\r\n كما وقعت استراليا ايضا على اتفاقية تجارة حرة مع الولاياتالمتحدة التي كان مغزاها السياسي اكبر من جدواها الاقتصادية.لكن اذا كان العراق قد اظهر احساسا بالاستقلال عن اميركا كما تلمس استراليا فان زيارة وين تظهر ان استراليا تبحر مبتعدة تدريجيا عن الولاياتالمتحدة عندما يتعلق الامر بسياستها مع الصين. \r\n فقد نأت استراليا بنفسها عن التعهدات الاميركية بالدفاع عن تايوان وتجنب انتقاد سياسة العملة الصينية وغالبا ما تعطي انطباعا بان الصين شريك وليس منافسا او عدوا محتملا.والسبب واضح وهو تعطش الصين للموارد المعدنية وموارد الطاقة الاسترالية وانها الشريك التجاري الاسرع نموا لاستراليا.وان اقتصادها تكاملي وليس منافسا. \r\n خلال زيارة وين سوف يتم التوقيع على مبيعات يورانيوم على الرغم من المعارضة الكبيرة في استراليا لصادرات اليورانيوم.(تتمتع استراليا ب40%من احتياطيات اليورانيوم في العالم وان كانت اغلب الولايات تحظر استكشاف او التعدين من المناجم الجديدة) لكن الى اي مدى يمكن ان تذهب استراليا في علاقتها مع الصين دون ان تثير قلق الولاياتالمتحدةواليابان؟ \r\n في كل ما يثار بشان الصفقات مع الصين احيانا ما يتم تجاهل ان اليابان لاتزال حتى الان اكبر سوق تصديري لاستراليا واميركا في المرتبة الثانية.وعلى الرغم من ازدهار او انتعاش تجارة المعادن فان استراليا تعاني من عجز تجاري مع الصين.ومع بروز العلاقات الصينية اليابانية بوصفها التهديد الاخطر على المدى المتوسط والبعيد في شرق اسيا فان استراليا قد يفرض عليها في بعض المراحل الاختيار بين حليفتها القديمة وهي اليابان المتحالفة مع الولاياتالمتحدة وبين محاولة اتخاذ موقف الحياد الذي يمكن ان يكون خطرا على دولة غنية بالموارد الطبيعية كاليورانيوم والغاز الطبيعي لكنها قليلة السكان وليس لديها اسلحة نووية. \r\n وهنا ياتي الحديث عن قضايا جنوب شرق اسيا والهند.فالهند تريد ايضا ان تتمكن من شراء اليورانيوم وبوصفها دولة ديمقراطية فلها حجتها في ذلك.ومع ذلك فان الهند محظورة من ذلك حاليا بسبب انها غير موقعة على معاهدة منع الانتشار النووي. \r\n كما انه من غير الواضح الى اي مدى يمكن ان تذهب استراليا مع اميركا في تعاونها العسكري مع الهند.فبوصفها قوة في المحيط الهندي والمحيط الهادي ايضا فان لدى استراليا المقومات لتلعب دورا تعاونيا كبيرا.لكن كيف يمكن ان يؤثر ذلك على علاقاتها مع الصين؟ \r\n هنالك يكون الاعضاء العشرة لرابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) التي تتودد اليها منذ زمن استراليا.ففي ديسمبر الماضي كانت استراليا-على غرار الهند- محل ترحيب في قمة شرق اسيا التي كانت برعاية الاسيان وان كان ذلك يرجع الى حد كبير الى الرغبة في موازنة قوة الصين.وعلى اي حال فان الاسيان نفسها متباينة بشكل لا يسمح لها ان تكون قوة تتجاوز باي حال التجارة كما ان التجمع الاسيوي الاكبر غير معني بعودة الصين واليابان الى النزعة القومية. \r\n كما تتاثر ايضا العلاقات الدولية لاستراليا حاليا بالشجار البسيط مع اندونيسيا حول اللاجئين المحتملين من بابوا الذي يؤخر زيارة رئيس الوزراء جون هوارد لجاكرتا.حيث لدى استراليا قليل من الاختلافات الاساسية مع جاكرتا التي تدرك بانه يتعين التعامل مع الصين لكنها متشككة ويمكن ان تفضل علاقات اقوى مع اليابان.لكن حتى عند حسن النية فان الخلافات الثقافية تبدو حتمية سواء بدت من قبل المتشددين الدينيين على الجانبين او من خلال المستويات المختلفة للتنمية الاقتصادية.فالتعاطف داخل استراليا لانفصاليي بابوا يثير بشكل طبيعي غضب جاكرتا غير ان هناك القليل الذي يمكن لاستراليا عمله الا اذا استخدمت نفس الوسائل المتعسفة ضد لاجئي بابوا كما تفعل ذلك مع الاصوليين الاسلاميين. \r\n لذلك فانه على الرغم من انه قد يبدو جميلا رؤية استراليا على الساحة الدولية لدواعي اكثر من الرياضة فانه قد يكون من المريح بشكل اكبر ان تظل دولة متوسطة الحجم تتمتع بالرخاء يسعد العالم بتجاهلها.ان الموارد يمكن ان تكون نقمة تماما بقدر ما يمكن ان تكون نعمة. \r\n \r\n *كاتب اسيوي بارز مختص بشئون اسيا والمحيط الهادي. \r\n خدمة كيه ار تي خاص ب(الوطن). \r\n