حديد عز يسجل ارتفاعًا جديدًا.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    تفاصيل مران الزمالك استعدادًا لمواجهة دريمز الغاني    برلماني: ما يتم في سيناء من تعمير وتنمية هو رد الجميل لتضحيات أبناءها    مساعد وزير التعليم: 8236 مشروعا تعليميا ب127 ألف فصل    نائب رئيس جامعة حلوان يقابل الطالبة سارة هشام لبحث مشكلتها    ساعة زيادة لمواعيد غلق المحال التجارية بسبب التوقيت الصيفي.. لهذا السبب    مشروعات سيناء.. عبور إلى الجمهورية الجديدة    مزاد علني لبيع عدد من المحال التجارية بالمنصورة الجديدة    رئيس COP28: على جميع الدول تعزيز طموحاتها واتخاذ إجراءات فعالة لإعداد خطط العمل المناخي الوطنية    نادر غازي يكتب: الصمود الفلسطيني.. و"الصخرة" المصرية    خبير علاقات دولية: مواقف مصر قوية وواضحة تجاه القضية الفلسطينية منذ بداية العدوان    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    تعرف على أهداف الحوار الوطني بعد مرور عامين على انطلاقه    كلوب: سأكون الأكثر ثراء في العالم إذا تمكنت من حل مشكلة صلاح ونونيز    الغيابات تضرب الاتحاد قبل مواجهة الجونة    علاقة متوترة بين انريكي ومبابي.. ومستقبل غامض لمهاجم باريس سان جيرمان    النصر يتعادل مع اتحاد كلباء في الدوري الإماراتي    بسبب سوء الأحوال الجوية.. حريق 5 منازل بالكرنك    بالإنفوجراف والفيديو| التضامن الاجتماعي في أسبوع    كانت جنب أمها أثناء غسيل المواعين.. غرق طفلة داخل ترعة الباجورية في المنوفية    السينما العربية يكشف عن ترشيحات النسخة 8 من جوائز النقاد للأفلام    ملخص فعاليات ماستر كلاس بتكريم سيد رجب في «الإسكندرية للفيلم القصير» | صور    وسائل إعلام إسرائيلية: سقوط صاروخ داخل منزل بمستوطنة أفيفيم    حياتى أنت    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    صحة دمياط تطلق قافلة طبية مجانية بقرية الكاشف الجديد    الأوقاف تعلن أسماء القراء المشاركين في الختمة المرتلة بمسجد السيدة زينب    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    السينما الفلسطينية و«المسافة صفر»    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    نائبة تطالب العالم بإنقاذ 1.5 مليون فلسطيني من مجزرة حال اجتياح رفح    تعرف على أعلى خمسة عشر سلعة تصديراً خلال عام 2023    وكيل وزارة الصحة بأسيوط يفاجئ المستشفيات متابعاً حالات المرضى    مجلس أمناء العربي للثقافة الرياضية يجتمع بالدوحة لمناقشة خطة 2025    ميار شريف تضرب موعدًا مع المصنفة الرابعة عالميًا في بطولة مدريد للتنس    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    «مياه دمياط»: انقطاع المياه عن بعض المناطق لمدة 8 ساعات غدًا    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    يحيى الفخراني: «لولا أشرف عبدالغفور ماكنتش هكمل في الفن» (فيديو)    استقالة متحدثة أمريكية اعتراضًا على حرب إسرائيل في قطاع غزة    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي شرقي لبنان    الأمم المتحدة للحق في الصحة: ما يحدث بغزة مأساة غير مسبوقة    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    بداية من الغد.. «حياة كريمة» تعلن عن أماكن تواجد القوافل الطبية في 7 محافظات جديدة    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    سويسرا تؤيد خطة مُساعدات لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفقة جواز : امنحنى طفلا .. و"مع السلامة"
نشر في صباح الخير يوم 27 - 04 - 2010


صفقة جواز: امنحني طفلاً.. ومع السلامة!
ضل «عيل».. ولاضل راجل

كتب - عبير صلاح الدين - هايدي عبدالوهاب - أماني زيان - نهي العليمي - أيات الموافي - شاهندة الباجوري
لمياء جمال - ايمان عبد الفتاح ونادية خليفة
صدمتنا الكلمات.. وأدهشنا التفكير والمنطق الذي يفكرن به.. وتساءلنا عن سر هذا الاختلاف في الكلمات والمعاني والتفكير في الزواج؟ وعما إذا كان هذا الاختلاف لعدم وجود ابن الحلال اللي بصحيح؟.
هل حقا الجاه والمال لايحققان السعادة؟.. أم لأن «العش» حتي لم يعد متوفراً؟.. أم لأن الحب قد تلاشي وضاع معه الأمان والحنان فأصبح الهنا مستحيلا إلا «بالعيال».
فتحنا الملف.. وبداية استمعنا لبنات اليوم.
في العشرينيات كنت أحلم بالطرحة البيضاء والعش الهادئ وبزوج يقدرني ويحبني، وعندما مرت السنوات ولم أصادفه، ولم أقبل بزواج الصالونات الذي اعتبرته عودة لعصر الحريم، بدأت أفكر بطريقة مختلفة.. هكذا بدأت إيمان أشرف -35سنة مهندسة كمبيوتر - حديثها.
صمتت قليلا ثم أكملت: لم يعد يهمني الآن أن أجد الشخص الذي أبحث عنه، ولا الطريقة التي يمكن أن تجمعنا، كما لم أعد أتأثر كثيرا بكلمات ونظرات العزاء التي كنت أسمعها في الافراح من الاقارب والمعارف «عقبالك.. مافيش حاجة في الأفق.. معقولة.. هو مافيش حد عنده نظر».. وكانت تحزنني لأيام، بل أصبحت أقابلها بابتسامة لامعني لها، ولم أعد أشغل نفسي كثيرا بما إذا كان قصد صاحبها التشفي أم تقديم واجب العزاء، أم التعبير عن التعجب والخوف من أن يصيب ابنته ما أصابني، أم تقديم اعتذار ضمني عن كونه لا يستطيع مساعدتي لأنه يتبع المثل الشعبي امشي في جنازة ولا تمشي في جوازه.
وبحسم تكمل : كل ما أصبح يشغلني هو كيف يمكنني أن ألحق بقطار الامومة قبل أن يغادر الي غير رجعة، تنساب أيام خصوبتي من بين يدي، وأبكي في كل مرة أني لم أستطع أن أحتضن جنينا بين أحشائي، الأرحام أيضا تبكي مودعة شهرا انتظرت فيه جنينا ولم يأت.. كما عبرعن ذلك الكاتب المبدع محمد المخزنجي في إحدي قصصه القصيرة.
تحتضن إيمان دمية الدب الكبير التي لاتبرح مكتبها وتكمل: أريد أن يأتي طفلي في وقت يمكنني فيه رعايته قبل أن يتسرب الإحباط الي نفسي بأني لم أعد قادرة علي رعاية طفل أو البدء معه من البداية كما تقول صديقتي التي شارفت علي الأربعين، ومستعدة لأن يكون الثمن هو مغامرة زواج، إن استمرت فهي صدفة أو حظ، وإن لم تستمر فسأكون قد رزقت بابن أو ابنة يؤنس وحدتي ويطفيء جذوة أمومتي، ولهذا قبلت خطبة أحد الجيران الذي لم يلفت نظري طوال سنوات عمري، لكني رأيت فيه مؤخرا أن يكون بطلا للمغامرة، التي أخوضها بكامل إرادتي وبكامل أنوثتي أيضا.. مع سبق الإصرار والترصد.
- الصفقة
مشاعر إيمان وأفكارها لم تقف عند حد المغامرة بالنسبة لدينا طبيبة أمراض النساء التي وجدت نفسها فجأة قد تجاوزت السادسة والثلاثين، بعد أن حققت حلم الماجستير والعيادة والاسم الكبير، فقد فكرت بمنطق (الصفقة) بحسب اعترافها، فهي لاتحتاج لزوج لينفق عليها فهي في غير حاجة لذلك، بل إن ما سيطر عليها هو لمن ستترك هذه المكاسب التي تحصدها يوميا.. المال والخبرة والعلم والعيادة والاسم الكبير؟
تبتسم دينا قائلة : وجدت نفسي أفكر بأسلوب الرجال أصحاب المصانع أو الأعمال أبحث عن (طفل) وليس زوجا، سيطرت علي هذه المشاعر خاصة أنني وحيدة دون إخوة، وتوفي والدي قبل سنوات، ولهذا لم أفكر كثيرا عندما تقدم للزواج مني موظف بأحد البنوك الحكومية الذي كان يسكن بجانب عيادتي، وكان يعتقد أنه إن رزقنا الله بطفل سأتفرغ لوظيفة الزوجة والأم لشغفي الشديد الذي لمسه بالأطفال، وبالفعل رزقنا الله غلاما ذكيا، بقيت شهرين في البيت بعد الوضع، ثم اضطررت للعودة لعملي وأن أترك طفلي لأمي خلال هذا الوقت، لكن زوجي لم يستطع أن يتحمل غيابي عن المنزل وعودتي للعمل بعد أن اكتشف هو الآخر أن حساباته لم تتحقق باختياري لدور الأم والزوجة، وبالفعل تم الطلاق في هدوء بعد ثلاثة أشهر فقط من عمر ابني.
- ثمن الأمومة
تهمس مروة- 39 سنة وتعمل بإحدي المؤسسات الدولية في مجال الطفولة - حتي سن الرابعة والثلاثين كنت ومازلت أفكر في لقاء زوج مناسب، لكنني أردت أن أكون مثل زميلاتي اللاتي لايتحدثن عن يومياتهن مع أزواجهن، بل عن يومياتهن مع أولادهن، وتعليمهم وترفيههم وملابسهم ومواقفهم الطريفة وتعليقاتهم الممتعة، وكنت أواجه كل هذا بالصمت أو بالابتسامة، فليس لدي حكايات مشابهة، ولايمكنني التعليق علي تجربة لم أخضها من قبل.
وتكمل: كنت أشعر أني غريبة ليس فقط عن زميلاتي بل وقريباتي أيضا، فبعد الحديث عن العمل ومضايقات الرؤساء ونوادر الزملاء، تفرض يوميات الأبناء نفسها، دفعني أن أكون من نفس هذا المجتمع أن أقبل بالزواج من زميل كان قد انفصل للتو عن زوجته وترك لها ابنا، فقلت هذا يعني مبدئيا قدرته علي الإنجاب والقيام بالمهمة المطلوبة، وبدأت أحسب كيف يمكن أن أكون مسئولة عن تربية طفل بمفردي أن تركني مثلما ترك الأولي، أو إن قررت أنا ذلك، وكان بالفعل ماحدث فقد فضلت الخلع بعد أن رزقت بابنة لأنه كان بخيلا، ويري أن ابنه من الأخري أولي بالانفاق عليه من ابنتي، لأن راتبي يمكنني من الانفاق عليها بأفضل مما ينفق علي ابنه.
وتتابع: إن تجربة الانفصال مؤلمة فتبقي تجربة الامومة هي اللمسة الحانية في حياتي، فرحتي عندما أعود لابنتي أسمعها تناديني ماما، أضمها إلي قلبي فأشعر وكأنني أضم الدنيا كلها بين يدي، وأصبحت أشارك زميلاتي وصديقاتي يوميات الأمومة، وليس بي حاجة إلي وجود رجل في حياتي، فقد عشت طوال أيام حياتي أعتمد علي نفسي في كل شيء، ولست في حاجة إلي أن أستخدم ابنتي للابقاء علي زوج من أجل استكمال الصورة أو لكي أتدلل علي زوجي وأهلي كما تفعل بعضهن لمجرد أني أم، فابنتي أغلي عندي من أن أستخدمها لابتزاز المشاعر والمصالح التي يعتبرها البعض (ثمن الأمومة).
- مطلقة.. ذلك أفضل
قبل سنة واحدة فقط من وصولي لسن الثلاثين حذرني كل الأقارب والأصدقاء أن أصل إلي سن الثلاثين دون أي (دبلة) خطوبة أو زواج، لأن هذا معناه ببساطة أني سأحمل لقب (عانس)، ولم أستطع أن أعرف تماما ماهي العلاقة بين لقب عانس وسن الثلاثين بالتمام والكمال، لكن همست لي ابنة خالي التي تكبرني بأربع سنوات وأعتبرها طوال عمري مثلي الاعلي، بأنها كانت تخشي لسنوات من لقب (مطلقة)، وتحملت من أجل الهروب منه سنوات من العذاب الزوجي، لكنها بعد أن حصلت عليه اكتشفت كم كانت مخطئة، وأن المجتمع الآن ملئ بالمطلقات من مختلف الأعمار ومن مختلف الطبقات الاجتماعية أيضا، دون أن يصبح هذا اللقب مدعاة للخجل كما كان في السابق، فلم يعد المجتمع يحمل المرأة وحدها مسئولية فشل الحياة الزوجية، بل إنه أحيانا ما يتعاطف معها، فإن خرجت من دون طفل يقولون منه لله تركها من أجل الأطفال، وقد تكون هي صاحبة قرار عدم الانجاب، وأن خرجت بأطفال يقولون أيضا منه لله ترك أولاده من أجل أخري أو هربا من المسئولية.
هكذا شرحت نور المحاسبة بأحد البنوك الاستثمارية - كيف قبلت الزواج بأول من تقدم إليها بعد هذه النصيحة، ورغم أن الزواج لم يستمر سوي عام واحد، وحصلت علي اللقب من دون أطفال، فهي سعيدة بأنها لم تبق عانسا، فقد تمسكت بأن تعيش في شقتها التي عاشت فيها خلال زواجها، وهي في الأساس نصيبها من إرث والدها، وخاضت الكثير من المعارك حتي لاتعود الي بيت والدها، بل أقنعت والدتها أن تأتي لتعيش معها.
وتهمس نور : لو بقيت أنتظر الزوج المثالي الذي يبادلني الحب والفكر، لما حصلت علي خصوصيتي التي افتقدتها طوال سنوات بقائي في بيت أهلي، يمكنني الآن أن أستقبل صديقاتي في بيتي وقتما أريد، أن أضع قطعة أثاث هنا أو أستغني عن أخري هناك أو أفعل أي شيء دون إذن أو شعور بالتعدي علي خصوصيات آخرين، مهما احتضنني بيت أهلي فدفء بيتي الخاص ورائحته شيء آخر حتي ان كان الثمن لقب مطلقة.
- العيل هو السند
ويعترف الكثير من الآباء والأمهات بأنهم يشجعون بناتهم علي الزواج من أجل (الذرية). فتروي مروة خالد- كيف أقنعت ابنتها بأن تتزوج ممن تقدم لخطبتها عن طريق الأهل، فقط من أجل أن تكون لها عزوة من الأولاد تساندها، «العيال مش سند بس للأب لكن كمان سند للأم، الناس تحترم الأم أكثر من أي ست مهما وصلت لأعلي المناصب».
بهذه العبارة استطاعت مروة أن تسحب ابنتها إلي تجربة زواج رأته غير متكافيء، لكنها اتبعت المبدأ المكيافيلي الشهير (الغاية تبرر الوسيلة)، من أجل أن تحصل ابنتها علي لقب (أم فلان)، وأن ترفع رأسها أمام إخوتها الذين أنجب أولادهم البنين والبنات، وأصبحت هذه العزوة هي الأهم من (الشهادات الكبيرة) التي لاتضمن وظيفة أو منصب أو حياة كريمة، حتي من طلقن خرجن بمكاسب كبيرة من الزيجة، أم فلان وشقة ايجار جديد يدفع طليقها ايجارها حتي يبلغ أصغر أولادها (15) عاما حسب القانون، وأيضا نفقة لها ولصغارها طوال هذه الفترة، وأمان نفسي بأن تجد من يقف بجانبها عندما تكبر، ويوميات مع صغارها تحميها من الوقوع في براثن الاكتئاب الذي تعيشه العوانس، وبعدها يبقي يحلها الحلال.
أما الحاجة عالية فقالت : كلما نظرت إلي ابنتي التي تجاوزت الثالثة والثلاثين ولم تتزوج ولم تنجب أتحسر، لأنها وحيدة وأخشي عليها من غدر الدنيا، خاصة أن أخوتها تزوجوا وأنجبوا وكل منهم منشغل بحياته، أقول لها كل يوم أريد أن أري لك طفلا لأطمئن عليك، لأحثها علي قبول فكرة الزواج من أجل هذا الهدف حتي إن كانت غير مقتنعة بشخصية الخطيب كما تدعي دائما، فالعنوسة والوحدة أشد ألما من الحياة دون مشاعر مع زوج والسلام، لا أتمني لها الحصول علي لقب مطلقة، لكني أطمئنها بأنه الحل الأمثل اذا لم تستطع الاستمرار في الزواج، لكن ليس قبل أن تصبح أما.
«هتندمي طول عمرك لو ماخلفتيش، الخلفة عمرها قصير، لكن ممكن يبقي عندك خمسين سنة ويجيلك عرسان، مافيش أحسن من أنك تملي عينك بولادك وهم بيكبروا قدامك يوم ورا يوم» هذه الجمل وغيرها كانت ترددها والدتي علي مسمعي ليل نهار، ودفعتني للموافقة علي الدخول في تجربة خطوبة فاشلة للمرة الثانية من العرسان الذين يجلبهم أخي، ولا تستمر الخطبة أكثر من ثلاثة شهور، لأن رومانسيتي تتغلب علي أفكار أمي.
هكذا اعترفت هبة- 33 سنة الموظفة باحدي الشركات- قائلة أنا أيضا أريد أن أتزوج لأتلافي أسئلة الناس المحرجة التي تضعني موضع اتهام، وأن أدخل تجربة الزواج وأصبح امرأة ولو لعام واحد، وأيضا لانجب حسب نصيحة أمي، لكن عندما أكون وجها لوجه أمام تجربة خطبة فقط من شخص مختلف كل الاختلاف عن أفكاري وطريقتي في الحياة، أشعر بالاختناق وبأنني أهدر كرامتي وأهين نفسي، فأتراجع وأعد نفسي وأعد أمي أني سأقبل الصفقة المقبلة فربما تكون أفضل ويمكنني تحملها وإتمامها.
- «حد يقولي ماما»
هكذا تحدثت معي بنبرة تكسوها الحزن إنها فتاة أقترب سنها من الثلاثين ولكنك عندما تنظر إلي ملامحها قد تجد أن الزمن بدأ يكسو بأصابعه علي وجهها.. فتقول فاطمة إنني مثل أي فتاة في مجتمعنا كلما كبرت عاما بعد عام فإن ذلك يترك شعوراً بالخوف لدي أبويها ولاسيما عندما تقترب من سن الثلاثين (فهي بداية حافة الهاوية) لأنه ببساطة يعني أن «القطر قد فاتني» وبالفعل تزوجت إرضاء لأبي وأمي فلم أكن أحبه ولكنني أردت كأي فتاة أن أبدأ حياة زوجية وأكون أسرة ولكن سرعان ما تبدد الحلم إلي سراب وتحولت لحظات السعادة الزوجية إلي كابوس فتمسكت بحلم واحد وهو أن أصبح أما ولعل ذلك يسير دهشة البعض كيف أريد أن أكون أما وأنا لا أحب زوجي؟! هذا حقا صحيح ولكن ما أردته هو أن أجد لي سنداً في الدنيا حتي وإن سرقت (لحظة حب مغتصبة من حياتي) لكي أحقق حلما دائما وأستمتع بكلمة «ماما».
- رغبتي الملحة في الأمومة
ندي شابة ناجحة تعدت الخامسة والثلاثين بقليل، تشغل منصبا مرموقا في إحدي الشركات العالمية بالمقارنة بسنها، عندها طفل في الثانية من عمره ومطلقة، تقول ندي: كنت دائما متفوقة ومتطلعة ويملؤني الطموح وساعدني والدي علي هذا التفوق، ودفعني وتدربت وأنا مازلت في الجامعة علي العمل في القطا ع الخاص وحصلت علي دورات تدريبية في مجالي التجاري، وعندما تخرجت بتقدير امتياز رفضت العمل في الجامعة وفضلت العمل في القطاع الخاص وأثبت وجودي ولم أكن ألتفت لأي شاب يحاول التقرب مني لأنني بصراحة «أستكثر نفسي عليه»، فلم أصادف الرجل الذي يستحقني ويرضي غروري ولأنني وحيدة أبي وأمي فقد كانا هما كل حياتي، ولم أشعر بأي فراغ.. فلي أصدقائي وصديقاتي وعملي وأصبحت أصغر مديرة تنفيذية في شركتي ولم أكن قد تعديت الثلاثين، ولكن بدأت أشتاق لأن يكون عندي طفل جميل خاصة بعد زواج مجموعة من صديقاتي المقربات.. وبدأت غريزة الأمومة تتحرك داخلي، لذا بدأت أفكر في الزواج وليس أمامي هدف سوي الإنجاب، وبالفعل اخترت من بين مجموعة العرسان العديدين الذين كانوا يتقدمون للزواج مني أفضلهم ماديا وخلقا ومظهرا، ليكون أبا مثاليا لطفلي، وتمت الأمور بشكل سريع بعد فترة خطبة قصيرة، ولأنني تعودت علي الحياة بدون شريك أو رقيب يملي علي حقوقه، فقد كانت المنازعات بيننا منذ أول يوم.. ومع أني حاولت أن أتحاشي هذه المنازعات إلا أنني شعرت بأن هذه الأجواء من المناوشات تؤثر علي عملي وهو ما لم أتحمله، فقد بنيت مستقبلي ولم ولن أتنازل عما صنعته، لذا قررت أن أنفصل عنه بعدما أصبح حاملا، وبالفعل بعد سبعة أشهر من زواجي حملت في طفلي وأخذت فترة إجازة من عملي وسافرت لمكان هادئ، وعندما طلب مني زوجي العودة للبيت رفضت فتحامل علي نفسه لأنني حامل، وبعد عودتي قررت أن أملي عليه كل شروطي، فإن وافق «كان بها»، لم يوافق «هو حر»، وكما توقعت لم يوافق علي أن أعيش علي حريتي مثل فترة ما قبل زواجي أتأخر في عملي بسبب ظروف عملي وأن أسافر دون الرجوع إليه واستئذانه وأن لي أصدقاء أستطيع الخروج معهم وقتما أشاء لأن هذه حياتي التي كنت عليها قبل الارتباط به، وقررنا الانفصال، بالطبع والدي ووالدتي طلبا مني التفكير كثيرا وعدم التسرع، ولكن الحقيقة أنني كنت أحب حياتي قبل الزواج، ولم يكن ينقصني سوي الطفل لإشباع غريزة الأمومة، وأنا الآن سعيدة ومتفوقة تفوقا غير عادي في عملي، وكذلك عندي طفل جميل كما تمنيت وعلاقتي بزوجي السابق ليست سيئة فهو من عائلة محترمة وإنسان مثقف وأعتبره صديقا الآن حتي يكبر ابني في حالة نفسية سوية، وعندما أسافر للخارج لظروف عملي يقيم عند والده وزوجته.
مروة خليل - 32 سنة - تقول: تزوجت وأنا في السابعة والعشرين من عمري من رجل أعمال، وكنت قد فسخت خطوبتي به قبلها بسنة، لكني بعد تفكير وإصراره علي العودة قلت: وفيها إيه سأتزوجه، رغم علمي الكامل أننا غير متفقين تماما، لكن حلم الأمومة كان يراودني.
وقررت أن أجازف وأتزوجه فمن أين لي الضمان، إنني سوف أجد الرجل المثالي فأختي متزوجة وغير سعيدة، لكن أختي لا تعمل وليس لها سبيل إلا الاعتماد علي زوجها، لذلك تخضع لكل أوامره حتي لو كانت غير مقتنعة، أما أنا فأعمل في شركة كبيرة وأحصل علي مرتب كبير أستطيع من خلاله الاعتماد علي نفسي وتحمل مسئولية نفسي، فدخلت التجربة وأنا واثقة أنني قادرة علي طلب الطلاق إذا لم نتأقلم سويا، وبالفعل لم يكن بيننا أي توافق، لكني تحملت إلي أن أصبحت حاملا وطلبت الطلاق ولغرور الرجال طلقني وهو معتقد أني سأندم علي قراري وخصوصا بعد حملي طفلا منه، ولكن هيهات، لم يحدث وأنا الآن سعيدة مع ابني ويري أباه يومين في الأسبوع ووصلت لما كنت أتمناه.
بدأت «مروة. ب» - مهندسة ديكور - كلامها متسائلة: ولماذا أحتاج إلي زوج؟ فأنا امرأة ناجحة جدا، ولا أحتاج لرجل يمارس سيطرته علي ويقلل من طموحي ونجاحي، فأنا كل ما أحتاجه هو طفل أو طفلة يقف بجواري عندما أتقدم في السن، ويرث ثروتي بعد موتي، وسأستطيع أن أربيه أفضل تربية بدون أب، فهناك حالات كثيرة تنجح بدون أب، ومن هنا فكرت في البحث عن زوج حتي أستطيع الإنجاب، وبعد ذلك يحدث الطلاق ولم يكن عندي مانع أن أعطي له مقابلا ماديا، وبالفعل وجدته عندما جاءت إحدي صديقاتي لتعلن أنها وجدت شابا ظروفه صعبة وهو موافق علي طلاقي بعد الإنجاب مباشرة، وبالفعل حدث الزواج، وبمجرد أن حملت طلبت الطلاق، وتم ما كنا متفقين عليه، وللأمانة كان طيبا وحنونا معي جدا، لكني لم أستطع التخلي عن هدفي الذي خططت له من البداية، وتم الطلاق، لكنه عاد بعد فترة ليطلب مني أن نعود سويا، وعندما رفضت لجأ إلي المحكمة ليري الطفلة، وأخبر الجميع بما حدث، وقد غضبت منه كثيرا لما فعله، فأنا كنت صريحة معه من البداية، وكان موافقا لكني لا أعرف ماذا حدث ليغير رأيه فجأة؟! كما أنه لم يحترم أو يقدر صراحتي، فأنا لم أفعل مثل بعض الفتيات اللاتي يتزوجن وبعد الإنجاب يفاجأ الزوج بأنه كان ضمن صفقة كن يخططن لها!
- ليست صفقة واحدة!
هيام كانت طالبة في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، جميلة، رشيقة، ومتفوقة في دراستها.. وزي كل البنات بتحلم بالفستان الأبيض والطرحة.. فتشت عن الحب بين العيون التي ترمقها.. واسترقت السمع لدقات القلوب المحيطة بها.. لم تلمح الحب ولم تسمع دقة قلب.. مرت الأيام والسنون.. وفي غفلة من الزمن أفاقت علي نداء أمها: بلغت الثلاثين.. حتلحقي إمتي تخلفي ولم تتزوجي بعد؟! لا أريد أن أموت وأتركك وحيدة.. إخوتك تزوجوا وكل واحد مشغول بحياته.. وبنات عماتك وخالاتك اللاتي في عمرك تزوجن وأنجبن واحدا واثنين! مش مهم تنتظري من تبحثين عنه.. الأهم تجيبي حتة «عيل» يؤنس وحدتك.
تنبهت هيام لكلام والدتها.. وداعبت مشاعرها غريزة الأمومة.. نظرت حولها.. لم تجد سوي الوحشة والوحدة.. وغابت عنها العيون وصمتت دقات القلوب.. وفتحت الباب لأول عريس يدق علي بابها.. ووسط أفراد عائلته وعائلتها عقد القران.. وبدون الفستان الأبيض والطرحة.. تزوجت في منزل والدتها.. وبعض مضي المدة تسعة أشهر بالتمام والكمال حصلت علي «العيل». وورقة الطلاق.. ولنفسها قالت: حصلت علي «الولد» وما أحتاج إليه الآن هو المال.
وللمرة الثانية تزوجت هيام من رجل أعمال فاحش الثراء.. متزوج وله من الأولاد ثلاثة.. وكان شرط الزواج أن يتم سرا.. وتعويضا عن هذه السرية اشتري لها شقة في أرقي مكان في القاهرة، وعربية آخر موديل، وصرف عليها ببذخ شديد، لكن رغم كل هذا لم تشعر بالسعادة ولا الهنا ولا الحب.. وللمرة الثانية أيضا قررت الانفصال.. وحيث كان شرط الزواج «السرية» حفاظا علي الزوجة الأولي وأولادها.. فأعلنتهم هي.. وتم الطلاق، استأنفت هيام حياتها مع ابنها واحتلت مركزا مرموقا في إحدي الشركات.. وهناك قابلت الحب.. وقررت أن تعيشه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.