قال الأستاذ "عبد الحميد بركات" ، نائب رئيس حزب الاستقلال ، أنه في 19 نوفمبر عام 1977أحدث أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية في ذلك الوقت زلزالاً شديداً في الصراع العربي الإسلامي الصهيوني ، ذلك بإقدامه على زيارة تل أبيب والقدس في ذلك الوقت. وأضاف "بركات" أن السادات قد ألقى بثقله وثقل مصر معه في قفص التبعية للولايات المتحدةالأمريكية بعد توليه مباشرة الرئاسة عام 1971 عندما قال أن كل أوراق اللعبة في يد أمريكا واللعبة هنا يقصد بها الصراع العربي الصهيوني واحتلال الكيان الصهيوني لأراضي في مصر "سيناء بالتحديد" وفي سوريا وفي الأردن وكامل باقي الارض الفلسطينية "الضفة الغربية وغزة ". وأكد "بركات" أن التبعية بدأت من هذا التاريخ للولايات المتحدةالأمريكية ، وفي حرب 1973 في 6 أكتوبر والعاشر من رمضان حقق الجيش المصري ومن ورائه الشعب المصري ومعه الشعب السوري ، معجزة بانتصارهم على الكيان الصهيوني ورد ذل وعار الهزيمة التي لحقت بنا عام 1967 التي سميت بالنكسة. وتابع: هذا الانتصار العظيم أشاد به العالم كله لكن للأسف السادات ضيع هذا الانتصار وضيع حلاوته وقضي على مذاقه بزيارته المفاجئة لإسرائيل ، يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله " يعني يا أيها المجاهد المسلم وأنت تجاهد أعداءك إن جنح أعداؤك للسلم فاجنح لها أنت إذاً المطلوب لكي نحقق أغراض هذه الأية أن يكونوا هم "الصهاينة والأمريكان من ورائهم" يجنحوا للسلم لكن للأسف السادات هو المنتصر وهو الذي جنح للسلم وليس العكس. وأضاف نائب رئيس حزب الاستقلال ، "قاطعت أغلبية الدول العربية إن لم يكن جميعها جمهورية مصر العربية ، وأدت إلى نقل مقر الجامعة العربية التي أسست في القاهرة منذ عام 1945 إلى تونس وأختير لأول مرة أميناً عاماً للجامعة العربية غير مصري ، وحرمت مصر من حضور اجتماعات الجامعة العربية لأكثر من تسع سنين أو عشرة" مشيرًا إلى أن "هذا العمل الذي قام به السادات للأسف الشديد أوقع مصر في قفص التبعية للكيان الصهيوني حيث أملت عليه العصابة الصهيونية الحاكمة في تل أبيب شروطها للانسحاب من سيناء ، وانتهت هذه العملية باتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل التي كانت بمثابة نكسة أخرى أصيبت بها مصر ، والعالم العربي من بعدها لأن العالم العربي بعد هذه المقاطعة اضطر إلى الرجوع إلى مصر والعمل بما عملت به". واكد "بركات" أن ما شهدناه أخيراً مما يسمى بالمبادرة العربية للصلح بين العالم العربي وإسرائيل للأسف الشديد هذه التبعية التي أوقعنا فيها أنور السادات - منذ توليه الحكم - للولايات المتحدةالأمريكية ثم بعد كامب ديفيد للكيان الصهيوني ما زالت تؤثر فينا حتى الآن حيث إن مصر تلك الدولة التي هي عمود الخيمة بالنسبة للدول العربية كلها أكبر الدول من حيث عدد السكان ومن حيث الانتاج.