أثار الجنرال الأمريكي المتقاعد بن هودجز جدلًا واسعًا بعد تصريحاته التي رجّح فيها أن يكون مصنع إنتاج الصواريخ في كوريا الشمالية الهدف الأول في حال حصول أوكرانيا على صواريخ "توماهوك" الأمريكية، في خطوة قد تفتح فصلًا جديدًا من التصعيد الجيوسياسي بين الولاياتالمتحدةوروسيا. وقال هودجز في مقابلة مع قناة فوكس نيوز إن مصنع الصواريخ الكوري الشمالي الذي يعمل فيه نحو عشرين ألف عامل، سيكون هدفًا مباشرًا لصواريخ "توماهوك" إذا تم تسليمها إلى كييف، مشيرًا إلى أن ذلك "سيوجه ضربة قوية للبنية التحتية العسكرية الكورية الشمالية، ويؤثر على قدرتها في دعم موسكو". ويأتي هذا التصريح بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في السادس من أكتوبر، أنه اتخذ فعليًا قرارًا بشأن إمكانية تسليم صواريخ "توماهوك" إلى أوكرانيا، دون أن يكشف تفاصيل القرار أو طبيعة الشروط التي قد ترافق عملية التسليم، مما أثار موجة من التكهنات في الأوساط السياسية والعسكرية حول النوايا الأمريكية الفعلية. من جانبه، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن استخدام صواريخ "توماهوك" في الحرب الأوكرانية سيكون مستحيلًا دون مشاركة مباشرة من العسكريين الأمريكيين، مؤكدًا أن ذلك سيمثل "مرحلة جديدة ونوعية من التصعيد الخطير" بين موسكو وواشنطن. وأشار بوتين إلى أن إدخال هذا النوع من الأسلحة في الصراع سيغيّر موازين القوة ويفتح الباب أمام مواجهة أوسع. كما أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن تسليم هذه الصواريخ إلى كييف سيقابل ب"رد مناسب من موسكو"، دون توضيح طبيعة هذا الرد، مكتفيًا بالقول إن روسيا "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تهديد يمس أمنها القومي أو يعرّض مصالحها العسكرية للخطر". ويرى محللون أن مجرد طرح فكرة استخدام صواريخ "توماهوك" في أوكرانيا يشير إلى تصعيد محتمل في الأزمة الأوكرانية وتوسّعها نحو أطراف جديدة مثل كوريا الشمالية، مما قد يغيّر ملامح المشهد الأمني في المنطقة ويزيد من تعقيد العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا وبيونغ يانغ على حد سواء.