سيطرت حالة من الفوضي والارتباك علي المعهد القومي للأورام أمس- السبت- لعدم وصول تعليمات واضحة من إدارة الجامعة لخطوات إخلاء المبني الجنوبي ونقل المرضي لمستشفيات التجمع الأول والطلبة «الجامعي» وناصر وزايد التخصصين. وأكد مصدر مطلع بالمعهد توقف الإدارة عن منح تأشيرات دخول الحالات وإجراء العمليات انتظاراً لتحديد موقف الجامعة النهائي وتوفير التمويل اللازم لتجهيزات مستشفي التجمع الأول الذي قالت وزارة الإسكان إنها خصصته للجامعة رغم عدم اتخاذ أي إجراء فعلي حتي الآن تجاه نقل تبعية المستشفي لجامعة القاهرة، مشيراً إلي أن المعهد اضطر لكتابة روشتات خروج لعدد كبير من المرضي لاستكمال علاجهم في الخارج بعد إخلاء بعض أجزاء المبني المعرض للانهيار وخاصة وحدة زرع النخاع وغرف العمليات الجراحية. وذكرت مصادر أخري أن جامعة القاهرة باتت تواجه مأزقاً حرجاً بعد تأكيد اللجنة «الطبية» التي زارت مستشفي التجمع الأول أن غرف عمليات المستشفي غير مجهزه تماماً لاستقبال مرضي السرطان وكذلك غرف مستشفي الجامعي بالجيزة بما قد يكلف الجامعة 16 مليون جنيه لتجهيزه فضلاً عما قد يسببه تخصيص مستشفي الطلبة من مشاكل قانونية وإنسانية لتأثيره في حق طلاب الجامعة في العلاج بالمستشفي. وأشارت المصادر إلي أن البيان الذي أصدرته الجامعة الأسبوع الماضي تجاهل الحديث عن تقليص نسبة مرضي المعهد «الكبار» والتي تتجاوز 30% في مقابل 20% من مرضي الأطفال الذين يعالجون بالمعهد حالياً كما أن البيان لم يشر إلي تأثر جميع الخدمات التي يقدمها المستشفي من «علاج كيميائي وإشعاعي» بأعمال التجديدات التي يشهدها المبني الشمالي والأوسط للمعهد حالياً والتي لن تنتهي قبل 3 أشهر من الآن بما يجعل حديث الجامعة عن نقل مرضي المبني الجنوبي من «الأطفال والكبار» غير قابل للتنفيذ بأفضل صورة، كما أشار بيان الجامعة. من ناحية أخري، فرض الدكتور حسام كامل - رئيس جامعة القاهرة- تعتيماً تاماً حول تطورات أزمة المعهد بدءاً من صباح أمس - السبت- كما حذر إدارة المعهد من الإدلاء بأي تصريحات إعلامية أوالسماح للصحفيين والإعلاميين بدخول المعهد أو الحديث مع مسئوليه. الأمر الذي أوقع عميد المعهد الدكتور صلاح عبد الهادي في موقف حرج مع بعض مراسلي الصحف الذين دعاهم لمكتبه أمس السبت قبل وصول تعليمات رئيس الجامعة ولم يجد عميد المعهد أمامه سوي التنبيه علي أفراد المبني بمنع الإعلاميين من دخول المعهد وعندما أبدي الصحفيون اعتراضهم علي ذلك أخبرهم بأنه سيرسل مندوباً عنه إلي بوابة المعهد للرد علي استفساراتهم إلا أن الصحفيين فوجئوا بأن مندوب الدكتور عميد المعهد ضابط شرطة برتبة نقيب حرص علي كتابة أسماء الصحفيين قبل الاعتذار لهم بأن العميد لن يتمكن من لقائهم ولن يسمح لهم بدخول المعهد لأن إدارة الجامعة لا ترغب - علي حسب قوله - في استمرار الحملة الإعلامية المثارة حالياً حول معهد الأورام.