يعاني العديد من المرضى هذه الأيام، ليس فقط من آلام الجسد ولكن أيضا من ألم البحث المستمر عن العلاج الشحيح وهو «البنسلين». الصيدلي أيمن بخيت، يؤكد أن هناك نقصًا حادًا في «البنسلين» طويل المفعول في القاهرة والمحافظات، ليس فقط في «البنسلين» المستورد ولكن المحلي أيضاً، مشيراً إلى اختفاء سبعة أنواع من البدائل ل«البنسلين» من السوق، لافتاً إلى أن هناك أزمة في العديد من الأدوية الأساسية مثل أدوية القلب والغدة. الموظف سيد أحمد، أكد ل«المصري اليوم»، أن زوجته تعاني من مرض الحمى الروماتيزمية منذ عشر سنوات، وتعتمد في علاجها كلية على «البنسلين», الذي دونه لا تستطيع الحراك، ويجب أن تتناول العلاج كل أسبوعين وإلا تصبح طريحة الفراش. تيتو نجيب، صديق سيد أحمد، أكد أنه لم يكن يعرف هذا الدواء من قبل لكن بالبحث عنه في عدة مناطق لم يستطع أن يحصل إلا على عبوة واحدة بسبب نقص «البنسلين» في الأسواق، حيث علم من بعض الصيدليات أنه ليس بحوزتهم سوى ثلاث أو أربع عبوات فقط يصرفون منها واحدة فقط لكل شخص. امتدت مشكلة نقص البنسلين أيضا للمحافظات, حيث يأتي البعض إلى القاهرة أملاً في إيجاد العلاج، فأتى عبدالله الرفاعي من طنطا خصيصاً للبحث عن «البنسلين» لأخته, التي اعتمدت في علاجها من روماتيزم القلب على «البنسلين» لمدة خمسة عشر عاماً. ويضيف عبدالناصر زينهم، أنه يبحث عن البنسلين لعلاج ابنته، ولا يجد سوى البديل الذي يصل سعره إلى 40 جنيهاً، لكنه لا يستطيع تحمل تكاليف البديل لأنها تأخذ العلاج مرتين في الشهر. أيمن بخيت، أكد أن أزمة نقص «البنسلين» ليست جديدة، لكنها اشتدت في الفترة الأخيرة بسبب عدم وجود رقابة على أسواق الأدوية وعدم وجود موارد مالية من الحكومة لدعم بعض الأدوية باهظة الثمن، بالإضافة إلى عدم توافر المادة الخام المستوردة لتصنيع الأدوية مثل «البنسلين». ويُرجع مكرم مهنى، رئيس الغرفة الصناعية للدواء، أن السبب في هذا هو إجراء بعض الشركات المنتجة، للصيانة في خط إنتاج البنسلين، وتأخر المواد الخام المستوردة المستخدمة في إنتاجه، لكنه عبر عن مخاوفه من حدوث أزمة، لأن هناك شركتين سوف تقومان باستيراد 2 مليون و850 ألف عبوة «بنسلين» لتغطية احتياجات السوق. وأضاف أن تناقص نوعيات من الأدوية يأتي بسبب عدة عوامل، منها إضرابات العمال في شركات الأدوية مما يكون له تأثير مباشر على الإنتاج، فضلاً عن تدهور الحالة الأمنية في مصر مما جعل بعض شركات الأدوية تقلص دوريات العمل للحفاظ على سلامة العمال، كما أكد أن هناك أعباءً تتمثل في تناقص التسهيلات من الخارج لاستيراد المواد الخام بسبب انخفاض التصنيف الائتماني لمصر في العالم، وبالتالي تتآثر وتتأخر عملية استيراد الأدوية بسبب عدم وجود سيولة في شركات الأدوية. محسن أحمد، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأدوية، أكد أن الشركة حصلت على كميات كبيرة من «البنسلين» من شركة النيل للأدوية وشركة المهن الطبية، وأضاف أن كل الكميات التي وصلت تم طرحها في الصيدليات في كل المحافظات وصيدليات الشركة المصرية للأدوية مثل صيدلية الإسعاف. لا يستطيع الكثيرون، إيجاد البنسلين إلا في صيدليات قليلة، كما لا يمكن الحصول سوى على عبوة واحدة فقط من خلال «الروشتة» التي يكتبها الطبيب، وبالتالي يضطر المريض إلى زيارة الصيدليات كل أسبوعين للبحث عن عبوة جديدة لاستكمال العلاج. عبير، قالت ل«المصري اليوم»، إنها بعد رحلة بحث عن «البنسلين» في صيدليات وسط القاهرة وحلوان وجدته أخيرا في صيدلية الإسعاف، واستطاعت أن تصرف عبوة واحدة فقط لتأتي بعد أسبوعين من حلوان للحصول على علاج جديد. أحمد النشوقي، صحفي، قال إنه لجأ أخيراً لأخيه في أوروبا ليقوم بتوفير دواء «البنسلين» لعلاج أختهم بسبب عدم استطاعته إيجاده إلا في صيدليات الوزارة فقط, وعدم استطاعته صرف أكثر من عبوة.
