مائة مليون درهم للاستثمار الزراعي، تهب الأرض ما تعطشت لأجله وما تمنحه الشجرة، لأن تحفظ اخضرارها، وتزدان بالثمر، وترصع أغصانها بأناشيد الطير وهديل الحمام، هو هذا الوفاء، عندما تسخو الأيدي لأجل أرض الأحبة ومن عشقوا التراب، وأنشدوا لأجل العشب أعذب ما جادت به القريحة، وسحوا العرق، من سواعد سمر، ما ملت الحرث والبث، وناغوا العشب، لهجس الشفاه، النازفة أحلى الكلام، لأجمل أرض وأنبل ثرى. خطوة نحو التخصيب، تضاف إلى خطوات أينعت ثماراً على جميع الصعد، وأعطت بقوة الإرادة، ما يذهل ويدهش، ويبعث في النفس فخاراً واعتزازاً.. هي خطوة ضمن درجات السلم المرتقي إلى العلا الذاهب بالمعاني الجميلة نحو غايات الالتزام الأخلاقي الفذ، والمسؤولية الوطنية الرائعة، والإحساس بقيمة المنجز الحضاري عندما تتوازى المعطيات، كما أنها في السياق الواحد الأحد، والنسق الذي لا تتفرق أنساقه في لونها وعذوبتها ومستواها. مائة مليون لاستثمار الأرض، تدفع بالعجلة باتجاه المستقبل الأخضر نحو غد يشرق بسنابل العطاء، ويمد أفرعاً للمدى متباهياً بشمائل الذين يعطون بسخاء ويمدون الأيدي بيضاء محملة بجزيل الولاء والانتماء إلى تضاريس هي من رائحة الأولين ومن أسسوا ووصفوا الشجرة ما بين الرمش والرمش، وزرعوها في الأفئدة، خالدة مخلدة، لا تكف عن الرفرفة ولا تتوقف عن رفع النشيد الإنساني، كونها الشجرة التي نهلت من شرايين الحب، وتخصبت من نسيج الأجساد الباذلة.. الإمارات بنت النخلة، وليدة الصحراء الملهمة، جارة الجبال المنعمة بالصلابة، وحسن الصورة، وبهاء التاريخ.. الإمارات سدرة البدء والمنتهى، وغصن اللوز اللدني.. الإمارات تبقى والعشب صنو الحياة والأبد المزدهر بالعطاء. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا