مشكلتي إني تزوجت عن حب دام أكثر من خمس سنوات وبعد تضحيات كبيرة، وبعد الزواج سافر وسابني أشتغل في مصر، وقعد يقول لي هاجيبك تشتغلي معايا واتلكك بأن ظروفه مش سامحة وكترت المشاكل بينا والشك، وبدأ يشتم بطريقة صعبة أوي بالأهل وحاجات في سمعتي في وقت غضب، وبعدين يندم ويحلف، وطلقني بعد جوزازي بست شهور. وبعدين أعجبت بواحد في شغلي، وغصب عني حبيته، وراح جوزي رجّعني قبل الثلات شهور العدة، وكنت منهارة ومش عارفة أتصرف، وللأسف أنا لسه على علاقة بزميلي في العمل، وعملت المستحيل وبكل الطرق إني كرّهت أهلي في جوزي لحد ما اتفقنا على الطلاق، وطالبين منه مبالغ باهظة عشان يطلق. ودلوقتي ضميري هيموّتني والله العظيم عشان حاسة إني ظلمته وبيحبني بجنون، وفي نفس الوقت بحب زميلي، ومش عارفة أستغنى عنه ونفسي أنا اللي اختار، ويمكن صعبان عليّ عشرتي مع جوزي بس، وإني مش هالاقي حب زي ده بعد كده. والنبي عاوزة حد يساعدني، أنا بموت كل يوم أكتر من اليوم اللي قبله، حد يساعدني أرجوكم. nadia
توقفت طويلا بعد قراءتي لمشكلتك عدة مرات عند قولك إنك تزوجت بعد تضحيات كبيرة.. وهو ما تكرر في الحالات المشابهة؛ حيث تعيش الفتاة قصة حب لسنوات طويلة، ثم تقدم ما "تسميه" تضحيات "وتتوهم" أن يقدر من أحبت ذلك، وأن يقوم "بتعويضها" عن هذه التضحيات، بالإضافة إلى انتظارها أن "تواصل" قصة الحب المشتعلة بعد الزواج، وتتناسى أنه لن يقوم بتعويضها؛ ليس لأنه رجل سيئ؛ ولكن لأنه يفكر بأنه تزوجها لأنه يحبها وأنها فعلت مثله، ولذا فلا مجال عن الحديث عن التعويضات.. أما عن انطفاء جذوة الحب المشتعل بعد الزواج فهذا طبيعي؛ حيث يدخل الحب مرحلة أخرى، والزوجة "الذكية" وحدها التي تدرك ذلك وتتوقف عن ملاحقة زوجها، وتحرص على إتقان فنون الاقتراب والابتعاد الأنثوي عن الزوج مع ضرورة التحكم في النفس عند الغضب، والاحتفاظ بالاحترام المتبادل مع الزوج، وعدم السماح بأي تبادل للإهانات، أو بقول جمل مثل: أنت لا تستحق تضحياتي، أو كرهت حياتي معك، أو يا ليتني تزوجت من يفضلك... أو ما شابه ذلك من الجمل التي قد تقولها الزوجة وهي تتألم عند الخلافات مع الزوج. وصدقيني أحترم إحساسك بالألم؛ ولكنني أتمنى ألا تسمحي له بالسيطرة عليك؛ حتى لا يتسبب في إفساد حياتك أبدا.. لذا لابد من مراجعة "تصوراتك" عن الزواج وإتقان مهارات التعامل مع زوجك وعدم السماح بتحويل الخلافات إلى صراع، وبدلا من محاولة إقناع زوجك بأنه مخطئ أو ظالم؛ أليس من الأفضل البحث عن حل للمشكلة بهدوء، ودون صراخ؟! وبالطبع أرفض بشدة أن يقوم زوجك بشتم أهلك أو الإساءة إلى سمعتك؛ ولكن لابد أيضا من إغلاق كل الأبواب التي تؤدي إلى ذلك، ومن الواضح أنه سريع الغضب، ولذا يندم بعد فترة، وعليك التنبه إلى بدايات الغضب ومنع تطور الحديث إلى إهانات "أكره" أن تستمعي إليها.. أما زميلك في العمل؛ فلم تحبيه رغما عنك -كما ذكرت- فقد بدأت بالشعور بالإعجاب به، وكان بإمكانك المسارعة "بالهروب" من إقامة أية علاقة به، وتَذَكُّر أنك مازلت زوجة فبإمكان زوجك التراجع عن الطلاق خلال فترة العدة. وحتى بعد انتهائها ليس من الذكاء التسرع بإقامة أية علاقة عاطفية قبل "تهدئة" النفس جيدا والتعلم من التجربة قبل "التورط" مع أي شاب للهروب من الإحساس بالضيق للفشل أو للرغبة في تعويض النفس عن الطلاق أو لإثبات أنك مازلت مرغوبة وأن بإمكانك الزواج مجددا. ولا شك أنك قمت بمقارنة أسوأ ما في زوجك بأحسن ما لدى زميلك، وتناسيت أن لديه عيوب، وأنه لن يتزوجك أبدا؛ ولكنه استغل إعجابك به واندفاعك نحوه.. وقد أسعدني كثيرا قولك إن ضميرك سيقتلك؛ لأنك ظلمت زوجك، والحقيقة أنك ظلمت نفسك قبل أن تظلميه؛ فلا شك أن علاقتك بزميلك محرمة شرعا، ومؤذية لك دنيويا، ولابد من إنهائها فورا حتى لو لم تعودي لزوجك؛ لأنها مثل الطعام الملوث، وإن كان ذو غلاف جميل؛ فإنه سيتسبب في الأذى البالغ ولو بعد حين؛ لذا لابد من طرد هذا الزميل من حياتك وللأبد، ويفضل إذا استطعت تغيير عملك، أو على الأقل الابتعاد عن القسم الذي يعمل به زميلك، مع "الاقتناع" بأنك ستخسرين كثيرا دينيا ودنيويا عند السماح لنفسك بالتكلم معه ولو كلمة واحدة، واكتفي بإخباره أن الموضوع انتهى تماما، ولا تسمحي له بأي كلمة أخرى، ولا تردي على مكالماته، ويفضل تغيير هاتفك المحمول وبريدك الإلكتروني لإغلاق كل الأبواب أمامه. وبعد ذلك لابد من الوقوف مع نفسك بأمانه قبل الرجوع لزوجك، وقد احترمت ذكائك وقولك إنك لم تجدي حباً مثل حب زوجك لك؛ فماذا تنتظرين؟ سارعي بتغيير نظرتك لزوجك؛ فقد كرهت "اختيارك" لهذه النهاية التعيسة لقصة حبك مع زوجك أو قيامك بتحريض أهلك ضد زوجك، ولابد من التوقف عن كل هذا الاندفاع وربما الرغبة في الانتقام من زوجك، ومحاولة الحصول على مبالغ باهظة منه ليطلقك، ولابد من تخيّل كيف ستكون حياتك بعد الطلاق؛ مع اليقين بأن زميلك لن يتزوجك أبدا. ومن الواضح أنك تعرفين ذلك فلم تشيري إلى إمكانية حدوث ذلك في رسالتك.. ساعدي نفسك ببدء صفحات أفضل في حياتك، واغتسلي بنية التوبة، وصلي ركعتي التوبة، وكرري ذلك عدة مرات؛ عسى الله أن يتقبل توبتك، كما أدعو لك من كل قلبي. وتذكّري أن زوجك رغم كراهيتي التامة للشتم وللطعن في السمعة؛ إلا أنه لم يخنك؛ بينما سارعت أنت بخيانته. تصالحي مع نفسك قبل التصالح مع زوجك ويفضل أن تسافري معه مع ضرورة التعلم من كل حدث وعدم السماح بتكراره أبدا. واقرئي الرد عدة مرات يوميا حتى يساعدك على حياة أفضل.. وفّقك ربي وأسعدك وغفر لك أيضا.