مازالت أزمة اختفاء عقار البنسلين الخاص بمرضي الحمي الروماتيزمية مستمرة رغم تصريحات المسئولين بوزارة الصحة عن توفيره بالصيدليات في حين أكد الصيادلة أن العقار غير موجود.. ووسط هذا يعاني الآلاف من المصابين بالحمي الروماتيزمية من خطر دائم. أجمع مديرو الصيدليات أن المرضي كعب داير منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر للفوز بحقنة بنسلين دون جدوي لأنها لم تعد موجودة لدينا وقد تم منع بدائل البنسلين أيضاً مثل عقار "أومسين" الذي كان متوفراً كشراب وأقراص بحجة أن هذا العقار لم يتم تسجيله رغم تداوله مما يعرض حياة الأطفال المصابين بالحمي الروماتيزمية للخطر. رصدت "المساء" العديد من الصيدليات وكان المشهد بها يدمي القلوب بعد أن شاهدنا الكثير من الآباء الذين حضروا علي وجه السرعة وبتلهف من محافظاتهم البعيدة من أجل الفوز بحقنة بنسلين ولكن خابت آمالهم. ولم يجدوا إلا تصريحات فشنك بتوافر العقار. تقول منة الله عادل صيدلانية: لقد نفد عقار البنسلين ممتد المفعول من معظم الصيدليات منذ ما يقرب من حوالي ثلاثة أشهر وعندما حاولنا معرفة السبب علمنا أن المشكلة تكمن في المادة الفعالة التي أصبحت غير متوفرة عالمياً. أضافت: حتي بدائل البنسلين التي كانت تجد اقبالاً من المرضي عند اختفاء البنسلين الأصلي قد اختفي ومنع هو الآخر. أما ميشيل عبدالملاك صيدلي فيقول: ليس من المعقول أن نظل مكتوفي الأيدي أمام اختفاء البنسلين الذي ينقذ الآلاف من الأطفال المصابين بالحمي الروماتيزمية والذين لا يستطيعون الاستغناء عن حقنة البنسلين شهرياً. يؤكد جورج رأفت صيدلي علي نفس الكلام.. ويضيف: لقد علمنا أن الشركة المنتجة "ساندروز" حاولت تغيير المادة الفعالة للبنسلين والعمل علي تغيير تركيبته تماماً لذلك توقف انتاجها والضحية المريض الصغير الذي لا حول له ولا قوة. يشير موسي فرج الله صيدلي الي أنه يأتي إلينا يومياً العشرات من المواطنين للبحث عن البنسلين وكل مشتقاته ولأنه غير متوفر نضطر أن نقول لهم ذلك فنجد منهم من يبكي خوفاً علي ابنه المريض ولكن ليس بأيدينا أي شيء لأنه لا يوجد بنسلين لا مصري ولا مستورد. أما الآباء الذين تقابلنا معهم فحالتهم توجع القلب يقول عبدالجليل عطية فني معادن: قد حضرت اليوم خصيصاً من محافظة طنطا لشراء حقنة البنسلين من صيدلية الاسعاف بعد أن علمت بتوافرها هناك ورغم أنه كان عندي أمل أن أجدها إلا أن هذا لم يحدث ولم أجدها لذلك أقوم بالبحث منذ العاشرة صباحاً علي الصيدليات في عز الحر. أضاف ابنتي عمرها 11 عاماً وتحصل علي حقنة البنسلين منذ عامين وسوف تستمر الي أن يصل عمرها 18 عاماً هكذا أكد لي الأطباء. يؤكد محمد أحمد عبدالحق حداد: جاء من محافظة الشرقية للبحث عن البنسلين ولكن بدون فائدة فتصريحات المسئولين بوزارة الصحة عن توافر البنسلين فشنك ولا أساس لها. أما محمد عصام عامل فيقول: عندما طلبت مني ابنة عمي أن أبحث لها عن عقار البنسلين لم أكن أتوقع أنني سأدور في حلقة مفرغة لعدم توافره بالصيدليات حيث بحثت في عشر صيدليات دون جدوي. يتحدث يوسف يحيي موظف: في نفس الاطار مؤكداً أن البنسلين اختفي تماماً من الصيدليات رغم عدم وجود بديل له.