اعتبر محمد مرسي -القيادي في الإخوان المسلمين- الذي شارك في جلسة الحوار اليوم (الأحد) بين عمر سليمان -نائب الرئيس المصري- وممثلين للمعارضة، أن البيان الذي تضمن الاقتراحات بشأن الإصلاحات السياسية غير كاف. وكان مجدي راضي -المتحدث الرسمي باسم الحكومة المصرية- قد أعلن أن جلسة الحوار التي عقدت بين نائب الرئيس عمر سليمان ومجموعة من ممثلي المعارضة والشخصيات العامة؛ انتهت إلى التوافق على تشكيل لجنة لإعداد تعديلات دستورية في غضون شهر. وأكّد البيان أن التعديلات "تشمل المادتين 76 و 77 وما يلزم من تعديلات دستورية"، إلا أن سليمان رفض طلبا للمعارضة بأن يتولى هو صلاحيات الرئيس حسني مبارك. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ممثل لإحدى القوى المعارضة التي شاركت في حوار الأحد قوله: "طلبنا من سليمان أن يقنع الرئيس بنقل صلاحياته إليه كما تنص المادة 139 من الدستور، فرفض". وتفرض المادة 76 من الدستور المصري قيودا على الترشيح لرئاسة الجمهورية تجعل من المستحيل على أي مستقل خوض سباق الرئاسة، أما المادة 77 فتنص على أنه من حق الرئيس أن يترشح لفترات رئاسية غير محدودة بأي سقف زمني. وتضمن البيان عدة إجراءات أخرى متعددة، وشارك في جلسة الحوار ممثلان للإخوان المسلمين؛ هما سعد الكتاتني ومحمد مرسي ورئيس حزب التجمع رفعت السعيد ورئيس حزب الوفد السيد البدوي، وعدد من الأحزاب الأخرى وبعض الشخصيات العامة من بينها رجل الأعمال نجيب ساويرس ويحيى الجمل ووزير الإعلام الأسبق منصور حسن وممثل عن المعارض محمد البرادعي. وكانت جماعة الإخوان المسلمون المعارضة المحظورة في مصر قد أعلنت عن قبولها بالتحاور مع الحكومة بهدف البحث عن مخرج للازمة التي تمر بها مصر. وأذاع التليفزيون الرسمي المصري نص بيان أصدرته الجماعة "إن دخول الإخوان الحوار يأتي التزاما منهم بمصالح الأمة، إذ لا أطماع لهم في الرئاسة، وهم يقفون ضد أي تدخل أجنبي في الشأن المصري". وقال البيان أيضا: "إن الإخوان مصرون على مطالب ملايين المتظاهرين، وعلى رأسها تنحي رئيس الدولة عن الحكم، ومحاكمة المسئولين عن إراقة الدماء في المظاهرات السلمية، والإلغاء الفوري لحالة الطوارئ، وتشكيل حكومة وطنية انتقالية تتولَّى السلطة التنفيذية". قال بيان صادر عن الحركة إن الإخوان "مصرون على مطالب ملايين المتظاهرين". من جانبه، قال عصام العريان، القيادي البارز في الحركة: "إن الجماعة قررت الدخول في جولة حوار مع نائب الرئيس المصري عمر سليمان بهدف التعرف على جدية المسئولين إزاء مطالب الشعب المصري ومدى الاستعداد للاستجابة لهذه المطالب". يُشار إلى أن حركة الإخوان المسلمون كانت قد أعلنت قبل أيام رفضها الدخول في أي حوار مع السلطات المصرية قبل تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة، والاستجابة لكافة مطالب المتظاهرين المصريين الأخرى. من جهة أخرى عزز الجيش من تواجده في محيط ميدان التحرير الذي يعتصم فيه آلاف المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك عن السلطة. وقد بدأ الآلاف من المتظاهرين بالتقاطر على ميدان التحرير وسط دعوات إلى مزيد من التظاهرات يومي الثلاثاء والأربعاء. وأفاد مراسل BBC في القاهرة، مصطفى المنشاوي، أن قوات تابعة للجيش المصري دخلت صباح الأحد الجانب الشمالي من ميدان التحرير، والذي بدأ البعض يُطلق عليه اسم "خط النار"، نظرا لوقوع العديد من الضحايا فيه منذ بدء الاحتجاجات. عن BBC