تحولت أزمة معهد الأورام القومي من أزمة توفير أماكن لنقل مرضي المبني الجنوبي «المعرض للسقوط» إلي أزمة البحث عن التمويل اللازم لتدبير مصروفات علاج مرضي القسم المجاني بمستشفيي الطلبة والمنيل الجامعي، وتجهيز المستشفي البديل بالتجمع الأول، حيث أشار مصدر مسئول بالمعهد إلي أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء لتجهيز مستشفي التجمع الأول حتي الآن، رغم انتهاء إجراءات تخصيصه للجامعة منذ يوم 15 فبراير بسبب عدم توافر اعتمادات مالية تصل إلي 16 مليون جنيه لتجهيز المستشفي بالمعدات والأسرة والأجهزة الطبية، مشيراً إلي أن جانباً كبيراً من اعتمادات المعهد المالية والتبرعات التي يتلقاها تم توجيهها لعلاج مرضي قسم الجراحة الذين نقلوا إلي مستشفيات جامعة القاهرة التي زادت أعباء المعهد القومي للأورام بإصرارها علي تحصيل إيجار شهري يبلغ 74 ألف جنيه من المعهد مقابل استخدام 4 غرف عمليات بمستشفيي الطلبة والمنيل الجامعي، علي الرغم من تبعية الجهات الثلاث لجامعة القاهرة التي أصدر رئيسها «حسام كامل» قرار إخلاء المبني استناداً إلي تقرير الإدارة الهندسية بالجامعة. وفي سياق متصل، قالت الدكتورة «سامية البرادعي» أستاذ التخدير وعضو لجنة تسيير العمل بالمعهد إنه تم حل مشكلة إجراء جراحات الأورام لمرضي المعهد بنسبة تصل إلي 30%، موضحة أنه سيتم حل مشكلة العمليات بشكل كبير بعد الانتهاء من ترميم المبني الشمالي نهاية شهر مارس. وأضافت أن تأخر حل مشكلة مرضي معهد الأورام وتحديد مصير المبني الجنوبي يؤدي إلي تضاؤل فرص مرضي السرطان الفقراء وغير الخاضعين لأي مظلة تأمينية في تلقي العلاج المجاني؛ لأن معاهد الأورام الإقليمية بالمحافظات لا تقبل الحالات المجانية وحالات العلاج علي نفقة الدولة. من ناحية أخري، ذكر مصدر مسئول بجامعة القاهرة أنه تم تجميد ملف مبني المعهد الجنوبي انتظاراً لصدور قرار اللجنة التي شكلها النائب لتحديد الخيار المناسب للتعامل مع المبني من بين 3 خيارات اقترحتها اللجنة الهندسية لجامعة القاهرة تتضمن هدم المبني وإعادة بنائه من جديد، أو ترميمه، أو ترميمه مع تطويره.