عمرو كمال- وليد هجرس: لا أحد يعرف حتي الآن حل لغز اختفاء البنسلين من الأسواق.. لا وجود للعقار.. ولا ردود من المسئولين تحسم الأمر وتوضح الحقائق. الحقيقة الوحيدة أن البنسلين اختفي وهناك من يرجع سبب اختفائه إلي الرغبة في رفع سعره خاصة أن العبوة التي يبلغ ثمنها 9 جنيهات تباع في بعض الأماكن ب 170 جنيها. "المساء" واصلت البحث هي الأخري ورصدت متاعب الناس ومعاناتهم في "حربهم" للحصول علي البنسلين. هاجر محمد وتامر ملاك وفؤاد فتحي صيادلة: الوضع مستمر في التصاعد نحو أزمة حقيقية تهدد حياة ملايين المواطنين أصحاب أراض تعتمد بشكل كبير علي دواء البنسلين حيث يحضر يومياً طوابير من المرضي أمام الصيدليات في انتظار عبوة من "البنسلين" وذلك من ستة أشهر ولم يتغير في الأمر شيء بل العكس هو ما يحدث فالأزمة مستمرة وتتصاعد بعد ان اختفت البدائل ولم يعد هناك بديل لحقن البنسلين حتي الأدوية المستوردة اختفت هي الأخري منذ شهور قليلة رغم أن سعرها يتجاوز 350 جنيها ولا يقدر عليها الا فئات اجتماعية معينة وليس محدودي الدخل والبسطاء أكدوا أن الامر يزداد تعقيداً وغياب وزارة الصحة وغرفة صناعة الدواء يفتح الباب علي مصراعيه أمام تجار السوق السوداء ومافيا الاتجار بالأدوية مما قد يسفر عن انهيار سوق الدواء وسقوطه في يد سماسرة الدواء والمتلاعبين بأرواح المرضي فالدواء مسألة حياة أو موت ويجب أن تنصت الدولة لاصوات وصراخ وآلام المرضي وهم كثيرون. أمير موريس وصفوت رمسيس وماجدة فهمي وجورج سمير صيادلة: نعيش منذ شهور أزمة تضع علامات من الاستفهام لا حصر لها. ولا نعرف اسبابها أو طرق حلها فالصيدليات لم يعد بها عبوة واحدة من البنسلين وتم الاستحواذ عليه بصيدلية الاسعاف ومقر الشركة المصرية للأدوية وبكميات قليلة وغير كافية لتستوعب آلاف المرضي الذين يعانون من أمراض مزمنة تستلزم تعاطي البنسلين وفي حالة غيابه تكون هناك أدوية بديلة والعشوائية تسيطر علي المشهد العام علي أزمة البنسلين ونري أن الدولة مطالبة بإجراءات سريعة وعاجلة لانقاذ ما يمكن انقاذه من تداعيات خطيرة يتعرض لها العديد من المرضي ولا تدري عنهم شيئاً. والبداية - كما قالوا- بطرح كميات وفيرة من العقار بكل الصيدليات لسد العجز المتفاقم. وهذا حل جزئي. أما الحل النهائي فهو تدشين هيئة الرقابة الدوائية والمنوط بها تنظيم عملية الدواء ومتابعة كل مراحل انتاجه وبيعه وتداوله بالأسواق. ولكننا حالياً نعيش في فوضي عارمة وعشوائية تنذر بكارثة في سوق الدواء مع انتشار السوق السوداء ومافيا الدواء وسماسرة التلاعب بأرواح المواطنين من خلال اخفاء الادوية واظهارها لمن يدفع فقط. غياب غامض محمود مصطفي وسيد فتحي وأمين عمر وخالد مصطفي مواطنون: نبحث منذ شهور عن حقن "البنسلين" نظراً لان لنا مرضي يتألمون من غياب العقار بشكل غامض ومريب. فهناك تضارب في تصريحات المسئولين فالصحة تفتح آفاق التفاؤل المزيف بأن البنسلين موجود وبوفرة في الصيدليات وعلي الجانب الاخر الصيدليات فارغة من عقار البنسلين تماماً ولو أردت أن تعثر عليه إما أن تذهب إلي صيدلية الاسعاف برمسيس أو صيدلية الشركة المصرية للادوية وكلاهما ليس بهما إلا أقل القليل من عبوات العقار المختفي والطوابير والزحام حدث ولا حرج. وايضا يتم بيعه بزيادة عن سعره المقرر دون أي تفتيش.. كل هذا دون أي تحرك من الدولة متمثلة في وزارة الصحة أو غرفة صناعة الدواء لانقاذ حياة الكثيرين من المرضي الذين تمثل لهم حقنة "البنسلين" مسألة حياة أو موت بالاضافة لغياب البدائل المستوردة والمحلية. د. أمير ارميا مدير احدي الصيدليات في وسط البلد: إن الأزمة مستمرة منذ عدة شهور ولا يوجد أي بوادر انفراجة في القريب فشركات الأدوية ترسل لنا كل اسبوع علبة واحدة أو علبتين لكن منذ ما يقرب من شهر ونصف لا يوجد بنسلين بدعوي أن التصنيع متوقف لعدم وجود مادة خام. والغريب في الامر ان البنسلين منتج قديم وهو بداية المضادات الحيوية وتصنيعه ليس بالصعوبة مثل مركبات دوائية أخري. ولكن يبدو أن وراء اختفائه مافيا الدواء أو أغراض اخري لا نعلمها واحتمال كبير يكون تعطيش السوق بهدف زيادة ثمنه. ومن جانبه اكد الدكتور عبدالمسيح شنودة مدير احدي الصيدليات في شارع شبرا ان بعض الشركات بدأت ترسل لهم عبوة أو اثنتين من عقار البنسلين كل اسبوع تقريباً ولكن هذا لا يكفي عدد المرضي المترددين علي الصيدلي الذين يستخدمونه شهرياً. وارجع سبب الازمة إلي اهمال الوزارة او عدم استقرار سعر الدولار وقال للاسف لا يوجد بديل له فالأقراص منه غالية جداً وتكون جرعة يومية أما العبوة "الحقن" فهي جرعة شهرية ومن المفترض أن هناك أربع شركات في مصر تقوم بانتاجه ولا نعرف سبب اختفاء منتجاتها. وللاسف عبوة واحدة في الصيدلية تضعنا في مأزق امام المرضي فهل نبيعها للأطفال أم لكبار السن. اتمني أن تقوم الوزارة بدورها في توفير الدواء لأن هناك أزمة في أدوية اخري لمرضي السكر والقلب علي وشك الظهور. أما المواطنون فمازالوا يقفون في طابور أمام صيدلية الاسعاف يحملون روشتاتهم للحصول علي عبوة البنسلين قادمين من كل أنحاء الجمهورية. من السابعة صباحاً يقول سيد عبدالله من اطفيح: بعد محاولات عديدة مع الخط الساخن للوزارة مرة يرد وعشرة لا أخبرونا أنه متوفر في صيدلية الشركة في بني سويف والقاهرة ولهذا فضلت الحضور إلي القاهرة لشراء عبوة واحدة سعرها 9 جنيهات ويقومون ببيعها بعشرة جنيه تستخدم في الشهر لابنتي وحضرت الساعة السابعة صباحاً واخبروني ان بداية العمل الساعة العاشرة وبعد تقديمي للروشتة الموثقة حصلت علي العبوة بطلوع الروح. خالد إبراهيم يقول: قدمت من المنصورة خصيصا لصرف عبوة البنسلين من هنا بعشرة جنيهات بدلاً من شرائها من السوق السوداء والتي وصل فيها سعر العبوة 170 جنيها وانا لدي ابنتان تعانيان من الروماتيزم تأخذان البنسلين ولم تذهبا إلي المدرسة منذ اسبوعين لعدم توافر الدواء الخاص بهما. يضيف: لابد من فتح تحقيق مع كل المسئولين عن عدم توافر البنسلين ومحاكمتهم علي المعاناة التي نعانيها. لقد اتيت منذ عشرة ايام لأصرف البنسلين ولكنهم طلبوا مني أن أحضر روشتة مختومة واحضرت لهم الروشة وهي نسخة منها لانها روشتة مستشفي الا أنهم يرفضون صرفه وطلبوا مني التوجه إلي أي مسجد قريب به عيادات ليقوم أي طبيب يعمل به بكتابة روشتة لأصرف البنسلين لابنتي رغدة وشيماء. يقول أحمد السيد: انا قادم من عزبة النخل لاقف في هذا الطابور خارج صيدلية الاسعاف لاحصل علي عبوة بنسلين لابني المريض فجيمع صيدليات عزبة النخل لا يوجد بها عبوة واحدة منه. يجب ان تحل الأزمة والا فلن نجده هنا ايضاً. شريف عبدالقوي يقول انه قادم من السنطة محافظة الغربية واصبح متمرساً في نظام شراء البنسلين من صيدلية الاسعاف لأنه يأتي للشهر الثالث علي التوالي لاختفاء البنسلين في صيدليات السنطة. ويؤكد ان العبوة كانت موجودة في السوق السوداء بسعر بدأ بخمسين جنيها وصل الآن إلي 220 جنيها مع أن سعرها الرسمي المكتوب 9 جنيهات فقط ولكن المنفذ الوحيد وهو صيدلية الاسعاف يصرفها بعشرة جنيهات. ويضيف أنه يعتقد أن وراء هذا العجز خطة لدي الوزارة لزيادة سعر البنسلين في السوق. يقول هشام حسين انه قادم من المنوفية لنفس الاسباب وللشهر الرابع علي التوالي لشراء عبوة سعرها لا يزيد علي 20 جنيها لا تمثل 10% من تكاليف السفر ذهابهاً وعودة وانتظارا او وقوفا في الطابور لمركب هو أول انواع الأدوية وبسببه قامت صناعة الدواء في العالم ويمكن تصنيعه بسهولة ولكن. ما يفعلونه في المواطن جريمة ولابد من محاسبة المسئولين عن اختفائه من السوق بهذا الشكل وايجاد حلول عاجلة.