وكي يظل يحظى بشعبية يتعين على كيوزومي ان يعمل قوادا لعدد متزايد من اليابانيين الذين يريدون محو عار هزيمتهم في الحرب العالمية الثانية. تسلط مشكلة الصين مع اليابان الضوء على تناقض غريب لنظام حكم سلطوي معاصر.حيث ان نفس زعماء الحزب الشيوعي الذين يحتجون ان الديمقراطية الشعبية يتعين اطلاقها بحذر بالغ يحتجون ايضا بان التعبيرات الشعبية بالنزعة القومية يتعين التسامح معها.وقد تم السماح لمجموعة صغيرة من المتظاهرين بتقديم مذكرة للسفارة اليابانية في بكين احتجاجا على زيارة كيوزومي للضريح.ان الاثار الثانوية غير المرغوب فيها المحتملة من استمرار التوترات الصينية اليابانية قاسية.وكان من المقرر أن يلتقي ماشيمورا مع الزعماء الصينيين بغية نزع فتيل التوتر بشان حقول الغاز الطبيعي المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي.حيث ان محور الخطر هناك هو وجود كميات من الغاز تفي بالاحتياجات المحلية لليابان وتلبي التعطش الصيني الكبير للطاقة.وقد شرعت الصين في عمليات استكشاف في المنطقة وتهدد اليابان بإرسال سفنها الحربية لوقف عمليات التنقيب. وقبل أن يتم إلغاء الزيارة كانت المحادثات مع بكين قد أظهرت أملا بالتوصل إلى حل وسط.كما إن المنطقة على نطاقها الأوسع يمكن أن تخسر هي أيضا.حيث أن كثير من الزعماء الآسيويين من المقرر اجتماعهم في كوالالمبور في قمة شرق آسيا الافتتاحية في ديسمبر المقبل.والحقيقة أن الصين لن تسمح بزيارة وزير خارجية اليابانلبكين.كما أن دبلوماسي كبير من كوريا الجنوبية ألغى زيارته لطوكيو احتجاجا على زيارة الضريح.ألا يدل ذلك بشكل واضح على ما يمكن أن يظهره هذا العرض المهرجاني للصداقة الآسيوية وإجراءات الأمن الجماعي التي ترمز إليها. \r\n والقلق في العواصم الآسيوية الأخرى هو أن انهماك بكين في معاقبة اليابان سوف يضعف التزام زعمائها بتلطيف دبلوماسية إقليمية تعد علامة مميزة في فترة حكم الرئيس هو جيناتو ورئيس الوزراء وين جياباو.فإلى متى تستطيع الصين تعزيز الصعود السلمي في الوقت الذي يوجد فيه هذا الصراع المرير مع طوكيو على الموارد الطبيعية وتفسير التاريخ؟.في بعض عواصمجنوب شرق آسيا ثمة قلق بالفعل بان بكين تفقد اهتمامها بقمة شرق آسيا.حيث أن هناك قليل جديدا في أسلوب التعاطي الرسمي الصادر عن بكين بشأن الاستعداد لاجتماع ديسمبر المقبل حيث تبقي الصين شركائها يخمنون عما يمكن أن تراه يتحقق في كوالالمبور.البعض في واشنطن سوف يرحبون بهذا الوضع.حيث أن التوتر بين الصين واليابان يعمل على تعزيز التحالف الأميركي مع اليابان ويوازن الاعتماد الاقتصادي المتزايد لليابان على الصين. فالولايات المتحدة غير سعيدة على استبعادها من قمة شرق آسيا وسوف تشجع بشكل هادئ أي خلاف فيها.ولم يخف رامسفيلد الذي قام بأول زيارة له مؤخرا لبكين بوصفه وزيرا للدفاع رغبته في أن يرى الصعود العسكري الصين يتعرض للاختبار وتساعد النزعة القتالية في الخطاب السياسي الرسمي الصيني تجاه اليابان على تبرير مخاوفه.مع ذلك فليس هذا بالضرورة هو ما ترغب في رؤيته بقية آسيا وانتقاد زيارات كيوزومي للضريح لا يقتصر على بكين.فقد انتقدت كل من تايوان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وكلهم حلفاء للولايات المتحدة هذا التصرف من قبل رئيس الوزراء الياباني.إن واشنطن بحاجة إلى إدراك أن كل واحد يريد أن يرى الصين تنخرط بشكل سلمي في المنطقة وانه يجب القيام بمحاولات ملحة لإعادة بكين إلى هذا المسار.ولا يريد أحد أن يرى الصين واليابان يستخدمان قوتهما الاقتصادية الكبيرة من اجل كسب دعم سياسي.وقد حدث ذلك في محاولة طوكيو الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي في مطلع هذا العام.إن التنافس بين أكبر قوتين في آسيا ضار بالأمن الإقليمي.وإذا رغبت أميركا بشكل حقيقي في العمل بوصفها حصن الأمن في آسيا فانه يتعين عليها أن تركز بشكل جيد على المساعدة في إصلاح العلاقات بين الصين واليابان. \r\n مايكل فاتيكيوتيس \r\n باحث زائر في معهد دراسات جنوب شرق آسيا.خدمة\"انترناشيونال هيرالد تريبيون- نيويورك تايمز\" خاص ب(الوطن)