اليوم قررت أخيرا أن أرسل ما كتبته, فأنا في مفترق طريق حياتي وأريد من يشاركني هذا القرار الصعب بل انه أصعب قرار ممكن أن اتخذه طوال عمري وسيتوقف عليه أشياء كثيرة, فأنا فعلا في حيرة من أمري أكاد أجن وأذهب الي الهاوية بسبب ما أنا فيه. وحتي لا أطيل عليكم أنا سيدة في بداية العقد الثالث من العمر تزوجت منذ10 سنوات من رجل يكبرني ب13 عاما وليس لديه عمل ثابت فهو في مجال السياحة يعني عمله مرتبط بالظروف المحيطة, زواج تقليدي بحت ولكن مع الوقت وجدته قمة في الأخلاق ومعتدل دينيا يخاف الله في وفي أهلي وكان بمثابة الابن لهم وكان يحبني ويتمني أن يرضيني بشتي الطرق وفي الشهر الأول للزواج فوجئنا بالمشكلة التي سوف تؤرق علينا سنوات عمرنا المقبلة وهي الانجاب, فهو عقيم عنده عيب لا يستطيع الشفاء منه ومع ذلك بدأنا رحلة الكفاح والعلاج وعلي مدي السنوات الماضية خضنا تجربة الحقن المجهري مرتين بكل ما فيها من ألم نفسي ومعنوي ومادي أيضا, ولا أخفيك سرا ان حالتنا المادية لم تكن سيئة ولا جيدة يعني مستورة ولكن لكي نستطيع عمل العملية الثانية اضطررنا لاقتراض مبلغ كبير من المال من والدتي وبعد محاولات باءت كلها بالفشل الذريع سلمت أمري الي الله وحاولت أن أرضا ولكن كان دائما بداخلي احتياج مرير لوجود طفل لي خاصة مع تقدم العمر بي, واحساسي اني قد أصل الي سن اليأس دون انجاب وانت تعلم جيدا ان الأمومة غريزة ولكن الابوة اكتساب, وهذا ما كنت أشعر به دائما وأنه ارتاح لفكرة سكوتي عن الكلام في هذا الأمر وكان عندما يشعر اني حزينة كان يبعد عني ويتضايق. أعلم ان ليس له يد في هذا ولكن مازاد الطين بلة انه شخصية متواكلة ثابت لا يريد التغير ولا التغيير في حياته يكتفي بما هو فيه ليس لديه طموح لما هو افضل, ولا يحاول أن يعوضني عن الشيء الناقص, يترك الحياة تمشي هكذا ولديه نوع من الاستكانة الغريبة, وقد حاولت مرارا وتكرارا دفعه الي الامام وايجاد فرص عمل له محاولة لزيادة دخلنا ومن ثم محاولة عمل العملية مرة أخري ولكن دون جدوي! أما عني فقد طورت من نفسي ومن عملي واصبحت أدخل في عمل جديد وخبرة جديدة ومهارات جديدة وهو ساكن سكون الجبال, فأنا أشعر ان ترس الحياة يمشي بنا في اتجاهين مختلفين دون الالتقاء في نقطة واحدة بالرغم من اننا نكن لبعضنا الحب والاحترام والمودة ولكن هل هذا سبب كاف للحياة مع احساسي الشديد بالنقص في أمور عديدة. وفي هذه الاثناء ظهر زميل لي في العمل رأيت فيه كل ما تمنيته في زوجي وجدت فيه النشاط والطموح والتطور وكيف يعامل زوجته وأولاده ورأيتني اراقبه من بعيد حتي بدأ الاعجاب يتسلل الي نفسي, وجدتني أكتب شعرا بعد ما توقف قلمي عن الكتابة10 سنوات كاملة مشحونة بالمشكلات والكفاح,وجدت قلمي يكتب دون أن اشعر لهذا الزميل وقرأ هذا الزميل الشعر وعرف بفطنته ان هذا الكلام له وبدأ يربط بين نظراتي له وبين هذا الكلام وظل يلاحقني ليعرف هل هذا الكلام له وانا أحاول ان اتهرب ولكن وقع المحظور, وجدتني أذوب عشقا فيه وأبعد عن زوجي واحدة واحدة. وهو أيضا بادلني نفس الشعور كما قال لي, وتقابلنا مرات ولا أنكر أنه حدث بعض التجاوزات في لقاءاتنا بطبيعة الحال, ولكني اخاف الله وفي كل مرة استغفر الله مئات المرات فهذا ليس سلوكي ولا أخلاقي ولا تربيتي, كيف افعل هذا وأنا اخاف الله وتربيتي حسنة ومازلت علي ذمة زوجي, ومرت الشهور بنا وبدأ يظهر الاختلاف في شخصيتنا فهو قوي الشخصية ويري اني قوية الشخصية واراد ان يكسر انفي ويروض النمرة كما يقول وأصبح الموضوع يأخذ شكلا غريبا أصبح يعاملني في العمل من هذا المنطلق وظروف العمل تسمح فهو يرأسني في العمل كان كل هدفه وضعي في وضع معين بين قوسين وان يلجمني ويصطاد الاخطاء لي, وأيضا في علاقتنا الشخصية أصبح يتهمني بأفظع الاتهامات من منطلق انت كدة وعمرك ما هتتغيري انت ليس لكي كبير ماشية بمزاجك. وفي هذه الاثناء كانت علاقتي تسوء وتسوء بزوجي الي ان وصل الأمر إلي طلب الطلاق منه والسبب الظاهر اني اريد ان اتزوج وانجب واريد زوجا يحقق لي طموحاتي وامالي ولكن في قرارة نفسي لا أنكر اني كنت أحلم بالزواج والارتباط بهذا الزميل, خاصة انه كان يتحدث معي في هذا الأمر وانه من الممكن ان نرتبط وان تعليقه علي تصرفاتي وسلوكي ومحاولة تغييري الي الافضل من أجل هذا الأمل, وهو انني سوف أكون زوجته في يوم من الايام وانه يريدني كما يريد هو لا كما أريد أنا, والغريب اني فعلا كنت اريد ان اغير نفسي للأفضل من اجله وكان كل من حولي يمدح في وفي اخلاقي وهو علي العكس يري ان بي عيوبا كثيرة جدا, ويقول اني أكثر واحد يعرفك جيدا وكنت أجد له الأعذار دائما وأقول معه حق فأنا عرفته علي زوجي فماذا انتظر منه غير ذلك, وحاولت وحاولت ان اكون كما يريد وهو يضغط علي في العمل وفي الحياة الشخصية حتي ان نفسيتي ساءت لدرجة رهيبة وكرهت العمل وكرهت البيت وكرهت كل شيء, بالرغم من كل هذا فأنا مازال عندي أمل ان يكون لي وأكون له بالرغم من زواجه بأخري ووجود أولاد له لكني كنت علي استعداد غريب للتنازل الي آخر درجة ممكنة لاكون بجانبه لدرجة اني علي استعداد للطلاق حتي أكون معه حتي ولو زوجة ثانية وفي السر كمان, وكثيرا تساءلت ما هذا الضعف الذي لم أعهده علي شخصيتي؟ فكلمة منه تطمئنني وتسعدني واخري تحزنني وتجعل الدنيا سوداء في عيوني, أعلم أن ما أنا فيه عقاب من الله ودعوت الله خلال الشهرين الماضيين منذ بداية حالة الانقلاب الرهيبة دعوته كثيرا في كل الأوقات وكنت أقيم الليل وادعوه وفي الفجر أن يلهمني الرشاد ويفعل لي الخير وان يرفع غضبه ومقته عني. اعلم ان الله غاضب علي ولكنه هو الغفور الرحيم وسوف يغفر لي ولكن الان ماذا أفعل هل ارجع لزوجي الذي آذيته كثيرا واتغاضي عن حلمي ان يكون لي اطفال من اخر ايا كان الاخر, سواء هو هذا الرجل الذي تعلق به قلبي أم آخر يأتي أو لا يأتي فليس لدي أي ضمانات في حياة اخري من الذي يضمن لي ان اتزوج زوجا صالحا وانجب ابنا صالحا, واحقق أملي في الحياة وحقي الشرعي فأنا لا أطلب الكثير من يضمن لي الا افيق لأجد نفسي وحيدة لا أنيس ولا ونيس ولا ظهر لي كيف أوازن بين ما أريده فعلا وما سوف يحدث لي وهو المجهول وأكثر ما يخشي الانسان المجهول. كثيرا أصبر نفسي وأقول لعل وجود زميلي هذا يجعلني افيق من سباتي العظيم طوال ال10 سنوات الماضية, وأحاول ان اخذ من الدنيا ما اريد واقول ان الله يخبئ لي يومي السعيد وانه آت لا محالة وان الطلاق محاولة مني وسعي للوصول لحقي, كثيرا ما اشجع نفسي وأصبر نفسي ولكن ارجع اخاف ويصيبني القلق والرعب من الغد ومن اني قد اكون ظلمت زوجي الذي ليس لديه ذنب في كل هذا ولكني قرأت ان من حق الزوجة ان تطلب الطلاق اذا كان زوجها عقيما. بالله عليك ماذا أفعل هل استمر علي ما انا فيه وأطلق من زوجي؟ وأنا ونصيبي واتزوج أو لا, أنجب أو لا, وهل اذا عاود زميلي الاتصال بي هل ارجع العلاقة معه؟ أم هي علاقة مكتوب لها الفشل من بدايتها مع العلم ان قلبي يتمزق بالبعد عنه, أم هل أرجع لزوجي وارضي بعدم الانجاب ووضع عمله المتذبذب والمادي الضعيف وأضيع المشوار الطويل الذي مشيته في سبيل الطلاق وانت تعلم ان مشوار الطلاق مليء بحرق الدم والاعصاب واقبل بأي معاملة سيئة يعاملني بها فهو كان يشك أن أحدا يلعب بدماغي وأني في نزوة وقال لي انه لن يرجع كما كان ابدا وان شيئا انكسر بيننا حتي لو رجعنا لبعضنا مرة أخري؟ ماذا أفعل فقد اسودت الدنيا بعيني واصبحت لا أري أي شيء جميل سوي العبس يكسو وجهي ولا استطيع ان اركز لا في عملي ولا في الكورسات العملية التي أخذها الآن, ولا اريد الا ان اظل في حجرتي في الظلام دون الحديث أو الكلام مع أحد؟ أرجو أن ترشدني لما فيه مصلحتي فانا أصبحت لا أري الصواب أشعر اني مغمضة العينين بالله عليك لا تنظر لي نظرة مسيئة فكفاني ماانا فيه من تأنيب ضمير يقتلني فقط ارشدني للصواب الذي غاب عني وجزاك الله خيرا.. سيدتي.. لو سألتك الآن: في أي الحالتين كنت أكثر سعادة أو أقل حزنا؟.. مع زوجك, المتدين, المتواكل, غير الطموح, المحب, العقيم, والذي تسعين معه وتأملان في معجزة الهية لتنجبا طفلا, وفي نفس الوقت تمارسين عملك وتميزك ومحبة من حولك, أم وأنت في حالة خيانة لا ترضيك وتعذبك مع شخص استغل ميلك له فقدم لك صورة مثالية جميلة عن حياته مع زوجته, وأطفاله حتي تمكن منك, فأصبح يهينك, ويحاصرك في عملك ويبتعد عنك بعد أن كسر أنفك, مما أدي الي كرهك لنفسك وتخلفك في عملك ودراستك, علي أمل كاذب أن يتزوجك حتي لو سرا؟! قد تكون اجابتك ان الوضعين سيئان, ولكن أيهما أسوأ؟! قطعا لا اريد أن أوجهك بهذه المقارنة, أو أدفعك لاختيار ما, فالحياة ليست دائما بين خيارين. دعينا سيدتي نتفق أولا علي جرم ما فعلته, وان عليك انهاء هذه العلاقة فورا, ليس فقط وهذا أمر محسوم لانها علاقة اثمة أيا كان مستواها, ولكن لأنه لن يتزوجك, فهو بداخله لا يحترمك ولن يثق بك زوجة, لذا يسعي جاهدا لإبعادك عنه, فلنخرجه أولا من المعادلة حتي يصبح قرارك منبعه رفضك لما فعلت وتوبتك عنه حتي تستعيدي ثقتك واحترامك لنفسك وللرجل الذي تحملين اسمه, هذا الرجل الذي انكسر بينكما شيء قد لا يعود, كذلك لا اريد ان اتوقف كثيرا امام عيوبه التي ذكرتها, لانها لم تظهر أو تتكشف أمام عينيك الا بعد أن أيقنت صعوبة الانجاب منه وظهور زميلك في العمل, فكثير من العيوب يمكن التعامل معها وتلافيها أو إصلاحها, طالما هناك مزايا أخري, إضافة إلي أن هذه العيوب مصدرها حزنه وإحباطه وإحساسه بفقد شيء عزيز يؤلم أي رجل وهو الانجاب, حتما كان يتمني الا تشعريه بحزنك, مع انه احساس طبيعي, ولكنه كان يتمني حتي لا تزيدين من عذابه, ولكن للأسف هذا هو الواقع. سيدتي.. المشكلة الأكبر انك تريدين ضمان كل شيء, السعادة والانجاب والحب, آخذ من الدنيا ما أريد, ولكن من منا يأخذ منها ما يريد, كل يأخذ شيئا ويفقد أشياء, الدنيا تمنحنا أقدارنا, وعلينا أن نرضا بها فنكيف أنفسنا علي ما تمنحه لنا وليس العكس. فإذا كانت رغبة الأمومة لديك جارفة, تحاصرك, تمنعك من قبول الواقع والاستمتاع به, وقد تدفعك للخطيئة, بأن تمسكي بطرف زوجك حتي تضمني زوجا اخر, فهذا خطأ كبير في حق ربك ونفسك وزوجك, وهنا عليك وبدون أي تردد طلب الطلاب بكل احترام وبلا محاكم وبالتفاهم دون تجريح زوجك, ولتقبلي بعدها بقدرك, سواء عشت وحيدة بلا زوج مناسب ولا أبناء, أو بمن يرزقك الله به زوجا, وقد يمنحك الذرية أو يحرمك منها, فهذا رزق من الله لا مفر منه. أما إذا كنت مترددة وخائفة وفي قلبك بقايا حب لزوجك وسترضين بما قسمه الله لك, باحثة عن السعادة فيما بين يديك, مسلمة بأن هذا قدرك الذي ارتضيت فعليك باسترضاء زوجك والاعتذار له عما فات دون ذكر أي تفاصيل, علي أن تعاهدي الله علي التوبة وعلي ان تكوني وفية مخلصة لزوجك, باذلة كل الجهد لجعله سعيدا راضيا غير شاعر بأي نقص وفي هذه الحالة امنحينا في بريد الجمعة فرصة اجراء عملية الحقن المجهري, ربما نساعد في ادخال البهجة والاستقرار علي حياتكما.. من يدري... المهم خذي قرارك ونحن في الانتظار, والي لقاء قريب بإذن الله.