أخيرا بدأت تظهر اسرار «خلع» الرئيس السابق عن منصبه، وتبين انه لم «يتخل» بارادته عن الكرسي الذي عشقه طوال 30 عاما، كما نجح في اقناع البعض، وجاء تصريح وزير العدل المستشار عبدالعزيز الجندي بان المجلس الاعلى للقوات المسلحة، والذي انعقد قبل 24 ساعة من قرار «التخلي» المزعوم، هو الذي اتخذ القرار ب«عزل» حسني مبارك، الامر الذي اجبره على اعلان «التخلي» عن سلطاته في اليوم التالي. الامر واضح الآن ان قادة المجلس المحترمين، اختاروا الوقوف الى جانب الشعب، والانحياز الى مطالب «الثورة» المشروعة، وحماية الثوار من بطش مبارك واجهزة امنه، وهو موقف يتسق مع عظمة الجيش المصري واخلاص قادته وضباطه وجنوده.. خير جند الارض. .. والأمر واضح ايضا ان الرئيس «المعزول» لم يستيقظ ضميره فجأة، ولم تسيره عاطفة الابوة في طريق حقن دماء ابناء شعبه، كذلك لم يتخذ القرار «المحترم» بالتخلي عن السلطة من جراء نفسه، وانسياقا لنوازعه النبيلة، بل تم اجباره عنوة ودفعه قسرا للتسليم بارادة الشعب، وسقط قناع «الرئيس الوالد البريء الذي تخلى بارادته عن سلطاته كلها ليحقن دماء شعبه، واختار ان يبقى ليموت على ارض مصر».. وكل هذه المفردات العاطفية التي كاد أن يأسر ألبابنا، ويسحر عقولنا بها، ونجح للاسف في اللعب بعواطف الكثيرين من المصريين والاشقاء العرب، الذين بدؤوا «يعايرون» الثوار ومؤيديهم بان مبارك الرئيس المحترم لم يفعل بمصر ما يفعله علي عبدالله صالح باليمنيين، او القذافي بالليبيين، او الاسد بالسوريين، وشاء الله سبحانه وتعالى ان يكشف الحقيقة للجميع، حتى لا يستمروا ضحايا الخطاب العاطفي للرئيس «المعزول»، وقناعه البريء الذي لم يعد يؤثر في أحد. سر آخر احدث عاصفة من ردود الافعال، وأعتقد انه – اذا ثبتت صحته – سيقلب موازين كثيرة، خاصة لدى المتعاطفين مع مبارك بسبب ما يعتقدون انه موقف انساني كريم ذلك الذي اتخذه ابان الغزو العراقي للكويت، واعني تصريحات العميد متقاعد سعد زايد، الحارس الشخصي لمبارك، واحد قادة الحرس الجمهوري الذي اعلن انه سمع باذنه مبارك وهو يقول لصدام عن غزو الكويت: «خلص بسرعة.. وخد حقك». ورغم ان اثبات صحة ذلك يحتاج الى قرائن ودلائل، وبخاصة ان اثنين من شهود الواقعة لقيا ربهما الملك حسين، وصدام، والاثنان الآخران لا تسمح ظروفهما بالتفكير في الامر – علي عبدالله صالح ومبارك نفسه – الا انني اميل لتصديق الرواية، لان من يبيع شعبه، ويقتل ابناءَه، وينشر الامراض السرطانية بين ناسه، ويضعف بلده وعشيرته،.. لا يتورع عن بيع اشقائه. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 يَاشَبَابْ يَا ثَائِرْ لِوَطنُهْ، إِصْحَى فِيهْ تعَابِينْ عَايْزِينْ مَجَازِرْ مَبِينَا، تِبقَى بِاسْمْ الدِّينْ عَلشَانْ فلولْ النظامْ، تِشْمَتْ وِ تِتشَفّى وِدِوَلْ كِتِيرْ مِ اللئامْ،تِفرَحْ وِ تِتخَفّى وِبعدْ مَ يهِدُّوا ثَوْرَهْ، حَرّرِتْ مَلاَيِينْ هَيعَيِّشونَا فْ ضَلاَمْ، وِ يْخرّبُوا البَسَاتِينْ د.توفيق ماضي (خرّبوا البساتين)