أساتذة المعهد: علاج المرضي يتم في المشرحة و360 عملية لم يتم إجراؤها بسبب قرار الإخلاء جامعة القاهرة أرجأت جامعة القاهرة حسم مصير مبني معهد الأورام- الآيل للسقوط- إلي نهاية الأسبوع الجاري انتظاراً لصدور تقرير لجنة محايدة شكلها النائب العام ومحافظ القاهرة لبحث أفضل طرق التعامل مع المبني. وقال المتحدث الرسمي باسم الجامعة «سامي عبدالعزيز» إن «حسام كامل» رئيس الجامعة تلقي أمس الأحد تقرير لجنة الجامعة الهندسية الذي جاء متضمناً دراسة مفصلة لمزايا وعيوب ثلاثة مقترحات للتعامل مع المبني، هي ترميم المبني بتكلفة مبدئية 40 مليون جنيه، أو ترميمه وتطويره بتكلفة تبلغ 150 مليون جنيه، أو هدمه وإقامة مبني جديد بتكلفة تتراوح بين 230 و400 مليون جنيه، مشيراً إلي أن تنفيذ مقترح التطوير يستغرق من 12 شهراً إلي 18 شهراً بينما يرتفع المدي الزمني للتطوير مع الترميم إلي 24 شهراً، ويتزايد مع إعادة الإنشاء بعد الهدم إلي 4 أو 5 سنوات. من ناحية أخري، تصاعدت حالة السخط والغضب بين أساتذة المعهد والمرضي المترددين عليه بسبب تخبط مسئولي الدولة والجامعة في التعامل مع أزمة المعهد، بما أدي إلي تراجع الخدمات المقدمة بالمعهد للمرضي والباحثين إلي أدني مستوي له منذ إنشائه. وكشف مصدر مسئول بالمعهد عن أن البدائل التي أتاحتها الجامعة بعد إخلاء المبني الجنوبي الذي يستوعب 70% من طاقة المعهد عجزت تماماً عن حل مشكلة إجراء العمليات مؤكداً تدهور حالة جانب كبير من مرضي المعهد بسبب تعطيل العمليات، ونقل العلاج الكيميائي والإشعاعي إلي العيادات الخارجية غير المجهزة لتحضير هذا العلاج بعد أن أصبح مقرها المؤقت مشرحة المعهد. وأضاف المصدر أن أزمة المعهد امتدت إلي الباحثين بعد توقف الجانب البحثي بالمعهد تماماً وتعطيل بروتوكولات ما يزيد علي 400 رسالة ماجستير ودكتوراه في تخصصات الأورام، وفي ذات السياق أضافت الدكتورة سامية البرادعي- أستاذ التخدير بالمعهد- أن إخلاء المبني الجنوبي ترتب عليه تعطيل إجراء ما يقرب من 360 جراحة كبري خلال الشهر الماضي ما بين جراحات استئصال أجزاء من الكبد والرئة والبنكرياس والمثاني البولية والقولون والبطن والرقبة والرأس ولا يعلم أساتذة المعهد حتي الآن موعداً محدداً لاستئناف تلك الجراحات، وفي حالة توفير البدائل التي أعلنت الجامعة عنها بمستشفي المنيل الجامعي فإنه سيظل هناك عجز يصل إلي 70% حيث إن غرف عمليات المعهد ال12 كانت تستقبل يومياً 15 جراحة كبري و30 جراحة صغري بينما لم يتم سوي إجراء 3 جراحات صغري فقط في اليوم بمستشفي الطلبة ولم يتم تسليم غرف عمليات مستشفي المنيل الجامعي حتي الآن للمعهد وحتي لو تم الاستلام فإن المتاح هو غرفتان للعمليات مع بقاء مشكلة توفير غرف للعناية المركزة بعد الجراحات. وحول تعهد الجامعة بتركيب 6 غرف عمليات في المبني الشمالي خلال 6 أسابيع قالت إن هناك قوائم انتظار طويلة بالمعهد وأنه ستكون هناك صعوبة التدخل جراحياً في كثير من الحالات لطبيعة المرض السرطاني الذي يستحيل التدخل الجراحي معه عند تدهور الحالة. وأشارت عضو تدريس المعهد إلي أن هناك حالة سخط عامة داخل المعهد من تصريحات وزير التعليم العالي التي قال فيها إنه سيتم هدم المبني الجنوبي وإقامة حديقة وجراج لسيارات أعضاء التدريس مكانه، رغم أن المعهد الذي يعالج مرضي السرطان بالمجان يعاني قلة عدد الأسرة ويضطر الأطباء إلي رفض كتابة تأشيرات دخول للمرضي وعلاجهم من الخارج لضيق مساحة المعهد وتابعت قولها: «منذ إخلاء المبني الجنوبي والمعهد توقف تماماً عن قبول الحالات بالأقسام الداخلية واقتصر القبول علي علاج اليوم الواحد بالعيادات الخارجية غير المجهزة تماماً للعلاج الكيميائي والإشعاعي حيث لا يوجد مكان للصيدلية الإكلينيكية التي يتم تجهيز العلاج الكيميائي بها. وكل ذلك يصب في مصلحة مراكز الأورام الخاصة حيث لم يعد أمام مرضي المعهد سوي انتظار الموت أو اللجؤ إلي معاهد الأورام الخاصة وأقسم بالله أن هناك مريضاً اضطر إلي بيع أرضه من أجل العلاج بعد عجزنا عن متابعة حالته. الجدير بالذكر أن المعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة يستقبل سنوياً ما يقرب من 150 ألف مريض من مرضي الأورام، ويعد المعهد الوحيد في مصر الذي يقوم بأبحاث السرطان ويمنح درجات علمية لمتخصصي الأورام في مصر.