كنت دائما ومازلت أردد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا ضعيت الأمانة فانتظر الساعة). قال السائل : كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: (إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة). والعهد الذي نعيشه في مصر من ثلاثين عاما إنما هو عصر تضييع الأمانة ، وعصر توسيد الأمر إلى غير أهله . فالأمانة ضائعة لأن مصر تنهبها عصابة من الأفاقين والمزورين والكذابين والنفعيين والمنافقين والطبالين والزمارين . والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى . ووسد الأمر إلى غير أهله ، أي تولى الحكم غير الجديرين وغير المؤهلين لقيادة شعب ، بل لإدارة مؤسسة من مؤسسات الدولة على الوجه المطلوب . وأذكر في هذا السياق مثالا واحدا ، يتلخص في إسناد رياسة المجالس القومية المتخصصة لكمال الشاذلي . وكانت البداية دكتور عبد القادر حاتم إلى أن خلفه الدكتور عاطف صدقي رئيس مجلس الوزراء الأسبق خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي ، وبقى في منصبه حتى وفاته .. وكان ذلك من باب التكريم .. وبعد وفاته بقى الكرسي شاغراً لعدة شهور حتى صدر قرار جمهوري بإختيار كمال الشاذلي للإشراف على المجالس المتخصصة .. مما أثار استياء الكثير من المتخصصين ورموز العلم والفكر والسياسة .. فهم يرون أن الشاذلي لا يصلح نهائياً لهذه المهمة .. وكان الأجدر بتوليها أحد العلماء البارزين بدلاً من تحويل المجالس إلى مجرد – جراج واستراحة – للمسئولين . ويرى الدكتور محمد رؤوف حامد "المفكر القومي وأستاذ علم الأدوية بهيئة الرقابة والبحوث الدوائية" أن تعيين كمال الشاذلي مشرفاً على المجالس القومية خير دليل على عدم أهميتها في نظر النظام .. فالشاذلي رجل إجراءات وليس رجل فكر وعلم ، ولا يستطيع الإلمام بكافة البحوث والتقارير التي تعدها المجالس وتوجهها إلى المسار الصحيح لتحسين وتنمية جودة الإنتاج من خلال المجالس الأربعة .. فهي مجمع للمفكرين والعلماء يبدون من خلاله آراءهم ، ويبذلون من علمهم وخبراتهم لصالح الدولة .. فكيف يتولى مهام المجالس رجل تجاوز السبعين .. في الوقت الذي يتطلب من المنصب رجلاً في أوج عطائه الفكري والعقلي للقيام بجولات هنا وهناك للوقوف على حقيقة الأوضاع ، وضمان إعداد التقارير المناسبة والتوصيات المؤدية إلى حلول عاجلة وغير مكلفة ؟ . ********** وأنا أتحدى وزير ثقافتنا الهمام أن يصوغ جملتين باللغة العربية الفصحى ، ربما لأنه يجهل أن اللغة العربية هي عرض الأمة وهويتها ، أوربما لأنه يعتقد أن النطق بالعربية الفصحى دليل على الرجعية والتخلف . ولا عجب في ذلك فكل وزرائنا وقادتنا بينهم وبين اللغة العربية المنضبطة خصام مستحكم . ومما أثار هذا الخاطر في نفسي في مساء الخميس 12 / 11 / 2009 في البرنامج الثقافي رأيت وسمعت بل عشت وزيرة الثقافة الجزائرية وهي في حوار مع مقدمتها ، كانت الوزيرة تتحدث باللغة العربية الفصحى الراقية في تدفق عجيب . ********** وأعتقد أنه ليس هناك من صوَّر الحاكم الدكتاتور كما صوره رسول الله صلى الله عليه وسلم في واحدة من جوامع الكلم نصها " إن شر الرعاء الحطمة " يقول الدكتور عبد الرحمن البر : من هو الراعي الحطمة؟ الحطمة: كالهمزة واللمزة: هو الذي يضرب الناس ولا يرحمهم، وهو مأخوذ من الحَطمْ، أو الحِطمْ، فيقال: راعٍ حُطَمَة، إذا كان قليل الرحمة بالماشية، وهكذا الذي هو قليل الرحمة برعيته من الناس، يقال له راع حُطَمَة، وهو الذي يسوق رعيته سوقًا شديدًا عنيفًا لا رفق فيه، ويأخذهم بالشدة. ويقال: الحطمة هو الأكول الحريص الذي يأكل ما يرى ويقضمه، فإن دأب الإمام الجائر أن يكون سيئ النفس ظالمًا بطبعه، شديدَ الطمع فيما في أيدي رعيته، لا يحرص على نفعهم بقدر ما يحرص على نفع نفسه ولو بظلم رعيته. وهذه الكلمة لم ترد في القرآن الكريم إلا مرتين في آيتين متتاليتين هما الآيه 4 و 5 من سورة الهمزة ، وذلك وصفا لنار جهنم ونصها : وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) أليس العهد الذي نعيش فيه هو عهد الحاكم الحطمة ... وفي مثل هذا العهد تختل السلوكيات ، وتختل معايير الحكم عليها ، فيحتل الباطل موقع الحق ، وتسمى الهزيمة النكراء انتصارا باهرا . وفي إعلامنا للأسف جهاز متكامل للمغالطات والكذب وللتبرير وقد أطلقتُ عليه اسم " مدرسة المستنقع " : فالتراخي أمام العدو يسمى حكمة وبعد نظر ، والاعتقال العشوائي ، ومحاكمة الأبرياء إنما يدل على حرص الحاكم على سلامة الوطن وحمايته له من أعداء الداخل . وتهدر أموال مصر في الشكليات والمظهريات والمؤتمرات المضروبة ، ويبرر ذلك بأنه من قبيل الكرم الحاتمي ، والحرص على إعلاء مكانة مصر على المستوى الدولي . ********** وتأتي مباراتنا مع شقيقتنا الجزائر لتدل على أصالة الاختلال في سياسة حكامنا ، فقبل المباراة شغلت مئات من صفحات الصحف ، وساعات وساعات من البث التلفازي في كل القنوات الداخلية والفضائية ، وذلك شحنا للجماهير ساعد فيه استعمال المصطلحات العسكرية بتوصيف المباراة بأنها معركة ، وأنها ملحمة ، وتحث المواطنين على " الزحف " لا الذهاب إلى الاستاد ، وأنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. وفي أهرام الخميس 12 / 11 / 2009 يكتب صحفي " في ملحمة من ملاحم الشعب المصري تعبيرا عن انتمائه للوطن التى يسطرها التاريخ ، ويتذكرها الأجيال القادمة تلك الملحمة الوطنية التى تجمع كل المصريين بمختلف أديانهم وألوانهم في شتى مدن وقرى ومحافظات مصر ، والتى تنطلق غدا بالدعوات في كل المساجد والكنائس المصرية من أجل صعود المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا 2010 ... الخ . وفي أهرام الجمعة 13 / 11 / 2009 يكتب عاطف حزين : سنفوز عليهم في الغد كما قلنا بالأمس . فنحن الأفضل حتى لو سبقونا ببضع نقاط . ونحن الأقوى ... ونحن أحق وأرقى ... ونحن الأعلم ... اليوم يوم الملحمة سنقولها غدا لكل من يحمل تذكرة وعلم انفخوا أرواحكم وطاقاتكم في لاعبيكم اجعلوا الفارس منهم يساوي ألفا ... اعلموا أن الجزائر ستفوز إذا كان المنافس 11 لاعبا فقط اعلموا أننا سنفوز إذا أصبح لاعبونا 11 ألف لاعب ...الخ ********** وكل ما ذكر من قبل يهون أمام ما نشر في الأهرام بتاريخ 12 / 11 / 2009 تحت عنوان " الدعوات داخل المساجد والكنائس من أجل فوز المنتخب الوطني " .... ” تقديم موعد احتفالات الكنيسة بعيد جلوس البابا من أجل مباراة مصر والجزائر " . واستجاب كثير من خطباء المساجد لهذه الدعوة بعد صلاة الجمعة منهم خطيب مسجد " الدعوة " ومسجد " دار السلام " بالهرم . مع أن خطباء المساجد ممنوعون بأمر زقزوقي من ذكر القدس والمسجد الأقصى ، أو الحديث عن جرائم اليهود في الضفتين وفي غزة . ومن قبيل الشحن المعنوي يذهب الرئيس حسني مبارك إلى الاستاد مساء الخميس 12 / 11 / 2009 ، ويلتقي بالمدرب والمسئولين موجها ومشجعا . وأكثر من ذلك يحضر التدريب الكامل للفريق أي قرابة ساعتين . أما جمال حسني فحضوره مع الفريق لا ينقطع . وأجدني بعفوية وحسن نية أقول لسيادة الرئيس : ياليتك عقدت اجتماعا خاصا ذات يوم في ساعة أو ساعتين مع رؤساء أحزاب المعارضة ، في هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر ، لمعرفة وجهة نظرهم في أحوال مصر ، والمشكلات التي تخنقها . والذي أعلمه أن سيادتكم لم يعقد مثل هذا الاجتماع على مدى ثلاثين عاما . ********** هذا ومن المفروض كأبسط سلوكيات احترام الذات أن يكون الوزير محترما شخصيته ، رافعا رأسه ، دون أن يهوي إلى الدنايا التى لا تليق بالإنسان كإنسان . ولكن السيدة عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة والهجرة قد غابت عنها هذه الحقيقة ، فانحنت مستغرقة في تقبيل يدي السيدة سوزان مبارك بعد كلمة الرئيس مبارك في مؤتمر الوطني ، وقد أثار هذا السلوك استنكارًا برلمانيًّا، حيث علق عليه النائب صبحي صالح (عضو مجلس الشعب) قائلاً: "هذه عينة من مجلس الوزراء، وهذا مارأيناه وما خفي كان أعظم". وكانت لقطات التقطها مصورون فى مؤتمر الحزب قد أظهرت الوزيرة تقبل يدي حرم رئيس الجمهورية ، وتلح عليها فى الحديث ، قبل أن يقوم رجل أمن بإبعادها . أليس ذلك مظهرا من مظاهر الاختلال والتناقض والاهتراء الذي يطبع هذا العهد وقال صالح "إن الوزيرة تعبر عن الحقيقة، فهل تقبل يد ولية نعمتها التي دفعت بها إلى مقعد الوزارة؟ " مضيفًا "وهذا التقبيل يعني محاولة للاستمرار على مقعد الوزراة بعد أنباء التغييرات الوزارية القادمة". واستطرد متهكمًا: "وعلى العموم فإن الوزيرة سواء قبلت اليد أو لا ستحصل على معاش وزيرة بدلاً من معاش عاملة ساقطة إعدادية"!!. ومن عجب أن تدافع الوزيرة الهمامة عن مسلكها المخزي بقولها "... من العيب تناول الموضوع على هذا النحو المسيء للسيدة سوزان مبارك ... ومن الأفضل أن تهتم الصحف بفضايا أكثر أهمية تتعلق بهموم الرأي العام ، بدلا من تركيز الاهتمام على نشر صور لا معنى لها " . وأقول : يا ليتك أيتها الوزيرة المُقبِّلة توجهين حكمتك هذه إلى الكبار جدا الذين تطرفوا ويتطرفون في شحن نفوس شعبنا شحنا ناريا من أجل مباراة . وأمر آخر يخجل منه أي مواطن في مصر مهما انخفض مستواه الاجتماعي وهو أن كبارا من الموظفين وقادة الشرطة اشتروا لأنفسهم مئات من تذاكر المباراة ، وقاموا ببيعها ، أو تكليف من يبيعها لهم في السوق السوداء . فحققوا أرباحا خيالية ذكرت صحيفة العربي الناصري تفصيلاته ، ومن هؤلاء ضابط كبير برتبة لواء . أمر مخجل حقا يصدق عليه المثل العامي الذي يقول " حاميها حراميها " . (انظرالتفصيلات المخجلة في ص 19 من الصحيفة الأحد 15 11 2009 ) ********** وأعود إلي "الشحن" فأقول : إني ما أرى هذا الشحن الناري المتواصل إلا من قبيل الحرص على " الإلهاء " ... إلهاء الشعب وصرف أنظاره عن مشكلاته الحقيقية التى تنهشه نهشا : في التعليم ، والإسكان ، والمرافق ، والمؤسسات ، وما أصاب الأمة من أمراض أخلاقية سلوكية كالإهمال وسلوك الكبار في النهب والسلب والاستيلاء على أملاك الدولة ، وأموال البنوك والهرب بها إلى الخارج . وضياع حقوق فئات كثيرة جدا من أبناء الشعب التي تحاول أن تنال حقوقها ، أو بعضها بالإضراب عن العمل ، والمظاهرات ، والاعتصامات . وذكرني هذا الشحن المتطرف بصورة المرأة الفقيرة التي خلا بيتها من أي طعام ، فصرخ صغارها من شدة الجوع ، فأوقدت النار على إناء فيه ماء وحصى ، وأوهمت الصغار أنها تطهو طعاما حتى ناموا . ثم إني أقول إن هذا الشحن الذي بلغ أقصى مداه أنتج هدفين فقط في مرمى الجزائر ، أي أن فريقنا أصبح متعادلا مع الفريق الجزائري ، ومع ذلك اعتبرنا هذه النتيجة "نصرا رائعا " . وأتساءل بعد ذلك على سبيل الافتراض ما النتيجة التي كان يمكن توقعها لو لم يكن هذا الشحن الملتهب للفريق المصري ؟ . ولقد كدت أتقايأ وأنا أرى في التلفاز بعض المراهقات وقد صبغن وجوههن بألوان العلم المصري ، وقام الحزب الوطني بتوزيع 70 الف على مصري فاخر على المشجعين ، ومن عجب أن هذه الأعلام صناعة صينية . فهل عجزت مصر بمصانعها المشهورة أن تصنع مثل هذه الأعلام ؟! . ********** وأسأل السادة الكبار مذكرا بالقدس والمسجد الأقصى الذي استباحه اليهود لو أن واحدا من رافعي الأعلام المصرية رفع بجانبه علم فلسطين ، ترى ماذا ستفعلون ؟ إن الإجابة معروفة ومؤسفة ، فالمباراة والهتاف لمصر في جنون فاحش أهم من القدس والمسجد الأقصى وفلسطين كلها ، وأهم من كل المشكلات العاتية التي تمزق المواطنين. وكيف نسي الكبار أن مصر تعيش بلا أمن ، وأصبح كل فرد في الشعب يخاف على نفسه ، وعلى زوجته وعلى أبنائه وعلى أمواله من عصابات لا يحصى لها عدد .. عصابات لا تحترم القائمين على النظام ولا المسئولين عن الأمن . ومن غرائب الصدف أن نقرأفي صحف هذه الأيام المواكبة " لملحمة الكرة " أخبار جرائم بشعة لم تعرفها مصر في العهود المسماة " العهود البائدة " . وعلى سبيل التمثيل نقرأفي أهرام الأربعاء 11 / 11 /2009 الخبر التالي : " 8 ذئاب بشرية يخطفون فتاة من مكروباص ويغتصبونها " في جريمة بشعة اغتصب 8 ذئاب بشرية فتاة ، حيث قاموا بمطاردتها وهي داخل مكروباص ، واعتدوا على الركاب ، وخطفوا الفتاة ، وتناوبوا عليها الاعتداء ..." ومن عجب أن تقع هذه الجريمة في بني سويف إحدى محافظات الصعيد . ونقرأ من أيام أن الحكومة الإيطالية قد قضت على " المافيا " بصفة نهائية . أما مصر ف " المافيا " فيها تزداد ، وتتفاقم ، وتكتسب كل يوم جرأة واستهتارا ، مستخدمة كل أنواع الأسلحة . وفي هذا العهد الميمون " جدا " نشأت ما نسميه بالجرائم الأسْرِيِّة ، فنقرأ عن رجل قتل أبناءه أو قتل زوجته ثم انتحر ، وعن أخ قتل أخاه بسبب تافه . ومع ذلك لا تبدي الدولة الاهتمام المطلوب لمكافحة الجرائم بكل أنواعها ، مع أن مصر تملك جهازا أمنيا لا تملكه دولة في العالم حتى الولاياتالمتحدة ، إن مصر تملك جهازا أمنيا من مليون ونصف مليون من رجال الأمن المركزي ، مجهزين تجهيزا كاملا ، ومع ذلك لم نر لهم أثرا في مكافحة الجريمة ؛ لأنهم جميعا موجهون للحفاظ على عرش الحاكم الأعلى ، وعروش القادة والحواريين ، وضرب المظاهرات ، والمعتصمين وطلاب الجامعة ممن ينادي بمناصرة فلسطين وتخليص المسجد الأقصى . وما ذكرته إنما هو قليل يحدث في العهد المباركي ... عهد تضييع الأمانة ، وتوسيد الأمر لغير أهله ... عهد الحاكم الحطمة " شر الرعاء " . ********** وأخيرا ندعو حكامنا بأن يحترموا إرادة الشعب بتحقيق مطالبه العادلة في الحرية والديمقراطية والحصول على الأمان ولقمة العيش . بادئين بإلغاء قوانين الطواريء ، وإعادة الهيبة للدستور والقانون والقضاء ، ومحاسبة اللصوص الذين نهبوا أرض مصر ، وأموال البنوك . وأحب أن أشير في هذا المقام إلى أنني انتهيت من كتابة هذا المقال صباح الثلاثاء 17/11/2009 . أي قبل لقاء الفريق المصري والفريق الجزائري في مباراة التصفية في السودان . وأطلع على صحف اليوم الثلاثاء فأقرأ عنوانا في الصفحة الأولى نصه ( الرئيس يطمئن على المنتخب والفريق يكمل استعداده للمباراة ) . ويأمر بإقامة جسر جوي بين القاهرةوالخرطوم ، ويتكفل الحزب الوطني بتوجيه 2000 من أعضائه إلى الخرطوم على حساب الحزب . ويأتي الأمر أمر سيادي بحمل 2000 مصري إلى الخرطوم لتشجيع الفريق ، فيأمر بوتفليقة بإرسال 10000 جزائري إلى الخرطوم ، وحرارة الانفعال تشتعل ، وأخشى ما أخشاه أن تقع اصطدامات دموية ، يروح ضحيتها مسلمون أبرياء ، وأكرر بيني وبين نفسي قول الشاعر : أرى خلل الرماد وميض نار = وتوشك أن يكون لها ضرام . وكبارنا هم المسئولون عما يصيب شعبينا من خسارات بشرية ، ومادية ، ومعنوية ، ودبلوماسية . وندعو الله أن ينصر من يبذل الجهد بصدق وعزيمة ، وأن يجعل المصريين والجزائريين متحابين ، فالجميع مسلمون وعرب ، وأنعم بالإسلام والعروبة مقرِّبا وجامعا . [email protected]