوي4 مقاعد في10 صفوف وهذا المكان بلا تكييف وتهوية ويتم فيه الكشف علي المرضي المترددين علي العيادة الخارجية دون الدخول أو توجيههم لأي جهة سواء مستشفي أو مركزا ويتم الفحص والتشخيص وطلب إجراء بعض الفحوص, وبعض الحالات الحرجة يتم نصحها بالتوجه الي مستشفي قصر العيني. إخلاء سكن الأطباء يضيف الأطباء, أن المبني القديم الشمالي الذي لايزال فيه بعض الاصلاحات والترميمات ولم يتم الانتهاء من غرف العمليات كانت جميع طوابقه للجراحة ماعدا الطابق السابع كان مخصصا لسكن الأطباء والسادس لمرضي الباطنة والعلاج الكيماوي, وبعد هذه الكارثة التي سقطت علي المبني الجنوبي الحديث تم أخذ سكن الأطباء المطل علي شارع قصر العيني وتم اخلاؤه من الأطباء المغتربين, والذين من الضروري اقامتهم بالمعهد لمباشرة الحالات وانقاذ المرضي وطلبوا من الأطباء اخلاءه تماما لتخصيصه للمرضي وجار تأجير شقة خارج المعهد للأطباء المقيمين. كما تم نقل الأطفال والباطنة من المبني الجنوبي المتصدع الي المبني الشمالي القديم, فبدلا من أن تكون الجراحة بالدور الثاني التي كانت6 وحدات بجانب وحدة التأمين الصحي, وكل وحدة مقسمة الي قسمين وكل قسم به35 سريرا في7 غرف وكل غرفة خمسة أسرة, إلا أن هناك حالة تكدس رهيبة فتم إخلاء الطابق الخامس الخاص بالأطفال وبه وحدتا( ه) و(و) ليتم توزيعهما علي الطابقين الثالث والرابع. ويضاف إليهما وحدة التأمين الصحي وبذلك يكون هناك7 وحدات ب140 سريرا علي7 وحدات ويكون للوحدة20 سريرا بدلا من35 سريرا. فإلي أين يذهب كل هؤلاء المرضي الذين في حاجة ملحة لدخول المستشفي لتلقي العلاج ومتابعة حالتهم؟ وكيف يكون طبيب الجراحة بعيدا عن المستشفي بدلا من أن يكون مقيما ومستعدا لأي مريض يحتاج إليه داخل المعهد والوضع الحالي أن الأطباء يكشفون علي المرضي ويشخصون الحالة المرضية ولا يستطيعون توجيههم لأي مكان حيث لم تصدر تعليمات محددة بتحويل المرضي لمستشفي الطلبة أو مستشفي القاهرةالجديدة اللذين يحتاجان إلي أكثر من شهرين لتجهيزهما. حملة للتبرعات في الوقت نفسه, تلقت تحقيقات الأهرام كما هائلا من المكالمات الهاتفية لتبني حملة تبرعات علي رقم حساب لبناء معهد قومي للأورام جديد يسع مرضي السرطان ويستوعب مستقبلا المصابين ويقدم خدمات طبية متكاملة ومن بين هؤلاء رجال أعمال ومستثمرون كبار وأثرياء, بشرط أن تخصص الدولة قطعة أرض كافية بإحدي المدن الجديدة ولتكن محافظة6 اكتوبر حيث يوجد العديد من الأفدنة التابعة لجامعة القاهرة علي طريق المحور والملاصقة لمستشفي دار الفؤاد ومسورة وعليها لافتة جامعة القاهرة. ويبدي الدكتور صلاح عبدالهادي عميد معهد الأورام استعداده لبناء معهد جديد علي مساحة خمسة أفدنة حيث يوجد لديه مبلغ100 مليون جنيه والماكيت الخاص بالرسومات الهندسية لبناء المعهد الجديد والأجهزة الحديثة والطاقة والأطباء والعناصر المساعدة للفريق الطبي ولن تتكلف الدولة سوي قطعة الأرض فقط, في الوقت الذي يمكن الاستفادة فيه من المكان المتميز الكائن به المعهد حاليا في أي استثمار آخر.