حماس: أنس الشريف أيقونة الحقيقة وشاهد المجاعة في غزة    حامد حمدان ينعى مراسل الجزيرة أنس الشريف    بقوة 6.1 درجة.. مقتل شخص وإصابة 29 آخرين في زلزال غرب تركيا    الرئيس الأوكراني: نحن نفهم نية روسيا في محاولة خداع أمريكا ولن نسمح بهذا    محافظ الفيوم يكرم أوائل الثانوية والأزهرية والدبلومات الفنية    مأساة ضحيتي الشاطبي .. رحلة مصيف تنتهي أسفل عجلات ميكروباص    محافظ سوهاج يبحث تطوير النظام المالي والتحول الرقمي بالمحافظة    محافظ سوهاج يتابع معدلات الإنجاز في ملف تقنين أراضي أملاك الدولة    وصية الصحفى الفلسطينى أنس الشريف: أوصيكم بفلسطين درة تاج المسلمين    المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو فشل فى تحقيق أهداف الحرب لمدة 22 شهرًا    هاني رمزي: ريبيرو يقلق جماهير الأهلي    برشلونة يمطر شباك كومو في كأس خوان جامبر    ملف يلا كورة.. نهاية الجولة الأولى بالدوري.. وصول ألفينا.. واعتذار حسام حسن    منافس المصري المحتمل.. الاتحاد الليبي يتأهل إلى الكونفدرالية الأفريقية    خلال ساعات.. تقليل الاغتراب 2025 تنسيق المرحلة الأولى والثانية «الموعد والرابط وضوابط التحويل»    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025 في القاهرة والمحافظات    هتقعد معاكي لأطول مدة.. أفضل طريقة لحفظ الورقيات في الثلاجة    يحسن وظائف الكبد ويخفض الكوليسترول بالدم، فوائد عصير الدوم    ياسر ريان: مصطفى شوبير رتمه بطئ والدبيس أفضل من شكري    ماس كهربائي.. إخماد حريق محدود داخل كنيسة قرية أبوان بالمنيا    النفطي: معلول إضافة للصفاقسي والجزيري يمتلك شخصية مصطفى محمد    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل الصحفي أنس الشريف في غارة على غزة    الإسكندرية السينمائي يطلق استفتاء جماهيري لاختيار أفضل فيلم سياسي مصري    لارا ترامب تتفاعل مع محمد رمضان لتصبح أحد متابعيه على السوشيال ميديا    يوسف الحسيني: اجتماع الرئيس بقيادات الهئيات الإعلامية يفتح آفاقًا جديدة للإعلام    تكريم اسم الفنان لطفي لبيب والإعلامي عمرو الليثي بمهرجان إبداع للشباب- (25 صورة)    فرصة ذهبية لطلاب الإعدادية.. تخفيض الحد الأدنى للالتحاق بالثانوي بدمياط    تتطلب مهارات.. وزير العمل: حريصون على توفير فرص عمل للشباب في الخارج    برشلونة يكتسح كومو بخماسية ويتوج بكأس خوان جامبر    "تضامن سوهاج" تكرم 47 رائدة اجتماعية وتمنحهن شهادات تقدير    موظفو طيران في بروكسل يطالبون بعدم استئناف الرحلات لإسرائيل    «لا يجب التنكيل بالمخطئين».. المسلماني: الرئيس طلب الاستعانة بكل الكوادر الإعلامية    الداخلية تضبط طالبا يستعرض بدراجة بخارية    قرار هام بشأن البلوجر مونلي صديق سوزي الأردنية بتهمة نشر فديوهات خادشة    السيطرة على حريق داخل مخزن مواد غذائية فى الزيتون دون إصابات.. صور    إخلاء سبيل طالب طعن زميله في شبرا الخيمة    اتهامات لمحامي بالاعتداء الجنسي على 4 أطفال بالدقهلية    المسلماني: الرئيس لا يريد شعبًا مغيبًا وجاهلًا (فيديو)    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات الأخرى ببداية تعاملات الإثنين 11 أغسطس 2025    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025    عيار 21 الآن في الصاغة.. سعر الذهب اليوم الإثنين 11 أغسطس بعد الزيادة الأخيرة (تفاصيل)    4 أبراج «بيحققوا النجاح بسهولة»: يتمتعون بالإصرار والقوة ويتحملون المسؤولية    كشافين في القرى للبحث عن أم كلثوم والشعراوي.. المسلماني يكشف توجيهات الرئيس    اجتماع مديري الثقافة والتربية والتعليم لتعزيز الأنشطة الثقافية والتعليمية بين الطلاب    ويزو تحكي أسرار "مسرح مصر": «أشرف عبدالباقي كان بيأكلنا ويصرف علينا من جيبه»    94 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة بداية الأسبوع    خالد الغندور: التوأم يوصي فتوح بالالتزام للمشاركة مع الزمالك    فوائد اليانسون، يهدئ المعدة ويعالج نزلات البرد والإنفلونزا ويقوي المناعة    المنوفية تُطلق عيادات الدعم النفسي بخمس وحدات رعاية أساسية | صور    مدير الرعاية الصحية بالأقصر يتابع أعمال التطوير في المجمع الدولي ومستشفى الكرنك    أمين الفتوى: لا يجوز كتابة كل ما يملك الإنسان لبناته لأنه بذلك يعطل أحكام الميراث    أمين الفتوى يوضح: المال الموهوب من الأب في حياته لا يدخل في الميراث    حكم الدردشة مع صحابي بالموبايل في الحمام؟.. أمينة الفتوى تجيب    هل يجوز إجبار الزوجة على الإنفاق في منزل الزوجية؟.. أمينة الفتوى تجيب    اتحاد عمال الجيزة يضع خطته للتأهيل والتدريب المهني    موعد إجازة المولد النبوى الشريف 2025 للقطاعين العام والخاص    الشوربجي يشكر الرئيس السيسي على زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا للصحفيين    دعاء صلاة الفجر.. أفضل ما يقال في هذا الوقت المبارك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‮‬وجع في‮ قلب معهد الأورام‮‬
نشر في الوفد يوم 07 - 05 - 2011


رصدت المأساة‮: سحر صابر - تصوير‮: محمود صبري:
مظاهرات‮ .. اعتصامات‮ .. اعتراضات زحام‮ ..‬ضوضاء‮ .. في‮ كل مكان‮
بينما هم‮ » ساكتون‮« يحتضنون آلامهم هناك في‮ »‬مستشفيات‮« تصارع من أجل البقاء‮ .. تمنحهم علاجا قد‮ يهبهم الأمل من جديد‮.. مرضي‮ معهد الأورام‮ ..
يتلمسون أخبار الحياة علي‮ أطراف الموت‮ .. فنسيون في‮ زحام الثورة‮.. تائهين بين مصر اللي‮ راحت‮ .. ومصر اللي‮ جاية‮ .. هنا في‮ معهد الأورام الآلاف من الحالات المأساوية التي‮ يحكيها لنا ضحايا مرضي‮ السرطان المعذبون‮ ففي‮ كل زاوية في‮ كل ممر تجد أطفالا ونساءا وشيوخاً‮ يلقون بأجسادهم الهزيلة علي‮ أرض المعهد الباردة عسي‮ ان‮ يجدوا شيئا من الراحة التي‮ باتت داخل المعهد دربا من المستحيل‮. ساعات الانتظار داخل هذا المشفي‮ الذي‮ ضاق بمرضاه ولم‮ يجد المرضي‮ غير الاستسلام علي‮ أمل ان تأتي‮ لحظة‮ يرتاحون فيها من آلامهم‮.. ذهبت‮ »‬الوفد‮« في‮ زيارة ميدانية لمعهد الأورام لرصد معاناة مرضي‮ السرطان بالمعهد في‮ ظل الظروف التي‮ تمر بها البلاد‮.. ففي‮ الدور الخامس تقع عنابر الاطفال،‮ التي‮ لا تحتوي‮ إلا علي‮ 35 سريراً‮ فقط معظم الاطفال المترددون علي‮ المعهد علي‮ قائمة الانتظار‮.
فالطفل محمد طارق هو طفل من بين مئات الاطفال الذين‮ يترددون سنويا علي‮ معهد الأورام‮ يعاني‮ من سرطان الدم،‮ منذ ‮3 سنوات ولم‮ يتم اكتشاف هذا إلا عندما وجدته والدته‮ يعاني‮ من ارتفاع في‮ درجة الحرارة وانخفاض في‮ الضغط ورغم ان خبر اصابته صدمها،‮ إلا انها لم تجد امامها سوي‮ البدء فورا في‮ رحلة العلاج‮.
أما محمد ناصر الذي‮ يبلغ‮ من العمر ‮5 شهور فقد بدأت اعراض مرضه بعد ولادته بشهرين فقد قابلناه وهو خارج من‮ غرفة العلاج الكيماوي‮ الذي‮ تحضر اليها والدتها من الشرقية للعلاج في‮ القاهرة،‮ وتقطع‮ »‬شمس‮« رحلتها‮ يوميا من عزبة النخل إلي‮ معهد الأورام بفم الخليج لمعرفة اسباب الورم الذي‮ ظهر في‮ بطنها منذ أيام‮. ومرض السرطان لا‮ يرحم صغيرا أو كبيرا في‮ بعيدا عن الاطفال وفي‮ عيادة الكبار،‮ كانت رشا عبدالفتاح‮ 29‮ سنة،‮ نائمة علي‮ أحد المقاعد امام عيادة الباطنة في‮ انتظار دورها في‮ الكشف بعد تحويلها من معهد الابحاث إلي‮ معهد الأورام بعد اكتشاؤه الاطباء اصابتها بالورم،‮ عندما اجهضت عند أول حمل لها بعد زواجها‮.
فالانتظار في‮ معهد الأورام هو القانون السائد أما انتظار الشفاء أو انتظار الدور في‮ الكشف فنادية محمد عمران‮ 52‮ سنة،‮ جاءت للمعهد من الساعة الثامنة صباحا للحصول علي‮ جرعة الكيماوي‮ والاشعاع التي‮ تحصل عليه ‮3 مرات اسبوعيا،‮ بعد استئصال الثدي،‮ ورغم الرضا المرسوم علي‮ وجه ناديه إلا ان امنيتها كانت هي‮ علاج ساقها الذي‮ بدأت تشعر فيه بالآلام،‮ أما علاء الدين حسن فقد جاء بزوجته الي‮ المعهد من الصعيد منذ اكثر من شهرين من أجل حصولها علي‮ الكيماوي،‮ لأنه‮ يجب إلا تمر أكثر من ‮4 أيام علي‮ التحاليل التي‮ يخضع لها المريض قبل الحصول علي‮ جلسة الكيماوي‮ وهو مايجعله‮ يعاود مرات عديدة لاجراء التحاليل كل فترة طمعا في‮ الحصول علي‮ الجلسة التي‮ تخضع هي‮ الاخري‮ لقائمة انتظار من مرض المعهد‮.‬
‮»‬غرفة الكيماوي‮« تقل مساحتها عن‮ 20‮ متراً‮ يختلط فيها صراخ الممرضات بصراخ المرضي‮ حيث تكتظ بأكثر من‮ 30‮ شخصاً‮ من المرضي‮ والممرضات في‮ وقت واحد،‮ وقالت كبيرة الممرضات ان هذه الغرفة تستقبل‮ 120‮ مرضا في‮ اليوم الواحد وهو ما‮ يؤدي‮ إلي‮ طول ساعات انتظار المرضي‮ خارج باب الغرفة‮. وكانت سعدية محمد عبدالكريم واحدة من الذين‮ يخضعون للعلاج الكيماوي‮ بعد حضورها من بني‮ سويف تاركة أودلاها الستة،‮ ورغم انه كان من المقرر انهاء علاجها إلا ان الزحام علي‮ جعل المعهد‮ يؤجل انهاء علاجها‮.‬
وكان جورج‮ 29‮ سنة،‮ علي‮ سرير اخر في‮ غرفة الكيماوي‮ للعلاج من سرطان الدم،‮ بعدما انتظر كثيرا لدورة هي‮ العلاج الذي‮ دائما ما كان المعهد‮ يؤجله،‮ ورغم إرهاق جورج الشديد إلا انه استطاع ان‮ يعبر عن مأساته بكلمة واحدة‮ »‬المعهد هنا بهدلة‮« وبينما قال شقيقه عماد أن هذه الغرفة تعتبر بؤرة للأمراض للمرافقين،‮ والممرضات والمرضي أنفسهم بسبب أعداد الاشخاص المتواجدين فيها‮.
عمرو‮ يونس‮ »‬مدير الشئون الإدارية‮« بمعهد الأورام تحدث إلينا بروح الثورة واعترف كأحد شهود العيان في‮ المعهد ان المرضي‮ يعيشون مأساة حقيقية اثناء رحلة تلقيهم العلاج لذا طالب‮ يونس من‮ القائمين علي‮ شئون البلاد تقديم حلول سريعة لمشكلة معهد الأورام ومرضاه لانها مشكلة تتعلق بأرواح الناس ولا تتحمل أي‮ تأجيل مشيرا أن الدولة‮ يمكنها ان تقدم حلولاً‮ مؤقتة لتقليل الضغط علي‮ المعهد بضم حديقة فم الخليج المجاورة للمعهد واستغلاله كغرف للكشف وتلقي‮ العلاج خاصة ان الحديقة المشار إليها‮ غير مستخدمة ويستغلها اطفال الشوارع ليلا في‮ أعمال‮ غير قانونية وأكد‮ يونس ان تنفيذ هذا الاقتراح سيوفر علي‮ المرضي‮ مجهوداً‮ كبيراً‮ في‮ البحث عن‮ غرف الكشف والعيادات عندما تصبح جميعها في‮ مكان واحد ومن جانب آخر فهذا الحل لن‮ يكلف المعهد كثيرا إذا تم تنفيذه بمعدات بسيطة وحوائط خشبية كمنشآت مؤقتة لحين إعادة ترميم المبني‮ الجنوبي‮ التابع للمعهد وتدوير مشفي‮ التجمع الأول الذي‮ مازال تحت الإنشاء حتي‮ الآن‮. واشار‮ يونس إلي ان عدم إعادة تشغيل المبني‮ الجنوبي‮ منذ ان تم اخلاؤه العام الماضي‮ جعل المعهد‮ يضيق بمرضاه ويقيد حركة العاملين فيه ويؤثر علي‮ أدائهم،‮ وبناء عليه‮ يتم التعامل مع المريض علي‮ عجلة مما‮ يصيبه باحباط ويشعره بعدم اهتمام الاطباء والعاملين بالتمريض بحالته،‮ ونحن نعترف بأن المريض علي‮ حق لكنه لا‮ يضع في‮ اعتباره ان اهتمام كوادر المعهد سواء الاطباء أو القائمين علي‮ التمريض موزع علي‮ آلاف المرضي‮ الذين‮ يزدادون‮ يوما بعد‮ يوم‮ . واستشهد‮ يونس بكلامه عن الزحام وما‮ ينتج عنها من مآسٍ‮ بعيادة اطلق عليه‮ »‬عيادات الألم‮« هذا الأسم الرسمي‮ أما الاسم الذي‮ يعترف به كل العاملين بالمستشفي‮ انها عيادة المخدرات‮ ،‮ نعم ان هذه العيادة التي‮ يروي‮ لنا اسمها ما تتضمنه من مآسٍ‮ مهمتها ان تحارب الألم وكل الطرق فيها متاحة وشرعية حتي‮ ولو كانت الطريق الوحيد للفوز عليه هو‮ »‬تصريح علي‮ روشتة‮« بتعاطي‮ المخدرات فعيادة الألم دورها محاربة الألم وليس المرض بعد ان اصبح الشفاء ميؤسا منه،‮ فهي‮ تشهد دونا عن كل العيادات آهات المرضي‮ وكل العاملين فيها‮ يعلمون جيدا انها آلام الموت،‮ حينما سمعت عن عيادة الألم جاء في‮ مخيلتي‮ ان هذه العيادة لها طابع خاص ومجهزة باحدث الاسعافات التي‮ تساعد المرضي‮ علي‮ ان‮ يبقوا علي‮ قيد الحياة أكبر وقت ممكن تقديراً‮ لقدسية الحياة،‮ تخيلت انها تحتوي‮ علي‮ كافة وسائل الراحة،‮ لمرضاها فهي‮ بالطبع كما أتصور‮ غير باقي‮ عيادات المعهد التي‮ يقف امامها المرضي‮ علي‮ قدم واحدة من الزحام،‮ لكن الحقيقة دائما صادمة فعيادة الألم كانت أسوأ حالاً‮ من‮ غيرها فبعد إخلاء المبني‮ الجنوبي‮ لم‮ يعد لها مكان بالمسشتفي‮ مما دفع المسئولين إلي‮ تقفيل‮ إحدي‮ الطرقات المتطرفة في‮ المعهد بالحوائط الورقية،‮ ثم وضعوا عليها لافتة‮ »‬عيادات الألم‮« هذا هو الحل المتاح امام الإدارة كما روت لنا مرفت أحمد المسئولة عن العيادة قائلة ان مرضي‮ العيادة‮ يعانون الألم الآن ويعانون الازدحام مما‮ يشغل الشجار بين مرفقي‮ المرضي‮ نتيجة ما‮ يعانية المريض من ألم وطول انتظاره أمام العيادة لتلقي‮ العلاج بسبب الأزدحام هذا وقد أكدت مرفت ان العاملين بالعيادة تعرضوا أكثر من مرة للاعتداء بالاسلحة البيضاء من المرافقين بسبب طول الانتظار أمام العيادة مشيرة أن العيادة ليس بها استراحات انتظار للمرضي مما‮ يزيد معاناتهم وكذلك ليس امامها من‮ يضمن حماية العاملين من أي‮ تهور أو تطاول من أهالي‮ المرضي‮ سواء كان هذا التطاول مقصوداً‮ أو‮ غير مقصود،‮ وعندما سألني‮ ميرفت عن إمكانيات العيادة الطبية قالت ضاحكة كل إمكانياتنا هي‮ الكراسي‮ اللي‮ قاعدين عليها والأدوية المخدرة والمسكنة للآلام التي‮ يتم صرفها من نافذة صغيرة جداً‮ في‮ أحد الحوائط و»شازلونج‮« غير مستخدم لضيق مساحة العيادة التي‮ لا تتعدي‮ ثلاثة أمتار في‮ حين أن عدد العاملين بها سبعة أفراد لذا فنحن ندعو الشعب المصري‮ إلي‮ إنقاذ عيادة الألم والمساهمة في‮ تخفيف آلام المرضي‮ عن طريق هذه العيادة بالتبرع أو التضامن ومطالبة المسئولين بسرعة اصلاح هذا الوضع الهزلي‮.‬
قوائم الانتظار تقتل المرضي‮.. والمعهد يعمل بنصف طاقته‮!‬
عميد معهد الأورام‮:‬‮"‬إحنا شغالين برجل واحدة‮"!!‬
‮»‬معهد الأورام القومي‮« ذلك المعهد العلمي الذي يقصده طلاب كلية الطب بجامعة القاهرة لأنه الأكبر في مصر،‮ ويقصده مرضي السرطان من كل أنحاء الجمهورية رغم انتشار مراكز علاج السرطان في كل محافظات مصر إلا أن معهد الأورام بالقاهرة يستقبل أكثر من‮ 22‮ ألف مريض في العام الواحد،‮ وبالطبع هذه الأعداد الوافدة للمعهد من جميع المحافظات فوق طاقته الاستيعابية‮.. لذا يعاني المعهد ومرضاه مأساة حقيقية علي كل باب من أبوابه سواء العيادات الخارجية أو‮ غرف الكشف أو‮ غرف تلقي العلاج وكذلك الحال في نوافذ صرف الأدوية ويتعذر توفير أسرة للحالات الحرجة في كثير من الأحيان بسبب شدة الضغط عليه‮.‬
أما عندما توقف العمل بالمبني الجنوبي التابع للمعهد تحولت المأساة إلي كارثة بازدياد الضغط علي المعهد بنفس الأعداد وبنصف طاقة المعهد الاستيعابية‮.. هذا ما عبر عنه الدكتور‮ »‬علاء الحداد‮« عميد معهد الأورام،‮ قائلاً‮: »‬إحنا شغالين برجل واحدة‮« وبالتالي نسير علي الطريق بتعثر واضح ويؤثر ذلك علي المرضي في المقام الأول ثم علي الكوادر الطبية للمعهد،‮ فمعهد الأورام قادر علي استيعاب‮ 22‮ ألف حالة سنوياً‮ أما بعد تعطل العمل في المبني الجنوبي لمعهد الأورام لم يستقبل المعهد أكثر من‮ 18‮ ألف حالة وبالطبع هذا العدد كثير جداً‮ علي الطاقة الاستيعابية للمبني الشمالي فقط،‮ لكننا نحزن عندما نعجز أمام تلبية احتياجات المرضي الوافدين،‮ خاصة أن معظم مرضي معهد الأورام وإن لم يكن كلهم علي الإطلاق من الفئات الفقيرة ومعدومة الدخل‮.. لذا فالمعهد يعد الملجأ الوحيد لهؤلاء البؤساء الذين أصابهم المرض والفقر في آن واحد مما يزيد معاناتهم‮.‬
واستطرد‮ »‬الحداد‮« حديثه عن مرضي معهد الأورام،‮ قائلاً‮: إن مرضانا في المعهد يأتون من جميع محافظات مصر رغم تواجد مراكز علاج السرطان في كل محافظة تقريباً‮ وذلك لثقتهم المتناهية في أدائه وإمكانياته وكوادره المدربة والمطلعة علي كل ما هو جديد فنجد‮ 55٪‮ من مرضي معهد الأورام من خارج القاهرة الكبري،‮ و4٪‮ يأتون من محافظة السويس،‮ و20٪‮ من جنوب الصعيد،‮ أما مرضي محافظتي مطروح والوادي الجديد فيمثلون‮ 2٪‮ من مرضي السرطان بمعهد الأورام،‮ و10٪‮ من باقي المحافظات،‮ حتي وصلت أعداد المرضي المترددين علي المعهد في العام الماضي حوالي‮ 200‮ ألف حالة بزيادة في كل عام‮ 22‮ ألف حالة تقريباً،‮ ورغم هذه الأعداد التي تزيد زيادة هائلة في كل عام نفقد حوالي‮ 300‮ سرير في المبني الجنوبي،‮ هذا إلي جانب الكثير من‮ غرف العلاج والعيادات الضرورية التي تباشر الحالات الحرجة لمرضي السرطان‮.‬
ويؤكد الدكتور‮ »‬الحداد‮« أن معهد الأورام لديه قائمة انتظار طويلة جداً‮ بها مئات المرضي الذين لم تتوافر لديهم فرصة تلقي العلاج حتي الآن،‮ لذا فالأمر ينذر بخطورة ذلك،‮ خاصة أن مرض السرطان ليس ككل الأمراض التي يمكن تأجيلها بعض الوقت دون مضاعفات قد تعرض المريض إلي خطر الموت،‮ وهذا ما يحدث بالضبط لمرضي السرطان الذين ينتظرون الفرج بعد أن قيدت أسماؤهم في قوائم الانتظار‮.‬
ويستطرد‮ »‬الحداد‮« كلامه قائلاً‮: بالطبع هذا ترك مريض السرطان ينتظر قراراً‮ صعباً‮ علي الطبيب المعالج لأنه يدرك جيداً‮ أن هذا قد يؤدي إلي انتشار المرض،‮ وبالتالي إنهاء حياة مريض بشكل سريع،‮ فنحن طوال الوقت نصارع الموت،‮ وفي سباق معه وأكثر ما يحزنني أن نخسر السباق بسبب‮ »‬قلة الحيلة‮«.‬
‮»‬عاوز فلوس‮« هذا هو الحل الذي قاله‮ »‬الحداد‮« باختصار للوصول بمرضي السرطان إلي بر الأمان بقدر الإمكان،‮ ولم يستطع الدكتور علاء الحداد أن يحدد المبلغ‮ الذي يحتاجه معهد الأورام ليقدم خدمة علاجية محترمة تتميز بالكفاءة التي يتمناها لمرضاه،‮ وإنما فقط أكد أن المعهد يعاني قلة الموارد،‮ خاصة أن ميزانية المعهد المخصصة من جامعة القاهرة ضعيفة جداً‮ وأن‮ 80٪‮ من مصروفات المعهد علي مرضاه يتكفلها أهل الإحسان‮.. أما المعهد كمنشأة فهو في حاجة إلي ترميم المبني الجنوبي وتدوير مستشفي التجمع الأول لعلاج السرطان التابع للمعهد،‮ وهو في حاجة لأكثر من‮ 800‮ مليون جنيه حتي يتم تقديم خدمة علاجية تليق بالمواطن المصري‮.‬
وألقي‮ »‬الحداد‮« الضوء علي جانب مهم جداً‮ اعتبره أهم مهام المعهد وهو توفير الأدوية اللازمة لعلاج السرطان في المعهد،‮ قائلاً‮: إن المعهد يواجه تعثرات عديدة في توفير هذه الأدوية،‮ خاصة إذا اعتمد علي الميزانية المخصصة للمعهد دون تلقي التبرعات،‮ فأدوية السرطان تزيد تكلفتها يومياً‮ وهذا طبيعي لأنها تلقي تطوراً‮ علمياً‮ بشكل مستمر لكن‮ غير الطبيعي أن تظل الأموال المخصصة للأدوية متجمدة دون أي زيادة،‮ خاصة في معهد الأورام الذي يقدم الأدوية مجاناً‮ ل‮ 80٪‮ من الحالات المترددة عليه،‮ في حين أن‮ 20٪‮ فقط من المرضي يتلقون العلاج علي نفقة الدولة‮.. لذا فنحن في أمس الحاجة إلي تبرع المصريين لهذه المؤسسة العلاجية لتوفير العلاج بجانب احتياج أكثر من‮ 80‮ مليون جنيه لإعادة ترميم المبني الجنوبي للمعهد وتوفير وصيانة الأجهزة الطبية اللازمة لتشغيله‮.‬
ويحلم‮ »‬الحداد‮« ببناء معهد جديد ومستقل لعلاج السرطان،‮ لذا فهو يدعو الشعب المصري الذي قام بثورة‮ 25‮ يناير أن يثور ضد مرض السرطان ويشارك في تنفيذ هذا الحلم ولو بجنيه واحد‮.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.