\r\n \r\n نوات الأخيرة ، لم يكن أسلوب ولا سياسات رئيس الوزراء السابق جون هوارد ووزير خارجيته الكسندر داونر تحبب أستراليا لدى حكومات عديدة خلا إدارة جورج بوش ، وبالتالي كان الانتصار الساحق الذي حققه في انتخابات الشهر الماضي رود كيفين ، الدبلوماسي السابق الذي يتحدث الصينية ذو التوجه الدولي ، من شأنه ان يغير الكثير من تلك النظرة حيث سيعمل رود على الأرجح على اعادة توجيه السياسة بنفس القدر الذي فعله هوارد قبل عقد من الزمان ، عندما تحول التركيز الاسترالي من آسيا والتعددية الدولية إلى علاقات مع الغرب وما يسمى بتحالف الإرادات. \r\n \r\n لا ريب سيحدث تغيير ، ولكن من المهم ادراك الحدود فإنهاء أستراليا لإنكارها الرسمي للتغير المناخي مهم ، ويجعل الولاياتالمتحدة أكثر انكشافا حول تلك المسألة ويضيف هذا التحول إلى احتمال أن تبذل الدول المتقدمة في النهاية جهودا كافية لتقليل انبعاثاتها في سبيل إقناع الصين والهند بالاعتراف بمسئولياتهما العالمية. \r\n على أن إيمان رود بقدرته على جسر الهوة بين الدول المتقدمة والنامية فيه نوع من الجرأة ، ولن يكون سهلا عليه جعل استراليا تخفض انبعاثاتها العالية جدا وتقلل اعتمادها على الفحم _ وهي صناعة تحتفظ بروابط سياسية داخل حزب العمال الذي يرأسه _ في وقت تعاني فيه بلاده من عجز تجاري مزمن . \r\n بالنسبة للعراق ، سيشرف رود على خروج تدريجي للقوات الاسترالية رغم أن هذا كان لابد ان يحدث بطريقة أو بأخرى فقد كان الوجود العسكري الاسترالي في الاغلب وجودا رمزيا ، ومع انخفاض التأييد الأميركي للحرب فإن رحيل القوات الاسترالية لن يضر بالعلاقات بين البلدين أما أفغانستان فقد تكون هناك مشكلة ؛ حيث إن وقوع قتلى استراليين يؤدي إلى تآكل الدعم الشعبي في وقت الحاجة إلى مزيد من القوات هناك . \r\n هذا ولن تتحول العلاقات مع الولاياتالمتحدة إلا قليلا ، إذ ان اعتماد استراليا على تحالفها مع الولاياتالمتحدة عميق ورغم ان هوارد ، بنظر البعض ، ذهب ابعد من اللازم في تبعيته لبوش ، إلا انه ليس هناك طول ميلي انتخابي في العداء لأميركا ، وقد تجد واشنطن في ظل قيادة ديمقراطية رود على طولها الموجي اكثر من هوارد ولكنه سيواجه صعوبات في كيفية الموازنة في العلاقات مع الولاياتالمتحدة والصين واليابان . \r\n والاعتماد الاسترالي على السوق الصيني لترويج بضائعها كبير ومتزايد ، ولكن نهضة الصين تمنح استراليا سببا لإعادة التأكيد على روابطها مع الولاياتالمتحدة واليابان وتطويرها مع الهند كما كان هوارد يفعل . \r\n وقد يحاول رود التقليل من مخاوف بكين في أن تكون كانبيرا جزءا من تحالف لاحتواء الصين ، ولكن التوقعات الصينية والهواجس اليابانية بأن يثبت رود انه صديق خاص لبكين من غير المتوقع أن تتحقق أما معرفة رود باللغة الصينية وعمله كدبلوماسي في بكين فلا يؤدي بالضرورة للإعجاب بالحكومة الصينية. \r\n الحق ان الصين قد تشكل بؤرة مخاوف جديدة لاستراليا لاسيما إذا بدأت صناديقها الاستثمارية الحكومية شراء شركات الموارد الاسترالية وإذا كان رود غير راديكالي حول المسائل الاقتصادية إلا ان النزعة القومية تكمن اسفل سطح حزب العمال بزعامته وكانت شركة سينوستيل الصينية الحكومية قدمت عرضا لشراء ميدويست الاسترالية للتعدين تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي فوق ذلك ، هناك عرض صيني لشراء شركة ريو تنتو للتعدين العملاقة ومقرها لندن والمدرجة على بورصة سيدني ولها أصول محلية ضخمة وهو العرض الذي يحتمل ان يبدد عرضا بقيمة 150 بليون دلاور تقدمه بي اتش بي بيليتون الاسترالية التي مقرها ملبورن . \r\n وهناك اتفاقية تجارة حرة يجري التفاوض حولها مع الصين تتقدم ببطء وتبدو من وجهة نظر صينية سياسية اكثر منها اقتصادية في الهدف وربما تفضل حكومة رود دعم القضايا التجارية متعددة الأطراف ، ومصالح استراليا الأكبر تكمن في الترتيبات العالمية وفي عدم استبعادها من أي ترتيبات إقليمية تربط شمال شرق آسيا بجنوب شرقها . \r\n ومرة أخرى سيتحول تركيز أكبر إلى آسيا بوجه عام ولكن سيظل شمال شرق آسيا يستحوذ على اهتمام اكبر من جنوب شرق آسيا عدا عن أندونيسيا فرابطة دول جنوب شرق آسيا منقسمة ولوثت عشها بسبب ميانمار أما تكوين علاقات افضل مع اندونيسيا فهي ممكنة من الناحية النظرية ، لاسيما إذا خففت استراليا من حربها على لغة الإرهاب على ان الارث التاريخي - خاصة ما يتعلق بتيمور الميلانيزية وبابوا - والخوف من الإسلام والمواقف الإعلامية السلبية على الجانبين تجعل المسافة بين البلدين ابعد مما ينبغي ان تكون . \r\n وستظل جزر ميلانيزا منطقة شائكة ومسألة تتطلب سياسة جديدة ، وستظل الدول الصغيرة المجاورة لاستراليا صداعا في رأس كانبيرا. \r\n خلاصة القول ، مساحة المناورة السياسية أمام رود محدودة ، ولكن بالنظر إلى خلفيته واهتماماته سوف يحاول الرجل استغلال ما هو متاح امامه أما الآن ، فإن مجرد تغيير الموقف سوف يأخذ وقتا طويلا. \r\n \r\n فيليب بورينج \r\n كاتب مساهم في صفحة الرأي بصحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون - خاص بالوطن \r\n خدمة انترناشيونال هيرالد تريبيون - نيويورك تايمز - خاص بالوطن